قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 02 تموز/يوليو 2015 10:35

صيانة الصيام

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إنّ الشيطان يترصد الإنسان عند بداية العمل، يريد أن يصرفه عن العمل، فإن استعان بالله و تبرأ من حوله و قوّته أعانه الله و وفقه، فإذا دخل في العمل أراد أن يصرفه عن الكمال فيه، بالتقصير في المتابعة ( متابعة الرسول صلى الله عليه و سلم) فإذا حقق المتابعة تعلما و استعانة بالله عز و جل أعانه الله تعالى، و إذا أتمّ العمل أتاه الشيطان من باب العجب، فإذا استغفر بعد العمل، كما شرع لنا الاستغفار بعد العبادات، و ذكر العبد أنّه مقصّر و مذنب، فيكسر العجب الذي في نفسه، هذه من مداخل الشيطان، من عرفها و دفع كيد الشيطان و مكره نال الخير الكثير.

الأمر الثاني الذي ينبغي أن يتحرز منه المسلم أشد الحرز ، هو أن يصون قلبه من القسوة ، فإن قسوة القلوب ذنب له أثر في غيره من الذنوب، فكل طاعة صاحبت القلب القاسي تكون ناقصة .

قال تعالى:( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله. أولئك في ضلال مبين)

نحن هنا نمثل بطاعة الصيام الذي عظم الله تعالى الأجر المترتب عليه كما جاء في الحديث:( الصيام لي و أنا أجزي به ) رواه البخاري و مسلم، فلا ينبغي أن نصاحب هذه الطاعة في هذا الشهر العظيم بقلوب قاسية. و إليك أعظم أسباب قسوة القلب:

1-الإعراض عن البيّنات، مثل بني إسرائيل في قصة البقرة، كل من بلغه البيان ثم أعرض عنه لا بد أن تحصل له قسوة القلب، و معلوم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطي أعظم البيان، و هو كتاب الله و سنّته، على طالب العلم المسلم إذا ما ورد عليه الدليل من كتاب الله و سنّة النبي صلى الله عليه و سلم أن يخضع للحق و أن يقبل به.

2-كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب كما في حديث عبد الله بن عمر :( لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإنّ الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، و أبعد الناس من الله القلب القاسي) رواه الترمذي، و قال ابراهيم النخعي " أكثر ما يهلك الناس فضول الكلام و فضول المال"

3-نقض العهد قال تعالى في اليهود :( فبما نقضهم ميثاقهم لعنّاهم و جعلنا قلوبهم قاسية)

فهم أكثر الناس قسوة في القلوب لأنهم أشد الناس نقضا للعهود.

4-كثرة الضحك و كثرة الأكل.

5-كثرة الذنوب.

أما مزيلات قسوة القلب فهي كالآتي:

1-كثرة ذكر الله، الذي يتواطأ عليه القلب و اللسان.

2- الإحسان إلى اليتامى و المساكين.

3-ذكر الموت، قال الكثير من السلف منهم سعيد بن جبير :" لو فارق ذكر الموت قلوبنا ساعة لفسدت قلوبنا"

4-استحباب زيارة القبور للرجال.

5-أكل الحلال.

قال تعالى :( ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و لا تبطلوا أعمالكم)محمد 33

قال الشيخ السعدي في تفسيره:" قوله تعالى ( لا تبطلوا أعمالكم)يشمل النهي عن إبطالها بعد عملها بما يفسدها ، من منّ بها و إعجاب، و فخر و سمعة، و من عمل بالمعاصي التي تضمحل معها الأعمال و يحبط أجرها، و يشمل النهي عن إفسادها حال وقوعها بقطعها أو الإتيان بمفسد من مفسداتها.

فمفسدات الصلاة و الصيام و الحج و نحوها كلها داخلة في هذا و منهي عنها، و يستدل الفقهاء بهذه الآية على تحريم قطع الفرض، و كراهة قطع النفل من غير موجب لذلك.

إذا كان الله عز وجل نهى عن إبطال الأعمال، فهو أمر بإصلاحها، و إكمالها و إتمامها، و الإتيان بها على الوجه الذي تصلح به علما و عملا"

العمل إنما يكون نافعا عند الله إذا كان صحيحا على السنّة، و أفات العمل كثيرة كما ذكرنا، من أهمها فقد الإخلاص أو المتابعة، فهو حابط و مردود على صاحبه، و الإخلاص و المتابعة من شروط صحة العمل.

و كذلك إن فقد شرطا من شروط الوجوب مثل استقبال القبلة في الصلاة، كذلك أركان العمل، أعمالنا لو عرضت على هذا الميزان لردّت، كما ردت صلاة ذلك الرجل الذي قال له النبي صلى الله عليه و سلم :( اذهب فصلي فإنك لم تصلّ) لأنه أخل بأركان الصلاة، فقد العمل لأركانه يجعله مردودا على صاحبه، الذنوب المصاحبة للعمل تنقص من أجره، الإعجاب ينقص الأجر و يذهبه بالكلية.

إذا قصّر العبد عليه بالاستغفار، و أتمّ العمل عليه بالشكر، فإن قصّر في الشكر نقص أجر عمله ذلك، و أثر في الأعمال المقبلة الأخرى.

لهذا لما اجتهد رسول الله صلى الله عليه و سلم في العبادة و سئل قال:( أفلا أكون عبدا شكورا)

العبادة مبناها على الاقتصاد و أن يأخذ العبد من العمل ما يطيق على وجه الاقتصاد و المقاربة، لا على وجه التكلف و التعمق كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :( أحب العمل إلى الله أدومه و إن قل) أحب العمل إلى الله تعالى ما كان على وجه الاقتصاد و التيسير دون ما كان على وجه التكلف و التعنّت و التعمق قال تعالى :( ما جعل عليكم في الدين من حرج).

بالاقتصاد يحصل الدوام، و المشقة سبب الانقطاع، و من انقطع فاته الأجر، التكلف يورث الملل، و الملل ينقص الأجر أو يذهب به، قال النبي صلى الله عليه و سلم :( لا يمل الله حتى تملّوا) و الملل هو قطع الأجر من الله تعالى.

الملل ينافي التنعم بالعبادة، و العبادة هي لذّة و سرور للعبد و بقدر اللذة يحصل له الأجر، و إذا كره العبد العبادة نقص أجره على قدر كرهه للعبادة، و الملل إمّا ينقص الأجر أو يذهب به بالكلية. و قوله صلى الله عليه و سلم :( القصد القصد تبلغوا )أي تبلغوا رضى الله و ما أردتم من العمل و الأجر و التواب.

على العبد أن يؤدي العبادة في راحة، و لا يقلّد غيره، الناس يتفاوتون في المقدرة، إن كان متعبا لا بد أن يتثاقل العبادة، و إن تثاقل العبادة لا بد أن يمل، فإن مل لا بد أن ينقطع.

العامل الذي يعمل العمل و هو يسير عليه أفضل من العامل الذي يعمل العمل و هو عليه عسير، و الدليل قوله صلى الله عليه و سلم :( الذي يقرأ القرآن و هو ماهر به مع الكرام البررة...)

قال بعض أهل العلم:" إنّ العباد محتاجون للاستعانة قبل العمل و للمتابعة في أثناء العمل، و للاستغفار بعد العمل" و هذه الأسباب الثلاثة من وفق لها وفق لخير عظيم.

يجب تحسين العمل و إصلاحه و صيانته، و لو حقق المسلم الإخلاص و حسن المتابعة لسنة واحدة فقط لوجد أثر ذلك في نفسه، و لتنقّل إلى درجات عالية في العبادة، و إلى ما هو أعظم.

قراءة 1289 مرات آخر تعديل على الجمعة, 03 تموز/يوليو 2015 03:09

أضف تعليق


كود امني
تحديث