قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 26 حزيران/يونيو 2023 06:04

الشهادات الخمس

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله وصحبه وبعد:

"عن عبادة بن الصامت قّال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من شهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله و كلمته ألقاها إلى مريم، و روح منه، والجنة حق، و النار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل". متفق عليه، من لوازم النطق بالشهادتين اعتقاد القلب و عمل الجوارح، لا معبود بحق إلاّ الله، وإلاّ فإن الألهة التي عبدت من دون الله كثيرة، وهي بالباطل عبدت، هذه الشهادة مستلزمة لتوحيد الله، فهو واحد في ربوبيته، واحد في ألوهيته، واحد في أسمائه وصفاته، وليس له شريك في ألوهيته و عبوديته.

( وأن محمدا عبده ورسوله) هذا هو القسم الثاني من الشهادة التي يدخل بها في الإسلام، هذا النبي الكريم النبي أرسله الله لهذه الأمة، وهذه الجملة فيها رد على الغلاة و الجفاة، عبد الله أي ليس له شيء في الخلق و الإيجاد، والثواب و العقاب، اصطفاه الله بالرسالة و النبوة، و الاقرار له بالرسالة مستلزمة لعدم تكذيبه، دائما النصوص فيها رد على الطائفتين المتقابلتين في البدعة، مثل قوله تعالى:{ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.

( وأنّ عيسى هو عبد الله ورسوله) هذا فيه رد على النصارى الذين زعموا أنه إله، وأنه ثالث ثلاثة هو عبد الله ورسوله، رسول هو رد على من جفا فيه، واتهمه أنه ابن زنا، واتهموا أمه العفيفة، أرسله الله لبني إسرائيل، أطاعه قوم ، وانحرف عنه أخرون.

(وكلمته ألقاها إلى مريم) خلقه على غير عادة البشر، أمر جبريل في النفخ في ذرع مريم، و النفخ بأمر الله عزّ وجل، وهذه الكلمة التي ذكرها الله عزّو جل في قوله:{ إنّ مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثمّ قال له كن فيكون} فعيسى مكوّن من كلمة وهي "كن"، كما أن المخلوقات مخلوقة بكلامه { إنما إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} فسائر المخلوقات خاضعة لأمره الكوني، وعيسى من ضمن هذه المخلوقات، فهذه الكلمة هي من كلمات الله عزّ وجل، وكلام الله ليس بمخلوق، عيسى مخلوق، والكلمة التي خلق بها ليست مخلوقة.

الجنة من أثر رحمة الله وهي مخلوقة، مثل المطر و النار مخلوقة، وهذه المسائل إنما بيّنت لأنها أشكلت على النصارى، لأن عيسى خلقه الله تعالى على غير هيئة البشر،فأشكل هذا على الناس.

( وروح منه) أي أنّ روحه مخلوقة، وهذا لا يلزم أنه بمعنى جزء من الله، ولكن خلقه رحمة منه، وأوجده بأمر منه.

( و الجنة حق و النار حق) وهذا يدخل في الشهادة، و ممّا يدخل في الشهادة أن الجنة و النار موجودتان الآن، أي أنهما حق لا مرية فيهما وليستا وهم أو تخييل، و البعث حق، إذا شهد المسلم هذه الشهادات أدخله الله الجنة على ما كان عليه من العمل، أي و إن كان مقصرا، قال العلماء على أي حال هو عليه، وهذا ما يدل على فضل التوحيد، وما يكفّر به من الذنوب.

هذا أشرف الرسل محمد صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله، وهذا عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله، ليس هناك إله إلاّ الله تعالى، ليس له شريك في ربوبيته، وألوهيته، وهذا إقرار للبعث، وقدرة الله على البعث، يدخل من يشاء الجنة برحمته، ويدخل النار من يدخل بعدله، ومن لقي الله بهذه الشهادات الخمس وعد من الله أن يدخله الجنة.

كما نهيت النصارى عن الغلو في عيسى عليه السلام، نهيت هذه الأمة عن الغلو في محمد صلى الله عليه وسلم.

معرفة كون عيسى عليه السلام أنه روح منه، أنه خلقه من روح وبدن، إضافة الروح إلى الله عزّ وجل للتشريف{ ونفخنا فيها من روحنا}، و جبريل هو روح الله وهو مخلوق، وعيسى هو روح الله وهو مخلوق، الروح هنا ليست هي صفة الله، ولكن كما يقال بيت الله، وناقة الله، وعبد الله.

لقد عرفنا فضل الإيمان بالجنة و النار، ولهذا الإيمان أثر في تكفير الذنوب,

كلما قوي التوحيد زادت الثمرة، وكثير من الناس ينسى ثمار التوحيد في الدنيا، فنقول إذا اجتهد المسلم في العمل أدخله الله الجنة على ما كان عيه من العمل، وهذا لا يعني أنه مفرّط، أن يقول هذه الشهادات ولا يعمل هذا غرور، هذه الشهادات الخمس مثمرة للعمل في الدنيا، و من لقي الله بها وعد من الله تعالى أن يدخله الجنة."1

  1. 1.شرحها الشيخ الفاضل ابراهيم بن عامر الرحيلي أستاذ العقيدة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

 

 

 

قراءة 288 مرات

أضف تعليق


كود امني
تحديث