قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 13 أيار 2015 15:58

هكذا فقدنا القمم .... عندما غابت القيم

كتبه  الأستاذ معيض محمد ال زرعه
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الحمد لله و كفى و الصلاة و السلام على الرسول المصطفى و على آله و صحبه و من اقتفى.... و بعد

أوصيكم و نفسي أحبتي بتقوى الله جل جلاله ففيها السعادة و الفلاح و النجاة و الفوز بجنة عرضها السماوات و الأرض ...

أيها الأفاضل نعلم و تعلمون أن شخصية الإنسان هي عبارة عن مجموعة من القيم و المبادئ و هذه القيم هي النافذة التي من خلالها ينظر الشخص للآخرين و يتعامل معهم و يؤثر فيهم و يحاورهم، و هذه القيم هي المعيار الذي من خلاله ترتفع قيمة الشخص بناءً على ما يملكه من خير و إحسان و نفع للآخرين، أو تهبط قيمة الشخص بناءً على ما يملكه من جوانب شر و حسد و ظلم ... لذلك فإن الإيمان بالله و تعظيمه و مراقبته و الخوف منه و الالتزام بشرعه هي قيمٌ عظيمة يجب أن تتربى عليها النفوس العظيمة و كذلك فإن الصدق و العدل و الحياء و الأمانة و بذل المعروف و كف الأذى و حب الخير و أهله و كراهية الشر و أهله و الإحسان إلى الآخرين و مساعدة الفقراء و المحتاجين كل هذه قيم بها يسعد الأفراد و تسعد الأسر و المجتمعات بل و تسعد الدول، و لمّا ضعفت هذه القيم بل لربما فقدت رأينا تغير في واقع شباب الأمة الإسلامية .. رأينا ضعف الهمم و الاهتمام بالأمور التافهه التي لا تخدم الدين، و رأينا الوقوع في بحار المخدرات و التقليعات و معصية فاطر الأرض و السماوات و رأينا كثرة القضايا السلوكية و الأخلاقية و الاجتماعية و رأينا التقليد الأعمى لطوائف الكفر و الزندقة و البعد عن شرائع هذا الدين العظيم، و رأينا التساهل في أمور الطاعة و تقديم المباحات على الطاعات في معظم المواقف و إلى الله المشتكي من هذا الواقع ...

و لنا في رسولنا محمد عليه أفضل الصلاة و السلام فقد بقي ما يقارب العشرون عاماً يغرس القيم و المبادئ في نفوس أصحابة رضي الله عنهم حتى أتى الوقت المناسب لهدم الأصنام كما ورد في عام الفتح و أتى الوقت المناسب لتحريم الخمر و هكذا .. 

و يمر صلى الله عليه و سلم على جارية و يقول لها أين الله قالت : في السماء فقال صلى الله عليه و سلم (اعتقوها فإنها مؤمنة) نعم هذه الجارية و إن كانت جارية إلاّ أنها تحمل قيم عظيمة ..

و مما ورد في سيرة عمر – رضي الله عن عمر و عن الصحابة عموماً – أنه بقي عاماً كاملاً لم يحكم في قضية بين المسلمين فذهب إلى خليفة المسلمين أبا بكر رضي الله عنه و قال : يا أمير المؤمنين أعفني من هذه الوظيفة و ليس لي حق في هذا المال الذي آخذه من بيت مال المسلمين و أنا عام كامل لم أحكم في قضية. فقال له أبو بكر (كيف أتولى أمر المسلمين و تريدون أن تتخلوا عني و الله لا أعفيكم ) الشاهد في هذا أنه عام كامل لم يحصل فيه خصومات أو منازعات لأن القيم عالية في نفوس أصحاب رسول الله صلى آله عليه و سلم.

و في قصة عمر رضي الله عنه المشهورة لمّا خرج ذات ليلة يتفقد أحوال الرعية و بينما هو يسير في إحدى طرقات المدينة في آخر الليل و إذا به يسمع نلك المرأة التي تقول لابنتها (قومي فامزجي اللبن بالماء ) قالت هذه الفتاة التي امتلأ قلبها بتعظيم الله تعالى و الخوف منه و مراقبته قالت : ألم تسمعي منادي عمر يقول (لا تمزجوا اللبن بالماء ) قالت الأم : إن عمر لا يرانا، فقالت هذه الفتاة الصالحة هذه المقولة التي تكتب بماء الذهب بل تكتب بدموع العيون قالت (إن كان عمر لا يرانا فإن رب عمر يرانا) لا إله إلا الله ما عظم هذه الفتاة و ما أعظم ما تحمله من قيم ... لنا أن نتساءل : هل هذه الأسرة غنية .. طبعاً لا ..فهي أسرة فقيرة من أفقر أسر المدينة .. هل هي غير محتاجة .. طبعا لا ..فهي في أشد الحاجة ... هل هذه الفتاة تتكلم و الناس يسمعون فقالت هذا الكلام ... طبعاً لا ..فهي تراقب الملك العلام سبحانه و تعالى .. لذلك عمر بكى في تلك اللحظات و أمر خادمة أن يعرف هذا البيت، فما كان منه رضي الله عنه إلا أن زوجها ابنه عاصم فانجب ابنةً تزوجها عبد العزيز بن مروان فأنجب عمر بن عبد العزيز الخليفة العادل المعروف ..

و في عام الرمادة أصاب المسلمين من الجوع و الفقر و الحاجة ما الله به عليم فأتت قافلة لعثمان بن عفان رضي الله عنه قوامها ألف بعير محمّلة بالتمر و الزبيب و الحبوب و غيرها، فتلقاها تجار المدينة و قالوا لعثمان : نعطيك بكل درهم درهمين، فقال لهم ( لقد أعطيت أكثر من هذا ) قالوا : نعطيك الدرهم بخمسة دراهم، فقال (أعطيت أكثر من هذا ) قالوا: من اعطاك و نحن تجار المدينة و أعرف بمن فيها قال لهم : ألم تقرؤوا قول الله تعالى ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) أُشهدكم أني قد بعتها لله و رسوله، ثم أنفقها على المسلمين لأنه يحمل قيم عظيمة في حب المسلمين و بذل المعروف وكف الأذى فلو كان رضي الله عنه يحمل الجشع و الطمع لوجدها فرصة مع فقر و حاجة الصحابة في ذلك الزمن –و حاشاه رضي الله عنه - فهو ليس كتجار هذا الزمان الذين يتحكمون في الأسعار مما أدى بالمستهلكين إلى تحمل القروض و الديون الكثيرة التي أثقلت كواهلهم ..

أيها الأخوة : و هذا رجل سارق كان يقطع الطريق و في يوم من الأيام يوقف هذا السارق غلام و يقول له : كم معك من النقود؟ فيقول ذلك الغلام الذي تربى على الصدق و القيم العظيمة ( عندي أربعين دينار ) فيقول السارق : تعلم أيها الغلام أن سأسرق ما معك و تخبرني بما معك !!! فقال الغلام (نعم أمي ربتني على أن لا أقول الصدق ) فقال ذلكم السارق : سبحان الله أمك علمتك أن تقول الصدق فتصدق و ربي يقول لي لا تسرق فاسرق فأنا من هذه أُشهدكم أن تائب إلى الله تعالى ثم أمر بإرجاع كل ما سرق من أموال إلى أصحابها .. لا إله إلا الله كيف كان ذلك الشاب سببا في توبة هذا السارق عندما تربى على الصدق و على هذه القيمة العظيمة .. كم نحتاج و تحتاج الأمة إلى تربية الجيل على هذه القيم في هذا الزمن العجيب ..

و الأفراد و المجتمعات تتربى على هذا القيم من مصادر مختلفة و هي كما يلي :

أولاً/ البيت و الأهل و الأسرة و الوالدين فكما جاء عند مسلم و البخاري في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه و سلم ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) لذلك فدور البيت دور عظيم في زرع هذه القيم في نفوس الأبناء و البنات من خلال الجلسات الأسرية و المواقف و سرد القصص حتى ينشئوا عليها و عندها يسعد البيت و المجتمع و الأمة..

ثانياُ/
 المسجد و هو المكان الذي كان ينطلق منه الحبيب صلى الله عليه و سلم في كل شؤونه و المسجد هو المكان الذي نؤدي فيه العبادة ونسمع فيه الأذان و الخطب و المحاضرات و الدروس و بهذا يجب أن نستغل المسجد في غرس القيم الصالحة التي يبنى عليها صلاح المجتمع و الأمة.

ثالثاً/
 وسائل الإعلام –المسموعة و المقروءة و المرئية – و كذلك وسائل التقنية الحديثة و المطورة و التي أصبحت تشغل أوقات أبناءنا بشكل مخيف، فنعدما نربي في أبناءنا و بناتنا مراقبة الله و الخوف منه و الحذر من مزالق هذه التقنية و كم من القصص سمعنا بها في انحراف الشباب خلقيا و سلوكيا ما يندى لها الجبين ..

رابعاً/ 
المناهج و المقررات المدرسية التي تصدرها وزارة التربية و التعليم و هي بلا شك تغرس في نفوس البنين و البنات قيم كثره فإن حادت هذه المقررات عن طريق الصواب فسوف تخرج لنا جيلا هشاً ضعيفاً لا يحمل قيم و لا ينفع أمة و لا يبني حضارة.

أحبتي في الله :
 إن القيم هي المؤشر الذي يحدد مسار الشخص و هي البوصلة التي ترسم اتجاه ملاحة الشخص في اليوم و الليلة لذا يجب علينا أن نعيد النظر في أهمية غرس القيم في أبناءنا و بناتنا حتى نأخذ بأيديهم إلى بر الأمان و نبني بهم حضارة و نحيي بهم الأمة كما فعل أسلافنا في تربيتهم لأبنائهم .. و العجيب أن ماليزيا تفوقت على معظم دول العالم عندما وضعت عشر قيم مهمة لفترة عشر سنوات و فعلا حققت النجاح عندما حققت هذه القيم و قفزت من مصاف الدول المتأخرة إلى الدول المتقدمة على مستوى العالم ..

اسأل الله تعالى أيها الأخوة أن يصلح أبناءنا و بناتنا و شباب المسلمين في كل مكان و أن يقيهم شر الفتن و الشهوات و المغريات و نسأل الله تعالى أن ينصر دينه و كتابه و سنة رسوله محمد صلى الله عليه و سلم ......

قراءة 1600 مرات آخر تعديل على الأحد, 30 آب/أغسطس 2015 11:52

أضف تعليق


كود امني
تحديث