قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 19 حزيران/يونيو 2014 15:15

نحن والتجربة التركية

كتبه  الأستاذ محمد عياش الكبيسي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لما ظهر الخلاف الحاد بين أردوغان و فتح الله كولن كنت واحدا من المتخوفين جدا على مستقبل التجربة التركية، لما أعلمه من نفوذ جماعة كولن في المؤسسات المختلفة و عموم المجتمع التركي لتبنيها برنامج (الخدمة) الواسع و لما يتمتع به زعيمها من قدرة خطابية فائقة و جاذبية روحية قلّ مثيلها، و قد اتصلت حينها بأحد أصدقائي الأتراك المقربين من (العدالة و التنمية) و قال: إن السيد أردوغان لم يصرح بموقفه من كولن إلا بعد استبيانات واسعة أكدت له أن قناعة الشارع التركي بالتجربة السياسية للعدالة و التنمية لن تتأثر إلا بحدود الواحد و النصف بالمائة 1.5% ليس بسبب هبوط شعبية كولن بل لأن طبيعة الشعب التركي يفصل بين المشاكل، و لا يدخل بعضها ببعض، فكولن ليس عنده تجربة سياسية بخلاف أردوغان، و لذلك فحتى المعجبين بكولن سينتخبون أردوغان لأن قناعتهم السياسية معه و ليس مع (شيخهم)! أما التيارات (العلمانية و الليبرالية) فمن المتوقع أن تزيد نسبة تأييدهم لأردوغان بعد أن ينأى بنفسه عن هذه الجماعة، كان هذا الحوار قبل بضعة أشهر، و جاءت الانتخابات اليوم لتؤكد مصداقية هذه التحليلات، بل لتضيف نجاحا جديدا للتجربة الأردوغانية و للتجربة التركية عموما.

ليلة العد و الفرز كنت ألاحظ على شاشة التلفزيون التركي حماسة أحد أقطاب حزب(السعادة) و سعادته البالغة بالتباشير الأولى لفوز أردوغان، و لمعرفتي بتأريخه الطويل و علاقاته المتميزة مع الزعيم التاريخي للسعادة السيد نجم الدين أربكان-رحمه الله- كنت أظن أن السعادة لم يدخل هذه الانتخابات!، لكني تأكدت أنه داخل في الانتخابات و أنه لم يحقق أكثر من 2%، و هي نسبته ذاتها في الانتخابات الماضية، فلماذا يفرح هذا الرجل و يتبادل التهاني مع أحبابه و أصدقائه؟ الحقيقة أنه يفكر بالطريقة الآتية، و هذا ما فهمته منه في أكثر من حوار:

إن العدالة و التنمية حزب جماهيري واسع، و السعادة حزب نخبوي تربوي، فحين أبحث عن الصفاء و الأخوة و التربية الصالحة فأنا مع السعادة، و حينما أبحث عن مصلحة تركيا الكبرى فأنا مع العدالة و التنمية، و النسبة تتناسب مع المنهج الذي ارتضيناه، كما أن نسبتهم تتناسب مع البرنامج الذي ارتضوه، و تركيا بحاجة إلى كل هذه البرامج! فالحزب الذي يتمكن من حشد مليون إنسان في الشارع، قد لا يستطيع أن يربي مائة شخص تربية سليمة و ناضجة، و العكس صحيح أيضا، و هنا تتكامل الأدوار.

قبل سنوات كنت قد زرت مركزا لتطوير الكفاءات في اسطنبول، فوجدت فيه الإسلامي و العلماني و الليبرالي ..الخ فسألت أحدهم: كيف تعملون في هذا المركز دون مشاكل؟ قال: ما ذا تقصد؟ قلت لو كان هذا المركز عندنا لحاولت كل جماعة أن تستأثر به بمختلف الطرق، فانتفض بوجهي و قال بالنص و بلكنة تركية (هذا عيب! هذا لا يدع مجالا للعمل المشترك، و إذا كانت الجماعة تفكر ببناء مؤسسة خاصة بها فمن يمنعها؟ لكن حينما تشترك مع الآخرين ثم تخطط للاستيلاء و الاستئثار فهذه سرقة، و ظل يكرر (هذا حرام، هذا حرام)، فقلت له: صدقت لكنه عندنا قد لا يكون كذلك، فنحن نتقرب إلى الله بهذه السرقات و هذه المحرمات و لدينا ما يكفي من المبررات الدينية و الأخلاقية!

أذكر في هذا الخضم جدلا دار عندنا بعد تصريح الشيخ القرضاوي أنه ينوي انتخاب عبد المنعم أبو الفتوح، فجاءه رد من أحد علماء العراق يتضمن حرمة انتخاب أي مرشح غير مرسي، و أدخل الموضوع في باب البيعة و السمع و الطاعة..الخ و أيضا نقلت المجادلة هذه إلى أكثر من جهة في تركيا، فقالوا: عندنا لا يمكن أن تصدر أية جماعة توجيها لأفرادها بانتخاب فلان أو أنتخاب غيره من داخل الجماعة أو من خارجها، و أن أية جماعة تتجرأ على مثل هذا فإنها ستخسر أقل شيء 50% من أفرادها، و أنها ستسقط في المجتمع التركي، لأن التصويت مسؤولية فردية حصرا، و هي شهادة و أمانة، أما أن تصدر فتوى فهذا لا يمكن طبعا.

توفيت قبل سنتين -على ما أذكر- والدة أردوغان السيدة (تنزيلا)، و قدّر لي الله أن أشارك في مجلس العزاء الرسمي و بحضور رئيس الوزراء طبعا، و كان بجنبي رجل معمم يرفع يديه بين الحين و الحين و يدعو، و لما رآني غير متفاعل معه، قال لي: أرجوك أدع لتنزيلا، و سالت دمعته! فظننت أنه من أقربائها، أو أنه من (العدالة و التنمية)، لكني تأكدت منه أنه لا هذا و لا ذاك بل هو من المتقدمين في جماعة النور، هذه الجماعة التي ترفع شعارها باستمرار (نعوذ بالله من الشيطان و السياسة)!

لا يظنن ظانّ أني أقصد بهذه النماذج أن الأتراك لا يختلفون و لا يتخاصمون، لا، بل أقصد أنهم أقدر منا على إدارة خلافاتهم، و توجيهها بما يخدم الصالح العام.

قلت لواحد من الإسلاميين المبرّزين عندهم: كيف تعايشتم قرنا من الزمان مع نظام يحرّم عليكم الأذان، و الحجاب، و يمنع اللغة العربية، و يمسخ اللغة التركية..الخ فقال ضاحكا: نعم لو كنا عربا لأعلنا (الجهاد)! و لحرقنا أرضنا و ثرواتنا و مستقبل أولادنا، و لتدخل الغرب يدعم هذا الطرف مرة و يدعم الطرف الثاني مرة أخرى، ثم لا نكسب شيئا من ديننا و لا دنيانا.

فهمت فيما بعد من خلال محاضرة خاصة و معمقة للسيد أحمد داود أوغلو قبل تسلمه لوزارة الخارجية، أن موقف (الإسلاميين) الأتراك كان يعتمد على فلسفة و استراتيجية-غريبة بالنسبة لنا- و هي (احترام النظام و محاسبة الحكومة)، فقد ساهم الإسلاميون في ترسيخ احترام الشعب التركي للدستور مع أنه دستور علماني مخالف لمعتقداتهم و أدبياتهم، و ذلك لغايتين اثنتين:

الأولى: أن الدستور هو الوثيقة الأولى للبلاد، و لذلك يصاغ بعناية و بطريقة مقبولة للرأي العام داخليا و خارجيا، في حين أن الحكومات هي التي تقوم عادة بخرق الدستور، فالدستور لا يمكن أن يكون أسوأ من الحكومة، و عليه فإن احتماء الشعب بالدستور ثقافة و ممارسة يحرج الحكومة و يجعلها في دائرة المحاسبة، بخلاف تجربة (الإسلاميين العرب) التي تمنح كل شيء للحكومة حتى الدستور و القانون و الجيش و الأمن، و تعلن المفاصلة الكاملة، و هذا لا يقود إلا إلى واحدة من اثنتين؛ المصادمة أو الانعزال.

الثانية: أن الشعوب بحاجة إلى أي نظام لتلافي الفوضى و الشتات، و مهما كان اعتراضنا على الدستور، فإن الالتزام به أولى بكثير من شيوع الفوضى، ثم إذا كان الإسلاميون لا يلتزمون بالدستور تدينا، فإن هناك الكثير من عصابات الجريمة المنظمة و شبكات الفساد الحكومي و خلايا المافيا ستستفيد كثيرا من حالة الفوضى أكثر بكثير من فائدة (المشروع الإسلامي).

و لذلك حينما صعد أردوغان على منصته ليعلن بكل وضوح: (نحن حماة العلمانية في تركيا)، لم يستطع الكثير من (الإسلاميين العرب) أن يفهموا ذلك إلا بمستويين؛ مستوى (المجاهدين) و هو عندهم ردة صريحة عن الإسلام، و أن أردوغان خدع المسلمين و نكث بهم، و مستوى المثقفين و السياسيين؛ أن هذا تكتيك مرحلي و (تقية سياسية)، و الحقيقة لا هذا و لا ذاك، فأردوغان لديه مشروعه الطموح -لا شك- لكنه ملتزم بعقد اجتماعي مع شعبه و وفق النظام القائم، و لن يتجرأ أن يغير هذا النظام إلا بالأدوات الدستورية و القانونية، التي تجعل الشعب هو الذي يقوم بالتغيير و يبقى هو الجهة المنفذة لا غير، هذه هي طبيعة العقد، و الوفاء بالعقد من الدين (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود)

 الرابط:

 

http://islamonline.net/reportsviews/monitor/6653

 

قراءة 1488 مرات آخر تعديل على الأحد, 09 آب/أغسطس 2015 15:19

أضف تعليق


كود امني
تحديث