قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 19 شباط/فبراير 2015 07:55

عزلة وانفراد أم تميز

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

منذ أرسل الله جل شأنه رسوله صلى الله عليه و سلم بالهدى و دين الحق تعهد له و لأمته من بعده ببقائها و ديمومتها و استمراريتها إلى يوم الدين و لو كره الكافرون و ذلك بقوله النافذ بلا شك الحق بلا جدال (( هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون )).

و منذ انطلاقة هذه الرسالة الإلهية السامية حملت في ثناياها العدالة المطلقة و التسامح البين و الاحترام الجلي للعقل البشري مع الوضوح التام في المعتقدات و الشرائع فجاءت سامية المبادىء شاملة البيان سهلة التكيف مرنة الإندماج مع المتغيرات البشرية و الحياتية متناغمة بتآلف ودود مع الفطرة و الطبيعة الإنسانية.

محملة بالوصايا الربانية للنبي صلى الله عليه و سلم ثم لكل من ولي أمراً لبني البشر بالتزام الرفق و إحقاق الحق و محاربة الظلم و رفع العنت و الإصر و الأغلال عن رقاب طالما ناءت بحملها الثقيل و أنَت تحت نير الجهل و القهر و الاستعباد من الإنسان لأخيه الإنسان.

و لأن هذه الرسالة بكل أحكامها و تفاصيلها و مبادئها منزلة من الله على رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم فقد جاءت خالصة النقاء العقائدي عادلة التشريع نابضة بالعطاء، و الحث على البحث و التفكير واضحة كل الوضوح في بيان ثوابتها و أدلتها براء من الجمود و التقوقع.

صريحة كل الصراحة في مناقشة و إيضاح دقائق المشكلات الأصيلة و الطارئة في حياة البشر مقنعة غاية الإقناع حاسمة غاية الحسم في اعتبار ثوابتها غير قابلة للتغيير و الزوال؛ لأنها الحق و ليس بعد الحق الا الضلال.

و لأن لكل خير و حق أعداء يحاولون طمسه و إضعافه فإن الاسلام و هو أصدق الحقائق و أجلاها له أعداؤه الكثر ابتداء من كفار قريش مرورا بكل حملات التشكيك القديمة و المعاصرة و إلى قيام الساعة و لذلك بات من المألوف أن لا تهدأ وتيرة الغمز الخفي أو الحرب المعلنة ترتفع هنا أو هناك على كافة الصعد و في مختلف الميادين.

و منها تلك التهمة التي تصور " بقاء الإسلام كفكر قوي و مؤثر محتفظا بكل قوته و كيانه بانه نتاج تقوقعه و عزلته و انفراده " بحسب قول احد أعمدة التبشير و هو " شاتلييه " و يقصد بقوله كما يقصد أمثاله أن الإسلام حظر التفاعل و الحوار مع الآخر، و هي فرية كبرى فندتها و ما تزال تلك الحضارة الماثلة بشواهدها العلمية و الفكرية و العمرانية حتى في قلب في و عمق حضارة الآخر.

و كذلك المبشر " زويمر " الذي دعا الى اعتماد أسلوب التشكيك بشريعة الإسلام و تغذية و تعميق الميل بل الاتباع لتلك الأفكار المفككة كما يقول لعقائد الاسلام و مبادئه الخلقية " وفق مزيتي الهدم و البناء للإرساليات التبشيرية ".

وهم يرون أن المسلمين متعصبين وأن تعصبهم يحول بينهم وبين محبة وتقبل الآخر.

يقول المبشر " رايد " ( إن ذلك الحاجز العظيم الذي يدعى عادة بالتعصب و هو ذلك الجدار الشاهق من الشك و الاعتزاز بالذات و من الكره قد بناه الإسلام حول اتباعه ليحميهم من داخله و يترك المبشر خارجه ) إلى أن يقول: (من الصعب أن تحب مسلماً؛ لأن المسلم ليس محبباً إلى النفس، و لأنه هو عادة يشمئز من اللذين يحاولون الاقتراب منه إذا نالوا ثقته ).

إن هذه الأقوال التشكيكية المتجنية هي محض افتراء تفنده الحقائق التاريخية و شواهدها و تثبت أن محاولات الآخر التقرب و التآلف مع المجتمعات المسلمة لم يكن بهدف التبادل الحضاري أو الثقافي بل هو تقارب لأجل إقناعنا و إلزامنا بمبادئه هو وفق رؤيته هو دون الأخذ بعين الاعتبار البنية العقائدية و الحضارية لنا .

و نحن حين نرفض أيديولوجية الآخر حين يحاول فرضها علينا نصبح في نظره دعاة كراهية و نفور و انعزالية.

إن دعاة الفرنكفونيه ينهجون النهج ذاته و هم مازالوا يحاولون اقتلاع جذور القيم الاسلامية متمثلة بالحجاب و المظهر الاسلامي - كمثال - و يعتبرون قيمنا امر غير مرحب به في بلادهم حيث يقول " ساركوزي " ( إن البرقع الذي يغطي المرأة من رأسها إلى أخمص قدميها أمر غير مرحب به في فرنسا الفرنسيون لا يحبون رؤيته في بلادهم ).

و هل أحب الجزائريون و أهل الشام و غيرهما من بلاد المسلمين احتلال فرنسا لأرضهم و إلغاء لغتهم و محاربة عقيدتهم و ثقافتهم، و هل أحب التونسيون إلغاء الحجاب الذي فرضه الله على المسلمات فحورب على يد تلاميذ قيمكم.

لقد تذكرت و أنا اكتب هذه السطور أنني سألت والدي رحمه الله أثناء حديث دار بيننا حول الاستعمار الفرنسي للجزائر فقال: إن أخطر ما في الاستعمار الفرنسي غير الإبادة المليونية أنه تسلط بكل إمكانياته و قوته على مقومات وجود الأمة؛ عقيدتها و لغتها و قيمها ليسلخ الأجيال التالية عن السابقة فتنقطع حلقة الوصل العقائدية و القيمية بين أجيال الأمة الواحدة فتصبح امعة لا قوام لها. و هذا أخبث أنواع الاستعمار.

إن محاولات طمس الهوية الإسلامية و السعي الى تحجيم انتشار الاسلام و محاربة وجوده و تجفيف شرايين اتصاله بالآخر بكل وسيلة هو اكبر دليل على انه دين حي متجدد سريع التأثير منفتح القنوات يخشى من انتشاره بسهولة و يسر و ليس فيه صفة واحدة تدل على الانعزالية و التقوقع.

و لكي نكون منصفين فان الكثير من أقلام الغرب أنصفت الإسلام لقناعتها بعدالته و رحمته " فارنولد توينبي " يقول: إن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام أبان الفتوحات الإسلامية لبلادها إنما فعلت ذلك باختيار حر و إرادة كاملة و أن العرب المسيحيين يعيشون بين الجماعات المسلمة إلى اليوم و هو شاهد على تسامح الإسلام.

فهل يدرك أولئك الذين يلصقون تهمة الانعزالية بالإسلام و يعتبرونها السبب في ديموميته و بقائه أو الذين يصفونه بالجمود و التخلف و عدم صلاحيته لكل زمان و مكان هل يدركون مدى الخطأ المقصود غالباً و غير المقصود أحياناً و هم يرون و يلمسون حكمة و عملية وسعة افق الحلول الاسلامية لكل مشكلات البشرية قديماً و حديثاً.

أم أنهم يخشون يقظة المارد النائم على حسب تعبيرهم فيوغلون بالاستخفاف بعقول البشر و تفكيرهم مستمرين في محاولات إبقاء الأمم مخدرة غافلة عن الحق و هي تلهث خلف سراب المادية و الإباحية محقونة بجرعات متتابعة من الافتراءات على شرع الله ((يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره و لو كره الكافرون)).

                       

http://www.denana.com/main/articles.aspx?selected_article_no=10752

قراءة 1284 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 12 آب/أغسطس 2015 18:39

أضف تعليق


كود امني
تحديث