قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 27 آب/أغسطس 2018 16:30

هكذا أفهم الاختلاف

كتبه  الأستاذ عبد العزيز كحيل
قيم الموضوع
(0 أصوات)

أكره لكن ... : أكره الكفر، أما الكفار فأحبّ لهم الهداية و أرجو أن أكون ممّن يجلبونها لهم و أدعو الله أن يهديهم، لماذا ؟ لأنهم إخواني في الانسانية، من نفس التراب و الأبويْن، و لولا فضل الله عليّ لكنتُ مثلهم، فأنا أحبّ الهداية للناس جميعا، يسرّني أن يدخلوا  الجنة لا أن يُلقوا في النار ... هذا ما تعلمته من الهدي النبوي، ان أبغض الفقر و أحب الفقراء.

و أكره المعاصي، أما العُصاة فأشفق عليهم، أحاول دعوتهم إلى التوبة و أدعو الله أن يهديهم لتكثير سواد المسلمين و إغاظة الشيطان، لا أنتقص من قدرهم لأني أخشى أن تكون ذنوبي أبغض إلى الله من ذنوبهم، فلستُ راضيا عن نفسي حتى انتصب قاضيا عليهم، إنما أنا إنسان ضعيف و داعية بالحسنى.
الدنيا تموج بالاختلاف، هكذا خلقها الله تعالى، و بأضدادها تتمايز الأشياء، تختلف الأديان و الأفكار و الآراء و الثقافات و الميول و الأذواق و الألوان، فأعدّ هذا مصدر ثراء لبضاعتي العلمية و لرحلتي في الحياة الدنيا، لا أطلب من أحد أن يكون صورة طبق الأصل مني – حتى أبنائي – و لا أتعاون مع من يوافقني في كل شيء فحسب بل ألتقي مع أي كان في أي حيّز نتفق عليه لننجز عملا مفيدا نافعا إن لم يكن للإسلام فللبشرية، و أبقي أناقش و أحاور و آخذ و أردّ فيما اختلفنا فيه، و قد أغيّر رأيي و قد يغيّر الآخر رأيه، و الدنيا تتسع للجميع، و لو شاء الله لجعل البشر على دين واحد و رأي واحد و مذهب واحد، و إذًا لا تكون دنيا.
إنما أبغض الظلم و الظالمين و العدوان و المعتدين، مهما كان الظالم و مهما كان المظلوم، هنا أنتفض و لا أهادن، أقاوم  باليد و اللسان و القلب، لا أسكت و لا أتغافل، مهما كان دين الظالم و مذهبه، و هل للظلم دين أو مذهب ؟ و الجهاد في الاسلام ليس قتال الكافر و إنما قتال الظالم، أي هو انتصار للحق و العدل و الحرية ضد الجور و التسلط و القهر، أما العقيدة فلا يحاسُب عليها الناس في الدنيا – فضلا عن أن يقتَلوا – إنما أمرها إلى الله يوم القيامة، و قد عايش الرسول صلى الله عليه و سلم الأديان الموجودة و لم يحمل السلاح لجعلهم مسلمين بل لردّ عدوانهم الواقع أو الوشيك.
كلّ ما سبق هو ما يقتضيه القلب السليم و الفهم الصحيح و الإحساس بالمسؤولية نحو البشرية : " لتكونوا شهداء على الناس "، و لن تقوم لنا قائمة أخلاقية إلا إذا التزمنا بهذه الثقافة و أشعناها، و هذا هو الاسلام الذي شوه صورتَه التطرف و التشدد على غير بصيرة، رغم أن ذلك ما ينضح به القرآن و السنة ... إنها موازين الاعتدال و الوسطية الاسلامية.
·       ماذا يعني الاختلاف ؟ : إن اختلافي مع أي كان لا يعني أبدا أني أريد إلغاء وجوده أو أنه يمثل الشرّ المطلق و لا خير فيه إطلاقا، لا ثم لا، إنما تعلمت من كتاب الله و سنة نبيّه صلى الله عليه و سلم أن أرفض اعتداءه المادي و الفكري على عقيدة المسلمين و أرضهم، فهو حرّ إذا أصرّ على فكر أرى من وجهة نظري أنه مخالف للحقيقة، لكن أرفض أن يتوسّل بالدسائس و الألاعيب من أجل التشويش على منظومتنا الدينية و الأخلاقية و الثقافية و بثّ فكرته المخالفة لها.
أنا لا أكره اليهود لأنهم يهود و لكن لأنهم معتدون على أرضنا العربية الاسلامية، و المسالم منهم أعامله كإنسان اقتداء بالرسول صلى الله عليه و سلم.
يحقّ للمسيحي أن يبقى على مسيحيته و البوذي أن يتمسك ببوذيته و كذلك الهندوسي و السيخي و الملحد، فالله هو الذي يتولّى محاسبتنا و إياهم على عقائدنا و أعمالنا يوم القيامة، أما في الدنيا فنرفض عدوانهم، نرفض بثّ سموم التنصير بيننا ( و لو كان المنصّرون جادين و صادقين لوجب عليهم أن ينصّروا البلاد الغربية أولا لأنها تمخر في إلحاد صريح قبيح ).
أنا لا أطلب من الشيعة ألتخلّي عن دينهم و إنما أطلب منهم الكفّ عن إيذائنا من خلال الطعن في رموزنا الدينية من جهة و محاولة تحويلنا إلى التشيع من جهة أخرى، فلا شيء يؤلمنا كالتجنّي على أبي بكر و عمر و عائشة و الزعم ان القرآن الذي بين أيدينا ناقص، و بلادنا عاشت محصّنة ضدّ التشيع الذي حكمها رغما عنها زمن العبيديين، فلما رحل لم يبق له ظلّ و لا أثر و الحمد لله، تماما كما في مصر بعد الفاطميين.
و إذا رأى بعضهم أن يركبوا موجة إنكار السنة النبوية فهم لا يمثّلون أي خطر على مرجعيتنا و ثوابتنا و إنما تتصيّد دعايتهم ضعاف النفوس و المستوى الذين تستهويهم " المودة " الجديدة من اللباس و تسريحة الشعر إلى الأفكار الشاذة، فلا تعني مخالفتهم أننا نريد قتلهم بل نتوجّس منهم و نحذّر و ندعو الله أن يهديهم.
و خلافي مع الوهابيين الذين يسمون أنفسهم  " سلفيين " لا يجرّني إلى تكفيرهم، معاذ الله، و مشكلتي ليست مع عقيدتهم و إنما مع غلوّهم الذي يفسد صورة الاسلام و مع أخلاقهم المتنافية مع الهدي النبوي، أنا لا أدعو إلى اقتلاع جذورهم و لا أطالبهم بأن يصبحوا أشاعرة او مالكية، أنا أرفض محاولتهم تحويلنا إلى المذهب الحنبلي و الولاء لآل سعود و اتخاذ تقاليد عربية ( بل أعرابية ) معينة  أحكاما شرعية ملزمة.
مع كل هؤلاء أنا ألتزم القاعدة الذهبية " نتعاون فيما اتفقنا عليه و يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه " ...و من رفض هذه القاعدة الشرعية الانسانية فقد أقصى نفسه.
·       ربح و خسارة : ماذا نربح و ماذا نخسر لو التزمنا هذه المعاني ؟ كان سيزول التطرف الديني و يربح المسلمون أكثر من غيرهم مساحات شاسعة على مستوى القلوب و المصالح، بل سيسود الوئام النسيج الاسلامي الداخلي الذي أنهكته النظرة السوداوية للدين و الحياة و الآخر مهما كان، فانتشر البغض " في الله " على حساب المحبة التي تدخل القلوب بغير استئذان، و ليس هناك شيء أفسد ثقافة التعايش مثل مفهوم " الولاء و البراء " حين تناوله من ليس له تصوّر مكتمل عن الاسلام فجعل منه معول هدم  لا يبقي و لا يذر.
قراءة 1233 مرات آخر تعديل على السبت, 01 أيلول/سبتمبر 2018 08:29

أضف تعليق


كود امني
تحديث