قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 31 آذار/مارس 2016 07:33

لكأنّما انتزعتها من قلبي

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)


جمعت الأميرة الكريمة حليّها في صناديقها، و كأنها تجمع حجارة لا قيمة لها، و تقدّمت بها إلى زوجها و هي راضية النفس، و كانت تعلم أنها لم تعد تملكها، و انها اختارت زوجها على تلك الحلي الذهبية و الماسية، و اللآليء الثمينة و الحجارة الكريمة، و كل نفيس نادر من الحلي، و حمل الزوج تلك الصناديق إلى بيت مال المسلمين فأودعها فيه و عاد إلى زوجته و كأن شيئا لم يكن
كانت تلك المراة هي فاطمة بنت عبد الملك بن مروان، الخليفة الأموي و أخت اربعة من الخلفاء ، و أخوها الخليفة سليمان بن عبد الملك الذي لم يمض على وفاته إلا أيام قلائل، و هو الذي عهد بالخلافة إلى زوجها {عمر بن عبد العزيز)، مقدما إياه على أولاده و إخوته، لصلاحه و تقواه و ورعه، و تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة، و هو يشعر بثقلها و عظم الأمانة التي ينوء بها، و قد أدرك الخليفة الفطن أن الدولة بحاجة إلى إصلاح، و أن الإصلاح يجب ان يبدأمن عنده هو، من نفسه و زوجه و أهل بيته، و فاطمة زوجته و ابنة عمّه، عزيزة لديه و لا يحب فراقها، و لكنه لا يقدر على رؤيتها تتزيّن بجواهر و ذهب، هي في الأصل ملك لبيت مال المسلمين، اهداها إياها ابوها الخليفة عبد الملك يوم زفافها إليه، و لم تكن لتحصل عليها لولا أنها بنت الخليفة، و اخت الخلفاء، و عمر يرى هذا تعدّ على مال المسلمين، فكيف له ان يرضى بذلك ؟
و عمر لم يظلمها و لا يريد لها النار، فيخيّرها بينه و بين هذه الثروة، تاركا لها حرية الاختيار فيقول : اختاري إما أن تردي حليك إلى بيت المال، و إما أن تأذني لي في فراقك، فإني أكره أن أكون أنا و أنت و هو في بيت واحد، قالت: لا بل أختارك عليه و على أضعافه، عرفت سليلة المجد و الحسب و الجاه ،أن الزوج الصالح لا يقارن بمال الارض، و ان المال المأخوذ بغير حق لا يحل لها،و أن بقيّة الله خير لها و أبقى، فتنازلت عنه بطيب خاطر و رضى و قناعة.
و ارتبطت حياتها بعمر بن عبد العزيز، و ما ادراك ما عمر ! خليفة عادل ورع تقي، راشدي القلب و اليد و العدل، أمّه حفيدة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ربّته على سيرة جده و عدله و حكمته و ورعه، فتجلت تلك التربية يوم تولّيه الخلافة في اوضح و أجلى صورها، فالمسجد يغص بالمبايعين و الموكب الاميري ينتظر تشريف الخليفة الاموي، و إذا بالخليفة الاموي النسب الراشدي القلب، يقرّب بغلته التي يملكها فيركبها، و يصرف الخيل المسومة المطهّمة، و السرج الفارهة، يصرفها إلى بيت المال، و يغدو إلى كل ما تحصّل عليه قبل الخلافة فيعيده إلى بيت المال.
و فاطمة ترى كلّ هذا و لا يغضبها الامر، فهي رغم الرفاهية و الإمارة و الجاه، تحمل في قلبها التقوى و الورع و حبّ الله عمّا سواه، و تدرك أنّ زوجها تثقله الأمانة و ينؤ تحت وطأة الخوف من مساءلة الله له يوم يلقاه فتوطن نفسها على عونه و مساندته دون تذمّر و لا اعتراض و تقدم إلى حاضرة الخلافة ذات يوم امرأة دفعتها الحاجة من العراق إلى الشام، و تطلب مقابلة الخليفة و يدلّها الناس على بيته، فتنظر حولها و قد ظنّتهم يهزؤون بها، فالدار خاوية متهالكة بسيطة، لا تشبه حتى دور الأغنياء من العامة فما بالك بقصور الخلفاء، و تتقدم و تطرق الباب و تفتح لها امرأة يحمل وجهها الجميل مخايل العزة و كرم المحتد، و قد تلوثت يداها بالعجين، فتبادرها المراة بالسؤال أهذا بيت أمير المؤمنين ؟ فتضحك فاطمة لها و تجيبها بنعم، فتدخل المرأة و إذا في البيت طيّان يصلح جدارا، و الطيان ينظر إلى فاطمة، فتقول المرأة :يا سيدتي ألا تسترين وجهك عن هذا الطيان ؟

فتضحك زوجة الخليفة قائلة، هذا الطيّان هو أمير المؤمنين فتقول المرأة بعجب: لقد عذت من الفقر ببيت من الفقراء !

و تجيبها سيدة الدولة الأولى :يا امة الله فقر هذا البيت هو الذي عمر بيوت المسلمين
أجل فالخليفة إذا عفّ عن مال رعيته عفّ عماله و جنوده فعم الخير البلاد و العباد، و هذا ما ادركته فاطمة التقية القانعة
و ذات يوم يقف الخليفة ليقسم تفاحا ورد إلى بيت المال بين المسلمين، و بجواره طفل له صغير، فمد الصغير يده ليأخذ تفاحة كما يأخذ الناس فوثب إليه عمر و أخذها منه و ردها، فذهب الطفل إلى أمه باكيا، فلما أخبرها الخبر، أرسلت بدرهمين فاشترت تفاحا و أطعمته، ثم أعطت لعمر منه، فقال: من أين هذا ؟ فقصت عليه الخبر، فقال: رحمك الله، لكأنما انتزعتها من قلبي، و لكني كرهت أن أضيع نفسي من الله عز و جل بتفاحة من فئ المسلمين.
و أحسّت فاطمة بما في قلب زوجها من حنوّ على أولاده، و أدركت كيف كان شعوره الوالدي و هو ينتزع التفاحة من يد صغير، و لمست صدق لهجته و هو يقول:{لكأنّما انتزعتها من قلبي }فكم هو صعب على الوالد أن ينتزع من طفله لقمة يشتهيها، و لكنها جنة أو نار تلك التي يوردها الوالدين لأبناءهم، و من ذا الذي يورد ولده النار بارادته إلّا من سفه نفسه ؟
لم تلم السيدة الأولى زوجها لانه نهر ولده أمام الملأ،ولم تذكّره بتقصيره بحق أولاد الخليفة ،ولم تطالبه بأن يجعل مال المسلمين نهبة في أيديهم، و غنيمة خالصة لهم، بل عرفت و هي راوية الحديث الفقيهة الورعة، ان هذا المال حرام لا تحب أن يدخل جوف أولادها فيكون وبالا عليهم في الدنيا و الآخرة.
و ما انقضى عامان على خلافة عمر بن عبد العزيز حتى وافته المنيّة غير مغيّر و لا مبدّل، و يلي الخلافة من بعده يزيد بن عبد الملك، و يطلب منها أن تأخذ حليّها التي ردّها عمر فتقول: أأطيعه حيّا ّو أعصيه ميتا!لا و الله أبدا، و تقتسمها نساء يزيد أمامها و هي تنظر غير آسفة على شيء تركته لوجه الله
{اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همّنا و لا مبلغ علمنا}

الرابط: http://sawaleif.com/%D9%84%D9%83%D8%A3%D9%86%D9%91%D9%85%D8%A7-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B2%D8%B9%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D9%82%D9%84%D8%A8%D9%8A-%D8%B1%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B6%D8%A7%D8%A9-121703/

قراءة 1690 مرات آخر تعديل على الجمعة, 01 نيسان/أبريل 2016 05:54

أضف تعليق


كود امني
تحديث