قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 31 تموز/يوليو 2015 07:49

هل تغيرت شروط النهضة؟

كتبه  الأستاذة زينب سيدي محمد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ما أحوجنا لمطالعات فكرية هادفة تأخذنا بعيدا عن واقع معيش يوحي بجهل متفش و غفلة متأصلة في أعماق مجتمعنا المريض، ومؤلفات المفكر”مالك بن نبي” هي كتب قيمة تزخر بالأفكار و المعارف الهامة التي لا حصر لها و لا غنى عنها لأي أمة تبغي النهوض أو أي مثقف يهتم بتغيير واقعه و محيطه.

في كتابه”شروط النهضة” يشبّه مالك العالم الإسلامي بمريض دخل صيدلية، فيعالجه السياسي بما ظهر من أعراض أمراضه السياسية، و الفقيهُ بما ظهر من أعراض أمراضه العقائدية، فهو يتعاطى حبة هنا ضد الجهل و قرصا هناك ضد الاستعمار و يتناول عقارا يشفي من الفقر، و لكن لا خيط ناظمَ يذهب إلى أصل الأدواء و مبعثِها ليشتغل عليه بدل الانغماس في علاج الأعراض.

و يؤكد بن نبي أن الحضارة هي التي تلد منتجاتها و ليس العكس، فليس واجبا لكي ننشئ حضارة أن نشتري كل منتجات حضارة أخرى فذاك ممتنع كما و كيفا، فحتى يركِّب العالم الإسلامي حضارتَه في زمانه هذا وجب عليه أن يرجع إلى تلك الصيغة التحليلية التي تصنع كل ناتج حضاري :

ناتج حضاري = إنسان + تراب (مادة) + وقت

و معلوم أن وجود المتفاعلات غير كاف لحدوث التفاعل في الاتجاه الصحيح المراد، إذ لابد من تدخل مركِّب ما يؤثر في مزج العناصر الثلاثة.. إن هذا المركِّب ليس سوى الفكرة الدينية التي رافقت تركيب كل الحضارات خلال التاريخ.. فكما كانت الفكرة الإسلامية مركِّب الحضارة الإسلامية فكذا الفكرة المسيحية مهدت الطريق لحضارة الغرب، بالرغم من أن هذه الفكرة لم يُكتب لها أن تعمل و تؤثر إلا قرونا بعد ميلادها بخلاف الفكرة الإسلامية التي تزامن ميلادها و انخراطها في بناء حضارة المسلمين.

فميلاد الحضارة يبدأ بإخضاع الفكرة الدينية لغرائز الإنسان الفطري البدائي (عبر تنظيمها و ليس القضاء عليها)، عند ذلك تتطور الحضارة و تنشأ مشاكل و ضرورات جديدة في مسارها كنتيجة حتمية لإشعاعها و انتشار أفكارها، فتسلك منعطف العقل الذي يكون سلطانه على الغرائز أقل من سلطان الروح عليها.. ثم ما تلبث الغرائز أن تتحرر مع انكماش الفعالية الاجتماعية للفكرة الدينية شيئا فشيئا إلى أن تصبح عاجزة عن القيام بمهمتها، إذ ذاك يكون المجتمع قد دخل نهائيا في ليل التاريخ و تمت بذلك دورة الحضارة..

إن الإنسان قبل أن يتطلع إلى المستقبل كان لزاما عليه أن يحطم تلك الأغلال التي تكبح تقدمه و يصفي ثقافته من الأفكار البالية و من عوامل الانحطاط، هذا ما أطلق عليه مالك بن نبي التحديد السلبي الذي يسبق التحديد الإيجابي الذي يصلنا بدوره بمقتضيات المستقبل.

بعبارة أخرى، يجب على الإنسان المتخلف أن ينفك عن الثقافة السائدة في عصر الانحطاط و يرسم معالم ثقافة جديدة تحدد له طريقا نحو التحضر.

و هُنا يشدّد مالك على الخلط الذي يقع بين الثقافة و العلم، فالثقافة تعني مجموع الصفات الخلقية و القيم المجتمعية التي يُلقّاها الفرد منذ ولادته في الوسط الذي وُلد فيه، إنها المحيط الذي يشكل فيه الفرد طباعه و شخصيته، إنها خصائص المجتمع التي يتساوى فيها العالم و الفلاح لأنها تعبر عن تقاليدٍ و عواطفَ و استعدادات و أذواقٍ متناسبة متكاملة في مجتمع ما. و ليست الثقافة علما خاصا لطبقة من الشعب دون أخرى، فهي كالدم، يحمل كريات بيضاء و حمراء، تحمل أفكار النخبة و العامة في سائل واحد يغذي حضارة الأمة. إن الثقافة لا علاقة لها بمرض العصر، بالتعالم و امتطاء العلم للصعود إلى البرلمان أو جعله آلة للعيش.

و بعد الحديث عن الثقافة التي تُعنى بالإنسان، يأتي مالك إلى مشكلة التراب فيرثي حال أرض الأمة التي ينقصها التصحر من أطرافها و يلتهم خضرتها. ثم يتحدث عن العنصر الثالث، عن الوقت، الذي يشترك الناس في حظهم منه كما و يتباينون كيفا, فَوَجَب أن يتعلم الشعب قيمة هذا العنصر الذي يحدد معنى التأثير و الإنتاج. إن الزمن نهر صامت يعْبُر الأزل، نهر صامت حتى إننا ننساه أحيانا، و لكن كيف يسمع شعب ثرثار الصوت الصامت لخطى الوقت الهارب.؟

أخيرا يؤكد مالك بن نبي أن للإنسان قيمتان : خامة طبيعية لا سلطان لأحد عليها من خارج الإنسان إلا أن يكون العطب داخليا، و قيمة خارجية صناعية اجتماعية تشكّل البيئة التي قد تحوي مجموعة من العراقيل التي لا تتيح لمواهب الإنسان أن تأخذ مجراها الطبيعي نحو النبوغ. فإذا انصلحت القيمة الأولى انصلحت الثانية تدريجيا عبر تكاثف عمل الأفراد على أنفسهم و سلوكهم، وبعبارة أخرى: أخرجوا المستعمر من أنفسكم يخرج من أرضكم”.

يبقى أن أقول إن هذه الأفكار هي أفكار في متناولنا صالحة لزماننا و هي ما تزال قادرة على الإقلاع بنا لو قرأناها و فهمناها و عملنا بمقتضاها. و سنقطف ثمارها حتما حين نؤمن بها إيمانا عميقا و تتحرك عواطفنا للتغيير من ذواتنا و بالتأكيد سيتأثر بها و بنا من حولنا من الناس. و تكون قوة التأثير بالغة مع التوفيق للجهود و بذلها بحسب الأفراد و المجتمعات.

الرابط: http://islamonline.net/12749

قراءة 1656 مرات آخر تعديل على السبت, 01 آب/أغسطس 2015 18:23

أضف تعليق


كود امني
تحديث