قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 22 آب/أغسطس 2023 07:10

إن الله يكلمني

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الساعة الآن الثالثة فجرا، إنه موعدي مع الله، لم أجد بدا من التحدث إليه.

هو الرّجاء لرفع النّازلاتِ بنا

إِذْ يكْشرُ الدَّهْرُ عَنْ اَنْيَابِهِ الْعُضَلِ

توقيت الأشياء هو من يجعل لها قيمة عظيمة في قلوبنا و هو من ينزعها.. لا قيمة لوصولكم الآن و قد مللنا الانتظار مدة طويلة..

خاطبني ربي:

قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) (الزمر) هكذا يكلمني الله في كتابه العظيم؛ فأشعر أنني لا زلت طفلا فهل تصبح الطفولة عائقاً أمام سيرورة تفرد الطفل بمناجاة ربه؟

جميعنا نحتاج الى براءة الطفولة أمام عزته، جميعنا نحتاج إلى الخروج من طور الدنيا و خطط الحياة المزينة إلى طور العيش مع الله في ملكوته.

أواه، إني عصيت ربي؟!

هناك من سول له الشيطان أنه ذو فكر، و لكن هناك فرق كبير بين الطهر الفكري و العهر الفكري، فالأول يعود إلى استقامة المرء الشخصية، و فضله و عمله الدؤوب للارتقاء بمن حوله في المجتمع، أما الثاني فهو يعود إلى التخبط و الخروج عن الثوابت و الكليات و التمسك بالمتغيرات في طابع تنظيري فلسفي. أما الفرق بين الكفر و الفكر أن الأول ينتج من تغييب العقل و الفؤاد و عمى البصيرة، أما الثاني فهو يعني تماما فحص الأفكار بشكل متوازن و مكثف و بشكل منطقي في تدبر خلق الله.

الحماقة هي عادة ما تكون تفسيراً كافياً للأخطاء البشرية، و لكن التمادي في الحماقة درب من الجنون، و لا يمكننا أن نتوقف عن ملاحقة أهواءنا في صقيع الليالي الباردة دون كبح أنفسنا؛ فقد أمسى كل منا ساريا مسافرا إلى ما لا ينفع ، مجرد هوى يقود الى الهاوية، لذا فلا ضرورة لنظريات الانفتاح التي تتطلب تنازلات كبيرة قد تكون محتملة أو غير محتملة!.

لماذا نتسم بالسذاجة التي جعلتنا ننقاد للشيطان الذي تآمر لخلق نوع من البشر الذي يمكن استغلاله، استغلال الذين يمكن حتى أن يشعروا بفخر زائف في عبوديتهم لسلع الدنيا الزائلة. إن القصة في جوهرها بسيطة تتضمن الخطوة الأولى خداع الناس بالاعتقاد أن وفرة من يكونوا و ما ملكوا هو شيء واحد و الخطوة الثانية حرمان الناس من عبودية خالقهم الواحد الأحد.

أما خطوة الشيطان الثالثة هي تجهيل اكبر عدد ممكن من الناس بقيادتهم إلى الضلال على الرغم منهم، و بمعنى آخر جعلهم مدمنين و ذلك بمطاردتهم يوميا و تزيين الباطل لهم، أما الخطوة الأخيرة فتتطلب أن يضفى كره الحق صبغة فلسفية بادعاء الثقافة و العلم عن طريق إيقاع عدة أجيال من ممن يفرحون بوصفهم مثقفين.

لغة القرآن فلسفية، هكذا يدعون، أؤيدهم حسب عقلي الضئيل، لكن أهي فلسفة كما ابتدعها الكثيرون من البشر مثل هيجل و كانط؟

الفلسفة الوضعية للبشر في غالبية أفكارها ليست مفهومة، مجرد رصف لكلمات أظن صاحبها لا يفهمها، قد تكون بسبب حالة نفسية مزرية أصابت من كتبها و من طرح فكرها، أما لغة القرآن فإن كانت فلسفية فهي واضحة لكل الأطياف.

إن الله عزت قدرته يخاطبنا أولا في أنفسنا، حقائق لا تجد فيها مجالا للشك، ثم يخبرنا عن قصص الأولين و عن خلق السموات و الأرض و خلق الكون، و ما من أحد تأمل آيات الله و لم يدرك قدرته، كتاب الله مبين.

إن الأخلاق الطبيعية المحترمة في عمقها الديني الذي يحركها يمكن أن تكون في مواجهة مبادئ أخلاق مؤسسات جل همها ترسيخ البعد عن الله و تقوية الايمان - بالتسامي كما يدعون الذي لا بد أن ينقلب على عقبيه و يقود لا محالة الى الاعتراف أن المبادئ الطبيعية من عند الله و قد تم نحتها في قلوبنا انطلاقا من رجائنا للخلاص.

إن العبد الأخلاقي المؤمن لا يستطيع أن يفعل شيئا على نحو طبيعي و مألوف دون أن يحارب الصراعات الداخلية مع الرغبات الشريرة.

الايمان يكون حينما يؤمن المرء بأن الدنيا ليست حلما لكنها جسد حي مآله الزوال، و أن السمع و البصر و الفؤاد لا تكذب، و أن الدنيا التي عرفتها كحديقة و وقفت عند بوابتها عندما خرجت إليها سوف تقفل تلك البوابة يوما في وجهك لتنتقل بعدها من خلال سرداب طويل يسمى البرزخ، و لن يمكنك الدخول اليها مرة أخرى لكنها ستبقى موجودة حقا دونك.

لو أننا نظرنا بوضوح أكثر، بحكمة أكبر لرأينا في حديقة العالم الزائل زهورا كثيرة جديدة، و لكنها تذبل ثم تموت، العين لا تخدعنا بل تخدعنا النفس؛ فلا شيء فيها سوى ما يتراءى لنا، لكن الكثيرين بالتأكيد بلا أمل، يعتقدون أن المرء حالما يستدير فإن كل العالم يتوقف فورا بعده عن الوجود كما لو أن أيدي لصوص اختطفته!!

قراءة 309 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 22 آب/أغسطس 2023 18:48

أضف تعليق


كود امني
تحديث