قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 27 تموز/يوليو 2023 06:49

موعظة في فصل الصيف

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين محمد و على آله و صحبه وبعد:

كان عمر رضي الله عنه يقول:" أكثروا ذكر النار فإنّ حرّها شديد، وإنّ قعرها بعيد، وإنّ مقامعها حديد"، وكان ربما توقد له النار ثم يدني يده منها ثم يقول:" يا ابن الخطاب، هل لك على هذا صبر" هذا و نار الدنيا جزء من سبعين جزءا من نار جهنم نعوذ بالله منها.

ينبغي لمن كان في حرّ الشمس أن يتذكر حرّ جهنم، كل ما في الدنيا يدل على صانعه، ويذكر به، ويدل على صفاته، فما فيها من نعيم وراحة يدل على كرم خالقه، وفضله وإحسانه، وجوده ولطفه، وما فيها من نقمة وشدّة وعذاب، يدل على شدّة بأسه، و بطشه، وانتقامه.

اختلاف أحوال الدنيا من حرّ وبرد، وليل ونهار، وغير ذلك يدل على انقضائها، وزوالها، كان السلف يذكرون النار بدخول الحمام فيحدث لهم ذلك عبادة. وبما يعجل لهم من عقوبات المعاصي في الدنيا، ولو بعد حين من زمن العصيان، وهذا من نفحات الجحيم المعجلة لهم، ثم ينقلبون بعد هذه الدار إلى أشد من ذلك، وأضيق، ولذلك يضيق على الواحد منهم قبره، حتى تختلف فيه أضلاعه، ويفتح له باب إلى النار، فيأتيه من سمومها، قال تعالى:{ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى}ص 124، ورد في تفسيرها أنها عذاب القبر، ثم بعد ذلك يصيرون إلى جهنم و ضيقها أعوذ بالله، قال تعالى:{ و إذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا. لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا و ادعوا ثبورا كثيرا}13.14 الفرقان.

أما الأجسام المشاهدة في الدنيا المذكرة بالنار فكثيرة، منها الشمس عند اشتداد حرها، وقد روي أنها خلقت من النار وتعود إليها.

كان بعضهم إذا رجع من الجمعة في حرّ الظهيرة يذكر انصراف الناس من موقف الحساب إلى الجنة أو النار، فإن الساعة تقوم في يوم الجمعة، ولا ينتصف ذلك النهار حتى يقيل أهل الجنة في الجنة، و أهل النار في النار، وينبغي لمن كان في حرّ الشمس أن يتذكر حرّها في الموقف، فإن الشمس تدنوا من رؤوس العباد يوم القيامة و يزاد في حرّها، و ينبغي لم لا يصبر على حرّ الشمس في الدنيا أن يجتنب من الأعمال ما يستوجب على صاحبه دخول النار، فإن لا قوة لأحد عليها، ولا صبر، قال قتادة، وقد ذكر شراب أهل النار وهو ماء يسيل من صديدهم من الجلد و اللحم، فقال:" هل لكم بهذا يدان، أم لكم عليه صبر، طاعة الله أهون عليكم يا قوم، فأطيعوا الله و رسوله.

عذّب الله قوم شعيب بالظلة، روي أنه قد أصابهم حرّ أحذ بأنفاسهم، فخرجوا من البيوت إلى الصحراء، فأضلته سحابة فوجدوا لها بردا، فاجتمعوا تحتها كلهم، فأمطرت عليهم نارا فأحرقوا كلهم، فكل هذه العقوبات بسبب المعاصي، وهي من مقدمات عقوبات جهنم وأنموذجها.1

في عصرنا توجد الزلازل، و الفياضانات، والخسوفات، و الأعاصير، المتقي يتعظ بها و يخاف، ويعلم أنها عقوبة، وغير المتقي لا يلين قلبه، ويقول هذه مسائل طبيعية، من الذي قدّر أن يكون هذا السبب الطبيعي في هذا الوقت المعين في هذه الأمة المعينة وفي هذه البقعة المعينة؟ إلاّ الله عزّ وجل، المعصية مكتوبة، و الزمن مقرر، والمكان مقرر من قديم، في الأزل، ومع ذلك لو اهتدوا لرفعنا عنهم

العذاب، كما رفع عن قوم يونس، قال تعال:{فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلاّ قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا و متعناهم إلى حين} يونس .98

المواعظ الشرعية التي تكون بالوحي، أو المواعظ التي تكون بالفعل و التقدير، هذه لا ينتفع بها إلاّ المتقون المؤمنون بالله، أما غيرهم فلا ينتفعون بها قال تعالى:{و إن يرو كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم} الطور44.

رب اجعل هذا الصيف بردا و سلاما علينا يا أرحم الراحمين.

المقالة مقتطفة من " لطائف المعارف فيما لموسم الصيف من الوظائف" لابن رجب رحمه الله، وشرح ابن عثيمين رحمه الله لسورة البقرة.

قراءة 300 مرات

أضف تعليق


كود امني
تحديث