قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 12 آذار/مارس 2015 12:24

إن كرامة المرأة من كرامة الرجل...

كتبه  الأستاذ محمد العلمي السائحي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يخطئ من يظن أن المرأة يمكن لها أن تستقل بحياتها عن الرجل، و أنها بمقدورها أن تحيا بمعزل عنه، و يخطئ أكثر منه من يعتقد أن سعادة المرأة لن تتحقق و تتأكد إلا عند تحريرها من سيطرة الرجل، و يخطئ أكثر من هذا و ذاك، الذي يرى استحالة تأكد وجود أحدهما مع وجود الآخر، و أن لا سبيل إلى ذلك، إلا بإلغاء أحدهما للآخر، ذلك لأن السنن الكونية كما نشاهد آثارها في الطبيعة، تؤكد بصورة جازمة أن الكون كله يقوم على الثنائية، كما يقوم على التكامل بين طرفي هذه الثنائية، و أن أي اختلال يطرأ على طبيعة ذلك التكامل الذي يربط  هذا الطرف بذاك، يرتد سلبا لا على طرفي هذه الثنائية وحدهما فحسب، بل تمتد آثاره الوخيمة إلى مختلف ما هو مبثوث في الكون من عناصر و مكونات أخرى، و يتسبب له في اختلال توازنه، و اضطراب تناغمه، و انطلاقا من هذه الحقيقة فليس من العقل في شيء أن ننظر إلى المرأة على أنها مجرد تابع للرجل، و لا إلى الرجل على أنه جبار متسلط على المرأة، فليس أحدهما عدوا للآخر بالضرورة، و إنما الذي يجعلهما كذلك، هي تلك المؤثرات الطارئة، التي تتسبب فيها عوامل ثقافية، أو سياسية، أو اقتصادية، و هما في الأصل عنصران متكاملان يكمل أحدهما الآخر، و لا قيمة و لا أهمية لأحدهما بدون الآخر، و من ثمة فإننا نسيء إلى المرأة إذا رفعنا قدرها على الرجل، كما نسيء إلى الرجل إذا رفعنا قدره على المرأة، و الأصح و الأصوب أن نعيد النظر في الخطاب السياسي و الثقافي الذي نتوجه به إلى هذا الطرف أو ذاك، بحيث يصحح نظرة كلا منهما للآخر، و يجعلهما يدركان حاجتهما لبعضهما البعض، من الضروري أن نحارب العنف الذي تتعرض له المرأة، خاصة و أن هذا العنف ليس محصورا في البيت بل هو يلاحقها في الشارع و العمل، لكن محاربته ينبغي أن لا يتولد عنها تأليب الآخر عليها، حيث أن ذلك لا يحل المسألة بل يزيدها تعقيدا، و نجد أنفسنا وقعنا في دور مغلق، و لا بد أن نعلم بأن تأزم العلاقة بين المرأة و الرجل عندنا سببه الأساس، هو الصراع الثقافي القائم بين نموذجين ثقافيين متعارضان لا يمكن التوفيق بينهما، و لا حل لهذه المعضلة إلا بترجيح أحد النموذجين على الآخر، فكما أن المرأة الأوروبية لا يمكن لها أن تعيش و تتصرف وفقا للنموذج الذي تقترحه الثقافة الإسلامية في مجتمعها، فإنه بالمثل يستحيل على المجتمع الجزائري أن يقبل بامرأة تحيا في كنفه وفقا للنموذج الغربي، و إذن فإن محاولة صبغ الحياة الاجتماعية للمجتمع الجزائري بالصبغة الأوروبية لن يحل الصراع بل يفاقمه و يزيده تعقيدا و تأزيما، و يضعنا أمام تحديات جديدة أخرى قد يصعب علينا التغلب عليها، و من الخطأ كل الخطأ أن نظن أن تحسين وضع المرأة في المجتمع لا يتحقق إلا بظلم الرجل، فذلك هو عين الخطأ فهذا عباس محمود العقاد رحمه الله، يقول في كتابه هذه الشجرة:" إنما ظلمت المرأة يوم ظلم الرجل" و هو يريد أن يقول أن انحطاط مكانة المرأة ما هو إلا نتيجة لانحطاط مكانة الرجل، و أنه كلما تعززت مكانة الرجل في مجتمعه، كلما تحسنت مكانة المرأة، و هو مصيب في ذلك، لأن الحياة الاجتماعية كما قال الإمام بن باديس عليه رحمة الله، كالطائر فكما أن الطائر لا يطير إلا بجناحين فكذلك المجتمع لا سبيل لتقدمه و تطوره إلا بتعاون المرأة و الرجل فيه، و لكن ذلك التطور و الازدهار الكفيل بتحسين أوضاعهما في المجتمع، مرهون بتفاهمهما لا باختلافهما و تشاجرهما، فإذا كنا نريد أن نحسن من مكانة المرأة في المجتمع حقيقة، علينا أن لا نحط من قيمة الرجل بل على العكس علينا أن نحسن من مكانته في مجتمعه، لأن كرامة المرأة من كرامة الرجل...            

قراءة 1541 مرات آخر تعديل على الأحد, 26 آذار/مارس 2017 12:19

أضف تعليق


كود امني
تحديث