قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 04 حزيران/يونيو 2022 09:29

حد الردة في الإسلام و حرية الاعتقاد

كتبه  الأستاذ راغب طاهر
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يقول ريتشارد دوكنز في كتابه (وهم الإله) الذي يعتبره البعض دستور الملحدين في العصر الحديث: إن إحدى أعنف العقوبات في العهد القديم هي التي تنفذ بحق الكافر، و لا تزال تطبق في بعض الدول. القانون الباكستاني يفرض عقوبة الموت لتلك الجريمة.اهـ

أقول: حد الردة موجود في الإسلام، و موجود في العهد القديم كما ذكر دوكنز. و هو في الإسلام حدّ له ما يبرره، و له ما ينفي عنه أي إجحاف أو ظلم بالمقتول رِدّةً.

فأما عن ما يبرره، فالإسلام دين بدأ قصته بحربٍ لم تتوقف رحاها بين المسلمين و مَن حولهم من يهود المدينة و نصارى الروم و مجوس الفرس، و هي الحرب التي لم يبدأها المسلمون و لم يرغبوا فيها، و لكنها فُرضت عليهم من أطرافها الأخرى، باعتداءات مباشرة في أحيان، و بالتجهز للاعتداء في أحيان أخرى، و بتحيّن الفرص للاعتداء مع الامتلاء بالحقد و الكره و العداء.

و بالتالي، فقد كان يعني ارتدادُ الرجل عن إسلامه انضمامَه لفريق الأعداء، و تحوله إلى مُحاربٍ أو عينٍ لمحاربٍ أو مُفسدٍ لفريق المؤمنين و مثبطٍ له في حربه، و التي هي حرب وجود. و بالتالي فقتل ذلك المرتد واجب للحفاظ على دولة الإسلام.

و الذين يقولون اليوم، بأن هذا الأمر لم يعد موجودا، و لم تعد الأمم المحيطة بأمة الإسلام أمما محاربة بالضرورة، و بالتالي فإسقاط حد الردة واجب من واجبات العصر، و خصوصا لأنه عصر حرية الاعتقاد كما يروج العالم كله. الذين يقولون ذلك، يقولون كلاما وجيها من ناحية، من الممكن الأخذ و الرد فيه.

و لكن من ناحية أخرى نجد من يقول: إن حرية الاعتقاد في العالم أكذوبة يروّجها البعض، و هي حرية تُحارَب في بلدان كثيرة و بطرق مختلفة، تصل إلى حد القتل كما حدث في الاتحاد السوفييتي الشيوعي قديما و كما يحدث اليوم في الصين الشيوعية، و في غيرهما من بلاد العالم. حتى أن الحرية الاعتقادية تحارب في العالم الغربي (أوروبا و أمريكا)، و لكن بطرق مختلفة، و بوسائل أقل خشونة و دموية.

و نجد من يقول: إن دين الإسلام هو دين الله الحق، الذي تطمئن إليه النفس البشرية بفطرتها المركوزة فيها من القديم.

و الطبيعي أن يُقبل الناس من الأديان و المعتقدات الأخرى على دين الإسلام، فهم يُقبلون حينها من الضلال إلى الهداية و من الظلام إلى النور. أما أن ينتقل الناس من الإسلام لغيره من هذه الأديان و المعتقدات الفاسدة، فهو ما لا يُفسر إلا بأنهم فاسدون أخلاقيا و سلوكيا، أغراهم البعض ببعض المُغريات الدنيوية الفاسدة، فكانت سببا لتركهم الحق و الذهاب إلى الباطل، و ذلك هو المشاهد المعروف في أساليب التنصير مثلا، التي يعتمدها أهل التنصير لإغراء البعض للدخول في المسيحية، و خصوصا من أهل البلاد الفقيرة في إفريقيا و آسيا.

و بالتالي، فإن هذا العنصر الفاسد المرتد، الذي يقبل بأن يبيع دينه الحق، من أجل شهوة مادية أو جنسية، يجب استئصاله من أمة الإسلام، لأنه سيكون بعد ذلك وسيلة من وسائل هؤلاء المفسدين في نشر فسادهم بكل طرق الانحطاط المتبعة.

دين الإسلام دينُ حقٍ تهفو إليه النفوس بفطرتها النقية المركوزة فيها، و بالتالي فهو لا يحتاج في الدعوة إليه إلى وسائل إغراء من هذه الوسائل الإغرائية الفاسدة.

أما غير الإسلام، من تلك الأديان و المعتقدات الفاسدة، فلن يُقبل عليها أحد إلا بمثل تلك الوسائل، و من يترك نفسه للوقوع في هذا الانحطاط، لا يجب أن يُترك في أمة الإسلام، التي تحافظ على صلاحها و نقائها الاعتقادي الإيماني منذ قيامها.

و أولئك الذين يتركون إسلامهم، ليكفروا بالأديان بالكلية، و يعلنوا إلحادهم، هم في الحقيقة إما مدفوعون لذلك بالإغراءات المادية و الجنسية كذلك، و الحديث عن الجمعيات المشبوهة التي تعمل على ذلك في بلاد الإسلام موجود. و إما أنهم مضطربون نفسيا و عقليا.
و يجب علينا ردعهم عن ذلك الاضطراب العقلي و النفسي، أو عن عمالتهم لتلك الجمعيات المشبوهة، بالتلويح بمثل هذا العقاب الرادع.

ذلك عن ما يبرر حد الردة في الإسلام، و أما عن ما ينفي عنه إجحافه و ظلمه، فهو الإجراء الثابت بالنصوص القرآنية و النبوية قبل تطبيق هذا الحد. و هو أن يُحبس المرتد، و يستتاب، فإن عاد و أكد على إيمانه، يسقط الحد عنه تماما، و يذهب لحاله سالما، حتى و إن ادّعى ذلك كذبا بلسانه لمجرد الفرار من القتل.

و في ذلك منتهى الرحمة الإسلامية بمغيّري عقيدتهم، فليس عليهم إلا أن يدّعوا بألسنتهم أنهم عادوا للإيمان، ثم ليذهبوا لحياتهم.

فإذا أرادوا أن يُعلنوا إلحادهم أو تغيير عقيدتهم جهارا فليخرجوا من بلاد المسلمين إلى بلاد الآخرين، و إلا فلهم أن يعيشوا مع المسلمين، على أن يُبقوا ردتهم فيما بينهم و بين أنفسهم، و ليُظهروا للناس غير ما يُبطنون، مثلهم مثل المنافقين، الذين أظهروا الإسلام و أبطنوا الكفر، و مع ذلك فلم ينكل الرسول بهم، مع معرفته لهم رجلا رجلا.

الرابط : https://basaer-online.com/2022/04/%d8%ad%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%af%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%88%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%af/

قراءة 582 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 08 حزيران/يونيو 2022 08:00

أضف تعليق


كود امني
تحديث