قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 02 تموز/يوليو 2015 10:40

ورَعٌ محمود ..وورَعٌ مطلوب

كتبه  الأستاذ بلخير بن جدو
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يَهِلُّ علينا شهر رمضان. فتبادِرُ أنفسنا إلى التوبة ؛ تبتغي منه أن يكون مُنطلقا لتصحيح مسار النفس ، و عزمًا على ألا يلتفت أحدنا إلى ماضيه اجتنابا لتكدير الخاطر ، و إقبالا على مستقبله أملا في جعله مُشرقا ..فمن أقبل على ربّه أشرقت له الدنيا.

و هذه النوايا حسنةٌ مطلوبة ؛ و كلما تحلّت بالعزم و الصدق أثمرت ؛ فرأيتَ البدنَ مطيعًا للقلب، و رأيته يستخفُّ ما كُلِّف به، يَلتذُّ بالطاعة – و إن ثَقُلَت – و هو عليها مقيم ؛ مستحضرًا عظمة الله في كل أمر و نهي؛ فتجده حَذِرًا وَجِلا يرجو رحمة ربّه ..

مضى من رمضان ثُلثُه – و الثلث كثير – و النوايا على هذا القدر في صراعٍ على الثبات يتورّع الصائمون و يحذرون على صيامهم أن يصيبه ما يُفسده، و يسألون عن كل صغيرة و كبيرة، و الشك يعمل عمله ليقيم بين شُبَهِ المُفطرات و بين صحة الصيام برزخَا. و تَرِد على أئمتنا كثير من الأسئلة مصدرها وَرعٌ يَقِظ في النفس؛ و قلقٌ على صحة الصيام يُنْبئ عن تعظيمٍ لأمر الله : هل الإبرُ مفطرة ؟ و قد أذَّن المؤذن و اللقمة في فمي و ابتلعتها؟ و قد سافرت مسافة كذا و كذا و لم أفطر ؟ و آلمني من جسدي ضرسي أو بطني و تحمّلت حِمل الألم و هو عليّ ثقيل دون أن أترخّص بالإفطار ؟ و هان عليّ ألم كذا و كذا لأن الصوم عزيز ؟ و تجد العامة دينهم  العزيمة في ذلك و يجتنبون الرخصة و كأنها شبهة – و هذا وَرَعٌ محمودٌ في نفسه – و إن كنتُ أقول : إن العلم يجعلك تعبد الله على بصيرة ؛ فإن الله لا يريد منك تعذيب نفسك ..و إن الله بك رحيمٌ أشدُّ رحمةً من نفسك لها... و أن الذي فرض الصيام هو الذي شرّع من الرُخص ما يجعل العبادة تَصِلُ بالعبد إلى مقاصدها.

لكن الورع أعمق من هذا بكثير و مقاصد الصيام أكبر من أن تُحصَر في المفطرات، و ليس الصيام عن الأكل و الشرب، و أن يمرّ يومك كله حَذِرًا أن يَلج بطنك شيئٌ ما ، و أنت عن قلبك غافلٌ لاهٍ ؛ كأنه غيرُ مَعنيٍّ بشيء في صراعك مع بطنك، و كأن نفسك بمَعزِلٍ عن هذا الصراع أيضا ؛ لا ترجو لها نصيبًا من زكاةٍ في هذا الشهر الفضيل.

أيّها الصائم : المقصد الأسنى من صيامك أن يُحرّرك من ربقة العبودية مما هو ضروري، و أن تجتهد في الانتصار على أقوى شيء قد يُذلك في صراعك أمام الشيطان : شهوة البطن و الفرج، و أن تكون حرّا لا تخضع لمثل هذه النواميس؛ و إن كان سلطانها عليك قوي؛ لكن إرادتك في أن تكون حرّا أقوى، فإن انتصرت في هذه؛ انتصرت في ميادين أخرى، فتكون حرّ العقل و حرّ البدن و حرّ النفس من مخاوفها و شهواتها، من أجل ذلك كان الجزاء من جنس العمل فكان جزاء جهادك في طلب هذه الحرية : {كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَ أَنَا أَجْزِي بِهِ }.متفق عليه

و لكي تصل إلى هذه الحرية فإن وَرَعَك غيرُ كافٍ، و لن يَكْفُلَ لك خروجك من ربقة العبودية إلى الحرية الخالصة، فمن الورع ما مرّ عليك آنفا؛ لكنه لا يقتصر على باب التروك؛ فليس الورع أن تَحذَرَ الأكل و الشرب و الكلمةَ الفاجرة، ثم أنتَ مُقصِّرٌ عن آداء الواجب، مُهملٌ للسنن، محجوبٌ عن نفع الخلق، فإن ورعك حينها ناقص، و أخشى أن تأتي – بإهمالك - ما يَنْقُضُهُ. لأن في فهمك قصور الورعِ على معاني الحيطةِ و الحذرْ؛ و هذا غلط !!

و الرخصة من الله عزيمة – إن كانت بشرائطها –و هي دين تَدين الله بها؛ فمن تمام الورع أن تترخص في مواطن الرخصة، فإن الله يحب أن تُؤتَى رُخَصُه كما يحب أن تؤتى عزائمه. و كيف تطلب أعلى مراتب العبودية و أنت تخالف من شَرَّعها، و قد يكون في ذلك من سوء الأدب مع الله و رسوله ما يَهْدِمُ ورعَك كله قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم {ما بال رجالٍ يتنزهون عن أشياء أترخَّص فيها، و الله إني لأرجو أن أكون أعلمهم بالله و أخشاهم. و في رواية: أخشاهم و أعلمهم بحدوده له}. البخاري.

و بعدُ :

فما بقي من رمضان استدراكٌ لما مضى. و عبادة الله تَفضُل في مواسمَ ؛ و لكنها لا تقف عندها. و كلما كان همّك الإخلاص زرعت في أيِّ زمن !!.

تقواكَ زادٌ فاعتقِدْ أنه ** أفضلُ ما أودعتَه في السِّقاءْ[1]. و السّلامْ

و كتب

الأندلسي

 


[1]شيخ المعرّة

قراءة 1815 مرات آخر تعديل على الجمعة, 03 تموز/يوليو 2015 03:10

التعليقات   

0 #1 سعيدي عبدالقادر 2015-07-07 14:15
بارك الله حروفك أستاذ...رزقنا الله الخشية في المواطن كلها...لاتبخل علينا بأزرق قلمك..
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث