قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 24 حزيران/يونيو 2013 05:25

التسامح و الزهد في الإنتقام

كتبه  الدكتور عبد الحليم عويس رحمه الله
قيم الموضوع
(0 أصوات)


الحروب في الإسلام استثناءٌ و شذوذٌ عن القاعدة؛ و لهذا لا بدَّ أن تخضع لأكثر الآداب، و تكون في أضيق الحدود، و من المعروف أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد قَبِل صلح الحُدَيْبِية - على ما فيه من شروط مجحفة - تلافيًا للحرب، كما أنه دخل مكة فاتحًا بعفوٍ شامل عن الذين سَعَوا لقتلِه، و شنُّوا عليه الحروب، و عذَّبوا أصحابه أشدَّ التعذيب مدَّةَ ثلاثة عشر عامًا في مكة، ثم في المدينة المنورة.

وتدلُّنا سيرةُ الرسول - صلى الله عليه وسلم - على عظيمِ عفوِه و تسامحه و زهدِه في الانتقام، سواء في السِّلم أو الحرب، و كانتْ هذه الأخلاق النبوية العظيمة روحًا انسابتْ في قلوب أتباعِه و نفوسهم، في حربِهم وسِلْمهم على السواء، فمع أن الخلافاتِ أو الحروبَ مظنَّةُ اللاإنسانية، و السلوكيات المدمِّرة اللاأخلاقية، إلا أن سمو الإسلام المتجسِّد في سلوكيات الرسول و صحابتِه قد قدَّم للبشرية نموذجًا جديدًا، يفتح أمام الإنسانية آفاقًا رائعةً للتفاهم الإنساني، و السموِّ الأخلاقي!

و قد تجلَّتِ الروح الإنسانيَّةُ في الإسلام في الجندي و المقاتل المسلِم، متمثِّلة في الْتزامه بشرطين:

أولهماالتزامُه بالتحصُّن بالنزعة الإنسانية الأخلاقية، المشبعة بالنيَّة الحسنة، التي تجعل جهادَه للرغبة في الدفاع عن الدين و الحقِّ، و ليس للبحث عن الغنائم، أو لمجرَّد القتل و الانتقام.

 و ثانيهما :إلتزامه بأن يطبق أثناء القتال صيغتي الجهاد اللتين يأمر بهما الدين : (الجهاد الأصغر) الذي يجعله علي إستعداد للتضحية بنفسه في سبيل القضية و الحقيقة، و (الجهاد الأكبر ) الباطني، الذي يلزمه بكظم غيظه، و كبت غرائزه، و مقاتلة عدوه بعدل.

قال تعالي :(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا، إعدلوا هو أقرب للتقوي و أتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) المائدة 8 ؛ فهذه الآية تحدد و تختصر التشريع الإسلامي الخاص بالقتال برمته، فليس بوسع قائد الجيش و لا الجندي علي حدته أن يتجاهلا القواعد الإنسانية التي فرضها التنزيل ؛ مثل تحديد العدو، و تعيين الشكليات التي تسبق بدأ المعركة، و تقرير المعاملة الواجب إتباعها نحو المغلوبين-مقاتلين أو مدنيين- و تنظيم قسمة الغنائم الحرب.

 

وكذلك حظر أعمال التعذيب التي لا طائل تحتها، وتحريم الإفراط والتجاوز، وحماية الأعداء العزَّل وغير المحاربين، والمحافظة على الأموال والممتلكات.

وهكذا - سلمًا أو حربًا، وفاقًا أو اتِّفاقًا - يضع الإسلام قوانين عادلةً رحيمة مع الأعداء، بدون تدمير، أو ظلم، أو إبادة، أو انتقام؛ فالقرآن يَهدِي للتي هي أقوم، و الرسول - صلى الله عليه وسلم - ابتُعِث رحمةً للعالَم كُلِّه مسلمِه و غير مسلمِه.

 

أمَّا أعداؤنا في القديم و الحديث، في حروبهم الصَّلِيبيَّة القديمة، و في استعبادِهم لنا باسم الاستعمار الحديث خلال القرون الثلاثة الأخيرة، و أخيرًا تحت شعار العولَمة، فليس عندهم لنا إلا مخطَّطات التدمير، ومشروعات التجويع و الإفقار!



المصدر: موقع الدكتور الراحل عبد الحليم عويس رحمه الله

قراءة 2037 مرات آخر تعديل على الخميس, 15 تشرين2/نوفمبر 2018 15:06

أضف تعليق


كود امني
تحديث