قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 14 نيسان/أبريل 2016 06:27

الثبات زمن الفتن، قراءة في منهج النورسي(3)

كتبه  الدكتورة أم كلثوم بن يحي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الدرس الثالث: فقه الأولويات حصن منيع من التشتت الدعوي و الفشل

قد يكون العمل مطلوبا محمودا شرعا، غير أن الحاجة إلي غيره قد يكون أكبر و أعظم، و قد يعطى المرء للعمل من المكانة أكثر مما هو عليه في نفس الأمر، فما أكثر من يصرف الوقت في الأوراد و الأذكار و التأمل فينسحب من الميدان و يصبح وسيلة في توهين الاتفاق و سببا في إضعاف الجماعة المسلمة، و من هنا تتجلى لنا ضرورة معرفة فقه الأولويات للداعي فليس من المقبول شرعا أن يعيش الداعي خارج حدود الزمان و المكان.

لقد تفطن بديع الزمان سعيد النورسي لذلك، فكان من أولى أولوياته العودة بالإسلام إلى نقاءه و ذلك بتجديد الدعوة إلى الإيمان و تقويته عند البعض الآخر، إذ كان حريصا على أن يرسخ لدى طلبته فكرة مهمة مفادها :"أن الأساس إذا أصبح صلبا فلا يؤثر فيه مؤثر"، إذ ليس أنجع من الإيمان الراسخ كسلاح لمواجهة الفكر التغريبي المدعوم من جبهات داخلية و خارجية، المستغل لحالة الوهن التي تعيشها الأمة و شبابها الغافل عن ما يحاك له في الكواليس المغلقة، فواقع الحال فرض على النورسي أن يسمي عصره بعصر حفظ الإيمان لا عصر حفظ الطريقة.

لقد حدد النورسي ببراعة علمية قل نظيرها في عصره الآليات التي يمكن من خلالها الرقي بالإنسان من الإيمان التقليدي إلى الإيمان التحقيقي، و يمكن أن نقف على بعضها و دورها الفعال في تجديد الإيمان و ترسيخه بين الأتباع:

أ‌-        البعد عن الانخراط السياسي في أحزاب:

تيقن النورسي أن الظروف السائدة في تركيا آنذاك ليست مساعدة أبدا على قيادة حزب سياسي ذو توجه إسلامي في ظل وجود خصوم حاقدين على الإسلام في سدة الحكم، و ما يوفر ذلك من قدرة مادية و عسكرية ترحج كفتهم في القضاء على المعارضة الإسلامية و وأدها في المهد قبل تشكلها و اشتداد ساعدها و هو ما لم يراه في صالح العمل الدعوي مطلقا بل هو مفسدة مطلقة قد تكلف القائمين على العمل الدعوي غاليا و تقطع أوصالهم و تبث في صفوف شبابهم اليأس و هم على بدابة الطريق،  لقد كان يردد أمام زائريه: (إن طلاب النور ليس لهم أية علاقة سياسية، و يجب و الحالة هذه لا يتوجس أهل الدنيا من طلاب النور خفية أبدا لأننا نعمل للآخرة و ليس للدنيا).

ب‌-   آلية التأليف و حث الناس على القراءة:

        رأى بديع في تأليف رسائل النور خطوة مهمة لدحض (شبهات القوم)، و اثبات حقائق الإيمان بأسلوب علمي دقيق، فقد كان منطلقه في الرد على الشبهات أن الإلحاد ليس مبنيا على علم تخميني، لأنه يعتمد النفي .. الذي يستند إلى مجموعة من النظريات المتفرقة الخاصة، بينما الإيمان يعتمد على الإثبات الذي كلما تعدد ثبوته فأن النتيجة تكون أقوى، يقول كولن تورنر و هو يصف رسائل النور: " إن من أهم نقاط ضعفنا هي أننا… وجهنا اهتماما أكثر من اللازم إلى الأمور الفرعية الثانوية و الى مسائل من الدرجة الثانية من الأهمية بدلا من الأمور الأساسية. و رسائل  النور أزالت عدم التوازن هذا فأعطت الأهمية الأولى لحقائق الإيمان، هذه الحقائق التي – إن توضحت- ظهرت بأن المسائل الفرعية الأخرى بأجمعها لا جدوى منها و لا خطر لها"،  و في استنبول، وجد نفسه قد عين عضوا في "دار الحكمة الإسلامية" التي كانت بمثابة أكاديمية العلوم التي تجمع كبار علماء الدولة، فاستعمل المرتب الذي كان يتقاضاه ليطبع كتبه، ثم يوزعها مجانا على المسلمين ابتغاء وجه الله.

و عندما احتلت القوات البريطانية مدينة اسطنبول 1920م كتب كتابه "الخطوات الست" الذي سعى من خلال تأليف إلى استنهاض همم الشباب و بث الحماسة فيهم و دعوته إلى نبذ النعرات الطائفية و عدم الوقوع في فخ الفرقة، و أخذ يوزعه سرا عبر محبيه و طلابه على عامة المسلمين.

ت‌-  إلقاء الخطب و المحاضرات:

و مثال ذلك الخطبة الشامية التي ألقاها في دمشق سنة 1911م، أمام جمع غفير من علماء و عامة في الجامع الأموي الشهير بدمشق، و قد حوت بين جنباتها برنامجا سياسيا و اجتماعيا متكاملا للأمة الإسلامية، و لخصت العوامل التي أدت إلى انحطاط الأمة في ستة و هي: اليأس، و الكذب، و الشقاق، و ضعف الرباط الإسلامي، و استبداد ذوي الأمر، و التهافت على المصالح الشخصية على حساب المصلحة العامة.

ث‌-  الحرص على تحقق النتيجة قبل إيقاع الفعل الدعوي:

لقد أيقن النورسي عجز المدارس الدينية و طرق الدعوة التقليدية عن مواجهة التيار المادي القائم على العلم، و الشبهات التي صاحبت انهيار الخلافة الإسلامية و دخول العالم الإسلامي فترة الركود، و دخول الامبريالية الغربية فترة التطور و الذي مرده إلى التخلص من سلطة الدين و الكنيسة، فكان له منهجه الواضح في الدعوة و المبني على الحرص على تحقق النتيجة قبل إيقاع الفعل الدعوي.

لقد شهد العالم الإسلامي في هذه الفترة هجمات متتالية على الصعيد الأيدلوجي و الفكري فكان لا بد من تأصيل جديد للفكرة الإسلامية و إيجاد أجوبة دقيقة صريحة انطلاقا من القرآن الكريم على الشبهات التي بدأت تطفو على السطح في المجتمع التركي و بخاصة من وصفوا بالنخبة و قادو تركيا نحو العلمانية.

لقد وعى الخطأ الفادح الذي يقع فيه من يدافع عن الإسلام وسط ذئاب التغريب و الإقصاء، و عدم جدوى نصائحهم للمجتمع، و يمثل لذلك بقوله: "إن سببًا من أسباب عدم تأثير نصيحة الناصحين في هذا الزمان هو، أنهم يقولون لسيئي الخُلُق: لا تحسدوا، لا تحرصوا، لا تعاندوا، لا تحبوا الدنيا، بمعنى أنهم يقولون لهم: غيّروا فطرتكم، و هو تكليف لا يطيقونه في الظاهر، و لكن يقولون لهم: اصرفوا وجوه هذه الصفات إلى أمور الخير، غيّروا مجراها، فعندئذ تُجدِي النصيحة، و تؤثر في النفوس، و تكون ضمن نطاق إرادة الإنسان و اختياره".

ج‌-    اعتماده أسلوب الترهيب بجانب الترغيب:

و كان منطلقه في ذلك ما رآه من ابتعاد للمسلمين عن الدين و تعلقهم بالدنيا، فرأى في إعادة برمجة تفكيرهم نحو البعث و النشور و العقاب و الثواب طريقا لعودتهم إلى جادة الصواب، و بداية لتبنيهم العمل الجدي في الدنيا بغية الفوز في الآخرة.

ح‌-     كان للنورسي تحفظ على باب الاجتهاد لما رآه من قلة العلماء و كثرة المتعالمين الذين اجتهدوا في تلبيس الدين على عامة المسلمين.

خ‌-    الجهاد جهادان معنوي و مسلح:

 سعى النورسي إلى ترسيخ مفهومين للجهاد لدى طلبته الذين أخذتهم حماسة الشباب إلى البحث عن خطط و سبل للدخول في الجهاد المسلح، فبين لهم أن الجهاد نوعان:

-         مسلح: و هو  الواجب مع المحتل الصليبي إذا سولت له نفسه غزو بلاد المسلمين، بل نجده ساهم بشكل كبير في تدريب الشباب، و رغم معارضة النورسي الشديدة لدخول الدولة العثمانية الحرب، فقد اشترك هو و طلابه فيها ضد روسيا القيصرية المهاجمة، و عندما دخل الجيش الروسي مدينة بتليس كان بجانب طلابه يدافع دفاعا مستميتا حتى أنه جرح جراحا بليغة، و وقع في الأسر و سيق إلى معتقلات سيبيريا، حيث استمر في شحذ همم الضباط الأسرى معه و البالغ عددهم 90  حتى تمكن من الهرب بطريقة غريبة، و استقبل استقبال الأبطال في اسطنبول.

-          معنوي: و هو الذي يفترض انتهاجه مع حكام المسلمين إذ كان يرى أن حمل السلاح في بلاد المسلمين لا يخدم إلا العدو الخارجي المتربص بالمجتمع الإسلامي من حيث هو كل : فهو يقول : (إن الجهاد المسلح لا يحشد كليا إلا ضد العدو الخارجي، فالصراع المسلح داخل البلاد الإسلامية هو ما يصبو إليه العدو الخارجي و من هنا فانه كان يحرص على تجنب الفتن بين المسلمين )، و جعل استقرار البلاد و أمنها أولى الأولويات.

قراءة 1653 مرات آخر تعديل على الجمعة, 15 نيسان/أبريل 2016 06:37

أضف تعليق


كود امني
تحديث