قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 04 آذار/مارس 2015 08:16

ماذا يريد هؤلاء من نسائنا؟ " وثيقة المرأة "

كتبه  د. صفاء رفعت
قيم الموضوع
(0 أصوات)

النساء في الغرب يتمنَّين الزواج، و لا يَسْعَدن بشيءٍ كما يسعدن به، و ترى إحداهن تختالُ على صويحباتها حين يَعرِض عليها صاحبُها الزواج، فيما يعزفُ عنه الرجال تملُّصًا من الحقوق و المسؤوليات الإنسانية الطبيعية الجميلة؛ لأن أغلب الرجال تحوَّلوا لمسوخٍ، بلا رجولة، و لا مروءة، لا نخوة، و لا حرج لديهم في استغلال المسكينة سنوات طوالاً، بل و الإنجاب منها و هو يترك بابَه مفتوحًا دائمًا، دون التزامات فعلية تجاههنَّ؛ ليتخلى و يمضي تابعًا ما يروقُ له وقتما يشاء، تاركًا مَن يحتجنه و تتعلق حياتهنَّ به بشكل افتراضي.

النساء في الغرب يتمنين أخذ هُدْنة من الصراع اليومي هنا و هناك، و ممارسة الأمومة في بيوتهن، دون قلق، أو توتر، أو مطالبات مادية مُنهِكة، فيما يريدُ الرجال استغلال عملهن و كسبهن لأقصى حدٍّ ممكن، دون تحمل أي التزام منهجي في الرعاية و النفقة.

النساء في الغرب يتمنين أن يشعرنَ بحمايةِ الرجل الولي، أو الأخ، أو غَيْرة الزوج الأبي، يتمنين أن يحتفظنَ بخصوصيتهن، و أن يتجنَّبنَ الامتهان المتواصل، و التحرش المستمر بهن في كل شارع، و مكتب، و مصعد، و مقعد.

النساء في الغرب يتمنين ألاَّ يطلب منهن أن يكنّ رجالاً و هن نساء، يتمنين أن يعترفَ العالَم بضعفِهن، و يحترم هذا الضعف، و لا يتجاهله؛ ليجبرهن على التنكر لأنوثتهن، و إظهار جدارتهن بدور الرجل في كل بنود الحياة.

النساء في الغرب يتمنين أن يَعْتَنِي بهن أبناؤهن في الكبر، و ألا يتركوهن فريسات للوحدة و المرض في مأوى الغرباء.

ماذا يريد هؤلاء من نسائنا؟

ألا يرونَ الحياة الكالحة الكئيبة الطاحنة، التي لا قسط فيها، و لا حب، و لا انتماء، التي تحياها نساؤهم؟ هل هذه هي الحرية، و هذا هو الجمال و الأمان، و الحب و العطاء، و السعادة و الأناقة، و التحضر الإنساني المأمول؟!

 حياة يحارب مثقّفوها الطهر و العفة، و الفطرة الطيبة النقية، التي تأبى إلا أن تكون هي مرجع العقول، و موئل النفوس المرهقة من فوضى الابتذال، و حياة التسكع البغيضة المتلفة!

بيدِهم مطرقة يَهدِمُون بها مجتمعاتهم بجنون شيطاني سفيه، أهوج، سقيم، أعمى، و يريدوننا أن نسكن في ذات الرقعة الخربة.

نحن لسنا بحاجة لوثيقتهم، و لا لجهدهم الفكري التوافقي، و اجتهادهم - غير المشكور - لنحميَ بناتنا و نساءنا من الظلم و العنف، أو التطرف، بل هم بحاجة ماسة لما لدينا ليحموا نساءهم من القسوة و السحق و التفريط.

هم - و نحن قبلهم - بحاجة للتصور الإسلامي الحكيم القويم العادل؛ ليصلح حالهم، و تنضبط بنية مجتمعاتهم، حاجة اللديغ السقيم لترياقِ سمِّه.

الإسلام لا يظلمُ النساءَ، و لا الرجال، و لا المجتمعات؛ ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَ لَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ )يونس: 44(.

الإسلام يكلِّف المرأة بنفس تكاليف الرجل في العبادات و المعاملات و العقائد، و يُعْفِيها من أمور تشقُّ عليها؛ كالجهاد، و الكسب، و إعالة العائلة، و تحمُّل المسؤوليات الثقيلة، و يكلِّف الرجل بتولِّي شؤونها، و السهر على رعايتها، و حمايتها، و صيانتها، و نفقتها، و تلبية احتياجاتها المعيشية، من نفقة و طعام و كساء، و توفير خادم، و مركب، و منزل يحفظها، و إلانة الجانب لها، و معاشرتها بإحسان و معروف، و تطييب خاطرها، و مراعاة مشاعرها الرقيقة، و عدم استباحة مالها، أو إعناتها لأخذه بغير حقٍّ إلا أن تعطيه عن طيب نفسٍ.

و يلزم المجتمع كله بتوقيرها، و احترامها، و حفظ خصوصيتها، و سترها، و تيسير أمورها، و الرفق بها، و لا يترك الأمر معلقًا بما يروق للناس، فيعطونه فضلاً، بل يجعل له أحكامًا مفصَّلة محكمة حقًّا واجبًا، لا فضلاً زائدًا مستحبًّا.

في المجتمع المسلم: لن ترى و تسمع ما تراه حولك من مآسٍ مؤلمة حزينة، تتمزق لها القلوب عن أرملة اغتصب أقاربُ زوجِها مالَ صغارِها الأيتام، و تنكروا لها و لهم؛ لتربِّيَهم وحيدةً، و تبذل من دمها و كدِّها على نفقتهم، و تنشئتهم في ظروف قاسية وحيدة في مهبِّ الريح، لن تسمع عن مطلَّقة تركها زوجُها و ترك معها أولادًا له منها، و رحل و نَسِيهم، بلا نفقة، و لا رعاية، و لا رحمة، كأنما لا وجود لهم، لن تسمع عن زوجةٍ عاملةٍ يَعضُلها زوجها لتكدَّ و تكسب و يودع راتبَها في حسابِه البنكي آخرَ كل شهر، و يحرمها من حق التملك، و من حرية التصرف فيما تكسب و تملك، لن تسمع عن أمٍّ يتنكر لها ولدُها، و ينشغل بزوجته ذات الجمال و الدلال، و أولاده؛ متنصلاً من كل التزام عليه نحو أمه الوحيدة الواهنة، لن تسمع عن عاتقٍ يَلتَهِم المجتمع وجهَها صباحَ مساءَ؛ ليعاقبها على لا شيءٍ، لا لشيء، إلا لأنه مجتمع يأكل عقلَه سوسُ الجاهلية المُتْلِفة.

الإسلام يُعطِي المرأة ذاتَ الجزاءِ على العمل كالرجل، و يُعطِيها الحق في الكسب و التجارة، و استئجار العمال، بل و التحكيم في السوق، و يُعطِيها حقَّ طلب العلم، و السؤال، و النقاش، بل و يخصِّص لها يومًا للدرس، مع حفظ حقِّها في حضور بقيَّة الدروس، و ليس هذا في درس الدِّين فقط، بل لها أن تضرب في كلِّ علمٍ بباعٍ، و قد تعلَّمتْ عائشة - رضي الله عنها - الطب، و الفقه، و الشعر، و أنساب العرب، بل و يشجِّع الناس على طلب العلم على يديها، و اتخاذها قدوة، و أخذ الدِّين عنها، و النزول على قولها و رأيها و مشورتها.

الإسلام لا يقمعُ المرأة ليسوقَها زوجةً مغصوبةً، تباع و تشترى، بل يكرمها، و يُعلِيها، و يجعل حسنَ دينِها و أدبها أعلى ميزة فيها، و يُعطِيها حقَّ القبول و الرفض، و رد العقد و الاختلاع من الزوج إذا أنكرتْه نفسُها، أو الالتجاء للقاضي لفسخِ العقد لو نالها منه ضررٌ و أذى.

بل و يعطيها الحقَّ أن تأخذَ من ماله ما تحتاج إليه في معيشتِها و معيشة بيتها إن كان شحيحًا، بينما لا يُعطِيه هو هذا الحق بحالٍ! و إن كانت هي غنيةً، و كان هو معسرًا.

الإسلام لا يجعلُ الزوج "ديكتاتورًا" مقدَّسًا يَأمُر فيُطَاع، و يسأل فيجاب، بل يُلزِمه بحسن العشرة و التأدب معها، و معاملتها بالمعروف، و يُلزِمه بحقوق لا عدَّ لها، مادية و معنوية نحو أهله، و يُوصِيه بها في كل مناسبة، و يأمره بأن يعلِّمها و يذكِّرها بالخير، و يَقِيَها ما يَضرُّها، و ييسر لها ما ينفعها من علم و صلاة و تعبُّد.

و يجعله في مقابل كل ذلك رُبَّان المركب، و أي مركب تبحر بلا رُبَّان؟! و مَن قال إن الرُّبَّان خير من الركَّاب؟! فلا يتركهما في البيت ثَوْرَينِ ينتطحانِ، بل يعطي لهذا اللين، و لهذا القوة، و يعطي لهذا الدلال و اللطف، و لهذا الحب و الشوق، و يجمع بينهما الود و الرحمة، و الأدب و السكينة، و الرضا و الاعتدال.

ثم هو لا يُطلِق يدَه عليها ليعذبَها أو يؤذيَها، كيف و هو يحرِّم عليه أن يَلطِم خادمه المملوك، و يوعده بالقصاص منه يوم الحساب؟! إنما يعطيه حقًّا في التأديب لمن تنشزُ وتجمح؛ لعل الله يُصلِحها لزوجها ولبيتها، وإلا فهو سراح جميل بمعروف وإحسان.

 الإسلام لا يبخسُ حقَّ المرأة في الميراث، و الناس لا تذكر إلا ﴿ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ﴾ [النساء: 11]، مع أن هذا في عددٍ محدَّد، و في حالات معدودة، تعدُّ على أصابع اليد الواحدة فقط، و مع أن هذا الذَّكر لو كان له عشر أخوات عوائل لديه، لكان عليه أن يعولَهن، و يُنفِق عليهن من ماله وحدَه، لا يأخذ من أنصبتهن شيئًا، و الناس لا تذكر أن هناك حالاتٍ كثيرة تَرِث فيها المرأة مثل الرجل، أو أكثر منه، أو ترث هي، و لا يرث هو.

الإسلام لا يُصَادِر فطرة الخلق، و لا يجحدها، و لا يعاندها، و لا ينكرها، بل يضعها في أنقى و أصفى و أجمل إطار، و نساؤنا و شبابنا و مجتمعاتنا، بل و مجتمعاتهم كذلك، ليستْ بحاجةٍ لدنس الشذوذ و الانتكاس في درك النوازع المُنحَرِفة عن الفطرة السليمة، و هذا الدأب الشيطاني في نشر كل ما هو شاذٌّ و دنس، و تصويره بأناقة ملفَّقة مغتصبة، كأنه حق من حقوق الإنسانية، و ليس هو كذلك، و كأنه فطرة طبيعية، و الفطرة منه براء، بل حتى الحيوانات لا تفعل ذلك! و كأنه مجرَّد اختلاف تنوُّع، و ليس هو كذلك، بل هو اعتداء و تعدٍّ، و انحراف و تردٍّ، هذا الدأب الغريب المنظور، المَشبُوه الانتشار في رقعة الأرض شرقًا و غربًا، ليس حقًّا إنسانيًّا، بل من حق الإنسانية و من واجبها قمعه و منعه، و دفعه و تجريمه، و رغم كل شيء لا زالتْ مجتمعاتنا - بل و مجتمعاتهم - تلفظه، و تنكره، و تستهجنه، و يلقي به السيل كالزَّبَد الجافي، فكيف يجتمع "حكماء البشرية" ليدافعوا عن الدنس و يقنِّنوه و يقرّوه؟! هل هو هوس مجنون بمنطق أعزل؟ أم هي رغبة ملعونة في هدم كيان الإنسانية و شرفها، و تماسك بنائها الاجتماعي، و قد أصابه ما أصابه من هذا المَقْت المقيت بالفعل؟!

كلاَّ، ليس هذا الانتكاس حقًّا إنسانيًّا، تمامًا كما أن السرقة و القتل، و السلب و الإفساد، و اغتصاب مال الناس، و إزهاق أرواحهم، و ترويع أمنهم في الأرض بغير الحق - ليست حقًّا من حقوق الإنسان ما دام يروق له ذلك.

نحن أسأنا للإسلام كثيرًا كثيرًا، و طويلاً طويلا،ً فلم يَعُدْ لدينا نساء مسلمات، و لا رجال مسلمون، نساء و رجال صَدَقُوا ما عاهدوا الله عليه، فغيَّروا وجه التاريخ و بدَّلوا وجهة الأمم.

نساء رُفِع عنهن الجهاد، فأَبَيْنَ إلا أن يَخُضْن مضمارَه، و يضربن فيه بأجمل و أبلغ سهم و رمية، و رجال أدَّبهم الإسلام، فلا تدري أعن كرمِ أخلاقهم تتكلم، أم في صلابة جدهم، و مُضِي عزمهم تتأمل؟!

نحن أسأنا للإسلام، لدرجة أننا شوَّهنا صورته في ضمير العالم المسكين الحزين الضائع، لدرجة أن المرء ليقلِّب بصرَه في مشرق الأرض أو مغربها، و لا تقع عيناه على أمة وسط، ربانية نقية أبية نورانية.

نحن أسأنا للإسلام، لدرجة أننا لم نَعُدْ نعرف كيف ندافع عنه، و نحن ندافع عنا، كيف نَصِفُ جماله، و قسطه، و ملاءمته للإنسان؛ ليحيا في سلام و أمان، و نجاح و اطمئنان، و توازنٍ و اعتدال، و نحن لا نقفُ في صفِّه، و لا نَنْتَصِف له في أنفسنا، و لا أيامنا، و لا حياتنا، كيف نؤمنُ به و لا نعتنقه، كيف نقتنع به و لا نعتقده؟! تطرَّفنا في أمورٍ حتى شددنا على الخلق بغير شرعٍ؛ فانفلتوا، و تسيَّبنا في أمور حتى عمينا على الناس ما هو من دين ربهم، و ما هو ليس منه فتركوا إذ جهلوا.

أصل كل حقوق الإنسان في آية كريمة بالغة؛ يقول الله - تعالى -: ﴿ وَ لَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَ حَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ رَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَ فَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 70].

هذا الفضل الكريم و التفضيل الكبير من الله - عز و جل - الذي خلق الإنسانَ في أحسن تقويم، و هداه، و بيَّن له كل سبيل جميل، فأبى أكثر الناس إلا أن ينتكسوا إلى أسفل سافلين.

 ربَّنا ظلمنا أنفسنا ظلمًا كبيرًا، و إلا تغفرْ لنا و ترحمْنا نَكُنْ من الهالكين.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/52045/#ixzz3TKnPwtJk



قراءة 1186 مرات آخر تعديل على الأحد, 30 آب/أغسطس 2015 11:29

أضف تعليق


كود امني
تحديث