قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 26 شباط/فبراير 2015 19:20

بذرة خير و بذرة شر

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

" بذرة الشرّ تهيج، ولكنّ بذرة الخير تثمر " سيّد قطب .

شتّان حقاً بين البذرة المرّة المنبثقة عبر الغبار و الوحل شاقّة بأذرعها الواهية الفارغة عنان الفضاء، و بين البذرة الحلوة المتمهّلة بانطلاقتها تحمل الأوراق المخضرّة ثم الزهور الأرجة، و من بعدها ينعقد ثمرها النافع فيصير قطافها موسم خير و بركة و عطاء رزق و يسر و رخاء.

هنا مثال يعيش فينا و يحذّرنا أن نكون في الحياة كتلك البذرة الخواء التي انطلقت دون نظام و لا هدف محدد، فإذا مصيرها اليباس و الاصفرار، و التطاير جذاذاً من حطام، و يدعونا أن نكون بذرة خير نبتت لتحيي القلوب، و توسّع على الخلق و تعيش لسنين و هي تمد الكون بكل إيجابيات وجودها و خيرات عطاءها.

بذرة الشرّ تهيج؛ لأنّ الشرّ يتطاير ذرّات حارقة كالشرر المنفلت من النار اللاهبة فيحطّ أينما اتفق دون تمييز، فيحرق و يدع العمران خراباً، و يلقي بلهيبه المستعر على براعم الحياة المورقة المتفتحة بالوعود المشرقة فيحيلها إلى أشياء متفحّمة بعد أن كانت تنطق بالحياة و هي تهيج و تكبر و تعمى حتى ما تعود ترى إلا السواد و الخراب و الأذى.

إذ ينفخ فيها الشيطان و يوهمها بأنّها أكبر من كل شيء و أقدر من كلّ قدرة، و أعظم شأناُ من كل من يقف في وجهها فتنهال على الأعداء المفترضين قتلاً و افناء و تحبيطا و إذلالا، تزرع الشؤم و البلاء ، و كيف لا تفعل و هي وليدة الشيطان و النفس و الهوى و الضلال؟.

و على ضفة الحياة المقابلة بذور زرعتها أيد طاهرة و تعهّدتها قلوب مؤمنة، و حفظتها صدور رحبة حانية و سقتها عيون مخبتة منيبة الى ربّها، فصبرت على بذرة الشرّ و هي تحاول اقتلاعها، و تقف في وجه نموّها، و تتربّص بها لحظة بلحظة، و قد ظنّت أنّها قادرة على ذلك و لكنّ الخير الكامن في تلافيف الجذور المندفع عبر اخضرار الوريقات الندية و الواعد بالعطاء الماثل في نور الزهر، و عطره و حلاوة الثمر و فيضه.

كلّ هذا يقف هازئاً بتلك المحاولات الشرّيرة لطمس الحق و الخير و القسط و التوفيق الربّاني، و كلّ هذا يقف صابرا منتظرا الوعد الصادق بزوال البذرة الخبيثة و الغصون الشائكة المتوعّدة و الشرر المتطاير الذي تتلاعب به ريح الفساد و الطغيان لتجعل منه سيفاً مسلّطاً على رقاب الخيّرين الأطهار و لا يفزع الشرّ الخير أبداً فالقلوب المليئة ذكراً و شكراً و طمأنينة و رضى تركن إلى ربّها القويّ العزيز، فتسري فيها روح العزة و الكرامة و القوة و الاستبسال.

و تمضي غير هيّابة باتجاه الهدف الذي وضعته نصب عينيها و هو رض الرب المعبود المرتجى المقصود، و تسلك إلى هذا الهدف طريق الطّاعة المتمثلة في قول ربّها (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))[الحج:77].

فهو الفلاح إذن غاية المأمول و منية الطالب، فأنّى للشرّ الزائف الهائج المماري أن ينال من بذرة غرست لتبقى و تمتد و تتناقلها الأجيال المتعاقبة على هذه الأرض في رحلة تسري عبر الزمان برعاية الله سبحانه الذي يزن الخير و الشرّ بالمثقال الصغير كي لا تضيع منه ذرّة مهما صغرت أو كبرت.

فيا من تسعون إلى الجنة و الرضوان و الجوار الكريم عليكم بتلك البذرة الخيّرة المودعة في قلوبكم تعاهدوها بالنّماء و التقويم و الثبات و الامتداد حتى تلقوا ربّكم و قد رضيتم عنه و رضي عنكم {فمن يعمل (( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه ))[الزلزلة:7] (( وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه ))[الزلزلة:8] .

http://www.denana.com/main/articles.aspx?selected_article_no=12981

قراءة 1670 مرات آخر تعديل على الأحد, 26 آذار/مارس 2017 14:20

أضف تعليق


كود امني
تحديث