قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 13 أيار 2015 05:54

الحق في الاختلاف

كتبه  عن موقع إسلام أونلاين.نت
قيم الموضوع
(0 أصوات)

النفوس الصغيرة وحدها هي التي تضيق بالاختلاف في الرأي وتعدد النظر حول القضية الواحدة، لأنها تطل على الحياة من زاوية صغيرة؛ لا تبصر سوى الأسود و الأبيض، و لا ترى في الأشياء سوى الحق و الباطل و الخير و الشر، و الناس بالنسبة لها إنما هم عدو و صديق. فمن وافقها في المذهب و الفكرة فهو الصديق الذي لا يخطأ، و لا يتفوه إلا بالحق، و من خالفها في المذهب و الفكرة فهو العدو الخبيث و الدجال الماكر الذي لا يصدر عنه إلا الشر المحض و لا يقول إلا الباطل الخالص الذي ليس فيه أدنى نسبة من الحق !

و لئن كان هذا النظر الضَّيِّقِ، هو لدى البعض نتاج أمراض نفسية و تربوية، مثل التعصب و الغرور و التعالي، و الكبر و الحسد، فإنه لدى جمهرة من الناس إنما هو نتاج أدواء عقلية و فكرية، مثل الجهل و قلة الاطلاع على العلوم و المعارف، و سوء الفهم، و الانكفاء على مذهب فقهي واحد أو مدرسة فكرية و دعوية واحدة.

فضحالة المعارف، و الانكفاء في القراءة و المطالعة على لون فكري واحد يورثان السطحية و البساطة و التعصب و الضيق بالمخالف، و يحجبان عن الإنسان مساحات واسعة من الأفكار و المعارف هي غير ما هو غارق فيه. و قد لاحظ ذلك الإمام أبو إسحاق الشاطبي رحمه الله لدى طلبة المدارس الفقهية، فصرح بـ”أن اعتياد الاستدلال لمذهب واحد ربما يكسب الطالب نفورًا و إنكارًا لمذهب غير مذهبه، من غير اطلاع على مأخذه، فيورث ذلك حزازة في الاعتقاد في الأئمة، الذين أجمع الناس على فضلهم و تقدمهم في الدين، و اضطلاعهم بمقاصد الشارع و فهم أغراضه”(الموافقات، ج3 ص131).

و إذا كان هذا هو شأن طالب العلم الذي ضَيَّقَ على نفسه واسعا؛ فأغلق عقله على مذهب معين و مدرسة واحدة، و حرم نفسه بذلك من فضائل كثيرة و خيرات وفيرة، و أفكارٍ بكرٍ هي من إبداع آخرين خوارج عن مذهبه و مدرسته الفكرية و الدعوية، فتاهت به الطرق في غياهب التعصب و ضيق الأفق، فما بالنا بالجاهل الذي لم يطلع على شيء أصلا، و لا له تصور للمسائل و لا دراية بها، إلا أنه سمع الناس يقولون شيئا فردده. كيف يكون شأنه؟!

إن الاختلاف في الرأي، و تتعدد وجهات النظر في تفسير الأشياء و الحكم عليها أمر طبيعي، تقتضه طبيعة تفاوت الناس في المعرفة و في الفهم و في إدراك المسائل و تصورها، و يقتضه كذلك إختلاف طبائعهم، فمن الناس من يميل إلا الشدة و الجد الصارم و منهم من يميل إلى اليسر و السماحة و المرح، و من الناس من هو حرفي في فهمه و منهم من هو مقاصدي، يميل إلى تعليل المسائل و البحث عن أسرارها.

و ها هم الصحابة اختلفوا و تعددت مداركهم، فمنهم من مال إلى مجاراة ظاهر النص فصلى العصر في بني قريظة بعد ما فات وقتها، و منهم من بحث عن مقصود النص، و فهم من حديث “لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة” أنه حث على الاسراع في السير، فصلى العصر في الطريق حين دخول وقتها، و واصل السير و اللحاق بمن تقدمه في المسير. و قد أقر النبي صلى الله عليه و سلم كلا الفريقين على فهمه، و لم يعنف أيا منهم.

فعن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه و سلم لنا، لما رجع من الأحزاب: “لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة” فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال: بعضهم لا نصلي حتى نأتيها، و قال: بعضهم بل نصلي، لم يرد منا ذلك. فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فلم يعنف واحدا منهم. (رواه البخاري و مسلم). و في رواية ابن هشام في السيرة أن الفريق الذي أخذ النص على ظاهره، صلى العصر في بني قريظة بعد العشاء الآخرة.

فليس لنا إذا أن نَضِيْقَ بالاختلاف، و لا أن يظن بعضنا أنه بمقدوره رفع الخلاف و حمل الناس على وجهة نظر واحدة. فذلك غير ممكن واقعا و غير مقبول شرعا. و فقهاء المقاصد و مناهج الاستنباط يقولون: إن الأحكام الشرعية ثلاث مستويات: المستوى الأول: هو ما قصد الشارع إلى رفع الخلاف فيه، مثل أصول العقائد و أمهات الأخلاق، و كليات الأحكام الفقهية. و المستوى الثاني: هو ما قصد الشارع إلى عدم رفع الخلاف فيه، مثل معظم المسائل التي اختلفت فيها أنظار العلماء، فهذه لا مطمع في رفع الخلاف فيها، لأن الشارع لم يقصد إلى ذلك، و لو قصده لرفعه بنص حاسم لا يختلف عليه اثنان. و المستوى الثالث: هو الاجتهاد الذي لا محل له من النظر، و هو الاجتهاد في المسائل التي قصد الشارع إلى رفع الخلاف فيها.

فلمَ التعصب و الضيق, و محاولة رفع الخلاف في المسائل التي لا مطمع في رفع الخلاف فيها، و الادعاء بأن رأيا واحد يمثل الحق المطلق الذي لا يخالفه إلا من حاد عن الطريق، و تنكب الصراط المستقيم؟!

و كان الأولى بشباب الصحوة الإسلامية أن يسترشدوا بحكمةً فَاهَ بها أحد الجهابذة الأعلام، و هو العلامة الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله، “نتعاون فيما اتفقنا عليه و يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه”(مجلة المنار، ج17 ص955). على أن ذلك لا يمنع – كما قال الإمام حسن البنا رحمه الله- “من التحقيق العلمي النزيه في مسائل الخلاف في ظل الحب في الله و التعاون على الوصول إلى الحقيقة، من غير أن يجر ذلك إلى المراء المذموم و التعصب”(البنا، مجموعة الرسائل/371).

الرابط:

http://islamonline.net/11967

قراءة 1323 مرات آخر تعديل على الأحد, 30 آب/أغسطس 2015 11:50

أضف تعليق


كود امني
تحديث