قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 31 تموز/يوليو 2014 10:17

النـّصائح الذّهـبـيــّة إلى أخي الصّحفيّ و أختي الصّحفية

كتبه  الأستاذ محمد عبد الرحمن بسكر إمام وخطيب بالجزائر العاصمة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله و الصّلاة و السّلام على محمـّد رسول الله و على آله و صحبه و من اهتدى بهداه

 و بعد:                                                                  

و ما من كاتب إلا سيفنى    *    و يِبقي الله ما كتبت يداه

فلا تكتب بكفــّك غير شيء  *   يسرّك في القيامة أن تراه

 أخي الصّحفي, أختي الصّحفية, كلمة أوجـّهها إليكما و أنادي فيكما النـّفس اللوامة ضمن هذا المقال الذي أحــدّثـكما به من القــلب إلى القــلب : 

             حديث الرّوح للأرواح يسري    *                 وتدركه القلوب بلا عناء

إنّ  الذي يحزّ في نفوسنا و يدمي قلوبنا العدد الكبير من الجرائد و المجلات  بشتـّى الـلـّغات  و أغلبها عن تبليغ الإسلام غافلات لاهيات ملهيات، نشرت إحدى المجلات العالمية  خبرا مفاده أنّ أحد الصّحفيين الإنجليز اعتنق الإسلام فكان أوّل كلام قاله بعد الشّهادتين: (أناشد الصّحفيّين المسلمين استخدام أقلامهم للــذ ّود عن الإسلام) لقد قال هذا الكلام, لما عايش ميدان الصحافة و الإعلام, و علم يقينا أنه  سلاح يستخدم ضد الإسلام, .ويقول الدكتور مصطفى الدميري أستاذ سابق  بقسم الإعلام في  كلية الدعوة  بجامعتي  أمّ القرى مكة المكرمة و الأزهر(الصّحافة وسيلة إعلام خطيرة و مدرسة للشّعوب, فالصّحيفة يستطيع القارئ قراءتها أكثر من مـرّة وفي أيّ وقت يشاء, و يتأثــّر بها تأثــّرا عميقا, و هي تعلـّم القراءة و الكتابة و الثـّـقافة  و ألوان المعارف, وتكوّن الرّأي العام و تشكـّله و توجّهه و تساهم في تحقيق الوحدة اللـّغوية  للأمـّة  و تنشر أحكام العقيدة, و هي وثيقة  تاريخيّة مهمّة تسجـّل فيها جوانب الحياة المختلفة و إليها يرجع أكبر الفضل في أكثر التـّطورات السّياسية و الاقتصادية في العصر الحديث) حقا – و الله - إنّ للصّحافة أهمـّية كبرى في العالم أجمع  فهي تتمتع بنعمة عظيمة  من حيث إيصال ما تريده من معلومات إلى أكبر عدد من الناس على اختلاف مستوياتهم وطبقاتهم  سواء من جهة المقروء أو المسموع أو المرئي، لكنني أتحسّر و أقول: هل تحسن الصّحافة استخدام هذه النـّعمة و هل هي في مستوى تلك المسؤولية  ؟! هل الصّحفي المسلم  يحرص دوما  على إيصال الخير للناس  فيحصّل الأجرين الدنيوي و الأخروي  و يسعى جاهدا ليرضى  ربّه عزو جل و إخوانه أهل الإيمان ....؟ من خلال قراءاتي للصّحف لاحظت عدة مخالفات  فرأيت  من الواجب التنبيه عليها فكتبت هذه المقالة التي  هي محاولة  متواضعة و خطوة إصلاحية أرجو من الله تعالى أن تتلوها خطوات للوصول بصحافتنا إلى رضا الله. فأقول ومن الله أستمد العون و التوفيق: ينبغي على كل  جريدة جزائرية أن تتكلم  بلسان حال جزائرنا المسلمة  و إنّ بلادنا - و لله الحمد - مسلمة منذ فتحها الفاتحون بقيادة عقبة بن نافع -رضي الله عنه-  قال علاّمة الجزائر الإمام الشيخ

عبد الحميد بن باديس - رحمه الله –

 شعب الجزائر مسلم   *  و إلى العروبة ينتسب

وعلى هذا الأساس أبني كلامي  و أقسّمه إلى قسمين : الأول في التـّحذير من المخالفات الشّرعية التي هم واقعون فيها،  و الثاني اقتراحات و نصائح إصلاحية.

 أ -   المخالفات الشرعية :

 1- عدم التـّطرّق لمعالجة أكبر و أخطر جريمة على وجه الأرض يكفر بها بربّ العزة جل و علا ألا و هي سبّه عزوجل و سبّ دينه، فمن المفروض دق ناقوس الخطر  و تخصيص أعداد من الصحف  لدراسة و معالجة هذه الخيانة العظمى و الظاهرة الغريبة عن مجتمعنا  الجزائري المسلم  و توعية الناس بخطورة الأمر .

2 - الأبراج و ما أدراكم ما الأبراج (l’horoscope): كثيرة تلك الجرائد التي تخدّر قرّاءها النّيام, و تبحر بهم إلى عصور الجاهلية و الظلام  و كأنهم لم يدركوا دينا اسمه الإسلام، فترسم لهم تلك الحظوظ  التي تخرجهم بها من الدّين المحفوظ ، و قد قال الله تعالى : { قل لا يعلم من في السموات و الأرض الغيب إلا الله } [ سورة النمل : 65 ]     و قال النبي صلى الله عليه و سلم:  (من أتى عرّافا فسأله عن شيء فصدّقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما) رواه مسلم  و قال أيضا عليه الصّلاة و السّلام : (من أتى كاهنا فصدّقه بما يقول  فقد كفر بما أنزل على محمد) رواه  أبو داود,  ,قال العلماء : (الإطلاع على ركن حظك مع الأبراج حرام و لو من غير تصديق ومن قرأه فكأنما ذهب  إلى عرّاف و سأله، ول ا يجوز التـّعامل مع الجرائد التي فيها هذا الرّكن الشركي لا شراء ولا بيعا و لا توزيعا).

3 - التشجيع على المحرّمات بفتح جسور التواصل بين أهل المعاصي كالإشهار لمن يريد الاقتراض بالربا   فتقرأ في الجريدة مثلا : (شابّ يطلب قرضا بقيمة .... مليون، بفائدة، مع تقديم الضمانات، رقم الهاتف ... إلخ)

4- بعض الصحف و خاصة الناطقة بغير لغتنا تحترف السّخرية و الاستهزاء بالمتمسّكين بالدين، و هذا بلا شك عمل المنافقين الذين ذمّهم رب العالمين و جعلهم مع الكافرين، قال الله تعالى:  (و لئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض و نلعب، قل أبالله و آياته و رسوله كنتم تستهزؤن (65) لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم (66) ) سورة التوبة.

5 - عدم التثبت في نقل الأخبار و المبالغة فيها و إعطاؤها أكثر مما تستحق من تشهير و قد قال الله عز و جل: (يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين.6)  سورة الحجرات. و المبالغة في نشر بعض الأخبار السّيئة  و التي قد تكون مكذوبة في بعض الأحيان  وهي غالبا محلية إذ لاضرورة لترويجها في القطر كله أو في بقاع العالم  كأخبار الاغتصاب  و زنا المحارم ...إلخ، أو تلك الأخبار التي من شأنها أن تزرع بذور الفتنة في أوساط المجتمعات الآمنة.

7- الاكتفاء بذكر أخبار الطـّعن  في الإسلام  أو سبّ النبي صلى الله عليه و سلم  أو نحو ذلك، دون الرّد

على تلك  الأباطيل, فينبغي أن تعقبها ردود العلماء و دحض الشبهات و الأباطيل. في الصفحة نفسها.

8- النظرة التشاؤمية و الحكم على عموم النّاس بالشّر والفساد و هذا مما نهينا عنه, فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (إذا سمعت الرجل يقول هلك الناس فهو أهلكهم) رواه مالك و مسلم،

9- عرض صور النّساء الفاتنات:  فبعض الجرائد الدينية تظهر في صفحاتها الأولى وجه المرأة المحجّبة ذات العين الزرقاء و الخضراء، فأقول: أفلا يعلم هؤلاء أنّ وجه المرأة هو ملتقى المفاتن؟ فاتقوا الله و لا تعينوا ذئاب البشر ذوي النـّوايا السّيئة  و الأعين الخائنة الذين لا يهمّهم سوى التمتع بالنظر الحرام، و لسان حال الفاجر الفاسق منهم يقول:   

اسمحوا لي أن أفوز بنظرة           *  و دعوا القيامة بعد ذاك تقوم

10- تشجيع أنصاف المتعلـّمين  المنتسبين إلى التيارات الدينية على الرّدود و السّب و القدح  و التـّجريح مما يولـّد لدى القراء النفور من العلم الشرعي و أهله.

11- عدم الاهتمام بتصحيح الأخطاء النّحوية  و ما أكثرها في بعض الصحف.  و أرجع فأقول:  إنّ ما يميّز جريدة عن أخرى  هو كثرة أبواب الخير فيها  و على هذا الأساس فإن المقياس الحقيقي الذي تقاس به الجرائد  ليس كثرة مبيعاتها  في اليوم,  و إنـّما هو: هل في ذلك اليوم أمرت بمعروف أو نهت عن منكر؟ هل دلـّت الناس على خيري الدنيا و الآخرة ؟  هل حذرتهم من الشرور؟

ب –الاقتراحات و النـّصائح و التوصيات  : هذا و من النّصائح التي  ارتأيت إيصالها إلى كل من يهـّمه الأمر:

1-إشراك أهل العلم المتخصصين في الشريعة الإسلامية في إدارة و رئاسة تحرير الجرائد أو على الأقل توظيفهم مستشارين شرعيين و إشراكهم في إعداد بحوث فقهية في نوازل العصر.

2- معالجة  الكفريات و المعاصي و الآفات الاجتماعية و ما أكثرها:  سبّ الله و الدين، السّحر و الشعوذة، ترك الصّلاة،  التـّحايل في دفع الزكاة، أكل الرّبا، الرشوة،  المخدرات،  التدخين، الزنا،  عقوق الوالدين، قطع الأرحام، السرقة، الكذب، الغيبة، النميمة، أكل أموال الناس بالباطل، شهادة الزور، هجر القرآن، النفاق، مشاهدة القنوات الإباحية, دخول النساء الحمامات، كشف العورات في حمامات الرجال, الهجرة السّرية ( الحـرّاقة)....إلخ.

3 -التعريف بولايات وطننا الحبيب  دوائره و بلدياته و قراه, عدد السكان, المساجد، المدارس، و شيء من تاريخ كل منط فتح المجال للدّراسة بالمراسلة عبر صفحات الجرائد و خاصة في المجال الديني  كتعلم أمور العقيدة، والفقه  فكثير من الناس يجهل:  لماذا خلقه الله في هذه الدنيا؟ و ما هي كلمة التوحيد؟ و ما هي شروطها؟ ونواقضها؟   أيضا شرح بعض المتون العلمية  في الفقه و النــّحو...إلخ.

5- إجراء حوارات مع المؤرخين  و آبائنا  قدماء مجاهدي حرب تحرير وطنا الغالي.

6-تحفيز خطباء المساجد و ذلك   بفتح المجال لهم  للمشاركة بدروسهم و خطبهم المكتوبة على صفحات الجرائد  و إنشاء لجنة تحكيم لتقويم خطبهم  و اختيار أحسن خطبة لإجراء حوار مع صاحبها و تكريمه.

7- إقامة جسور التواصل بين الأغنياء المحسنين و الفقراء كالشّباب البطال و المساجد التي هي في حاجة  إلى بناء و تشييد .... إلخ.

8- تعريف شبابنا بعلماء بلدهم  المتقدمين و المتأخرين و تحبيب أبنائنا المقيمين بالمهجر  في وطنهم  بذكر محاسن الوطن  و عدم المبالغة في ذكر المساوئ كمشاكل البطالة ....  

9 - إنشاء جرائد خاصة بالجاليات  الأجنبية  المقيمة بدولتنا تعنى بعرض محاسن الإسلام  و الرّد على التـّهم التي ألصقت به. فمجال دعوة غير المسلمين مفتوح و متيسر- و لله الحمد - خاصة مع وجود عدد لا يستهان به من المستثمرين الأجانب.

10- إقامة ملتقى وطني للصّحافة الجزائرية تحت إشراف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و ذلك نهاية كل سنة هجرية لتقويم أعمال السنة  و السعي  الجاد إلى إحياء الأخوة التي كادت  تنعدم حتى بين من يمثلون الاستقامة و الالتزام بالدّين لجهلهم أدب الخلاف و الاختلاف بين المسلمين. 

11 - ختم الجرائد في صفحاتها  الأخيرة  دائما بالتضرّع إلى الله تعالى و الدّعاء بإصلاح البلاد و العباد

و الراعي و الرّعية  و النـّصر للإسلام و المسلمين، عسى أن يؤمّن على ذلك الدعاء عبد من عباد الله الصالحين فيستجيب الله له فيعـمّ البلاد و العباد الخير و الأمن و السلام . 

    .وأختم كلامي بنصيحة ذهبية لعلامة الجزائر الشيخ محمد البشير الإبراهيمي - رحمه الله-يقول فيها :( إننا لا نريد  التـّضييق عليكم -أيها الكتـّاب الكرام-  و إنما نريد إلفاتكم إلى الميادين الفسيحة و المراعي الخصبة ,وتوجيهكم إلى ناحية التفكير العميق  و البحث المنتج،  فأمامكم من المواضيع ما تنفد الأعمار و لا ينفد، أمامكم حقائق الدين  و فضائله و آداب الإسلام و حكمه فاشرحوها و بيّنوها، و أمامكم السنن الميّتة  فأحيوها نشرا و نصرا كما أحييتموها علما و عملا و ارفعوا أصواتكم بلزوم إحيائها، و أمامكم مباحث التاريخ الإسلامي  وعبره و عظاته و سير أمجاده  فأحيوها تحيوا بها و تحيوا، أمامكم أمراضنا الاجتماعية و جوائحنا النفسية  والخلقية التي حجبت عنـّا وجه الحياة  و أخفت عنـّا مسالكه فشرّحوا الـدّاء و بيّنوا الدواء و مـزّقوا الجلابيب  التي أضفاها الجهل  على عقولنا  فلم تفقه معنى الحياة، أمامكم العلم بآفاقه المتسعة  فبيّنوا و رغـّبوا و أهيبوا بالغافلين عنه    و المتخلـّفين عن ركبه  أن يشمروا و يسارعوا  و أن يتمسكوا بأسبابه  و يأخذوه عن أقطابه، أمامكم اللغة و علومها و آدابها فابحثوا و نقـّبوا واحدوا ركابها و طربوا و اسعوا لبيان فضلها  سعيكم لتعليمها, وأشربوا قلوب  أولاد هذه الأمة أنـّه ماغـرّد بلبل بغير حنجرته، أمامكم العلم و الدين  و إذا قلنا لكم العلم و الدين  فقد قلنا لكم قليلا  و دللناكم على كثير، و الإحسان الإحسان -أيها الكتاب الكرام- فلا تكتبوا إلا فيما تحسنون موضوعه)  الآثار ج1 ص211 . 

قراءة 1821 مرات آخر تعديل على الأحد, 09 آب/أغسطس 2015 15:27

أضف تعليق


كود امني
تحديث