قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 24 كانون2/يناير 2021 12:13

الحكمة

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمد لله رب العالمين، و صلى الله وبارك على عبده و رسوله، و على آله و صحبه و من اهتدى بهديه إلى يوم الدين و بعد:

نحن نحتاج إلى الحكمة، و حاجتنا إلى الحكمة أشد ما تكون في هذه العصور لقلة من يعمل بها، و لقلة ما يتفقه فيها.

كيف نتعامل مع الأفراد في المجتمع الذي نعيش فيه؟ كيف نتعامل مع حكامنا؟ كيف نتعامل مع أهلنا الذين يخالفوننا أحيانا في بعض الأمور؟ كيف يتعامل الرجل مع زوجته و أولا ده؟ كيف يتعامل مع زملائه في العمل؟ نحن نحتاج إلى الحكمة، إن طلب العلم هو أعظم ما اعتنى به السلف، وأهل الحرص على دينهم، و على نجاتهم، شمروا على طلب العلم و التفقه في الدين، و النصوص كثيرة في أهمية طلب العلم و الحث على تحصيله، و الحكمة يحتاج إليها المسلم في كل أمر من أموره، في عبادته، في تعلمه، في معاملته للخلق، فلا سلامة إلاّ بالعلم و الحكمة.

إنّ طلاب العلم و الدعاة إليه محتاجون إلى الحكمة أكثر من أي وقت مضى، خاصة في اختلاف الأزمنة يحتاج المسلم في سيره إلى الله إلى الكثير من الحكمة، فإن الداعي إلى الله سيفسد أكثر مما يصلح إذا جانب الحكمة في دعوته، كون طالب العلم يعرف السنة و يميز بينها و بين البدعة، و يعرف الحلال و الحرام، و يميز بينهما، هذا مشهور بين طلاب العلم، ولكن الحكمة في الدعوة إلى الله و التعامل مع المخالفين حتى فيما يقع بين طلاب العلم من الاختلاف فهذا يتطلب حكمة في التعامل مع إخواننا الذين يخالفوننا في بعض المسائل، في التعامل حتى مع المخالفين من أهل البدع، فإن الحكمة مطلوبة في التعامل معهم، لأن الحكمة من الخير الذي أخبر عنه الله عزّ و جل في الآية{ ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} لأن الحكيم يتعامل بمقتضى الحكمة فينتفع بعلمه و بدعوته ، و بمعاملته، و يسخر كل ذلك في الدعوة إلى الله و في إصلاح الناس، لا يشدد و لا يتهاون في دين الله ، إنما يسلك مسلك الحكمة، و الاعتدال و الوسطية، و يراعي و يوازن بين المصالح و المفاسد، فإذا تزاحمت المصلحتان، قدّم أعظم المصلحتين، و تزاحمت المفسدتان قدّم في الدرء أعظم المفسدتين، و بهذا يعيش صاحب الحكمة في سلامة و في عافية، فهو إما أن يحقق مقاصده الشرعية، و إما أن يحقق ما تيسر منها، بحسب الأحوال و الظروف.

الناس في هذه الأزمنة كثرت فيهم الاختلافات و تعددت فيهم المشارب حتى وصل الخلاف إلى أهل السنة و الجماعة، و طالب العلم لا بد أن يتعلم الحكمة، و يكون على بصيرة حتى يكون التوافق بين إخوانه ممن يخالفونه، يتعاملون مع المخالفين، يتعامل حتى مع غير المسلمين، لأن هذا الدين بين الله فيه كل شيء، لقد صنّف العلماء في أحكام معاملة أهل الحرب من الكفار أثناء الحرب، و معاملة أهل الذمة، و معاملة المستعملين و المعاهدين، كذلك معاملة أهل البدع الذين ينتسبون إلى الإسلام، منهم الذي يكفر ببدعته، و منهم الذي لا يكفر، و منهم السني على هدي السلف، و لكنه أخطأ في مسألة، و سبق لسانه إلى خطأ، كيف نتعامل مع هؤلاء؟

إذا لم يمكن الجمع بين المصالح كلها نحقق أعظم المصالح، تأتي الموازنة هنا بارتكاب أخف الضررين هذه هي الحكمة التي نحتاج إليها حتى لا نهدم دعوتنا، لأن بعض طلاب العلم يريد أن يحقق الأمر كلّه في فترة وجيزة، فإن لم يتحقق له إماّ أن ينسحب من الدعوة، إن كان في مسجد لو عورض في مسألة واحدة أو في جامعة أو في مدرسة انسحب، يقول أنا لا أدعوا في جامعة فيها هذا الشيء، لا أدعوا في مسجد فيه أخطاء، أو فيه من يرتكب بدعة، ما من مسجد حتى مسجد الحرام، أو مسجد النبي صلى الله عليه هناك من يأتي بهذه المخالفات، أو ببدع مخالفة لأصل الدين، فلو قيل بهذا ما أقيمت دعوة في مسجد أو جامعة أو في بيئة، و لكن هنا يأتي الفقه، و نأتي بالإصلاح بحسب الاستطاعة قال تعالى{ ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة} .

في الدعوة إلى الله هناك فرق بين المداراة و المداهنة، المداراة مشروعة متعلقة بالمعاملة، بحسن الخطاب، و المداهنة ترك الحق من أجل الدعوة.

{يا أيها الذين آمنوا آمنوا} خاطب الله عزّ و جل المِؤمنون بأصل الإيمان ليكملوا إيمانهم، هل يوجد عالم فقيه يقول :" يا أيها الذين فسقوا، يا أيها الذين عصوا، يا أكلة الربا، يا شراب الخمر، لا يقول هذا فقيه أو عاقل، لماذا؟ تألفا للناس {لو كنت فضا غليظا لانفضوا من حولك } هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس هناك غيره من الرسل انفضوا عنه إذا كان فضا غليظا، فكيف بمن ليس من حوله أحد، و يبدأ بالدعوة و عنده غلظة فهذا أدعى أن لا يستجيب له أحد.

من أراد أن ينتفع به، و أن يهدي الله به، أن يسلك الحكمة في تألف الناس في معاملتهم، و في الصبر على آذاهم، و أن لا نقابل السيئة بمثلها.

نسأل الله أن يلهمنا الرشد و الصواب و يرزقنا الإخلاص في القول و العمل.

قراءة 797 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 27 كانون2/يناير 2021 08:36

أضف تعليق


كود امني
تحديث