قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 25 آب/أغسطس 2016 06:32

خلفيات الحرب العقدية ضد المكون السني

كتبه  الأستاذ محمد الأمين مقراوي الوغليسي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، و إعلان جورج بوش الحرب على الإسلامتحت ذريعة محاربة الإرهاب، ظهرت أطروحات كثيرة في عالمنا العربي، تدعو إلى تجفيف منابع ما يسمى بالإرهاب - الذي لا يريد الغرب إلى الآن تحديد مفهوم واضح له - حتى يحمي الأعمال الإجرامية للكيان الصهيوني، و اتفقت جُلُّ هذه الأطروحات على توجيه الاتهامات إلى المُكوِّن السُّنِّي* و عقيدته و التحذير منها؛ على اعتبار أنها منتجة للعنف و الإرهاب، ثم ما لبث القوم أن تبنَّوا الترويج لمصطلح "الوهَّابية"، الذي أريد له أن يكون رمزًا للتطرف و الرجعية، و قد كان الإيرانيون* و الصوفية النفعية أوَّل المُطبِّلين لنشره؛ من أجل إيهام الكثيرين أن الحرب ليست ضد المُكوِّن السُّنِّي، إنما هي موجَّهة أساسًا ضد تيار معيَّن داخله، و هي سياسة تنتهجها قوى الباطل منذ آلاف السنين؛ من أجل عزل الكثير من القطاعات الاجتماعية عن المعركة، و إيهامها بأن الحرب التي أعلنوها إنما تُخاض ضد فئة أو طائفة معينة من مجموع الأمة، و أنها تُهدد الجميع حسب ادعاءاتهم، و أن الواجب هو التكاتُف لحربها و استئصالها.

تجفيف منابع الحركية و الفعالية لدى المسلمين:

و تصدت لترويج هذا الأمر منظَّمات و فِرَق كثيرة، محلية و أجنبية، تفترق في كل شيء، و تتَّحد في حرب العقيدة السُّنِّية التي أزعجت الكثيرين؛ فهي عقيدة مُحَرِّكة للإنسان، موازِية لخط الحرية، متقاطعة مع خطوط الكرامة الإنسانية التي أقرَّها الإسلام، و مدارها الأكبر: تحرير الإنسان من ظلم الإنسان، و لا توافق على الانحرافات الكبرى و الصغرى؛ فهي ضد الرِّقِّ بكل أنواعه و تطوراته، و ترفض احتكار وسائل و أسباب العيش، و تكافح ضد التمييز بين البشر على أساس ظالم، و ترفض الاستبداد بكل أشكاله، و بالتالي فهي تقف بالمرصاد للفئة القليلة المتحكِّمة بموارد الأرض، و تتحكم في مصير و مستقبل العالم كله.

المؤامرة على السُّنة و الخط البياني الآثم:

و اتَّخذت الحملات في بدايتها المتجددة، مطالبات بحذف بعض آيات القرآن الكريم، غير أن هذه الأيادي العابثة أدركت أن الوصول إلى هذا الهدف يعد ضربًا من المحال؛ و لذلك تم تغيير خط سير المعركة ضد السُّنة - كأهم مكون للعالم الإسلامي - من استهداف القرآن - باعتباره المصدر الأول للتشريع، و المنبع المقدَّس لدى المسلمين - إلى استهداف السُّنة النبوية، و على رأس ذلك الصحيحان، و استهداف رموز السنة المعروفين، و كان سبب اختيار هذا الهدف إمكانية إقناع الكثير من الغافلين بأن عملية جمع الأحاديث عملية بشرية بَحْتَة، و أن الذين تولوها بشر، تتنازعهم أهواء مختلفة و مشارب سياسية مشبوهة، لا يُستبعَد أن تترك أثرها على الأحاديث، بل و وُضع الكثير منها لأهداف سياسية، فكانت الحملة على صحيح البخاري شديدة عجيبة في جراءتها، و خرجت تلك الدعاوى من قلب أمريكا إلى قلب مصر، إلى قلب آسيا الوسطى، وصولًا إلى جاكرتا، في خط بياني واضح، و يظهر بوضوح أن وراءه مؤسسات معينة، كلَّفت فرق بحث و إعلام و مؤسسات إشهار لنشر الجراءة على ضرب المصدر الثاني للعقيدة و التشريع في حياة المسلمين، و كانت الحملة شديدة، إلى درجة وصل فيها التأثير في بعض الدول العربية مبلغًا خطيرًا، حتى صار الطعن و الاستهزاء بالسنة - و كتب الصحاح خاصةً - أمرًا مألوفًا.

ضرب المكوِّن السُّني من الداخل:

إن ما ساعد على إشعال هذه الحملة طعْنُ الكثير من الأيادي الخائنة - أو الغافلة في صدق - رموز العمل الدعوي، و مهما كانت نية البعض، إلا أن ذلك يعد ضربًا من الغدر بالمسلمين، و هُم في أمس الحاجة إلى مرجعيتهم الصادقة، في مواجهة حملات صليبية عسكرية، و غزوٍ فكري يستهدف ضرب المسلم في صميم إسلامه، فإسقاط رموز أهل السنة أهم ما عمل المخطط الغربي على ضربه؛ من خلال تشويه صورهم، و انتقاء فتاوى شاذة لبعضهم، و اتهامهم بالمتاجرة بالدين تارة، بل وصل الأمر إلى استغلال حتى حياتهم الشخصية؛ من أجل اتهامهم باستغلال الدين لمآرب شخصية، و نسبة فتاوى مكذوبة إليهم، مستغلين جهل العامة بضخامة المؤامرة على دينهم.

تفريغ المسلم من مبادئه:

إن ضرب رموز السُّنة كان الهدفُ منه الوصولَ إلى طعن سابقيهم، الذين يَعتمد عليهم المعاصرون، وصولًا إلى الهدف الأكبر، الذي هو: الطعن في المصدر الثاني للأحكام - أي: السنة النبوية الشريفة - و إسقاط هيبتها، و جعل المسلم فارغًا من المضامين الإيجابية التي تحثه عليها النصوص، وصولًا إلى جعله شبيهًا بالنصراني، الذي يرى دينه مجرد طقوس و عادات، و الهدف الأكبر: جعل المسلم ميتًا حتى و هو حي، عاجزًا عن التأثير و التغيير، و هي الغاية التي قامت عليها كل هذه الجهود التي تحاول الحفاظ على مكاسبها من الشهوات البدائية المتوحشة، بقلب المعركة و الانتقال من الاختباء إلى الدفاع إلى الهجوم كما يحدث حاليًّا.

فالهجوم الشرس الذي تتعرض له السُّنة و رموزها في العالم الإسلامي - يراد منه إفقاد المسلمين الباعثَ الذي يجعلهم يدافعون عن أنفسهم، و الدافع الذي يدفعهم نحو إنكار احتكار الحياة بكل ما فيها، من طرف فئة قليلة باغية تتحكم بالعالم بالدماء و التخريب.

مصاصو دماء الشعوب و الخوف من نور الإسلام:

لقد أدركت العصابات العالمية أن الإسلام دين جذاب؛ فهو محضن للحرية، و حصن حصين ضد العنصرية و الطبقية، و درع ضد القهر و الاحتقار، و أنه يشكل التهديد الأكبر و الحقيقي ضد مصالحهم، و قلاع الظلم التي شيدوها بدماء ملايين البشر، و بنوها بأسمنت مادتُه آمالُ ملايين من البشر الذين رحلوا و لم يعيشوا كما أرادوا؛ لأن القلة المتوحشة أبت إلا خنق أحلامهم و قتلها في المهد.

إن الحقيقة الكبرى تُختزَل في أن الصراع بين الحق و الباطل هو صراع بين عالم المُثُل و القِيَم الصالحة، و بين عالم التوحُّش و الشهوات البدائية، و يمثل أهلُ السنة العالمَ الأول بحق، و يمثل العالمَ الثاني شركاتُ الاحتكار الكبرى و العائلات الحاكمة المتحكمة بأكثر من تسعين بالمئة من أرزاق الكرة الأرضية، من خلال العولمة المتوحشة.

المكون السني في العالم العربي.. الجدار الأخير:

أخيرًا، يجب القول أن التصدي لحماية السنة و أهلها، هو جهد هام يدخل ضمن الجهود الكبرى التي يبذلها أبناء الأمة البررة؛ من أجل منع سقوط حصون الإسلام المنيعة، لذلك، و مع اشتداد هذه الحملة في السنوات الأخيرة، و الدخول إلى مدخل هدمها من باب اللغة العربية، و التلاعب بدلالات الألفاظ تارة، و التلاعب بمعاني الألفاظ الشرعية تارة، و الهجوم على رموز السنة القدامى و المعاصرين؛ فإن الواجب على من يملك الطاقة و القدرة على التصدي لهذه الحملة أن يأخذ الأمر بجدية، و العمل على تقوية صف العالم السُّني، فقد رماه القوم عن قوس واحدة، يبغُون تفتيته و تمزيقه، و شغله وإلهاءه، و إذهاب فاعليته الحضارية، و دوره الإنساني القيم بين الأمم، و إن إنقاذ الكثير من المغرَّر بهم ممن ركبوا موجة الاستخفاف بالسُّنة و العالم السُّني و رموزه - يتطلب حملة صادقة منظَّمة تراكمية، صبورة و مبصرة، و لو تخاذلت الأمة عن دفع هذا العدوان على منبع النور الذي يضيء حياتها، فإن موجات ضخمة من المسلمين ستتعرض لإشعاعات هذا التلوث، الذي يراد بثه في منظومة هُويتنا، و النتائج ستغدو أكبر من أن تواجه بجهود فردية أو جماعية، و ستغدو محاولة استئناف مسيرة التحضُّر و الحضارة ضربًا من العبث على المدى البعيد، و إن حملت الأمة هذه التهديدات و الوقائع على محمل الجد، و تصدَّت لها باكرًا، فإن النتائج ستكون مشرقة مزهرة في مستقبل الأمة القريب بإذن الله.

 

* تتحفظ المشرفة العامة السيدة عفاف عنيبة علي مصطلح المكون السني الذي إستعمله السيد الكريم الأستاذ الوغليسي، إعتراضها هذا مؤداه حرصها علي الإبتعاد عن لغة جعل فئة من المسلمين تعتبر نفسها محقة  الحق المطلق و بقية الفئات علي ضلال هذا و لابد لنا أن نقر بأن كل المذاهب تأخذ بالسنة النبوية الشريفة بما فيها المذهبين الزيدي و الإمامي الجعفري، فهم يأخذون سنة نبي الحق عليه أفضل الصلاة و السلام علي أيدي أءمة آل البيت و بعض الصحابة رضوان الله عليهم جميعا.

*تتحفظ المشرفة العامة السيدة عفاف عنيبة علي  وضع الإيرانيين ضمن الفئة التي تروج للوهابية علي أنها رمز التطرف و الرجعية، ففي حدود علم السيدة عنيبة تعارض الدولة الإيرانية إتجاه فكري متطرف مستمد من نهج العلامة محمد بن عبد الوهّاب بن سليمان آل مشرف التميمي (1115 - 1206هـ)  (1703م - 1791م)رحمه الله   

   
 
رابط الموضوعhttp://www.alukah.net/culture/0/103744/#ixzz4HUhgngHu

قراءة 1851 مرات آخر تعديل على الجمعة, 10 آذار/مارس 2017 10:34

أضف تعليق


كود امني
تحديث