قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 25 نيسان/أبريل 2019 11:28

رمضان موسم الخير

كتبه  الشيخ إبراهيم أبو النصر
قيم الموضوع
(0 أصوات)

نفحة من الجلال القدسي، و قبس من الجمال الإلهي، و ارتقاء بالبشر إلى درجة الملك، و كبح لجماح الشهوات، و كف عن المضي في لذائذ الحس، و استغراق للروح في عالم المُثُل الرفيعة و المعاني السامية، ذلكم هو الصيام؛ فالصيام تهذيب للنفس، أو تزكية للروح، و سبيل قاصدة لاحترام الإنسان لنفسه، و السمو بها إلى أرفع الدرجات: أدب رفيع، و خُلق رحيم، و هدى من الله كريم، إنه العصمة من الزلل، و الوقاية من الخطل، ينصرف الصائمون فيه عن المادة و أوضارها، و الشهوة و آصارها، فيصبح الإنسان فيه و قد سيطرت الروح على حسه؛ فهو يسبح في عالم الأسرار و الأنوار.

استمع إلى هذا الحديث النبوي الكريم، و عطِّر لسانك و مجلسك بذلك الأدب العظيم: ((الصوم جُنَّةٌ، فلا يرفث و لا يجهل، و إن امرؤ قاتَلَه أو شاتمه فليقل: إني صائم، إني صائم، و الذي نفسي بيده، لَخُلُوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك))، و يقول الله في الحديث القدسي عن الصائم: ((يدَعُ طعامه و شرابَه و شهوتَه مِن أجلي،الصومُ لي و أنا أجزي به)).

إذًا فالصوم ليس مجرد إمساك عن الطعام و الشراب و الشهوة، و إنما هو دروس قيمة، و عظات كريمة، و حِكَم بالغة، و لا عجب فهو يعلِّمنا الإحساس بما يلقاه الفقير من جهد الحياة، و ما يكابده من مرارة الحرمان و ألم المسغبة؛ فهو لفتة ربانية وجَّه بها القادرين لرعاية العاجزين، أو مواساة المحتاجين، و التخفيف عن البائسين و المكروبين، و هو علاجٌ سماوي عالمي، عالَجَ الله به داءَ الشُّحِّ و الأثرة و التكبر على اختلاف الأزمان و تباين الناس، و في جميع الأديان ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]؛ فهو تذكرة للمسلمين بأعظم أمجادهم، و أنبل تراثهم، و إيقاظٌ للمعاني الكريمة التي أضاء نورها في الخافقين، و عم أثرها المبارك في العالمين ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَ الْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ [البقرة: 185].

فالصوم تُقًى و نور، و رحمة و برٌّ، يعين الإنسان على كبح الشهوات، و مقاومة المغريات، و القصد في تناول اللذات، يصل الإنسان بالله، فيغرق في عالم الجلال و الجمال وضيء النفس، مشرق الروح، صافي القلب، بعيدًا عن الأثَرة و الأنانية.

و متى أحس الإنسان هذا الإحساس، سمَتْ إنسانيتُه، و ارتفعت في نظره قيمته، و ارتقى خُلُقه فبعُدَ عن الهُجْرِ و الإسفاف، و كف عن الإثم و العدوان و الزور و البهتان.

*و لا يكمُلُ صوم المسلم إلا بذلك الصفاء و هذا السمو؛ فإن النبي صلى الله عليه و سلم يقول: ((من لم يدع قول الزور و العمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه)).

فرمضان موسم الصفاء الروحي، و الإشراق القلبي، و النور الإلهي، يتميز بالرحمة و الإيثار، و الجود و السخاء، يَقْوى فيه بين الناس التراحمُ و التعاطف، و التواصل و التآخي و التآزر؛ روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه و سلم كان أجود بالخير من الريح المرسلة، و كان أجودُ ما يكون في رمضان.

الشيخ إبراهيم أبي النصر - مفتش مساجد البحيرة

الرباط : https://www.alukah.net/spotlight/0/104363/

قراءة 1508 مرات آخر تعديل على الخميس, 02 أيار 2019 07:40

أضف تعليق


كود امني
تحديث