قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 24 تشرين1/أكتوير 2020 09:58

نعيما لا ينفد

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمد لله رب العالمين و صلى الله و بارك على عبده و رسوله و على آله و صحبه و من اهتدى بهديه إلى يوم الدين و بعد:

هذه فقرة من دعاء النبي صلى الله عليه  و سلم " أسألك نعيما لا ينفد" من حديث عمار بن ياسر، من الأدعية العظيمة المشتملة على النعيم الباقي الذي لا نفاد له و لا انقضاء، و النعيم هو كل لذة يتنعم بها الإنسان مع انشراح النفس. و لكل عضو لذة، للعين لذة، و للأذن لذة، و للجوارح لذة، و أعظم لذة هي لذة القلب و هي تغلب غيرها، و لهذا قال صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي رواه العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه :" ذاق طعم الإيمان، من رضي بالله ربا، و بالإسلام دينا، و بمحمد رسولا" رواه مسلم. فأخبر أنه يجد لذة و ذوقا. اللذة بالقلب هو ما يجد القلب من الانشراح و الطمأنينة، و من هذا ذكر الله ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، و من ذلك تلذذ القلب بالمباح، و هذه اللذة لا يؤجر عليها الإنسان و لايعاقب، و هناك تلذذ بالمعصية، لكنها ما تلبث حتى تصبح حسرة و ندامة، و لهذا أخبر النبي صلى الله عليه و سلم أن الإيمان كالظلة فوق الرجل، إذا عصى ارتفع، و إذا أقلع عن الذنب عاوده، و هذا مما يدل على أن الإيمان إذا رجع إلى القلب زاد، و إذا زاد ندم العاصي على معصيته، و لهذا يلوم نفسه بعد المعصية لوما عظيما، و يقسم الأقسام المغلظة على أن لا يعود إليها، و ليس هناك لذة أسرع زوالا من لذة المعصية، فما يلبث العاصي بعد المعصية حتى يجد حسرتها، و يجد ندامتها. و أما المباح فإن الإنسان يتلذذ به،  و لكن ما من شيء يفرح به و يتلذذ به في الدنيا إلاّ و له انقضاء، أما اللذة الباقية فهي لذة المؤمن بالإيمان، كونه يجد حلاوة الإيمان، و حلاوة العبادة، و لذة المناجاة لربه عزّ و جل، و هذه اللذة المذكورة تحصل في الدنيا، أما اللذة التي تحصل في الجنة للمؤمنين فهي مما أعد الله لهم من النعيم المقيم، و تلذذهم بأنواع الملذات التي خلقها الله لهم في الجنة، و هي دون اللذة الأخرى و هي لذة النظر إلى وجه خالقهم عزّ و جل، فهي لذة ليس فوقها لذة، و لهذا أخبر النبي صلى الله عليه و سلم أنه ما أعطي أهل الجنة أقر لأعينهم من النظر لله عزّ و جل، قال تعالى : [ للذين أحسنوا الحسنى و زيادة] و الزيادة هي النظر إلى وجهه الكريم عزّ و جل، و هذه اللذة تقابل لذة العبادة في الدنيا، فإنها من جنسها، فالعباد لهم تلذذ بخالقهم مرتين، مرة بعبادته في الدنيا، و بمناجاته، و بالعلم به، و بالفرح بما أنعم عليهم من الإيمان، و مرة يوم القيامة عندما ينظرون إليه و يتلذذون بالنظر إلى وجهه عزّ و جل، و النعيم الذي لا ينفد هو الذي من جنس الطاعة، فكل لذة كان مرجعها إلى طاعة الله فهي لا تنفد، و لا تنتهي، و لا تذهب، فمعنى نفد الشيء انتهى، و انقطع، و النعيم الذي لا ينفد هو نعيم الآخرة قال تعالى :[ ما عندكم ينفد و ما عند الله باق] فنعيم الجنة باق، و ما عند الله من الأرزاق باقية و ما عند الناس ينفد و ينتهي، و قال تعالى:[ و هذا رزقنا ماله من نفاد] و هو ما يرزقهم به في الجنة.

[أكلها دائم و ظلها] بخلاف ظلال الدنيا تذهب بحركة الشمس، حتى إذا زالت الشمس ذهبت الظلال، و لكن أيضا ما ينبغي أن ينبه إليه أن من النعيم الذي لا ينفد نعيم العبادة و الطاعة، فإنه لا ينفد يبقى مع الإنسان حتى يموت، و لهذا هو يجد حلاوته في الدنيا، و إذا وضع في قبره وجد ما أعدّ الله له، و يرى منزله من الجنة، و يتلذذ بما قدم، و إذا حشر فإن له لذة و سرور بعبادته، و لهذا ينادي :[ فأما من أوتي كتابه بيمنيه فيقول هاؤم اقرؤا كتابيه. إنّي ظننت أني ملاقي حسابيه. فهو في عيشة راضية] 19.20.21 الحاقة.

فهذه العبادة لا تنقضي لذتها حتى في القبر، حتى في المحشر، إلا أن يدخل المؤمن الجنة فيتلذذ بأنواع الملذات الأخرى التي لم تكن معلومة لديه، و ما لم يخطر له ببال قال تعالى:[ فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت ].

فلذة العبادة لا تنقضي، و لا تنقطع، و لا تمل، فالملاحظ أن ما من لذة إلاّ و لها انقضاء، إلاّ لذة العبادة، فأنواع اللذات يأتي على الناس زمن يملّون اللذات الشهوانية المتعلقة بالأكل، و الجماع، كما يعلم ذلك الكثير من الناس.

سمع النبي صلى الله عليه و سلم ابن مسعود ليلة و هو يقول :" اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد و نعيما لا ينفد، و رفقة محمد في أعلى جنة الخلد " لأن الإيمان الحقيقي هو ما مات عليه الإنسان، المؤمن الحقيقي هو من عاش على الإيمان، و لقي الله بالإيمان، و لهذا من دعاء يوسف عليه السلام : [ توفني مسلما و ألحقني بالصالحين] يوسف 101

فهذا هو الإيمان الذي لا يرتد، و نعيما لا ينفد، و هو نعيم الجنة، و كذلك ما يحصل للمؤمن بعبادة الله في الدنيا، و مرافقة النبي صلى الله عليه و سلم في أعلى جنة الخلد، و كل أهل الجنة يخلدون فيها، لكن النبي صلى الله عليه و سلم في درجة عالية و هي الوسيلة، و هي مرتبة لا تكون إلاّ لعبد واحد صالح و هو النبي صلى الله عليه و سلم، فكما أن أقرب الناس من الله في الدنيا بالعبادة، فإن الجزاء من جنس العمل، فهم أقرب من الله في الجنة، فإن سقف الفردوس الأعلى هو عرش الرحمان، و النبي صلى الله عليه و سلم أقرب الناس منزلة يوم القيامة.

قال النبي صلى الله عليه و سلم لابن مسعود رضي الله عنه:" سل تعط" يعطيك الله عزّ و جل ما سألت نسأل الله تعالى أن يعطينا ما سأل النبي صلى الله عليه و سلم، و ما سأل ابن مسعود رضي الله عنه.

 

قراءة 763 مرات آخر تعديل على الأحد, 25 تشرين1/أكتوير 2020 09:59

أضف تعليق


كود امني
تحديث