قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 24 أيلول/سبتمبر 2015 13:46

الاستعمار في نفوسنا!

كتبه  الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تقديم:


كنت أتصفح هذه الأيام يومياتي المطبوعة حديثا فوجدتني كتبت فيها بتاريخ 11 يونيو 1956 أنني قرأت في هذا اليوم مقالة لإحسان عبد القدوس في مجلة روز اليوسف المصرية عن مالك بن نبي. و عندما عدت بالذاكرة إلى سنة 1956 لم أتذكر بالضبط ما قرأت ذلك اليوم عن الفيلسوف الجزائري اللاجئ إلى القاهرة.و تمنيت لو أن أرشيف هذه المجلة كان قريبا مني لأعود إليه و أعرف ماذا كتب ذلك الأديب المصري الشهير عن ابن نبي. و لكن ( ما كل ما يتمنى المرء يدركه).
بقيت الفكرة تراودني إلى أن زرت القاهرة في المدة الأخيرة فاغتنمت الفرصة و عزمت على الاطلاع على المقالة و العودة بنسخة منها إلى الجزائر.
و قلت في نفسي: إذا كانت المقالة تستحق كل هذا التعب في البحث عنها فسأنشرها على من يهمه تراث مالك بن نبي، كوثيقة تاريخية. ومن حسن الحظ أنني رجعت فعلا بالمقالة من القاهرة  و رأيت أن فيها ما يستحق القراءة و التأمل، سيما في عشريتنا هذه.


فقد ظهر لي أن فكرة ابن نبي عن " القابلية لاستعمار" واضحة و مركزة في مقالة أو حديث الذي جرى معه أكثر مما عليه فيما قرأت له عنها في مؤلفاته، و على كل حال فإني أقدم المقالة بحذافيرها للنشر ليحكم المختصون في الدراسات " البنابية"  على محتواها، و لا أرغب هنا سوى في إضافة القول أنني تركت متن المقال كما هو، بما في ذلك عنوانها.


و إحسان عبد القدوس  الذي أجرى المقابلة مع مالك بن نبي غني عن التعريف، فهو كاتب و صحفي ناجح كان اسمه في الخمسينيات من القرن الماضي ملء الفضاء الأدبي في مصر، و هو صاحب عدة روايات أفهمت دنيا الشباب بالأمل و الطموح، كما حولها المنتجون السينمائيون إلى أفلام ناجحة.
كما أن مجلة روز اليوسف الأسبوعية كانت من أكثر المجلات المصرية مقروئية لتقنياتها الحديثة و مواضيعها الظريفة و الحساسة في نفس الوقت.

أبو القاسم سعد الله
أبريل، 2006

و عقب الحرب الأولى، و لكن لم تستطع أية دولة من هذه الدول أن تستعمرها، ظلت دائما محتفظة بشخصيتها و روحها، و مجتمعها و اهدافها... و تركيا مثلا... ليس فيها جيش احتلال، و لكن فيها استعمار... استعمار امتص شخصيتها و روحها، و مثليتها، و مجتمعها.. و قد أخطأنا نحن في البلاد العربية، عندما تصورنا أن الاستعمار هو الاحتلال، و أن الجلاء هو الحرية.
و كان من نتيجة هذا الخطأ في التفسير، أننا وجهنا كل كفاحنا ضد الجيوش الأجنبية، لا ضد " الشخصية" الأجنبية، و لا ضد " الفكرة" الأجنبية، التي تولد بالتالي " النفوذ" الأجنبي، ثم أخطأنا مرة ثانية عندما كافحنا الاستعمار في مظاهره الخارجية التي تنحصر في تعدي بلد على بلد.. و لكننا لم نكافح جوهره، و هو قابليتنا نحن الدول العربية، للاستعمار.. هذه القابلية التي مهدت الطريق لثلاثين مليون انجليزيا لاستعمار ستمائة مليون آسيوي.. و التي سهلت لدولة صغيرة كهولندا أن تستعمر إندونيسيا كلها، كان يجب أن نوجه كفاحنا ضد أنفسنا.. ضد انحلالنا... ضد تفكك مجتمعنا.. ضد النقص الروحي الشنيع الذي نعانيه. ما الذي يولد " القابلية للاستعمار؟".
إنه سؤال متعلق بمدينة كل دولة.. و المدينة تبدأ دائما بدعوة روحية، و تدفعها العاطفة المتعلقة بهذه الدعوة، لا العقل في طريق الصعود، إلى أن تصل إلى قمة التشبع الروحي، أي: قمة الإيمان بالدعوة، و بعد ذلك تسير، أي المدينة في خط أفقي يسيطر عليه العقل.. العقل الذي يبدأ في السيطرة على الدولة و المجتمع.. و يظل العقل يسير بالمدينة إلى الأمام، و هو في كل خطوة يبتعد عن الدعوة الروحية.. عن الفكرة المثالية.. عن " الأيديولوجية...إلى أن يصل المجتمع إلى حد تتغلب فيه المادية الفردية و الجسدية على الروح و المبدأ، فيبدأ في الانحلال، و تبدأ المدينة في الهبوط إلى الأسفل، إلى أن تصل إلى الحضيض.. فلا يعود هناك مجتمع بل مجرد مجموعة من الأفراد لا رابط بينهم..و لا تعود هناك " فكرة" بل مجرد  مصالح فردية.. و في خلال هذه المرحلة تتولد " القابلية للاستعمار" شيئا فشيئا.. حتى تصبح الأمة كالثمرة الفاسدة، لا يكاد المستعمر يهز شجرتها حتى تسقط تحت أقدامه.. و قد مرت المدينة الإسلامية، مثلا بكل هذه المراحل...نبتت من دعوة روحية.. من «أيديولوجي»، أو مثالية غذت الروح الشعبية، و دفعتها إلى الصعود، حتى وصلت إلى قمة الإيمان... ثم بدأ العقل يسيطر على الدولة الإسلامية... و ابتعد العقل عن مثل الدعوة و روحانيتها، فبدأ الانحلال ... و بدأ الهبوط ... و بدأت المقاومة تضعف و يصبح جسد الأمة قابلا للاستعمار..

و قد أرسل يوما ملك إسبانيا سفيرا له إلى مراكش.. و كانت مراكش تجتاز أزهى عصورها.. و رغم ذلك فقد أرسل السفير إلى ملكه يقول له: «إني أجد كل شيء يعد لتكون هذه البلاد ملكا لمولاي»... و لم يكتب السفير هذه الكلمة إلا بعد أن أحس بانحلال المجتمع المراكشي، و سيطرة العقل الفردي على مثالية الدعوة... و فعلا تم لملك إسبانيا احتلال مراكش، بعد قرن كامل من خطاب السفير.. و في خلال هذا القرن كانت مراكش قد وصلت إلى درجة «القابلية للاستعمار»!
فالاستعمار إذن تسبقه حالة «القابلية للاستعمار»! و القضاء على «القابلية للاستعمار»، هو طريق القضاء على الاستعمار.. كيف نقضي على هذه القابلية؟
بأن نجد" الفكرة" المثالية، أو المذهب «أيديولوجي» و أنا إلى الآن لا أجد كلمة عربية تعبر عن لفظ: «أيديولوجي» نجد الفكرة التي تصلح لتكون نواة يلتف حولها الأفراد ليكونوا مجتمعا سليما يندفع في طريق الصعود و هم في صعودهم يبنون حولهم مدينة خاصة متميزة تقضي على قابليتهم للاستعمار، و تحميهم بالتالي من الاستعمار.
و قد كانت الأمة الروسية في عهد القيصر أمة منحلة.. لا مذهب لها، و لا إيمان... و كانت أمة تستعمرها شخصية أجنبية، شخصية أوروبا الغربية.. و كان يمكن أن تسير في طريق الانحلال إلى نهايته، لولا أنها وجدت " الفكرة" أو :المذهب" الذي كان نواة لمجتمعها الجديد، و الذي قضى على قابليتها للاستعمار، و بالتالي حصنها منه. إن : الفكرة" أو " المذهب" بمثابة حقنة تطعيم ضد الاستعمار.. و كل ما تحتاجه الدول التي تقاوم الاستعمار هو أن تقضي أولا على "قابليتها للاستعمار" بأن تجد الإيمان المذهبي الذي تلتف حوله... و هذا الإيمان المذهبي لا يستورد من الخارج لا يمكن أن نستورد الشيوعية من روسيا، أو " الرأسمالية" من أمريكا.. و نتخذها إيمانا لنا نحاول أن نبني به مدينتنا، بل يجب أن تنبثق الدعوة من صميم حياتنا و من صميم بيئتنا.
و كثير من زعماء الدول التي تقاوم الاستعمار لا يعلمون هذا.. و لا يحاولون أن يبنوا كفاحهم على دعوة مذهبية يلتف حولها الأفراد، و تصلح لخلق مدنية جديدة...إنهم يرددون كلمات " الحرية" و الاستقلال و " الجلاء".. دون أن يضعوا معاني مذهبية لهذه الكلمات.. دون أن يحددوا الطريق الطويل، و الهدف، و يقيموا عمد الإيمان... و كأنهم بذلك يملؤون " القربة" الممزقة بالهواء... و قد تخلق كلماتهم جموعا من المجانين المندفعين المستشهدين... و لكن المجانين لا يصنعون الحريات، إنما يصنعها المؤمنون، عندما يتمكن منهم الإيمان حتى يبدو كأنه الجنون!
و بعد...
لقد قلت: إني أجد صعوبة في كتابة المواضيع الفلسفية... و لعلي استطعت أن ألخص لكم الحديث الفلسفي الممتع الذي دار بيني و بين الأستاذ الفيلسوف الجزائري، مالك بن نبي...

الهوامش:
1-
حديث أجراه الصحفي الأديب إحسان عبد القدوس مع مالك بن نبي  و نشره في مجلة روز اليوسف المصرية.

الرابط: http://www.binnabi.net/infos/detail/KWi789FDiY9Ix45/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1_%D9%81%D9%8A_%D9%86%D9%81%D9%88%D8%B3%D9%86%D8%A7_____%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83_%D8%A8%D9%86_%D9%86%D8%A8%D9%8A

قراءة 2965 مرات آخر تعديل على الجمعة, 25 أيلول/سبتمبر 2015 17:20

أضف تعليق


كود امني
تحديث