قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 12 آب/أغسطس 2015 09:53

تمسُّك بعض الشباب بمظاهر الالتزام لا ينم عن تديّن حقيقي

كتبه  تسنيم الريدي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كان شابًّا لعوبًا لهته الدنيا بمتاعها الكاذب، و سار في طريق مظلم حتى تألم قلبه بحثًا عن النور، إلى أن وجد شعاع أمل في حلقة ذكر في أحد المساجد المجاورة لبيته، و من هنا كانت بداية طريق التدين إلى قلبه، و الذي لم يعرف إلا معاني القسوة في الأحكام الشرعية، و تكفير كل من لا يتفق معه في الآراء الفقهية.

هو نموذج لبعض الشباب الذين وجدوا ضبابًا فكريًّا خلال رحلتهم إلى الالتزام الحقيقي، فضلوا الطريق، و تخبطوا بين معاني الإسلام الحقيقية، و بين التطرف و الغلو، حتى وصل بعضهم إلى طريق مسدود عبر تدين مغشوش أجوف.
التقينا إمام و خطيب مركز دار الهجرة الإسلامي بولاية فرجينيا، و الأمين العام للجمعية الإسلامية الأميركية الشيخ شاكر السيد، و كان معه هذا الحوار:

>
ما الحد الفارق بين الالتزام بشرع الله و التطرف المذموم؟

بداية.. يجب أن يعرف الشباب ما هو الالتزام، فمفهوم الالتزام أو التدين في الإسلام هو اتباع ما أمر الله به، و اجتناب ما نهى عنه، و الالتزام بما أحله و حرمه شرعنا الحنيف في الحياة العامة و الخاصة، و في الظاهر و الباطن، في الأخلاق و المعاملات.
و يجب ألا يكون مصطلح التطرف مطاطيًّا، لكن لا تـأخذ الآراء العامة، أو الأعراف الاجتماعية أو حتى قانون بعض الدول معيارا لتحديد مفهوم التطرف، فلا تصلح أعراف الجماعة و لا قوانينها أن تكون معيارًا صادقًا للحكم الشرعي، إلا بالقدر الذي يتطابق فيه سلوكُ الجماعة و قانونُها مع الشرع و مصادره، فقد تكون هذه الآراء و القوانين مغالطة تتنافى مع مبادئ الإسلام و تعاليمه، فقد رأينا مَن يطلق على ارتداء الحجاب، و تحريم الاختلاط و المصادقة بين الجنسين، و تحريم الربا و الخمر، و الامتناع عنها بأنها من مظاهر التطرف و تقييد الحريات.

> متى يكون المفهوم الخاطئ للالتزام عند الشباب سببًا للتطرف؟

يحدث هذا بالفعل إذا كان الشباب عنده ميول أصلاً للتطرف، بحيث تكون سلوكياته العامة في الحياة تميل إلى التطرف، فمثلاً نجد رجلاً يعتقد أن الطعام مفيد لصحته فيسرف فيه و يأكل بشراهة شديدة، و آخر يجد أن الطعام يسبب البدانة فيجوّع نفسه لدرجة المرض و الأنيميا، فكلاهما نوع من أنواع التطرف البعيدة عن الوسطية و لا علاقة للإسلام به، إنما هو راجع لتفكير الشخصية نفسها.
و عندما نطبق مثل هذه الشخصيات على الالتزام، نجده يعتقد أن رضا الله- عز و جل- يكون في تأديته لشيء معين، يعتبر كما وضحنا تطرفًا،  و هذا يؤدي إلى الانحراف عن هدي السنة، و بالتالي فلا علاقة للإسلام بمثل هذا التفكير، لأن الإسلام لا يدعو إلى التطرف.
و للأسف بعض الشباب- ممن يحملون هذه الميول للتطرف- عندما يبدأون في الالتزام يعتقدون أن التدين هو الشكل الظاهري، فيسرف في إطلاق اللحية، و تقصير الثوب، و الالتزام بلبس الجلباب، أو الفتيات اللاتي يعتقدن أن الالتزام فقط النقاب و اللباس الأسود، و لا يُعطى نفس الحجم من الأهمية لرعاية نفسه من الداخل، فلا يهتم بالإيمانيات و إصلاح القلوب، و لا يهتم ببر والديه و صلة رحمه، فهو يهتم بكل ما هو ظاهر في الالتزام، و يترك الفرائض الأخلاقية الأخرى الواجبة، و التي سيسأله الله عنها، و هذا يعتبر نوعًا من انعدام التوازن في الفهم و التصور، بل و يعتبر مصدرًا من مصادر التطرف بعد ذلك.

> يعتقد البعض أن الالتزام و التدين الوراثي أقل ثباتًا في القلب من الالتزام المكتسب .. ما رأيكم؟

الالتزام المكتسب هو نتاج بحث من الشخص عن الحق، فهو يقرأ كثيرًا، و يحضر المناظرات الدينية، ثم يتخذ الطريق الصحيح و يجاهد نفسه في كل معصية، حتى يثبت الإيمان في قلبه، أما الالتزام الوراثي فهو كشاب أو فتاة نشآ في بيئة ملتزمة، و بالتالي وجد كل منهما نفسه قد تربى على التعاليم الإسلامية، لكن الالتزام الوراثي يجب أن يكون نابعًا من قناعة داخلية، فمثلاً اتخاذ الرسول- عليه الصلاة و السلام- قدوة يجب أن يكون عن قناعة داخلية بأنه نبي مرسل لا ينطق عن الهوى، و بالتالي فهو يقيم التزام الأهل، إن كان صحيحًا وفق الكتاب و السنة، يسير معهم على نفس الطريق، و إن كان فيه ما يتعارض مع كتاب الله و سنة رسوله فيجب أن يتركه، و بالتالي فالالتزام الوراثي لا يكون إتباعًا أعمى للأهل.
و من الأفضل لكل مسلم أن يحافظ على التزامه باتباع شيخ مشهود له، يتبعه أناس عقلاء معتدلون متوازنون ناجحون في الحياة، أخلاقهم تدل على حسن الخلق، ثم يصبح تلميذًا له.

> ما هي مسؤولية الدعاة لتوعية الشباب للتفريق بين الالتزام و التطرف؟

مسؤولية الدعاة عظيمة جدًّا تجاه شباب الأمة، خاصة في الوقت الحالي، فقد نجد بعض الدعاة عند الحديث عن موضوع ما، يتناول بعض الآيات و الأحاديث و آراء الأئمة التي تدعم رأيه الخاص و وجهة نظره الشخصية، دون عرض بقية الآيات و الأحاديث التي تتعلق بنفس الموضوع، و كذلك آراء باقي الأئمة، و التي قد تعرض وجهة نظر أخرى، أو حكم آخر، إذا كان يتحدث عن حكم فقهي، و هذا التصرف بحد ذاته يعتبر تطرفًّا، و يؤدي إلى تربية الشباب المستمع على التطرف في السلوك و التصرفات، و تربيتهم على عرض وجهة نظر واحدة و التمسك بها و إلغاء الرأي الآخر، و بالتالي على الدعاة إذا عرضوا موضوعًا أن يعرضوه كاملاً متوازنًا بكل جوانبه، و بكل ما يحمله من آراء مختلفة، دون اقتضاب، فالداعية عندما ينتسب لرأي واحد و لا يعرض إلا هو، فهو بذلك يدفع الشباب إلى التحيز لهذا الرأي دون الاستماع لما قد يكون أنفع منه.
كما أن الدعاة أو المشايخ الذين يدعون إلى آراء تؤدي بالشباب إلى التطرف مهما اشتهروا، و مهما التف حولهم بعض الشباب، فلن يسمع لهم، فالرجال يُعرفون بالحق، و لا يُعرف الحق بالرجال، و بالتالي نعرف الرجل بارتباطه بالحق، لكن لا نعرف الحق عندما نربطه بشخص معين، سواء كان أبًا أو عالمًا أو داعية أو غير ذلك.
و بالتالي فليست كل القنوات الإسلامية صالحة لأن يستقي منها الشباب التزامهم، و يجب ألا يكون مصدر ثقافتهم الدينية عبر الانترنت بشكل عام، لما تحمله بعض المواقع من مغالطات و تطرف.

> يعاني بعض الشباب من تناقض واضح بين التزامهم الظاهري أمام الناس و بعض أفعالهم المخالفة في الخفاء.. بماذا تفسرون ذلك؟

الالتزام الظاهري إذا صحبته معصية في الخفاء فهذا يدل على ضعف إيمان الشاب، بل يدل على ضعف في الشخصية ذاتها، و ضعف في الإرادة و مجاهدة النفس، فالإنسان الجبان يجاهد نفسه للوصول لدرجة أفضل مما هو عليه، و قد ينجح أمام الناس في الظهور بهذا الشكل، لكنه يفشل بينه و بين نفسه، و ذلك عندما يكون هدفه الحصول على تقدير الناس و احترامهم، لكن علاقته أصلا بالله ضعيفة، و في هذه الحالة فهو يحتاج إلى التذكير بأن هذا يعتبر من الرياء أو النفاق، و يكون من مظاهر ضعف الإيمان عنده التعلق الشديد بالناس، و التكاسل عن أداء الطاعات بالكيفية المطلوبة، فتراه يتأخر عن صلاة الجماعة، و في أثنائها تتزاحم عليه الخواطر و الأفكار الدنيوية، و لا يفيق منها إلا و الإمام ينهي صلاته، و قد تفوته صلاة الفجر كثيرًا، و يترك الكثير من السنن بحجة أنها ليست فرضًا، و لا حساب على تركها، فلا تراه يصلي الرواتب، و لا الضحى، و لا التوبة، و نادرًا ما يصلي قيام الليل.

> ما نتائج هذا الالتزام المغشوش و تأثيره السلبي على صاحبه؟

يؤدي ذلك إلى قلة الورع، و عدم تحري الحلال و الحرام في الأقوال و المعاملات، كما يؤدي إلى ضعف شعور صاحبه بالمسؤولية تجاه هذا الدين، فلا يقوم بواجب الدعوة إليه بالشكل المطلوب، بل و لا يؤثر فيمن حوله، و يضعف سلطان الدين في قلبه، و يبدأ في التنازل شيئًا فشيئًا عن كثير من ثوابت الإسلام، و تضعف مقاومته للمعاصي، فتجده عندما يختلي بنفسه يرتكب معاصي شديدة، و الواجب على المسلم أن يحذر من ذنوب الخلوات, فالله تعالى قد ذم من يستخفي بذنبه من الناس، و لا يستخفي من الله.

> يعتقد بعض الشباب أن الالتزام يكمن في الصلاة و الصيام و الاعتكاف في المسجد و غيرها من أشكال العبادة، دون الاكتراث بقضايا الأمة.. ما رأيكم في ذلك؟

يجب أن ندرك أن مسألة الاهتمام بقضايا الأمة، و الدعوة إلى الله بشكلها الصحيح لا تأتي إلا بعد أن ينجح الشخص في بداية طريق التزامه في تطوير نفسه و تحسين علاقته بالله عز و جل، و لا يجب أن ننتظر من هذا الشخص التغيير الفوري و الكلي في وقت واحد، فطريق الصعود درجات، و الصعود الصحيح يكون خطوة خطوة، و من يحاول القفز درجات مرة واحدة بالتأكيد سيسقط، كما أن تغير عادات الشخص و أعرافه و أفكاره بعد الالتزام عما كانت عليها قبل التدين ليس سهلا، بل سيظل طوال حياته في جهاد نفسه للوصول لأفضل المراحل.
و هنا علينا ألا نصر على الحكم على الآخرين و انتقادهم، بل علينا أن ننتبه إلى أن هذه هي المراحل الطبيعية للالتزام، و لا يمكن أن نعتبر ذلك التزامًا أجوف أو التزامًا مغشوشًا، خاصة عند صغار الشباب، فهم دائمًا ما يحاولون تطبيق الإسلام و تعاليمه على جميع جوانب حياتهم، و بطبيعة المرحلة السنية لهم، و كذلك بداية مراحل الالتزام، فقد ينجحون أحيانًا و يفشلون أحيانًا أخرى، و هنا يجب أن نكون نحن عونًا لهم. كما أننا نجد أيضًا من الشباب من يهتمون بقضايا الدعوة إلى الله في المؤتمرات الدعوية، أو المسيرات السلمية التي تحتج على أوضاع المسلمين في العالم، و غيرها من النشاطات الشبابية، في حين أنه يتكاسل عن العبادات الأساسية و الفروض، فقد يؤخر الصلاة، أو يسهر في حلقة ذكر إلى وقت متأخر من الليل، ما يتسبب في ضياع صلاة الفجر، و هؤلاء أيضًا يحتاجون إلى عون منا.

http://alwaei.com/topics/current/article_new.php?sdd=3454&issue=532

قراءة 1565 مرات آخر تعديل على الجمعة, 14 آب/أغسطس 2015 07:57

أضف تعليق


كود امني
تحديث