لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار
"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"(عمر بن الخطاب)
مقولة قالها الخليفة الراشد في موقف معين لإنصاف أحد النصارى من ظلم أحد أبناء عمرو بن العاص وكان هذا الإنصاف إنسانيا منطلق من تعاليم الإسلام الذي يحض على احترام حرية البشر في حياتهم.
مع الأسف استغل المهرطقون هذه المقولة وأخذوها الى منحى آخرا فأولوها على أن الانسان مخير في اعتناق الدين الذي يحب فهل يجوز للمسلم أن يتنصر أو يتهود أو يلحد؟
إنها دعوة صريحة للردة، خريف مهلهل القسمات يدعون إليه.. حرية زائفة ومَنْظر مُتقلِّب فاق كل التغييرات، سواد يتناسل قطران وصدأ، أنفاس تلهث متعبة نحو اللاشيء تغلق كلّ الطرق، وخطوات ترتبك على أول الخطى لآخر الدرب العتيق، عمر يسارع الخطو نحو نهاية النهاية؟
" هونوا عليكم؛ فالهون طريق الحكماء الواعين، تتريث بنا الخطو ليس من كسل لكنها الخطى على الدرب السليم تستعين بالعقل السديد، كونوا عابري الليل نحو السماء خيطوا بقلوبكم الخطوات.. هي فقط من تهديكم الدرب وتأخذكم أبعد ما تتخيلون في ملكوت الله"
عبر عقود من الزمن ظهرت عقول مفكرة تدون رأيها بكل ثقة فيما تلاحظه من حركات وظواهر مجتمعية وما تسجله من تفاعلات فكرية مع الواقع وما يفترض أنه المستقبل..لم يمر زمن على كتابات هذا الصنف من العباقرة في زمانهم هذا الا وجذبت اهتمام الشغوفين لفهم حقيقة الوجود فكانت محاور تفكيرهم صالحة لعديد من السنوات القادمة وهو ما استشفه المطالعون عن قرب لكتب بعض منهم مثل المفكر مالك بن نبي ومحمد اقبال وعلي شريعتي ،ولا يتسع المجال لأن ننقل تجربة كل مفكر على حدة لنضع نقاط التشابه والالتقاء والتي أغلبها كانت تلتقي في مسألة القيم والنظرة لما يدور حول الانسان ؛فكلهم اتفقوا في فكرهم على أنه دين واحد ولا يجوز للمسلم تغيير دينه أو الارتداد عنه.
محمد اقبال المفكر الباكستاني قد اقتحم عالم التحديث وهو من طلب العودة الى روحانيات الإسلام والعودة للأفكار الأساسية له ، وأن يتم تغذيتها بالفلسفة العالمية التي تدعو الى الذاتية، فالتجديد يقرنه بالمعرفة العالمية ،كما نادى بالاجتهاد في أن يكون على مستوى التشاور مع علماء الدين وضرورة الاجتهاد للوصول الى حلول جديدة يغذيها الفكر الإسلامي حتى تكون بنت عصرها، وهذا الاجتهاد يمكن أن يأتي به الإسلام للرد على الفلسفة المادية الطاغية للغرب، وهو ما يوضح شدة تعلق الشباب بكل ما هو دخيل .نما الولع بالحضارة المعولمة بتقنيات التحديث المناقضة للقيم والمبادئ الإسلامية لتحول مجرى الحياة الى عالم المادية والالحاد أكثر منه الى الواقعية من الوجودية الإنسانية، وهي توحيد الله وإفراد العبودية له.
وهي وصية محمد اقبال في الابتعاد عن الالحاد المادية، ونفس الشيء نجده في كتابات المفكر الجزائري مالك بن نبي الذي صب اهتمامه في القيم وأخلاقيات الفرد في مقولة شهيرة له:
"لا يقاس غنى المجتمع بكمية ما يملك من أشياء، بل بمقدار ما فيه من أفكار"، مقولة تنسب لمنظر النهضة الإسلامية وشاهد القرن مالك بن نبي الذي بقيت كتاباته منبعا لاستخلاص القيم بمفهوم العالمية والموضوعية، ولم تكن حكرا على مجتمع معين أو بحقبة زمنية معينة والدليل في ذلك هو تتلمذ الناس من كل بلاد على فكره الذي بقي صالحا في كل زمان ومكان.
دعونا نهرطق قليلا، مدربة في مجال الأنوثة؟
لا أعلم كيف تتدرب الأنثى على صفات الأنوثة حتى يكون هناك مدربة لها، أليست الأنوثة طبيعة الأنثى التي فطرها الله عليها.
أتفق مع مفهوم مدربة أنوثة لكن لمن؟
إنها للإناث اللائي لم يعدن إناثا في هذا العالم الفوضوي غير المثير للاهتمام حقاً. ولو كن يعرفن كل شيء عن كل شيء فإن أهميته – التدريب على الأنوثة -ستتضاءل وتخمد لأنها درب من الهرطقة، ألا تعتقدون ذلك؟
لن يكون فيه مجال للخيال ولا كان، فأنا أعترف أني شخص غبي في مجال تعليم الأنوثة لأني لا أعلم قواعدها التي وضعها المهرطقون الغرباء، وأرفض تقليل الاحترام، أرفض الاستخفاف بالعقول وأرفض التمادي والوقاحة.
ليست الغربة غربة الأفكار أو الشخصيات، انما الغربة الحقيقية هي غربة الابتعاد عن الحقيقة من مصادرها الأصيلة، إذ يُعتبر علماء الفكر الحر مصابيح يجب الاستنارة بنورها في سبيل الاهتداء إلى حقائق الظواهر والقضايا والأحداث، حتى لا يبقى الغموض يكتنف العقول ويترك مجالا للتساؤل دائما خاصة لمن توقف في محطة ما يبحث له عن معرفة جذرية لمصدر القيم، هل هي مستمدة من نصوص القرآن الكريم في فحوى آياته، أم هي شيء يتربى عليها الناس مع الوقت وبالاكتساب؟
جهل الوقائع التي باتت تتنوع وتختلف اليوم أكثر من أي وقت مضى بسبب سرعة التكنولوجيا وظهور البيولوجيا الراغبة في التغلغل في المشهد الحياتي بإضافات جديدة لسيرورة ظاهرة الفايروسات والأوبئة التي شكلت تهديدا لحياة البشرية، وهذا ما لم يكن في الحسبان، ولكن علينا أن نعلم أن طفيليات الفكر أشد فتكا من أوبئة الجسد.
مقولة قالها الخليفة الراشد في موقف معين لإنصاف أحد النصارى من ظلم أحد أبناء عمرو بن العاص وكان هذا الإنصاف إنسانيا منطلق من تعاليم الإسلام الذي يحض على احترام حرية البشر في حياتهم.
مع الأسف استغل المهرطقون هذه المقولة وأخذوها الى منحى آخرا فأولوها على أن الانسان مخير في اعتناق الدين الذي يحب فهل يجوز للمسلم أن يتنصر أو يتهود أو يلحد؟
إنها دعوة صريحة للردة، خريف مهلهل القسمات يدعون إليه.. حرية زائفة ومَنْظر مُتقلِّب فاق كل التغييرات، سواد يتناسل قطران وصدأ، أنفاس تلهث متعبة نحو اللاشيء تغلق كلّ الطرق، وخطوات ترتبك على أول الخطى لآخر الدرب العتيق، عمر يسارع الخطو نحو نهاية النهاية؟
" هونوا عليكم؛ فالهون طريق الحكماء الواعين، تتريث بنا الخطو ليس من كسل لكنها الخطى على الدرب السليم تستعين بالعقل السديد، كونوا عابري الليل نحو السماء خيطوا بقلوبكم الخطوات.. هي فقط من تهديكم الدرب وتأخذكم أبعد ما تتخيلون في ملكوت الله"
عبر عقود من الزمن ظهرت عقول مفكرة تدون رأيها بكل ثقة فيما تلاحظه من حركات وظواهر مجتمعية وما تسجله من تفاعلات فكرية مع الواقع وما يفترض أنه المستقبل..لم يمر زمن على كتابات هذا الصنف من العباقرة في زمانهم هذا الا وجذبت اهتمام الشغوفين لفهم حقيقة الوجود فكانت محاور تفكيرهم صالحة لعديد من السنوات القادمة وهو ما استشفه المطالعون عن قرب لكتب بعض منهم مثل المفكر مالك بن نبي ومحمد اقبال وعلي شريعتي ،ولا يتسع المجال لأن ننقل تجربة كل مفكر على حدة لنضع نقاط التشابه والالتقاء والتي أغلبها كانت تلتقي في مسألة القيم والنظرة لما يدور حول الانسان ؛فكلهم اتفقوا في فكرهم على أنه دين واحد ولا يجوز للمسلم تغيير دينه أو الارتداد عنه.
محمد اقبال المفكر الباكستاني قد اقتحم عالم التحديث وهو من طلب العودة الى روحانيات الإسلام والعودة للأفكار الأساسية له ، وأن يتم تغذيتها بالفلسفة العالمية التي تدعو الى الذاتية، فالتجديد يقرنه بالمعرفة العالمية ،كما نادى بالاجتهاد في أن يكون على مستوى التشاور مع علماء الدين وضرورة الاجتهاد للوصول الى حلول جديدة يغذيها الفكر الإسلامي حتى تكون بنت عصرها، وهذا الاجتهاد يمكن أن يأتي به الإسلام للرد على الفلسفة المادية الطاغية للغرب، وهو ما يوضح شدة تعلق الشباب بكل ما هو دخيل .نما الولع بالحضارة المعولمة بتقنيات التحديث المناقضة للقيم والمبادئ الإسلامية لتحول مجرى الحياة الى عالم المادية والالحاد أكثر منه الى الواقعية من الوجودية الإنسانية، وهي توحيد الله وإفراد العبودية له.
وهي وصية محمد اقبال في الابتعاد عن الالحاد المادية، ونفس الشيء نجده في كتابات المفكر الجزائري مالك بن نبي الذي صب اهتمامه في القيم وأخلاقيات الفرد في مقولة شهيرة له:
"لا يقاس غنى المجتمع بكمية ما يملك من أشياء، بل بمقدار ما فيه من أفكار"، مقولة تنسب لمنظر النهضة الإسلامية وشاهد القرن مالك بن نبي الذي بقيت كتاباته منبعا لاستخلاص القيم بمفهوم العالمية والموضوعية، ولم تكن حكرا على مجتمع معين أو بحقبة زمنية معينة والدليل في ذلك هو تتلمذ الناس من كل بلاد على فكره الذي بقي صالحا في كل زمان ومكان.
دعونا نهرطق قليلا، مدربة في مجال الأنوثة؟
لا أعلم كيف تتدرب الأنثى على صفات الأنوثة حتى يكون هناك مدربة لها، أليست الأنوثة طبيعة الأنثى التي فطرها الله عليها.
أتفق مع مفهوم مدربة أنوثة لكن لمن؟
إنها للإناث اللائي لم يعدن إناثا في هذا العالم الفوضوي غير المثير للاهتمام حقاً. ولو كن يعرفن كل شيء عن كل شيء فإن أهميته – التدريب على الأنوثة -ستتضاءل وتخمد لأنها درب من الهرطقة، ألا تعتقدون ذلك؟
لن يكون فيه مجال للخيال ولا كان، فأنا أعترف أني شخص غبي في مجال تعليم الأنوثة لأني لا أعلم قواعدها التي وضعها المهرطقون الغرباء، وأرفض تقليل الاحترام، أرفض الاستخفاف بالعقول وأرفض التمادي والوقاحة.
ليست الغربة غربة الأفكار أو الشخصيات، انما الغربة الحقيقية هي غربة الابتعاد عن الحقيقة من مصادرها الأصيلة، إذ يُعتبر علماء الفكر الحر مصابيح يجب الاستنارة بنورها في سبيل الاهتداء إلى حقائق الظواهر والقضايا والأحداث، حتى لا يبقى الغموض يكتنف العقول ويترك مجالا للتساؤل دائما خاصة لمن توقف في محطة ما يبحث له عن معرفة جذرية لمصدر القيم، هل هي مستمدة من نصوص القرآن الكريم في فحوى آياته، أم هي شيء يتربى عليها الناس مع الوقت وبالاكتساب؟
جهل الوقائع التي باتت تتنوع وتختلف اليوم أكثر من أي وقت مضى بسبب سرعة التكنولوجيا وظهور البيولوجيا الراغبة في التغلغل في المشهد الحياتي بإضافات جديدة لسيرورة ظاهرة الفايروسات والأوبئة التي شكلت تهديدا لحياة البشرية، وهذا ما لم يكن في الحسبان، ولكن علينا أن نعلم أن طفيليات الفكر أشد فتكا من أوبئة الجسد.
