قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 16 أيلول/سبتمبر 2015 08:28

أدب الرجال

كتبه  الأستاذة إحسان الفقيه
قيم الموضوع
(0 أصوات)

(مش كل من اعتلى الخيل صار خيّال)، رحمكِ الله يا جدّتي، و رحم الله الرجل.

أيّ رجل؟

الرجل،  تلك الكلمة التي انسابت في نهر تُراثنا الإسلامي و العربي، مُحمّلة بأسمى المعاني؛ فإذا بها اليوم يلوكُها الصبيان و أشباه الرجال، كلٌ يتمسّح برسمها، و هو فاقدٌ لكلّ مدلولٍ لها. فعظّم الله أجرنا برحيل الرجل.

عن أي رجل تتحدّثين؟

الرجل الذي تعرّفنا على صفاته عندما ذكرها القرآن في معرض الحديث عن الطهارة، بكامل ما تعنيه الكلمة من طهارة الباطن و الظاهر: “فيه رجال يحبون أن يتطهروا”.

و في معرض الحديث عن التعلّق ببيوت الله و أداء فرائضه و ذكره و إيثار مرضاته: “في بيوت أَذن الله أن ترفع و يُذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو و الآصال رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله”.

و في معرض الحديث عن البذل و العمل للدين: “و جاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين”.

و في معرض الحديث عن الحزم و شدة العزم: “قال رجلان من الذين أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون”.

فألف تحيةٍ و تحيةٍ لمن كان من هؤلاء الرجال… و لا عزاء للمُنتسبين زورًا و بُهتانًا للرجولة بالشوارب و الوسامة و الفحولة، و الباحثين عن مغامرة يُثبتون فيها رجولتهم على صفحات تويتر و فيس بوك؛ فيقذفون النساء بحروفهم من وراء حُجُبٍ مفتوحة نوافذُها على الجحيم.

فما أيسر أن يضرب أحدهم مفاتيح لوحته و يقذفُ عرض امرأة، و يتّهمها في أخلاقها و نزاهتها، لا لشيء إلا لأن كلماتها لم توافق هواه.

عجز أن يكون له دور في الحياة العملية كالرجال؛ فلم يجد (المسخ) سوى العنتريات التي يُطلقها عبر مركبة من الحروف الشاذّة للمزيد من التشوّهات التي تملأ حُفر نفسه، ليُحصي جولاته التي ظنّ أنه ربحها في رشق النساء بلا فلاتر تُنقّي منطقه من دناءة الألفاظ و ضحالة الفكر، و ما ذلك إلا دلالة على إفلاسه و عجزه و عدم امتلاكه من أدوات الخصومة إلا النيل من أعراض النساء.

يا هذا، إن للرجولة أصولًا و قواعد، و للمروءة و الشهامة دلالات، لن يغني عنها كون شاربك تقفُ عليه الصقور أو تأكل منه العقبانُ، أو إن كنت جهوريّ الصوت ترتعد من إطلالتك فرائصُ أُنثاك التي ابتُليت بنصفٍ مثلك.

و حين آثرتُ الصمود ككاتبة في زمن القحط و موت الرجال، كنتُ أسعى إلى تحقيق معادلة لن يدركها أولئك الذين لا يحترمون العفيفات و يتقوّلون على ربّات الخدور.

لكَ أن تدّعي الرجولة كما يحلو لك، لكنّك لست برجلٍ ما دمت تخاطبني بما تكرهُ أن يخاطب به أحدهم (نساء بيتك).

و لكَ أن تترنّم برجولتك كيفما شئتَ، لكنك لن تظفر منّي بشهادة (أنّك رجلٌ) و أنت تلمز هذه، و تسخرُ من تلك، بعد أن أعجزك بل و قتلك شموخ الواثقات بسطوتهنّ و قُدرتهنّ على إحراق كبدك.

أبحر في سيَر العظماء و النُبلاء؛ لترى معاني الرجولة، و كيف يتعامل القوم مع النساء.

ألا تُخجلك شهامة كليم الله موسى مع الفتاتين، أكرمهما القوي الأمين، و أبت نفسه الشريفة أن يحبسهما الضعف عن جلب الماء “فسقا لهما ثم تولى إلى الظل”.

إنما أعْنيكَ أنتَ بالمثال يا من تستبيح مخاطبة النساء بسوء الكلِم، مُستغلًا إعراضهن عن مجاراتك في دناءتك، بما يفرضه عليهن كونهن نساء، بكل ما تحمله الكلمة من التزامات.

و هل يستوعب إطارك الأخلاقي، الذي هو أشبه بسَمّ الخياط، كيف سار موسى أمام الفتاة و هي تدلّه على بيت والدها ليجزيه أجر ما سقى لهما؟

يعلم أن الرجل الحر ما كان له أن يخدش حياء امرأة و يُطلق عينيه في تفاصيلها، لا كأشباه الرجال، الذين يعمد الواحد منهم إلى البحث و التنقيب، حتى إذا ما وجد شاردة من القول، أتى بها مُتهللة أساريره؛ ليلْوي عنق الكلمات، أو يبترها من سياقها، و يُغرق في النزع، و يدق عليها الطبول، و يظن أنه قد ظفر بمن كتبتها.

يقولون إن معاملة النساء فنٌ، و أنا أقول إن معاملة النساء شهامة و مروءة و نُبل أخلاق؛ فما كان بالرجل من يجرح امرأة.

و ما كان بالرجل من يطأ لها جرحًا.

و ما أكرم النساء إلا كريم، و ما أهانهن إلا لئيم.

أعلمُ يقينًا يا كل من أدرك فحوى الكلام و بوصلته و مرماه أن كلامي سيُصيب بعض القوم في مقتل، و يُشعرك (أنت يا من أعنيك) بقلّة قدرك و ضآلتك، و أعلمُ كذلك أنك ستمارس هوايتك المُفضلة بشتم النساء، لكن حسبي أني أوجعتُك بما تعلّمته في مدرسة جدتي.

لن تكون فارسًا للعرب و لو سبقتَ ألف جواد.

و لن تكون شاعرًا للعرب لو كتبتَ ألف مُعلّقة.

و لن تكون مُنقذًا للعرب أو سيّدًا للعرب و أنت تُسيء لبنات العرب.

أرثي لحال أشباه الرجال، و أنا أصغي سمعي لنبرة عنترة في زمن الجاهلية:

و أغضّ طرفي ما بدت لي جارتي .. حتى يواري جارتي مأواها

فهل لك نصيب من هذا النبل و هذه المروءة في امرئ مات في جاهلية الأزمان الغابرة أيها المُتمديِن المتحضّر، يا من ترفع أنفك ليلامس نظارتك السوداء، و تُغرق جسدك و ثيابك بعطور فرنسا و خيبتك؟

(تبًا لمدنيّة رقدت في قعرها القيم، و ضلّت في أرضها الشهامة و المروءة، و شطُنت عن موارد الأخلاق الزلال).

أين المعتصم الذي لامست نخوتَه صرخة امرأة في بلاد الروم صَرَخَت “و امُعتصماهفحرّك جيوشه و غزا المدينة و قال لها: لبيك يا أختاه. ليرى أولئك الذين يحركون جيشًا من التّهم و الأباطيل و الافتراءات يرشقون بها النساء.

أبكي على زمنٍ كانت تزحف فيه الجموع من أجل قلب امرأة ألَمّ به الحزن، نعم، ها هو الحاجب المنصور قد رجع إلى قرطبة بعد الغزو، ليوافق صلاة عيد الأضحى، و الناس يُهلّلون و يكبرون في مصلاهم، و قبل أن ينزل من على صهوة فرسه، اعترضته امرأة عجوز تقول بقلب قد أتى عليه الكمد: يا منصور كل الناس مسرور إلا أنا.

قال المنصور: و ما ذاك؟ قالت: ولدي أسير عند الصليبيين في حصن رباح؛ فلم ينزل الرجل من على جواده، و نادى في جيشه ألا تُلامس أقدامهم الغبراء حتى يطلقوا أسرى المسلمين.

كل ذلك من أجل قلب امرأة، يا من تُحسنون كسر قلوب النساء.

كم يُحزنني غفلة “فرس” لا تعلم أن صاحبها لا يملك أيّ فروسية لا بالقول و لا بالفعل و لا بالخصام، و أن ذلك المُختال بصقره ما هو إلا صفر في دفتر الرجال.

لكم يحُزّ في نفسي كلّما تذكّرتُ ذلك الروسي غير المسلم، الذي خلع قميصه ليستر عورة امرأة مسلمة (مع أن الذي انكشف منها ليس بعورة عنده) حين انزلقت في سوق شعبي عربي. كلما سمعتُ إساءة من أبناء دمي و ديني و بلادي تذكّرته و أشفقت عليكم.

رحم الله الإمام الشافعي يوم قال: “و الله لو كان الماء البارد يُنقص من مروءتي لشربته حارًا”.

فهلا خاصمت بأدب و لو لم يُنعشُك هذا؟!

أو ليس الأدب الرفيع هو الذي ينفُذ من ركام الغبش و أيديولوجيا الموت و عقيدة المحارق و الدمار نحو سلام الإنسان و أحلامه المبتغاة؟!

أو ليس الأدب و حسن الأدب هما قشّة النجاة التي ستقصم ظهر الخيانة و الخائنين من تجّار البيوت و بيّاعي الكلام ممن تآمروا على الأوطان و التاريخ و الإنسان؟

الأدب

و ما أدراك ما الأدب

: http://www.wafa.com.sa/arabic/Subjects.aspx?ID=8789#sthash.RxSVm8Se.dpuf

قراءة 1639 مرات آخر تعديل على الجمعة, 18 أيلول/سبتمبر 2015 08:07

أضف تعليق


كود امني
تحديث