قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 10 تشرين2/نوفمبر 2013 18:06

هجرة و تمكين

كتبه  الأستاذة رقية القضاة الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(1 تصويت)

تلك هي مكة تودع رسولها الحبيب، تبكي جباله و رمالها  بيتها رحيله و نايه، و ها هو الرسول صلى الله عليه و سلم يرنو إليها، و قد أخرجه قومه من بيته و أرضه و وطنه أن يقول ربي الله لا شريك له، و يناجيها بلهفة الإبن المحب لوطنه، و العابد الطائف الساجد المفارق لبيت الله و كعبته المشرفه، و يهتف بها بكل صدق و كأنه يستميحها عذرا لهذا الرحيل القسري،{ والله إنك لأحب أرض الله إلى الله و إنك لأحب أرض الله إلي و لولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت.
و يولي الركب الطيب وجهته الجديدة، و الراحلتان تطويان البيد فخورتان براكبيهما، رسول الله صلى الله عليه و سلم و صاحبه الصديق، الذي أخّر هجرته أملا في صحبة الحبيب عبر هذا السفر الشاق الخطر، و قد تضاعف أمله و هو  يسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول له {لا تعجل لعل الله أن يجعل لك صاحبا }، و تمنّى الصّديق أن يكون ذلك الصاحب، و ها هو  يصل و إياه غار ثور ، و يمكثا فيه مدة و قريش تطلبهما حيين أو ميتين و قد أوقد أوار غيظها نجاة الرسول صلى الله عليه و سلم و صاحبه، و قد ظنت قريش بعنجهية الكفر، و عقلية الفرعنة ، و غباء الجهالة و ظلم الباطل، أن القضاء على محمد و فكرته و مبادئه و دينه و مثله و قيمه، التي لا تتواءم و قيم الجاهلية الغاشمة، و مبادئها المتخلفة، التي جعلت من الإنسان المكرّم مكان مهانة و محط ذلّة، و أرخصت الأرواح و إستباحت الدماء و ألغت العقول، فأينعت في هذا المحيط النتن فروع القبلية، و إزدهرت بضاعة المنكر، و ضاعت حقوق المظلومين و صرخاتهم في فضاء الظلم، و بحار ظلمات الجاهلية.


و هكذا رفضت دعوة الاسلام، و حورب رسول الله صلى الله عليه و سلم و أتباعه الأطهار، و عذّبوا و شرّدوا و هجّروا أفرادا و جماعات ، و أسقط في يد عتاة الكفر و هم يرون أتباع هذا الدين، يجودون بكل غال و نفيس لأجل دين الله، و يغادرون بيوتهم، و يتركون خلفهم ذراريهم و ممتلكاتهم، سعيا وراء ما يراه أهل الضلالة سرابا، و يراه أهل الحق جنة عرضها السماوات و الأرض، و رضوان من الله أكبر، و يصعق أبو جهل كبير الجهلة، و هو يستيقظ صبيحة حصاره لبيت رسول الله صلى الله عليه و سلم، و قد بيت له نية القتل المجمع عليه من كل قبائل العرب في مكة، يصعق و هو يرى علي بن أبي طالب، ينام في بردة النبي، مع معرفته بخطورة ذلك عليه، و يذهل و هو يرى علي يسلم الأمانات إلى أهلها، رغم دقة الموقف لم ينسى محمد أمانته، يبهت و هو يتلمس التراب على رأسه و قد ألقاه عليهم المصطفى و هو يقول شاهت الوجوه، و يخرج من بين أظهرهم و قد ألقى الله عليهم السبات، في معجزة أخرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد، و لم يستفق الطغاة من ذهولهم إلّا و حبيب الله خارج مكة، في غار ثور، و ينطلق زعيم الجهالة إلى بيت أبي بكر الصّديق و قد عرف أنه لا بد و أن يكون رفيق الحبيب و يحقق مع المؤمنة اسماء ذات النطاقين، أين أبوك يا بنت أبي بكر؟ و يأتي الجواب لا أدري أين أبي، و ترتفع اليد الموتورة باللطمة الحاقدة، يفرغ فيها الجاهل غيظه، و تظل تلك اللطمة صدى يتردد في سمع الأيام، مذكرا بحماقة الجهلاء، و رفض المتنفذين أولي المطامع المادية و المكاسب الدنيوية، لكل ما من شأنه المساواة بين الخلق، و التفاضل بالفضل، و الكسب بالسعي الحلال العادل.

و يستقر الركب في غار ثور أياما مليئة بالترقب، محفوفة بالمخاطر، ملأى بالبشارات، و القوم يحيطون بالغار مدججين بأسلحتهم مشحونة عقولهم بالحقد الجاهلي، و الصدّيق يملأ جوانحه الرهب، و تعتريه المخاوف لا على نفسه، و لكن على رفيقه و خليله الذي يفتديه بنفسه و ولده و ماله، و يكون الحوار المشفق { يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لرآنا}، و يأتي الجواب الواثق المطمئن، {يا أبابكر ما ظنّك باثنين الله ثالثهما}، و تظل هذه الكلمات مبشرات بحفظ الله و نصره، لكل من أعلى لواء الله، و أرخص دونه النفس و النفائس، ما بقيت قرآنا محفوظا في القلوب و الضمائر و النفوس،{ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}.
أيتها الأمة المحمدية، يا جند الله، و يا من تحملون لواء العزة و النصرة الحقة لدين الله، تهجّرون و تحاربون، و تحاك ضدكم المؤامرات، و تستضعفكم جاهلية هذا الزمان، لتكن هذه الآية المطمئنة المبشرة شعاركم،{لا تحزن إن الله معنا} فالقرن قرنكم و الزمان زمانكم و العاقبة لكم بإذن الله، و كيف يخاف و يحزن و يرتاب و يضعف و يتخاذل، من إعتقد يقينا ان الله بعزته و قوته و عدله و جبروته و قدرته معه؟ ها هو نبيّ الله صلى الله عليه و سلم، ينطلق إلى المدينة من غار ثور، و قد عميت عنه العيون، و هاهو سراقة بن مالك يسمع عن الركب الميمون، فينطلق خلفه طمعا بالجائزة الموعودة ، و ها هي قدما راحلته تغوصان في رمال الصحراء، فيرى الموت ماثلا أمامه، فيستنجد بمحمد و قد عرف أنه على حق، لولا كبرياء الشرك في نفسه، و تتكرر الملاحقة و يتكرر المشهد حتى يرسلها الرسول صلى الله عليه و سلم موعدة تسكن لها جوانح الصحراء، و تضحك لها أمانيّ سراقة، كيف بك ياسراقة و قد لبست سواري كسرى، و يسكت سراقة و هو يعرف أن محمدا هو الصادق الأمين، ثم يقول: أكتب لي كتاب أمان منك بها فكتبها له.
تلك هي الثقة المطلقة بالله جل و علا، تقويها الثقة المطلقة بخيرية الدعوة التي يحملها إلى الناس، و الثقة الحانية المحبة الرفيقة بالأصحاب و الجند، الذين يحملون الراية مع رسولهم صلى الله عليه و سلم، ليبلغوا رسالة الله الكريمة إلى خلقه، الذين أرهقتهم تبعات الجاهلية، و ضنكها و ظلمتها، و هكذا وصل الركب المبارك إلى يثرب و التي أصبحت ببدرها المنير و مقامه البهيج فيها {المدينة المنورة}مصحوبا بعناية الله و رعايته الشاملة، يحدوه الأمل بغد مشرق للبشرية، في ظل كلمة التوحيد العظيمة، و تداعت الجموع بحدائها الجميل، و قد رأت في نبيها الحبيب بدرا يشرق سناه البهي، و تشرق إشعاعات رسالتة الدافئة شمسا مؤتلقة، و قمرا منيرا في ليل الضلالات الممتد عبر مئات القرون الظالمة، فتألقت الأهازيج لحنا يؤكد نور الرسالة و الرسول و ربّ العزة يؤكد نورانية الرسالة و الرسول،[يأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا و مبشرا ونذيرا و داعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا]، و طلع قمر يثرب، و أصبحت به و بمقامه المبهج في رباها المدينة المنورة، و نعمت النفوس الشقية بعدل الإسلام و غدت الرحلة التي ملأتها مشاعر الحزن و الحنين، منطلقا للعودة المظفرة و الفتح المبين، و بشارة بالنصر و التمكين، و طريقا لدخول الناس كافة في دين الله، و ظلّ درس الهجرة صفحة وضيئة، يتعلم منها كل من يسعى إلى إقامة شرع الله، و نصرة دينه، و الذود عن حمى الأمة، أن الارض لله يرثها من عباده الصالحون، و أن الوطن هو كل بقعة ارتفعت فيها كلمة التوحيد، و أن الأمة هي كل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله، [وعد الله الذين آمنوا و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض و ليمكنّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدلنّهم من بعد خوفهم أمنا]

قراءة 2053 مرات آخر تعديل على السبت, 04 تموز/يوليو 2015 09:02

أضف تعليق


كود امني
تحديث