قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 19 آب/أغسطس 2015 06:31

معاص؛ و لكنها إلكترونية

كتبه  الدكتور طه كوزي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

في رؤيتنا الكلاسيكية للمعصية كنا نـَمِيز الطاعة عن المعصية فيما نأتي و نذَر: من قول و فعل في المستوى المادي المباشر، دون أن تكون لهذا الفعل أو القول، بالضرورة، مستويات معرفية، و خلفيات ذهنية، و فكرية مركّبة، كتلك التي نحياها اليوم.
فالكذب، على سبيل المثال: هو «الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه في واقع الأمر»، و الزنا و قربُه: يكمن في «أن تربط بين الرجل و المرأة علاقة "حميمية" (حديث عاطفي، و خلوة غير شرعية، علاقة جنسية...) خارج مؤسسة الزواج»، أما "القذف"، عند الجمهور؛ «فأن يرمِي المكلفُ، علنًا، إنسانا حرًّا مسلما عاقلا عفيفا: بزنا أو نفي نَسَب مما يستوجب الحدّ...»، أما "الخلوة" المحرمة: «أن يختلي الرجل بامرأة أجنبية عنه بمكان فيه مانع لدخول الغير» ...
إن المتأمّل اليوم فيما يحمله العصر من تقلّبات معلوماتية، و تموُّجات إلكترونية؛ يقف واجما أماما مستويات مركّبة من المعصية، و أنواع سرطانية من الموبِقات، و سلسلة من الأفعال لا يكاد يـميز في تصنيفها بين: مباح و مكْروه، أو حلال و حرام، و نحن اليوم أمام صور من الشبُهات، و إن كانت حلالا من المنظور الفقهي، فإنها من الشبُهات أو المحرمات من رؤية فكرية متبصّرة: مما يستلزم قراءة فقهية مستبْصرة، و اجتهادا جماعيا جادا، و من مظاهرها:

صبي برتبة "سفاح إلكتروني":
اهتمَمت في مرحلة مضت بما يسمى باللعبة الإلكترونية (Video Game)، و قرأت في ذلك عددا غير يسير من الدراسات منها: "GOD In The Machine"، و دراسة أخرى بعنوان: "IGOD" (على وزن IPAD وIPHONE)، و زُرت دُورَ نشر دينيةً (مسيحية، و يهودية) متخصّصة في "اللعبة الإلكترونية" ، و بكل أسف لا تزال عقولنا الفقهية و التربوية معفاة عن رصد ظاهرة ألعاب الفيديو  و فقْهِها، و مرافقةِ الغرقى من ضحاياها... و في هذا الصدد؛ إليك هذه المسألة الفقهية-الفكرية:
شاب بالغ؛ عمره 15 سنة يقتني قرصا مدمجا مكتوب عليه "كيف تدمّر العالم بأناملك" (GTA أو Fighter...) و مرسوم على غلافه الخارجي: +18، و في درجات اللعبة للحصول على أكبر عدد من النقاط: يصارع هذا الفتى (المكلَّف فقهيا) كلَّ من حوله في ذلك العالم الافتراضي، و لمزيد من النقاط: يتعيّن عليه أن يفتِك بأرواح منافسيه في اللعبة (التي ستتحول مع الزمن إلى واقع)، و في مرحلة من مراحل المنافسة يُدعى اللاعب إلى احتساء كأس من النبيذ (و هي مرحلة إجبارية في اللعبة)، و من ثم يضاجع فتيات؛ ليزداد حسابه في (GTA) نقاطا، و بركة، و نماء...
حين يقترف هذا "الفتى البالغ" كل هذه الأفعال إلكترونيا بكبسة في "لوحة المفاتيح"، و بنقرات "فأرة الكمبيوتر"، أو بأنامله و هي تمسح قسمات "الشاشة الذكية"؛ فإن السؤال الذي يستفز العقل و يستنزف ملكاته هو الآتي: إن ارتكب الإنسان فعل القتل افتراضيا؛ فهل يُعَد بالفعل قاتلا من منظورنا الفقهي و التربوي؟ و هل حين يضاجع فتاة إلكترونيا؛ فهل يكون قد تغشّاها واقعا؟ و هل حين يحتسي نخب نبيذ؛ فهل سيكتب عند الله سكِّيرا؟
لا أمتلك الجواب اليوم، و لست أهلا للفتوى الفقهية: إذْ لم أطّلع إلى اليوم على دراسات فقهية و تربوية في المناخ الإسلامي في هذا السبيل، و لكنْ؛ ما أعرِفه أن المتخصّصين في "الإبستمولوجيا"، و"علم النفس المعرفي"، و"علم النفس الاجتماعي"، و عددا قليلا من المفكّرين المسْلمين متّفقون على أن: الإنسان حين يتسلّى بفعل "القتل" إلكترونيا، في لعبة افتراضية للحصول على عدد من النقاط؛ فإنه أضحى يمتلك الأهلية، و الكفاءة، و القابلية الذهنية: التي تصنع منه قاتلا فعليّا في دنيا الناس، و بهذا يتحوّل "الفعل الإلكتروني المسلّي" إلى جريمة مادية ساحقة، و معصيةٍ موبِقة.
فإن كانت المسألة في المستوى الفكري المعرفي مفصولا فيها، فما الحكم الفقهي المترتّب عن تلك الأفعال؟ و ما ترتيبها في سلم الأفعال بين المباح، و الحلال و الحرام، و المكروه و المندوب...؟ و إن كانت "معصية" فكيف السبيل إلى التوبة منها؟ و ما واجبنا في مرافقة المدمنين على اللعبة الإلكترونية من أبنائنا؟

خلوة إلكترونية...
كنت على سفر في "هونغ كونغ"، دخلت شبكة الفايسبوك لحاجة في نفسي ، و بفعل الفارق الزمني فالساعة عندي تشير إلى العاشرة صباحا، أما في الجزائر فكانت الثانية ليلا، و إذ برسالة حية تصلني من أخت تستشير في قضايا علمية و أخرى شخصية، كان هذا السؤال كفيلا بإغراقي في بحر لجي من التساؤلات و الاستفهامات:
هل الزمن على "الفايسبوك" هو نفسه الزمن في الحياة العامة؟ و هل ثمة حد فاصل بين "الزمن الإلكتروني العبثي"، و"الزمن الإنساني الحيوي"؟ و هل هذه الأخت الكريمة بإمكانها مثلا أن تدق جرس بيت أستاذ، أو تتصل به هاتفيا؛ لتستشيره في مسألة شخصية أو علمية على الساعة الثانية ليلا مثلا؟
مما يؤرّقني أن الكثيرين من فِتْياننا، و فَتَياتنا اليوم يقومون الليل على "شبكات التواصل الاجتماعي" لا يفتُرون... فإنْ كانت الخلوة في ميزاننا الفقهي الواقعي: هي اختلاء الرجل بامرأة أجنبية عنه؛ بمكان فيه مانع لدخول الغير... فهل تُعَد الدردشة الحية المفتوحة على كل المواضيع و الاحتمالات من خلال حسابات افتراضية مغلقة: "خلوةً إلكترونية" مناظِرة و مماثِلة للخلوة الفعلية المادية؟ أم أنها أخطر منها و أشد فتكا...
الجواب من تحليل مبدئي "نعم": فهي تحمل في ذاتها نفس الخواص و الشروط للخلْوة المحرَّمة، و بوُسْعها أن تكون ممهِّدة و مقرِّبة لأفعال أخرى في الحياة اليومية...؛ أما من منظار فقهي؛ فأترك الفصل فيه للسادة الفقهاء...
و مما يزيد الإنسان تقزُّزا أنه حين يهَب وقته لجلسة ودية، و في بعض الأحيان عملية: يجد نفسه أمام كائنات بشرية تلهو بأناملها على (What’s Up)، و(Viber)، و"الفايسبوك"... و حين يهتز هاتفها بالرنين؛ فإنها تقطع حبل تفكير الحضور من حولها بالاستجابة لمكالمة غير عاجلة، أو رسالة قصيرة تافهة، فالغائب مكانيا عن تلك "الحفريات البشرية" أهم عندها ممن هو ماثل، بلحمه و عظمه، أمامها، و هي تقول لمن حولها: أن الغائب عني أكثر منك رِفعة، و أن رسالة إلكترونية، و تعليقا فايسبوكيا هو أرفع منك قدْرا و شأنا...
إن نحن اليوم استرسلنا في تحليل "سلوكنا الإلكتروني"؛ فإننا سنقف على عدد لا حصر له من التشوّهات التي تعلو قسمات وجوهنا، و تشوّش ملامحنا؛ فمنها: الفكري، و الفقهي، و اللغوي... و من عجائب الزمان أن "إنسان العصر" لم يعُد ينتبه أن أيّ فعل يجترحه، أو قول يتلفظ به، إلكترونيا كان أم مباشرا؛ فإنه بالضرورة يقع في إحدى المراتب الفقهية: من حلال أو حرام، و مكروه أو مندوب، أو مباح؛ فقدْ فقَدَ الإنسان بكل أسف حاسّته الفقهية الشرعية؛ فأضحى يغتاب إلكترونيا، و يسير افتراضيا بالنميمة بين الناس، و يقذف الأبرياء، فايسبوكيا، مما هم منه برآء...
و ليس بوسعنا اليوم للخروج من هذه المعضلة المعلوماتية إلا عقل ممحِّص دارِس؛ قادر على فقه الظاهرة فقها شموليا لا مفتّتا و مجزّءً، و لكننا إن استمرَرنا في هوايتنا المفضلة: و هي الغرق في تفاصيل الحياة و موْجِها، دون دراسة و تحليل لمواقفنا بين الفينة و الأخرى؛ فإن ما يخبّئه لنا المستقبل القريب سيكون أكثر شراسة، و لعل فاتورته الأثقل هي: أننا سنفقد لغة التواصل و فقه التربية لجيل سيكون جيلا إلكترونيا بامتياز...
و بالمناسبة؛ طالما ثمة معاص إلكترونية، فهنالك، ضرورة، طاعات إلكترونية،
حلِّل، و فكِّر؛ قبل أن تناقش
...

http://www.veecos.net/2.0/

قراءة 1355 مرات آخر تعديل على الجمعة, 21 آب/أغسطس 2015 01:59

أضف تعليق


كود امني
تحديث