قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 27 أيار 2015 18:25

مبدأ التسامح الغربي!! من وريقات الذكريات..

كتبه  الأستاذة سارة بنت محمد حسن
قيم الموضوع
(0 أصوات)


أنا أكره الأدب!
هذه حقيقة لابد لي من الاعتراف بها و لا يعني ذلك أنني متحمسة لسوء الأدب!!
حسنا ..أنا أتحدث عن الأدب الفرنسي لا سواه..لأنه في الواقع ليس أدبا بل هو قلة أدب!ربما يتعجب من ذلك من يعرف أنني اخترت هذه الجامعة الأدبية بمحض إرادتي و تحديت الجميع بما فيهم العاملات في شئون الطالبات شخصيا و تحملت بشجاعة - أو بسعادة -  تهمة الجنون و العتة لأني تركت كلية الهندسة و ذهبت بقدمي لكلية أدبية متحدية قوانين علم النفس و الاجتماع و ربما قوانين نيوتن و أرشميدس..!
لكن هذا لا يعني شيئا و لن يغير من الحقيقة شيئا أنا أكره الأدب الفرنسي بفروعه و أغصانه و أكره الشعر الفرنسي البارد الخالي من القافية و الوزن و حرف الروي و التفعيلات..و لا يقولن متزاكٍ أن في الشعر الفرنسي مثل هذا لأني عجزت عن تذوقه فضلا عن الأكل على مائدته..
و أسوأ من الشعر الفرنسي أن يجبروني على دراسة فكر شخص من بني آدم يدعى مونتاسكيو!
بدا لي الشعر الفرنسي وقتها واحة خضراء في صحراء قَفْر أو (كُفْر) !!
هل تصدقون أن أفر من كلية الهندسة خوفا من الاختلاط فأدرس في جامعة إسلامية غير مختلطة فكر شخص يسب الإسلام و المسلمين و يتطاول على النبي صلى الله عليه و سلم ؟
قد يقول متحمس : و ماذا في هذا ؟؟ ندرسه للنقد و معرفة فكر العدو!
لا بأس ..و هذا ما وقع في نفسي وقتها لأسري عن القلب الحزين ..
و لكن الأستاذة ذات الدكتوراه كانت مبهورة بهذا الرجل ، كانت تتحدث في بساطة عن عبقريته الفذة التي جعلته يراوغ القساوسة معدومي الضمير – خوفا من بطش محاكم التفتيش- فيسخر منهم و يسبهم و لكن يكني عن ذلك بسب رجال الدين الإسلامي! و كيف أنه دافع عن حرية الفكر و أنه منشئ فكر التسامح الغربي و هو الفكر المتميز الجبار الذي يقتضي تقبل ..الآخر ..كما ..هو و.....

يد ملولة ترتفع في خمول ..و نظرة عين متورمة مستيقظة لتوها من الفراش راغبة للعودة إليه سريعا، مما تسبب في مقاطعة طوفان الكلمات الفرنسية التي تهدر في القاعة..
نظرت لي الأستاذة متوجسة شرا، و لا أظن إلا أنها استعاذت في سرها ..
-       لدي سؤال
-       تفضلي (بحماسة فاترة!)
-       لماذا ينتقد مونتاسكيو الكنيسة ؟؟
-       لأنهم يقهرون المجتمع (لا تزال الحماسة الفاترة!)
-       لماذا لم يقبلهم كما هم ؟؟ أليس هو " مبدع " مبدأ التسامح ؟
نظرة مصدومة ثم بحماسة غير فاترة!!:
-       لأنهم على خطأ هو عنده أدلة و حجج وهم ظالمون [1]
رغبة في العودة للرسم و النوم أدت لتحول كلماتي لبرودة الثلج :
-       كان ينبغي عليه أن يقبلهم كما هم طبقا لمبدئه!

محاضرة غاضبة عن عبقرية مونتاسيكو و حججه و براهينه لم أسمعها للأسف لأني انشغلت بممارسة هوايتي المحببة في محاضرات الأدب : النوم!!
كانت هذه الأستاذة تحديدا تعاني مني الأمرين لأني كنت أمارس معها هواية الطالب الكسول الذي إذا تظاهر بالاهتمام فإن هذا يعد نذيرا بالكارثة التي ستحدث..
و قد كان.
انتظرت في عدم اكتراث أن تطلب مقالة النقد الأدبي إياها و التي يجب لكي نحصل على درجة محترمة أن نكتب النقد الأدبي الذي يروقها هي ..
يا قوم إنهم يتظاهرون بالتحضر و التسامح و قبول الآراء المختلفة لكن عند أول عقبة تظهر الأنياب و المخالب و الوجه الآخر للعملة الزيوف!
كنا في أول رمضان عندما طلبت النقد الميمون، و كنت أستعد وقتها للسفر للعمرة في منتصف الشهر تماما، لم أكن رائقة المزاج لبدء هواية المشاكسة الآن و لكني توكلت على الله و احتسبت وقتي و طفقت أنتقد مونتاسكيو بأسلوب تشريح الأعصاب الدقيق ..لم أكن بحاجة للسماجة و التنطع في الواقع.
و قرأت ما كتبته في فخر طفولي ظنا مني وقتها أن الأستاذة ستنبهر بالنقد الشرعي للأخ الكريه و سيجعلها هذا تعترف بعبقريتي و ربما جعلت هذا النقد الأسطوري المتميز هو مقرر المادة في السنوات المقبلة [2]

سلمت وريقات البحث و أنا أبتسم في سماجة محاولة أن أجعل ابتسامتي لطيفة، و شنفت أذني في رمضان بمحاضرة أخرى أو اثنتين عن زميله فولتير (أين أنت يا مونتاسكيو؟؟!)
و كان أن قدر الله أن يكون يوم تسليم مقالات النقد هو يوم سعدي و هنائي فقد تغيبت يومها عن الذهاب للجامعة ..
و تلقيت يومها اتصالا هاتفيا من رفيقة دربي و هي ترتجف من الفزع لتخبرني أنه من الأفضل لي ألا أطأ أرض الجامعة هذه الأيام ..قالت صديقتي: "اعتبرتني و أنت شخصا واحدا و انهالت على رأسي غضبا و تقريعا و لوما، و قالت عنك بالحرف : هي فاكرة نفسها الشيخ الشعراوي؟؟!!"
هذا الموقف و غيره و غيره يوضح لنا ببساطة أن كل من يعتنق مبدأ التسامح الغربي و يراه جنة الدنيا و مأوى المساكين إنما هو أعمى البصر و البصيرة، إنهم يقولون ما لا يفعلون و يتشدقون بما لا يتفق مع الحياة و المنطق ثم يصرخون مطالبين إياكم أيها المسلمون أن تعتنقوا هذه الآراء الخلابة ذات اللون الأخاذ ، و إذا ما نظرنا لأفعالهم فهي تخالف أفكارهم لأن أفكارهم عفنة ..و غير صالحة للتطبيق الآدمي.
إن الإسلام أحل النقد البناء و لكن لكي تعتنق الإسلام لابد أن تفهم ما هو الإسلام فإذا فهمت و قبل قلبك و عقلك معتقدات الإسلام فهي ثوابت في القلب قد انعقد عليها شغافه ، ثم نضحت على جوارحه أعمالا، فإذا علمت و صدقت و آمنت لم يعد يحل لك أن تعترض على هذه الثوابت لأنك ببساطة آمنت أنها من عند الله..و الإسلام ليس به معتقد أو عمل يخالف العقل الصريح الصحيح بل ببساطة لو بدا لك التناقض فالعقل لم يفهم و يحتاج لمزيد من المدخلات.
و الإسلام أحل التسامح مع الآخر و لكن ليس معنى التسامح أن تقول أن كل آخر على صواب! إن هذا يا عقلاء قدح في العقول ..كيف أقول أنا مسلم موحد وأقر للوثني الذي يعبد البشر و البقر أنه على صواب ؟ هل تجتمع الأضداد؟ هل يصح الشيء و ضده؟؟!
إن التسامح الإسلامي هو أن أقبل أن يعيش الآخر تحت ظل الإسلام في سلام، له حقوق و عليه واجبات في عدالة، و يبيح لي التسامح الإسلامي أن أناظر و أحاور الآخر و أثبت له بخطاب عقلي صريح و صحيح أن الإسلام هو دين الله تعالى و أنه من عند الله و أناقش و أفند كل شبهاته بروح سمحة و صدر رحب لا إكراه فيه و لا إجبار فقد تبين الرشد من الغي!
و التسامح الإسلامي لابد أن يحفظ للمسلم كيانه و شخصيته ، فإذا كان المسلم مأمور بغض البصر و عدم الزنا فلابد ألا يكون التسامح داعيا لترك أتباع الديانات الأخرى يمارسون ما هو مضاد لشعائره! اعلم يا هذا أن حريتك تقف عند حدود حريتي و لا تتعداها ..
و لكنهم يطالبون أن يكون التسامح هو التنازل عن الثوابت ، و المرونة هي قبول الشيء و ضده، و المناظرة هي تمييع النصوص و تعطيلها عن مدلولاتها ..و أن نحرف قرآننا كما حرفوا دينهم، و أن يكون تسامحهم معنا هو قبول وجودنا في الحياة ..فقط!
يجب عليك كمسلم أن تتسامح مع اليهود إذا قتلوا أطفالك و اغتصبوا نساءك، فإذا طالبت بحق فأنت زنديق فاسق إرهابي قاتل لابد من تكميم فمك و قتلك على الفور!
يجب عليك كمسلم أن تقبل بوجود العاهرات و شيوع الفواحش و الزنا و اللواط و إن قلت لماذا لا تقبلون فكري و اعتقادي و (تتسامحون) مع رغبتي في العفة ؟ قيل لك هذا تخلف و رجعية و نظرة منحطة للمرأة ! ناظروني إذن بالعقل و المنطق ..فرفعوا عقيرتهم منشدين "لا حوار مع الجهلاء!!"
يجب عليك كمسلم أن تقبل بوجود المتبرجات و الحاسرات المتحسرات السافرات ، و أن (تجبر) نسائك على هذه المدنية و التحضر ، فإن قلت لهم تسامحوا مع رغبتي في الحجاب و التستر قيل لك حريتك تقف عند حدود حريتنا!! سبحانك يا ربي و هل تستري قد آذى عيونكم المريضة؟!

أي حرية تلك و أي منطق مغلوط هذا؟!
إنهم يريدون تجريدي من هويتي، يريدون أن يجعلوا إسلامي مسخا مشوها، يريدون أن يبيدوني و يقتلوني في محراب التسامح المزعوم، و يرسمون الابتسامة بريشة الخداع على مهجتي..
أيها الغرب البغيض نحن أرباب التسامح الفريد، أما أنتم فما عهدناكم إلا قتلة و سفاحين، أيها التاريخ أخرج لنا من طيات صفحاتك المهترئة هل وجدتم قائدا مسلما قتل الأسارى شر قتلة بعد استسلامهم مثلما فعل نابليون؟ هل وجدتم في المسلمين مختلا مثل هتلر ينتشي برائحة الدماء؟ هلم أخبرونا ماذا فعل فرناندو و إيزابيلا في مسلمي إسبانيا يا أرباب التسامح و المحبة؟؟ أخبرونا هل عندنا في تاريخ المسلمين سفاحون مثل شارون و عصابات الصهيونية؟ هل وجدتم مسلما قد نشر الرذيلة مثل جيوشكم في حروبكم في بلاد المسلمين، هل وجدتم علماء المسلمين  تردوا فيما تردى فيه القساوسة أهل الحلم و الرزانة في محاكم التفتيش؟! هل عندنا سجون مثل جوانتانامو و أبو غريب أنشأناها لنعذب غير المسلمين؟؟ هل أبدنا القرى مثلما فعلت الدب القطبي الروسي بالمسلمين في الشيشان؟  هل وجدتم جيشا مسلما كان همه هدم المساجد و انتهاك الحرمات ؟؟ هل و هل ..![3]

ما دخل جيش مسلم بلد إلا و صارت صحراءها مروجا خضراء، و ما دخلتم أنتم بلادا إلا و أحرقتم الأخضر و اليابس و استحللتم الحرمات, فأي الفريقين أحق بوصف التسامح ؟!
إنهم يريدون تغريبك يا أمتي ...يخافون نساءك قبل رجالك ..و لكننا باقيات مجاهدات نزلزل عروش الكفر بالستر الحصين، لن نعتنق أفكاركم ما حيينا ..كل أفكاركم سقيمة مهانة تحت أقدامنا و لو ألبستموها لباس التحضر و الرقي و لو وضعتم في آذانها أقراط الذهب و الحلي، و لو تحلت بالحرير و الديباج و تعطرت بالعطور الفاخرات، فإن تحت المظاهر الخداعة جثة هامدة ذبحت في محرابكم ..محراب الرذيلة و إنما الإسلام هو دين السماحة لا غيره و لسنا بتاركي ديننا الحنيف عن هلاوس و ضلالات لا بعر لها و لا بعير و ليس لهم في الكون شر و نقير.
يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)" سورة الصف.


-------------------------------------------------------
[1] هكذا يستطيع الإنسان أن يفهم ديمقراطية فرنسا في منع النقاب في الأماكن العامة !!
[2] نلاحظ أن للنية عامل مهم في نجاح الدعوة !
[3] العجيب أنه إذا فعل مجنون مهوس غير معروف الهوية شيئا سارعوا بنسبته للإسلام و أما كل فعالهم فهي دفاعا عن هويتهم و قسوتهم هي التسامح بعينه !

http://saaid.net/daeyat/sara/50.htm

قراءة 1564 مرات آخر تعديل على الأحد, 30 آب/أغسطس 2015 11:56

أضف تعليق


كود امني
تحديث