قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 28 آب/أغسطس 2023 10:50

(أولئك مبّرّؤون مما يقولون )

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

جيش النبيّ – صلى الله عليه و سلم – يرتحل إلى المدينة بعد غزوة بني المصطلق، و ذلك في شعبان عام خمس للهجرة و يدخل الرسول بجيشه المدينة لهلال رمضان المبارك من ذلك العام ، و حين أذن باللرحيل الى المدينة يحمل هودج عائشة أم المؤمنين و يوضع على جمل و لا يلتفت الرجال إلى خلوّه من صاحبته، التي خرجت مع رسول الله – صلى الله عليه و سلم – مجاهدة في سبيل الله، و قد ابتعدت عن موقع الجيش لبعض حاجتها، و تعود إلى المكان لتجده و قد خلا من الجيش، و تدرك أنّهم قد ارتحلوا و أنّهم سيفتقدونها و يرجعون إليها، فتلتف بعباءتها و يغلبها النوم،
و تستيقظ على صوت يسترجع صاحبه قائلاً: “إنّا لله و إنّا إليه راجعون، أظعينة رسول الله؟”، و ينيخ النّاقة فتركبها عائدة إلى المدينة المنوّرة دون أن يكلمها بكلمة، و هناك في أوكار المنافقين ثمّة رجل موتور، في قلبه نار حقد دفين، و على عينيه غشاوة من بريق الذهب و الخرز الذي كان ينظم تاجا لملكه قبل هجرة الرسول – صلى الله عليه و سلم- و أصحابه إلى المدينة، فهو يرى في محمد سالباً لملكه، و لا يراه نبياً مبعوثاً برحمة الله إلى العالمين، لقد علا صوت التاج في نفسه على صوت الحق و الإيمان، فدخل في دوّامة النّفاق، و قعد للمؤمنين بالمرصاد، فهو مثبّط مكذّب مرجف، خوّاض في الأعراض بالبهتان، و حوله زمرة ممّن أعماهم الضّلال فساروا في ركاب زعيم النّفاق ” عبد الله بن أبيّ بن سلول” و عائشة تدخل المدينة على جمل صفوان بن المعطل – رضي الله عنه -، و ابن سلول يراها فرصته لإلحاق الأذى بنبي الإسلام و دولة الإسلام، و ينطلق فحيح لسانه الأفعواني يرجف في المدينة، و تهيم حشراته النافثة بالسمّ تقذف عائشة الطاهرة، و تتهمها بالفاحشة إفكاً و زوراً، و تنطلق الألسن الحاقدة بحديث الإفك، و تتبعها الألسن الخرقاء، تلك التي تتلقّف القول و تشيعه دون أن تمرّره على القلوب، أو أن تتريّث لتستيقن صدقها من كذبها، فتهلك دون أن تحسّ و تتردّى في مهاوي الكبائر دون شعور و يبلغ الأمر رسول الله – صلى الله عليه و سلم – و يتزامن الخوض فيه مع مرض عائشة الطاهرة و إقامتها في بيت والديها لحاجتها للرعاية، و هي غافلة لا تدري بما يتخوّض به المنافقون و المستغفلون على حد سواء، و تنكر من زوجها المحبّ المشفق جفوته و تشاغله عنها في مرضها، و ما تدري بالحزن الذي يسكنه، و قد طعن فيها و هي أحب النّاس إليه، و يبلغها الأمر فتبكي و تتألم و ترجو ربّها أن يبرأها، فهي تعلم أنّها بريئة و توقن أن الله لا يرضى لها الظلم و لا لرسوله المذلّة، و تنتظر الطيّبة البراءة، و تترقّب المدينة ما ستنجلي عنه الفرية، و يعلو صدر بن سلول و ينتفخ كبرياء و صلفاً و نفاقاً، و ينفث سمّه في كل أرجاء المدينة و قد ظنّ أنها القاضية على محمد،
و لكن هيهات لك أيها المأفون، فلتستمع إلى ما نزل فيك من القرآن، و قد وصمك إلى يوم القيامة بأنّك أفّاك أثيم: ( إنّ الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرّ لكم بل هو خير لكم، لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم و الذي تولّى كبره منهم له عذاب عظيم) فانكسرت شوكتك يا بن سلول، و لعنت في الدنيا و الآخرة في كتاب الله.
و هناك في بيت الصدّيق ترقد عائشة محمومة مكلومة الفؤاد، و قد أخبرتها أم مسطح بما يخوض به النّاس بشأنها، و تستنكر أم المؤمنين البريئة أن يتحدّث النّاس في مدينة رسول الله بالإفك عن زوجة نبيهم – صلى الله عليه و سلم -، فتقول “سبحان الله أو يتحدّث النّاس بهذا؟” أجل يتحدّث النّاس بهذا يا أم المؤمنين حين ينسون في لحظة ما أن يحتكموا إلى قلوبهم المؤمنة، و إلى قانون أخوّة الإسلام النبيل، حيث ينزل المرء أخيه بمنزلته و يظن به ما يظن بنفسه: ( لولا إذ سمعتموه ظنّ المؤمنون و المؤمنات بأنفسهم خيراً و قالوا هذا إفك مبين)
يتحدّث النّاس بهذا حين لا يميّزون بين المؤمن و المنافق، و حين يتلقون الكلمات من المنافقين دون وعي و لا إنكار ولكنّ الله الذي يعلم ما يخفيه قلبك الطاهر وما تعلنه جوارحك البارّة النقيّة، ويعلم ما يحزن رسوله الكريم وهو يسأل أصحابه في شأنك، و كلّهم يراك ابنة الصدّيق و زوج رسول الله الطاهرة، و ها هو عمر يقول: ” يا رسول الله من زوّجكها؟ فيقول – صلى الله عليه و سلم-: ((الله)) قال عمر: أفتظنّ أنّ ربّك قد دلّس عليك فيها؟ (سبحانك هذا بهتان عظيم)، يعلم الله كل هذا و أكثر فينزّل فيك قرآناً يتلى إلى يوم القيامة، و ما كنت ترين نفسك عند الله ذات شأن لينزل فيك قرآناً، و لكنّها رحمة الله و فضله و براءتك تتنزل في سورة تحمل اسم الله المنير المشرق بالرحمة و العدل (النور)، (و الطيبات للطيبين و الطيبون للطيبات أولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة و رزق كريم) يا أمنا الطاهرة ابن سلول يعود اليوم من جديد يقول فيكِ ما قاله قبل قرون و نحن أبدا نبرؤ إلى الله مما يقولون، و أبدا نظل نقول فيكِ ما قاله ربنا في كتابه (الطيبات للطيبين) و رسول الله الطيّب و أنت الطيبة يا أم المؤمنين.

الرابط : https://www.ajlounnews.net/articles/%d8%a3%d9%88%d9%84%d8%a6%d9%83-%d9%85%d8%a8%d9%91%d8%b1%d9%91%d8%a4%d9%88%d9%86-%d9%85%d9%85%d8%a7-%d9%8a%d9%82%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86/

قراءة 244 مرات آخر تعديل على الإثنين, 28 آب/أغسطس 2023 15:23

أضف تعليق


كود امني
تحديث