قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 27 آب/أغسطس 2023 21:06

أحبوا لكن ابقوا مسلمين

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين محمد و على آله و صحبه أجمعين و بعد:

قال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: " افهموا الحب بمعناه الواسع الذي يشمل كل ما هو حق، و خير و جميل، لا المعنى الضيق، العقيم الذي لا يجاوز حدود جسم امرأة، أحبوا لكن ابقوا مسلمين".

الحب ينقسم إلى ثلاثة أقسام: الحب الواجب؛ و هو حب الله، الحب المباح، و الحب المحرم منه التعلق بغير الله، مثل التعلق بهواك و اتباعه.

المسلم يكون فرحه و أنسه بالله عزّ و جل. نحن بحاجة إلى أن نحب و نُحب.

في وسائل التواصل تبدأ المرأة تتحدث إلى رجل على سبيل التسلية و المزاح، هذه خطوة أولى ثم تتبعها خطوات أخرى، ثم تبدأ تنتقل المحاداثات من مزاح إلى مواضيع أكثر خصوصية، و هكذا تجد الفتاة أنها سلمت وقتها و قلبها في طريق محرم، و الشيطان يزين مثل هذه الأمور، و ينقلك من خطوة إلى خطوة دون أن تشعر بذلك، ضروري أن يقطع الشر من أوله، و لا تقولين أنا لا يستطيع أحد أن يخدعني، و أنا لا أتعلق بأحد، ما تقومين به الآن من مزاح و تسلية بغض النظر عمّا سيكون هو أمر محرم، و مع الأسف هذه الظاهرة انتشرت، و أصبحوا يفاخرون بها و العياذ بالله، و الأدهى و الأمر أنهم يقولون أن نياتنا صادقة، و نحن نطمح للزواج، و لكن الغاية لا تبرر الوسيلة، لا يعقل أن ترتكب ذنب بنية خير، إذا كنت صادقا فاذهب مباشرة، تقدم إليها، اجعل دقة القلب تتبعها دقة الباب، دون فواصل، و إلاّ فهو حب غير شريف، و لا عفيف و لا يمت للإسلام بصلة.

حتى تحفظ قلبك من أن يسلك مسار الشيطان، اقطع خطوات الشيطان، اقطع طرق الشر من أوله، و إن رأى الله منك صدق مجاهدة، و رغبة حقيقية في التقرب إليه، سيهديك و يحفظك من كل سوء قال

تعالى:{ و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و إنّ الله لمع المحسنين}العنكبوت 69.

بعض الفتيات يكلمون الشباب عبر هذه الوسائل بحجة عدم وجود العطف و الحنان في محيطهن من قبل أسرهن، و أنا أقول لكل فتاة هل يعقل أن ترخسين نفسك، و تحطين من قدرك، و تشبهين بنات الشوارع، من أجل أن أخوك فعل كذا، و أختك فعلت كذا، هناك حلول كثيرة يمكن أن يلجأ إليه المرء، لكن لا تجعلي ارتكابك للذنوب حلولا لمشاكلك، الذنوب لا تحل المشكلات، و إن كان للأهل دور كبير للعطف و الحب و الاحتواء، إلاّ أن مشكلتنا الكبيرة أننا لا نستشعر محبة الله، القلب فارغ لهذا يسهل اصطيادك،

أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى           فصادف قلبا خاليا فتمكنّ

قال بن قيم الجوزية رحمه الله :"سئل أحد العلماء عن العشق فقال: قلوب غفلت عن ذكر الله فابتلاها الله بعبودية غيره.

نحن منذوا الصغر نتعلم العبادات بالجوارح، لكن لا نتعلم العبادات القلبية و نفعّلها، مثلا في الصلاة نحفظ جميع الأركان و الواجبات، و السنن، لكن لا نستشعر أنها صلة بينك و بين الله، أنك في هذه اللحظة تتحدث مع الله، و أنك تتواصل معه عزّ و جل في كل يوم، و تستطيع أن تخبره بحوائجك، و أمنياتك، فهو يجيبنا و يتفضل علينا بكل النعم التي نتقلب فيها منذوا أن كنّا في بطون أمهاتنا, المؤمن الحقيقي قلبه يدور حول ما يحب الله تعالى. و الأعظم من ذلك أنه في سكرات الموت يستبشر، يرى أن الموت وسيلة تقربه من ربه، كما قال سعد بن معاذ و هو في سكرات الموت:" أقبض قبضتك فوا الذي نفسي بيده أنك تعلم أنّي أحبك".

الذي ينبغي أن يكون في القلب هو الله تعالى، يعرض المسلم عن المخلوق إلى الخالق، من المربوب إلى الرّب، عن الضعيف إلى القوي، عن الذي لا ينفع و لا يضر إلى الذي ينفع و يضر.

محبة الله تعال هي محبته و محبة ما يحب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:{ ثلاث منكنّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله و رسوله أحب إليه ممّا سواهما، و أن يحب المرء لا يحبه إلاّ لله، و أن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقده الله منه، كما يكره أن يلقى في النار} و هذه الثلاثة واجبة فإن قصّر فيها فهذا مؤثّر في الإيمان، و اللذة دليل على وجود هذا الشيء، و تكون عقيب هذا الشيء، و إذا تحقق الإيمان تحدث اللذة بعده.

محبة الله و رسوله واجبة، و بعد وفاته صلى الله عليه و سلم دليل محبته اتباعه، و ليس الغلو فيه و انشاد القصائد.

إذا أحب العبد ربه أحبه الله تعالى، لأن الجزاء من جنس العمل، يجب أن تتقدم محبتهما على محبة كل أحد، يقول الله عزّ و جل:{ قل أن كان آباؤكم و أبناؤكم و إخوانكم و أزواجكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله و رسوله و جهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره و الله لا يهدي القوم الفاسقين} 24 التوبة، توعدهم الله تعالى، لهذا فإن محبة الله و رسوله أحب إلى العبد من سواهما، قال صل الله عليه و سلم:{ و الذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده و ولده و الناس أجمعين} أخرجه البخاري.

المحبة لا تتحقق إلاّ بموالاة المحبوب، المحب يتشبه بمن يحب، أمّا المحبة الصادقة لله هي ذكر الله و تعظيمه و طاعته، و إذا صلح القلب بالمحبة صلحت الجوارح.

هذا و الله أعلم و الصلاة و السلام على نبينا محمد وعلى آله و صحبه ومن والاه,

قراءة 288 مرات آخر تعديل على الأحد, 27 آب/أغسطس 2023 21:28

أضف تعليق


كود امني
تحديث