قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 11 آذار/مارس 2018 10:12

القلوب السليمة و المنيبة لخالقها

كتبه  الأستاذ محمد بن إبراهيم
قيم الموضوع
(0 أصوات)

القلوب السليمة تقي صاحبها من الفتن المتتالية و المتعاقبة  و تكسبه مناعة خلال حياته الدنيوية و توصله الى بر الأمان و تنجيه من خزي يوم القيامة هذا ما جاء به كلام سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام، حينما قال :

﴿وَ لَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَ لَا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ[سورة الشعراء الآيات:87-89]

و جاءت أيضا آية أخرى تتكلم عن القلب المنيب ﴿مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَ جَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ[سورة ق الآية:23]

هذا القلب المنيب وضحه استاذنا العلامة الدكتور  راتب النابلسي في موسوعته فقال عنه ما يلي: الحقيقة هو المؤمن، من صفات المؤمن، في كل قضية تظهر أمامه، في كل مشكلة تعرض له، في كل مأزق يعانيه، له مرجع، المرجع هو القرآن و السنة، معنى المرجع أنه أناب إليه، عاد، أناب : عاد، فأنا عندي مشكلة في البيت مع زوجتي مثلاً، المشكلة ترجع إلى المنهج الإلهي، أرجع إلى المنهج فأتعامل معها، فأنا أرجع، فلذلك المؤمن لا يفعل ليس مزاجي، و ليس عمله من عنده، في منهج يمشي عليه، يطيع خالق الأكوان، فالمنيب راجع، أنابرجع، يعني عاد إلى الله، في مشكلة تجارية عدنا إلى الله للحكم، يعني له مرجع، الآخر ما له مرجع .

روى الشيخانِ عنِ النعمان بن بشير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قالإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَ إِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَ هِيَ الْقَلْبُ. (البخاري حديث 52/مسلم حديث 1599).

و هناك أيضا آية توضح للمؤمنين الالتزام بالعفو، الاستغفار لنا و لإخواننا و المشورة 

مهم و العزم و التوكل على الله، و ترك فظاظة  و غلظة القلب حيث قال الله عز و جل عنها في محكم كتابه :

﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَ لَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ(159) من سورة آل عمرن.

و لو كان الإنسان فظاً غليظ القلب، و كان متمكناً من علمه، متبحراً في ثقافته، لكنه فظٌ غليظ القلب، فإنّ الناس يجفونه، و يصدُّون عنه.
فما قولك أن النبي عليه الصلاة و السلام، و مَن هو النبي ؟ إنّه سيد الخلق، حبيب الحق، سيد ولد آدم، المعصوم، الموحى إليه، المؤيد بالمعجزات، كل هذه الميزات لو كان فظًّا غليظ القلب مع كل هذه الميزات لانفض الناس من حوله.
فكيف إذًا بإنسان لا معجزة معه، و لا وحي، و لا هو معصوم، و لا سيد الخلق و لا حبيب الحق، بل هو واحد من عامة المؤمنين.
فإذا كان في دعوته قاسياً فظاً غليظاً هل تقبل دعوته ؟ فمعنى الآية دقيق، يعني: أنت أيها النبي، أنت على ما أنت عليه من تفوقٍ، من عصمةٍ، من تأييدٍ بالمعجزات، من إكرامٍ بالوحي، أنت بكل هذه الميزات !!! و لو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك.
فكيف بالذي ليس متفوقاً، و ليس مؤيداً بالمعجزات، و لا يوحى إليه، و لا سيد الخلق، و لا حبيب الحق، فكيف تكون فظا غليظ القلب.
تروي كتب التاريخ، أنَ رجلاً دخل على بعض الخلفاء، فقال: إنني سأعظك و أغلُظ عليك، و كان هذا الخليفة فقيهاً، فقالو لِمَ الغلظة يا أخي، لقد أرسل الله من هو خيرٌ منك إلى من هو أشرُّ مني ؛ أرسل موسى و هارون إلى فرعون، فقال:

﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)من سورة طه

 

سلامة قلب النبي صلى الله عليه و سلم
قال تعالى مادحا نبيه محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ﴿ وَ إِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].
روى الشيخانِ عن سعد بن هشام بن عامر أنه قال لعائشة رضي الله عنهاأَنْبِئِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَتْ أَلَسْتَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ قُلْتُ بَلَى قَالَتْ فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ كَانَ الْقُرْآنَ. (مسلم حديث 746)

و روى الشيخانِ عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله،هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ قَالَ لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ وَ كَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ فَانْطَلَقْتُ وَ أَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَ أَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَ مَا رَدُّوا عَلَيْكَ وَ قَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا.(البخاري حديث3231/ و مسلم حديث1795)
انظر أخي الكريم إلى سلامة قلب النبي صلى الله عليه و سلم، فإنه لم يغضب لنفسه و لم يبغض أحدا لذاته، إنما كان أمره لله تعالى وحده.

روى الشيخانِ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قالكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يَحْكِي نَبِيًّا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فَأَدْمَوْهُ وَ هُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ وَ يَقُولُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ.(البخاري حديث3477/مسلم حديث1792

حرص الرسول صلى الله عليه و سلم على سلامة قلوب أصحابه:
روى البخاريُّ عن علي بن الحسين، رضي الله عنهما، أَنَّ صَفِيَّةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ تَزُورُهُ فِي اعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ مَعَهَا يَقْلِبُهَا حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ مَرَّ رَجُلَانِ مِنْ الْأَنْصَارِ فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ فَقَالَا سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ كَبُرَ عَلَيْهِمَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَبْلُغُ مِنْ الْإِنْسَانِ مَبْلَغَ الدَّمِ وَ إِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا.(البخاري حديث2035).

و قال الله عز و جل في محكم كتابه :

﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَ مَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَ لَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾(سورة الحديد)

يُخاطِبُ ربنا سبحانه و تعالى عَقل الإنسان في كثير من الأحيان، كما أنه يُخاطِبُ قلبه أحياناً، و في هذه الآية خِطابٌ لِقلبِهِ، فالله جلّ جلاله يُعاتِبُ هذا الإنسان المُقصِّر الذي لم يخْشَع قلبهُ لِذِكر الله، و لم يسْتجب لأمر الله تعالى، و لم يلْتزِم منهج الله عز و جل، فيا أيها الإنسان إلى متى أنت غافل ؟ و إلى متى أنت ساهٍ ؟ إلى متى أنت مُقصِّر ؟ و إلى متى أنت مغلوب على أمرك؟ قال أحدهم:

إلى متى أنت باللَّذات مَشغول و أنت عن كلّ ما قدَّمتَ مسؤول

و قال آخر:

تعْصي الإله و أنت تُظهر حُبّه........هذا لَعَمـري في المقال شَنيــع 
لو كان حُبُّك صـادِقًا لأطعْتهُ............ إنَّ المحبّ لِمـَن يحبّ مطيــع

كثير منا يغفل عن أسرار ذكر الله، و الله تعالى يقول: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد :28]. فقد ربط الله تعالى بين اطمئنان القلب و استقرار عمله و بين ذكر الله، فما هي العلاقة؟

إن معظم أمراض العصر تتعلق بالقلب لأنه العضو الأكثر تعرضاً للإجهادات و بخاصة أننا نعيش في عصر التكنولوجيا الرقمية، و لذلك معظم الأبحاث العلمية تسعى لتنظيم عمل القلب و استقرار عمله.. و لكن هذه الأبحاث تجري بعيداً عن تعاليم الإسلام و بالتالي لا تحصد أي نتائج تذكر!

السر الذي نريد أن نتعرف عليه هو أن ذكر الله تعالى بأكبر عدد ممكن من المرات يمنحك ما يلي:

1- قوة و اطمئنان في عمل القلب، و شفاء من معظم الأمراض التي سببها القلب.

2- قدرة أفضل على التنفس و تخفيف الإجهادات عن أعضاء جسدك و بخاصة الدماغ.

3- التخلص من الخوف و القلق و التوتر.. و تنشيط الخلايا!

3- المساعدة على النوم لمن يعاني من اضطرابات النوم..

4- زيادة الثقة بالنفس و مزيد من السعادة..

5- التخلص من الاضطرابات النفسية لمن يعاني من مشاكل نفسية.

6- التخلص من هموم الحياة و الغم و الحزن و إبدال مكانها فرحاً برحمة الله تعالى.

7- التفاؤل و الاستبشار و الأمل الكبير الذي يملأ حياتك لما ستجده في الآخرة من الأجر و الثواب.

ان القلب السليم و المنيب يكسب صاحبه بنية سليمة يسعد بها في دنياه و بتغذية القلب بالفكر و العلم النافعين   ينجو بهما من    شر مهالك  الأمراض الفتاكة، و يسهل عليه معرفة احداثيات الصراط المستقيم الذي لا اعوجاج فيه، فلنملأ قلوبنا بمحبة الله و محبة رسوله محمد صلى الله عليه و سلم و نحب عباده من خلال التزامنا بالقرآن و السنة، و نعطر كلامنا بها في كل وقت و حين لتعم الألفة و المودة و الرحمة بين أفراد أمتنا.

المراجع: موقع موسوعة النابلسي

            موقع الألوكة الإجتماعية

            موقع الكحيل عبد الديم  

قراءة 1640 مرات آخر تعديل على الأحد, 18 آذار/مارس 2018 10:22

أضف تعليق


كود امني
تحديث