قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 03 آذار/مارس 2016 07:04

سجناء الأوهام

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

" و الناس في أوهامهم سجناء"    فريد شوقي

أوهام ، شكوك وساوس أسرت الإنسان و شتتته، و ألقته في التهلكة ، فكم شتتت الأوهام من عقول ، و عطّلت من أعمال و جهود ، و خرّبت من بيوت ، وهم المال ، وهم البنين، وهم الجاه، قال تعالى( المال و البنون زينة الحياة الدنيا ).

 توهم الجاهل أنه عالم و يتحوّل إلى مفتي فيضل خلقا كثيرا ، الوهم الذي وقع فيه اليهود  قال عزّ و جل: (و قالوا كونوا هودا او نصارى تهتدوا  قل بل ملّة إبراهيم حنيفا و ما كان من المشركين)135 البقرة

(و قالت اليهود و النصارى نحن أبناء الله و أحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء و يعذّب  من يشاء و لله ملك السموات و الأرض و ما بينهما و إليه المصير)18الأنعام.

إلى من حاد عن اليقين و الصواب ، إلى من أسرته الوساوس و الشكوك ، إلى من أسرته الأوهام.

1- بيان حقيقة الأوهام:

الوهم من خطرات القلب يقال توهم الشيء إذا تخيله و توهمه سواء كان ذلك في الوجود أو لم يكن ، فهو اعتقاد فاسد ناتج من تصور خاطئ.

2- قابلية الخلق للوهم:

أكثر الخلق نفوسهم مطيعة للوهم، و قد يعلمون بكذبها ، و كثير من من إقدام الناس و إحجامهم بسبب الأوهام التي تسيطر عليهم فيقول ابن القيم و من قبله الغزالي :" قد ينفر الرجل من المبيت في بيت فيه ميّ، مع أنه يقطع أن هذا الميت لا يتحرك ، و لكنه يتوهم في كل لحظة أنه قد يتحرك أو يصدر منه شيء يتخوفه "فالواقع شاهد على تأثير الوهم و الإيهام.

الأطباء ينهون صاحب الرعاف أن يديم النظر إلى اللون الأحمر ، فأكثر النفوس مطيعة للوهم ، حتى في الحيوان، فلربما جاء الكلب إلى الحيوان الذي يمشي على الجدار فيضرب ظلّه فيسقط ذلك الحيوان على الأرض ، بل ذكر ابن القيم رحمه الله أن الغزال أسرع من الكلب ، فإذا انطلق الغزال و انطلق في أثره الكلب فإن الغزال يسبقه و لكن الكلب يصيده  لأن الغزال حينما يسرع يتوهم أنه مدرك لا محالة، فليلتفت إلى الكلب فتخار قواه فيتمكن منه الكلب.

فهذه الأوهام علّة عليلة تقع للإنسان و للحيوان على حد سواء.

3- خطر الأوهام:

سلوك الإنسان يبقى مترتبا على ما في نفسه، فما ينطبع في نفس الإنسان يتسلط على سلوكه و مواقفه ، بغض النظر عن صوابه أو خطئه، و هذا كما يقع للأفراد يقع للمجتمعات و الأمم و الشعوب، فهي قد تحمل أفكارا وهمية عن أعدائها أو أصدقائها ، فالعقيدة التي يحملها الإنسان في صدره ذات تأثير كبير في سلوكه و مواقفه، هذه أشياء بديهية لا يخرج عنها إلا منافق الذي يفعل أشياء لا ينطوي عليها فؤاده يتصنّع ، و لهذا أيها الأحبة هذا الوهم قد يجر صاحبه إلى المهالك ، فقد يرديه في الدنيا و قد يذهب ماله و قد يذهب أهله.

4- أسباب التعلق بالأوهام:

منها ما يكون يسبب خداع الحواس، فقد يتوهم الإنسان سماع صوت، أو رؤية أشياء لا حقيقة لها، و يدخل فيه سحر التخييل كما قال تعالى:(فإذا حبالهم و عصيّهم يخيل إليهم من سحرهم أنها تسعى )و قول عز و جل:( سحروا أعين الناس و استر هبوهم)مثل ما يرى الناس في السراب فيتخيلونها ماء ، فالبصر قد يخدع و السمع أيضا.

منها ما يكون بسبب الأمراض و يسمى وهم التخييل عفانا الله ، فيتخيل المرء أن هناك من يكرهه و يكيد له ، و يتآمر عليه ، و يتهم الآخرين بالخيانة ، و عدم الثقة بالنفس ، و قد يقع ذلك بسبب السحر ، و يقع بسبب تعاطي بعض العقاقير المخدّرة ، فهذه تورت أوهاما و تتلف بعض خلايا المخ، أو ربما تورت غيرة زائدة مرضية، و هذا النوع ينبغي التخلص منه بالعلاج بالعقاقير عند الأطباء ، و هناك نوع آخر و هو وهم الإحساس يقول صاحبه أنا أحس أني سأموت، كذلك قد يترك سفرا أو مناسبة يشعر أن مكروها سيقع في هذا المكان ، و هذا المرض ربما كان بسبب القرين ( أي الشيطان المقارن للإنسان)أو بسبب السحر ، أو يقول سيهاتفني فلان الآن أنا أشعر بذلك ، فيدق الهاتف و يكون المتصل كما قال ، من الذي أخبره بهذا ؟ القرين، القرين لا يعلم الغيب لكن  يطلع على من سيتصل به لسرعة تنقل الشياطين و الجن و بسبب الاتصالات التي بينهم، هذا الاحساس قد يكثر عند بعض الناس ، و عند النساء خاصة فتشعر أنها ستموت ، و تتوالى نبضات قلبها ، و تشعر ببرودة في الأطراف ، و كأنها مشرفة على الموت و ليس بها بأس ، و أيضا هناك وهم المرض ، تراه دائما يتلمس صدره و رقبته، يراقب جسده ، يتوهم أنه قد بلي بمرض خطير ، أو تورم أو سرطان في الجلد ، فهو لا يجد طعما لما يأكله ، و لا نوما ، يعاني الغم و الهم لأن هذا الوهم صار يسيطر عليه ، يذهب إلى الأطباء كثيرا ، و لديه تقارير كثيرة و أشعة و أدوية كثيرة ، فيقضي العمر و هو يعيش بين أمراض موهومة لا حقيقة لها، و هو يصر على إجراء عملية ، و هذه تفعل في بعض البلاد ، و هي عملية ليست حقيقية و لكنها سطحية في الجلد ثم يظهرون على ما يعملون عليها من الأشياء اللاصقة و التخدير و يخبرونه أنهم نزعوا منه كيسا أو وجدوا عنده بعض الأورام.

كذلك هناك من  يتوهم أن جنّا صرعه ، أو ابتلي بسحر ، فيذهب إلى هذا الراقي أو ذاك أو يذهب إلى السحرة، و يركز على هذه القضايا و ينزعج كثيرا إذا قيل له ليس بك بأس و أنت تتوهم، ينفر من ذلك تماما، لذلك تجدهم يحبون العزلة، و الناس لا يحبون مجالستهم لأنهم يتحدثون عن عللهم و أوهامهم و لا يتحدثون عن قضايا اجتماعية ، و قضايا أخرى ينتفع بها المجالس. هذه علل عليلة قد تقعد الإنسان فلا يستطيع أن يقوم على رجليه.

هناك نوع آخر من الأوهام المرضية و هو وهم العظمة ، فيشعر هذا الفرد المصاب بأنه فوق العالم ، فيتكبر و يترفع و قد يكون هؤلاء الذين يحتقرهم هم أبوه و أمه و إخوته.

مقارنة المكروه: لربما ينفر الإنسان من آلة قد قضى فيها أعواما يصنعها و يركبها، لكن قد دخلت فيها يده أو يد ولده ففرمتها و سالت دماؤه عليا ، منظر كريه ، فهو لا يريد أن يلمسها بعد ذلك و لا يقترب منها و يأمر أن تخرج من بيته، و هكذا إذا وقع للإنسان حادث في هذا المكان أو في تلك القرية فيتشأم منها و لا يريد سماع اسمها و لا يريد ذكرها، و هكذا مسألة الاقتران.

الشعور بالكمال الزائف :

هذا قد يكون على مستوى أمة ، مثل من يقول أن الأمة  قوية و لا تحتاج إلى علاج ، و ليس بها أدواء ، و هكذا العنصرية قامت على أوهام ، مثل النازية التي قامت على خلوص الجنس الآري و نقائه ، و الفاشية التي قامت على نقاء العرق الروماني في إيطاليا ، و هكذا عندما توهم اليابانيون نقاء العرق الياباني و هكذا اليهود حينما قالوا :(نحن أبناء الله و أحباؤه)و أسرفوا على أنفسهم بالذنوب بناءا على وهم اعتقدوه ، و هكذا الأوهام لربما توهم الجاهل أنه عالم و يتحول إلى مفتي يجتمع حوله بعض الجهلة و يصدقونهم و يفتيهم ، فيضل خلقا كثيرا ، و هكذا ما وقع للخوارج حينما تركوا الصحابة ؤ شيّخوا جهلة من بينهم فصاروا يفتونهم فضلوا و أضلوا  و هكذا ما يفعله بعض الشباب في عصرنا ، يتركون العلماء و يسقطونهم ، و يجتمعون على جهال يتبعونهم ، و يعملون بتوجيهاتهم ، فيخسرون الدنيا و الآخرة كذلك قد يتوهم الإنسان أنه كمّل الإيمان ، و أنه محقق للصبر و التوكل و الرضا ، و قوة القلب ، و إذا جدّ الجد تجده اقل الناس صبرا و توكلا ، و من أعظم الناس خوفا من المخلوقين ، و لذلك الصحابة في غزوة الخندق لما قال لهم النبي صلى الله عليه و سلم :( من يأتيني بخبر القوم و أضمن له الجنة)و فيهم أبوا بكر و عمر ، و لا يقوم فيهم أحد ، و الواحد من الذين يتوهمون لطار من يحقق هذا المطلب.

و ربما يتوهم أحدهم أنه مستغن عن حضور مجالس العلم ، لأن عنده من المعارف و الثقافة ما يكفيه ، و هو ليس بحاجة أن يثني ركبه عند أحد ، و لذلك تجده لا يحضر مجلسا من مجالس العلم العلم إطلاقا و مستغن عن هذا كله.

كما قد يتوهم أحدهم أنه مشغول ، فيذهب و يجيء و أولاده لا يجلسون معه ، و إذا رأيت أشغاله لوجدتها تقضى بقليل من الوقت ، و لكنه يعيش في حالة تربكه، فهو يجيء و يذهب و يمشي، و لربما يحمل معه حزمة من المفاتيح، و لا يفيق، فهو يعيش في وهم كبير، و الواقع أنّه يبدد أوقاته في أمور يمكن أن تقضى في أقل من ذلك بكثير، أو يستطيع أن يقضيها الآخرون.....يتبع.

قراءة 1685 مرات آخر تعديل على الجمعة, 04 آذار/مارس 2016 05:13

أضف تعليق


كود امني
تحديث