قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 31 تموز/يوليو 2015 07:57

العملة النادرة

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إنّ امتلاء القلب بالرحمة و العطف مع الإنسان و الحيوان توجب رحمة الرحمان الرحيم، كما بيّن لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( الراحمون يرحمهم الرحمان، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) السلسلة الصحيحة925.

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مرة لأصحابه فيما رواه الطبراني :( لن تؤمنوا حتى ترحموا، قالوا  يا رسول الله كلنا رحيم، قال صلى الله عليه و سلم:( ليس برحمة أحدكم صاحبكم، و لكنها رحمة العامة)

و الرحمة في اللغة هي :" الرقّة، و الشفقة، و الحنان، و العطف، و الرأفة" أي تستهدف الرأفة بالآخرين، و التألم لهم، و العطف عليهم، و كفكفة دموع أحزانهم و آلامهم.

من أمثلة الرحمة عند المسلمين في التاريخ، إنشاء أوقاف ترعى و تصون هذه الرحمة، منها وقف الكلاب الضالة، توضع هذه الحيوانات في أماكن مخصوصة للرعاية  استنقاذا لها من عذاب الجوع، حتى تستريح بالموت أو الاقتناء.

وقف الأعراس : حيث يستعير الفقراء من الوقف الحلي و الزينة في مناسبات الأعراس و الأفراح، و بهذا يتيسر للفقير أن يظهر بمظهر جميل، فيكتمل فرحه، و ينجبر خاطره.

وقف مؤنس المرضى و الغرباء: للتخفيف عن المرضى و الغرباء بإلقاء الشعر و القصة بصوت رخيم.

وقف الزبادي: فكل خادم كسرت آنيته و تعرض لغضب مخدومه له أن يذهب إلى الوقف فيترك الإناء المكسور و يأخذ إناء جديدا بدلا منه، و بهذا ينجوا من الغضب و العقوبة.

هذا عدا وقف اطعام الجائع و سقاية الظمآن  و كسوة العاري، و إيواء الغريب و معالجة المريض ، و تعليم الجاهل و دفن الميت، و كفالة اليتيم، و إغاثة الملهوف، و مواساة العاجز، و مؤخرا علمت أنه كان يوجد أمام الحرم قديما و قف أعدّ للمطلقات تأوي إليه من لم تجد مأوى أمنا، فتجد في هذا الوقف الحياة الكريمة.

هذه الرحمة التي كانت تقام لها الأوقاف  و البنايات لإثباتها في الواقع، كان الناس أينما توجهوا يجدونها و حيثما حلو يصادفونها، هذه الرحمة استجلبت بحار رحمة الرحمان تبارك و تعالى التي لا شاطئ لها، و لا حدود لها فتوسعت الديار، و انخفضت الأسعار و انتشرت الثمار، و حصلت المنافع و الخيرات و المسار، كما انصرفت عنهم المكاره  و النقم و السيئات، و هذا كلّه من أثار رحمته تعالى، فالراحمون يرحمهم الرحمان.

بطاعتهم لله و رحمتهم لبعضهم رحمهم الله تعالى في الدنيا  بتوفيقهم إلى الهداية إلى الصراط المستقيم.

 كم من أب و من مربي اليوم يطلب الهداية لأبنائه و لا يوفق، أقول لك تفقّد الرحمة في قلبك، فإن لم تجدها فاغرسها و ارعها و توكل على الرحمان، فستتدفق الهداية على أبنائك، و يحصل لهم التسديد و التوفيق من الله الرحمان الرحيم.

و من رحمة الله للناس في الدنيا نصرهم على أعدائهم و دفع الشرور و المهالك  و المصائب، و رزقهم الحياة الطيبة النافعة التي تعود عليهم بالمنافع الدنيوية و الدينية، فمن أحاطت به أشواك المصائب و أحرقته نيران الشرور و المهالك، و صرف الغالي و النفيس من أجل أن يحي حياة طيّبة و لم يجدها، أقول لك : تفقّد الرحمة في قلبك، ابحث عنها في نواحي نفسك، هل بذلتها في ساعات نهارك و ليلك على القريب و البعيد؟

و  رحمة الله في الآخرة تتجلّى في أعلى مظاهرها و كمالها، في السعادة الأبدية في دخولهم جنات الله تعالى العلية، و التمتع برؤية رب البريّة.

و ليعلم المسلم أنّه لم يؤد حق النفس و لم يرحمها حتى يحطّ برحاله في الجنّة، و هناك فاز و أفلح، و الله الرحمان الرحيم من رحمته تعالى أنّه يجمع الرجل و أهل بيته في الجنّة في أعلى مرتبة الواحد منهم، أي من أهل البيت.

الرحمة هي العملة الصعبة المفقودة التي يجب أن نبذل الجهد و الوقت لتحصيلها، حتى نسعد في الدنيا و الآخرة و يرتفع عنّا الشقاء إلى الأبد.

قراءة 1540 مرات آخر تعديل على السبت, 22 آب/أغسطس 2015 10:55

أضف تعليق


كود امني
تحديث