قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 22 آذار/مارس 2020 18:21

ظاهرة الانحراف الفكري و طرق علاجها

كتبه  الأستاذ صابر عبد الفتاح المشرفي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لقد كان للمصلحين دور هام في التصدي لظاهرة الانحراف الفكري غلوًّا وتفريطًا، والتعامل معها من خلال الاستهداء بالكتاب والسنة، وتتبع مبادئهما للقضاء على هذا الأمر في مهده.

ومن أبرز من تعاملوا مع هذه الظاهرة في وقتنا الحاضر، المجدد الداعية والمصلح التركي الأستاذ محمد فتح الله كولن، فقد وفقه الله مع مجموعة من رجال “الخدمة” الذين انطلقوا معه في سبعينيات القرن الماضي في إنجاز مشاريع و تأسيس مؤسسات في أكثر من مائة و ستين دولة حول العالم، ما بين مدارس حديثة، و آلافٍ من مراكز الدعم المدرسي و المراكز الشبابية، وعشرات الجامعات والمستشفيات والمنظمات الإغاثية.

و هذه المؤسسات و الحلقات التطوعية التي تشكلت حولها، استفادت من الشباب الموهوبين، و الشباب المتخصصين، معلمين و مرشدين، تربويين و مدربين و مساعدين.. فمكّنتهم من أن يحققوا لأنفسهم شخصيات سليمة متوازنة، و ينمّوا لديهم شعورًا بالانتماء الإيجابي، و يعيشوا من أجل أهداف إنسانية نبيلة.

و من أجل ذلك، لم تتمكن مجموعات التطرف من أن تؤثِّر على هؤلاء الشباب الذين شاركوا في مشاريع “الخدمة”، و لم تستطع أن تورِّطهم في أيِّ عمل من أعمال العنف و الإرهاب قط. فهذه المؤسسات استطاعت أن تعلِّم شبابها عدة لغات أجنبية، و رتَّبت لهم رحلات ثقافية إلى بلدان مختلفة، الأمر الذي نمَّى عندهم قابلية معرفة العالم و فهم الآخرين و التفكير المرن و القراءة التحليلية النقدية. فتعزز لديهم نظام المناعة إزاء الأفكار المنحرفة التي يحاول المتطرفون غرسها في عقول الشباب و الناشئة، و اطلعوا -عبر برامج تربوية من جهة و مشاريع عملية من جهة أخرى- على طريق إيجابي بديل للسير فيه.

ذلك هو الجانب الذي مارسه الأستاذ كولن هو و رفاقه تطبيقيًّا منذ حقبة السبيعينات، و سوف نستعرض الآن بعضًا من المقترحات التي قدمها في مقال له بعنوان: “لكيلا يكون شبابنا فريسة للتنظيمات الإرهابية”(1) نُشر في مجلة بوليتيكو الأمريكية بتاريخ ٨ يونيو ٢٠١٧ بمناسبة الهجمات الإرهابية الدامية التي استهدفت مدينتي لندن و مانشستر، و تبناها تنظيم داعش الذي يطلق على نفسه “الدولة الإسلامية”. فمن تلك المقترحات ما يلي:

1- التوصيف الدقيق لهذه التنظيمات إعلاميًّا

فهذه التنظيمات تطلق على نفسها أسماء براقة و تستخدم شعارات لافتة، و تتمسح باسم الإسلام و الإسلام منها براء، و مع ذلك يجاريها الإعلام و يستخدم نفس المسميات الإسلامية التي تطلقها على نفسها، لذلك يرى الأستاذ كولن، وجوب تسميتها التسمية اللائقة بها حتى تتضح حقيقتها للعيان، و اقترح لذلك أن يطلق عليها: “شبكات الإجرام التي تجاوزت حدود الإنسانية”، خاصة مع قيامها بعديد من عمليات إرهابية سابقة راح ضحيتها مدنيون أبرياء في مناطق مختلفة من العالم، و من ثم ينبغي ألاّ ترتبط هذه التنظيمات بأي دين أو قومية أو طائفة، بل ينبغي أن توصف بأنها خارج نطاق الإنسانية.

2- وقفة مسلمي العالم وقفة جادة

نصح الأستاذ كولن في هذا المقال مسلمي العالم، بضرورة أن يقفوا وقفة جادة إن أرادوا قطع شرايين الحياة لهذه التنظيمات الإرهابية، إلى جانب التدابير الأمنية و الاستخباراتية. فهذه التنظيمات تشوه وجه الإسلام الناصع المشرق بالتمسّح في اسمه، و تستخدم الدين أداة لتحقيق أغراضها السياسية، زاعمة أنها ترفع من قدره، و من ثم كان لزامًا على المسلمين أن ينفروا كافة للحيلولة دون نشر ضلالاتهم، و ترويج ادعاءاتهم، و التغرير بناشئة الأمة.

3- القضاء على أشكال التمييز و التهميش و الإقصاء الاجتماعي على مستوى الدول و المجتمعات

لقد نبه الأستاذ كولن على أن أهم عامل تستخدمه هذه التنظيمات في الترويج لأفكارها، هو خداع عقول الشباب و جرّهم إلى شباكها من خلال شعارات إسلامية براقة، و من ثم يجب حرمانها من هذه الأرضية، ليس بالاعتماد على الحلول الأمنية فحسب، بل يجب أن تتضمن الحلول التي تتصدى لهذه الظاهرة أوجهًا متعددة. و أهم تلك الأوجه:

القضاء على أشكال التمييز و التهميش و الإقصاء الاجتماعي على مستوى الدول و المجتمعات، فداعش و أمثالها من التنظيمات الإرهابية، يلعبون على عواطف الشباب الذين يشعرون بالتهميش و الإقصاء في مجتمعاتهم، و يضعون أمامهم غايات ذات مظهر نبيل، و يشعرونهم بالانتماء فيحوّلونهم إلى انتحاريين لأيديولوجية شمولية سلطوية. و أوصى في هذا الصدد أن يتم ذلك من خلال تفعيل دور المنظمات الدولية ضد الأنظمة التي تمارس انتهاكات و ترتكب مظالم في حق شعوبها كما هو الحاصل في سوريا اليوم، و غيرها من المناطق.

كما شدد على ضرورة أن تنتهج الأنظمة الغربية في سياستها الخارجية نهجًا أكثر أخلاقية و مصداقية و تماسكًا، و أن يقوم المسلمون بمسؤولياتهم في الجهود التي تبذل على نطاق واسع لتحقيق ذلك.

4- التصدي لهذه التنظيمات في ساحة الفكر

إن هزيمة المتطرفين -الذين يرون العنف مشروعًا- في ساحة الفكر، من أهم الخطوات التي أكد الأستاذ كولن على ضرورة القيام بها للقضاء على هذه الظاهرة.

و قد أشار في مقاله إلى بعض الأخطاء التي يمارسها هؤلاء في فهم الدين و تطبيقه و منها:

– اجتزاء نصوص القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة من سياقها، و تأويلها بما يخدم أغراضهم الدموية التي حددوها مسبقًا.

– محاولة النقل الحرفي للأحكام الدينية التي تم تطبيقها في القرون الوسطى -حيث كان الاختلاف الديني يُستخدم أداة للصراعات السياسية- إلى القرن الواحد والعشرين. بينما الفرصة اليوم متاحة للمسلمين لكي يمارسوا أنشطتهم الدينية في البلدان الديمقراطية بكل حرية.

و أوصى في هذا الصدد، بضرورة العمل على وضع منهاج تربوي متكامل يراعى فيه ما يلي:

أ- تدريب الأجيال على قراءة التراث الديني بنظرة كلية شاملة.

بـ- تعليمهم كيف يفهمون الروايات و النصوص الدينية وفق سياقها.

جـ- تدريبهم على استيعاب روح القرآن الكريم و فلسفة السيرة النبوية، حتى يتمكنوا من مجابهة تأويلات المتطرفين المضلِّلة الخادعة.

د- ضرورة أن يتضمن هذا المنهج الإعلاء من قيمة الإنسان، على أساس أنه آية من آيات الله تعالى.

هـ- ضرورة إسهام الدول الغربية -التي يعيش فيها مسلمون- في حل هذا الإشكال من خلال توسيع الحريات الدينية و ضمانها.

5- استيعاب طاقات الشباب في فضاءات إيجابية

إن الشباب طاقة و قوة هادرة، و إذا لم تستوعب هذه الطاقات في مسارات إيجابية و فضاءات إنسانية مشتركة، فسوف يفرغونها في انحراف فكري أو سلوكي، غلوًّا و تعصبًا أو تفريطًا و انحلالاً و تهاونًا، و من ثم أوصى الأستاذ كولن بأن نلبي احتياجات شبابنا الاجتماعية من خلال حلول إيجابية، نوفر لهم فيها فضاءات مناسبة تستوعب طاقاتهم بصورة إيجابية بناءة.

و لخبرته هو و جماعته في هذا الميدان، اقترح أشكالاً لهذه الفضاءات منها:

تحفيز الشباب في التطوع على شكل مجموعات، و المشاركة في مشاريع إنسانية هامة يساعدون فيها ضحايا الحروب و الكوارث الإنسانية و الطبيعية المختلفة.

و أوضح أن هذه المشاريع الإنسانية، ستساعد على تخفيف آلام المتضررين من ناحية، و تشعر المتطوعين الشباب بالأهمية و السعادة من ناحية أخرى، لأنهم أصبحوا جزءًا من مشروع إنساني حيوي.

كما سيعزز العمل المشترك في مشاريع إنسانية كهذه -مع أفراد ينتمون إلى أديان أخرى- فرص الحوار المشترك، و يبعث في القلوب مشاعر الاحترام المتبادل. و بفضل هذا النوع من التواصل و العمل المشترك، سيتمكن شبابنا من استيعاب حقيقة أنهم جزء من الأسرة الإنسانية الكبرى كذلك، و ليسوا أعضاء في الفئة العقدية التي ينتمون إليها فحسب. و هكذا، فإن جميع الفعاليات الإيجابية التي تقوم بها مجموعات مشتركة على هذا النحو، سوف تساعد الشباب على أن يؤسسوا لأنفسهم شخصيات سليمة و انتماءات إيجابية.

الهامش

(1) مواقف في زمن المحنة حوارات إعلامية مع فتح الله كولن، إعداد: صابر المشرفي، نوزاد صواش، دار النيل للطباعة و النشر، ص:291، ط1، القاهرة 2017م.

الرابط : https://hiragate.com/%d8%b8%d8%a7%d9%87%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%ad%d8%b1%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%83%d8%b1%d9%8a-%d9%88%d8%b7%d8%b1%d9%82-%d8%b9%d9%84%d8%a7%d8%ac%d9%87%d8%a7/

قراءة 854 مرات آخر تعديل على الأحد, 29 آذار/مارس 2020 08:13

أضف تعليق


كود امني
تحديث