قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 25 نيسان/أبريل 2020 04:43

عماد عبد الرازق: واقع الأمة يوجب التجديد

كتبه  أجري الحوار الأستاذ السنوسي محمد السنوسي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

من المفاهيم التي يكثر حولها الجدل في واقعنا المعاصر مفهوم “التجديد”؛ سواء في بُعده الشرعي و ما يرتبط بالاجتهاد في الدين، أو في بعده الفكري و الفلسفي و ما يرتبط بإحداث نهضة في المجتمع.. بجانب مفهوم “القيم”، و ما يُطرح بشأنها من القابلية للتجديد أو للتغيير..

في هذين الموضوعين الشائكين نطرح أسئلة على الأكاديمي المصري الدكتور عماد الدين إبراهيم عبد الرازق، أستاذ و رئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب- جامعة بني سويف، و له العديد من الكتابات و الإسهامات الفلسفية و الفكرية؛ منها: القيم في الفكر الألماني: هابرماس نموذجًا.. فلسفة الدين عند جوناثان إدواردز.. العقل عند أرمسترونج.. مدخل إلى فلسفة الحضارة.. نقد الحضارة الغربية في فكر مالك بن نبي.. مدخل إلى الميتافيزيقا.. فإلى الحوار:

كيف ترون مفهوم “التجديد”؟

“التجديد” سنة كونية، و ضرورة حياتية لاستمرار الحياة و تطورها؛ فالتجديد هو الحياة، لو توقف في أي مجال من مجالات الحياة لتوقفت الحياة؛ لأن سنة الحياة التطور و التقدم و التجديد.

أما إذا حددنا مجال التجديد في الدين، فإنني أرى أنه ضرورة ملحة، و لكن بشروط لعل أهمها أن يكون تجديدًا في فروع الدين، و ليس في أصول الدين و ثوابته؛ فالأصول- مثل العبادات من صلاة و زكاة و حج و صيام- لا نستطيع أن نغير فيها، فهي ثابتة.. هل ممكن مثلاً أن أغير في عدد ركعات الظهر، و أجعلها ثلاثًا أو خمسًا بدعوى التجديد؟!

و التجديد لا يعني إحداث بدع في الدين.. و ليس كل شخص مؤهَّلاً للتجديد، بل يجب أن يقوم به من يكون حافظًا و عالمًا بأحكام كتاب الله، عالمًا و حافظًا للسنة النبوية، ملمًا بما يتعلق من أحكام في اللغة العربية.. و غيرها من الشروط.. فالتجديد ليس كلأً مباحًا لأي أحد دون ضوابط.

لماذا يثأر بين الحين و الآخر جدل حول مفهوم “التجديد” و مشروعيته؟

“التجديد” من المفاهيم التي ثار الجدل حولها في الآونة الأخيرة؛ و إذا أردنا أن نعرف معنى التجديد في اللغة فهو جعل الشيء القديم جديدًا. أما معناه الاصطلاحي فهو إحياء رونق الدين و صفائه و نقائه، و تخليصه من كل البدع و الخرافات التي لحقت به. فالتجديد هو محاولة إحياء ما اندثر من الدين و مبادئه. و لعل أصل مشروعية التجديد هو حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم: “يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّد لها دينها” (رواه أبو هريرة و أخرجه أبو داود و الحاكم و الترمذي). فالتجديد سنة كونية، كما أشرنا.. و هو أيضًا من مبادئ الإسلام، و يدعو إليه الإسلام.. و الاجتهاد و التجديد وجهان لعملة واحدة.

و لعلنا نشير في هذا السياق إلى أن التجديد له ثلاثة محاور:

1- أن يكون مرتبطًا بإزالة ما تراكم من انحرافات وقعت على تعاليم الإسلام و مبادئه، بفعل سلوكيات بعض المسلمين، و عدم فهمهم جوهر دينهم.

2- التجديد يكون بمحاولة القضاء على البدع التي ابتدعت في الدين.

3- التجديد يكون بنشر محاسن الإسلام في مجال العقائد و الأخلاق و المعاملات.

و هنا، أشير إلى أن الواقع الحالي للأمة الإسلامية يفرض التجديد و يوجبه أكثر من أي وقت مضى؛ نظرًا للتحديات غير المسبوقة التي تواجه الإسلام و المسلمين.. و السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: لماذا كثر الكلام حول التجديد في الآونة الأخيرة، و يتكلم فيه من كان متخصصًا و غير متخصص؟! الإجابة من وجهة نظري تتمثل فيما تمر به الأمة الإسلامية من عوامل ضعف و تخلف و نزاع و شقاق.

لقد أصبحت الأمة الإسلامية متخلفة عن ركب الحضارة، و بعض الناس ينسبون هذا التخلف إلى الدين. و هذا غير صحيح لذا وجب أن نظهر الوجه الإسلامي الحقيقي، بما فيه من دعوة إلى التقدم و الأخذ بالعلم و أساليبه، و الحث على التطور و التقدم. من هنا، يجب على المتخصصين أن يضطلعوا بهذه المسؤولية و القيام بها على خير وجه؛ لأن التجديد علاج لما يحدث من انحرافات في حياة البشر و المجتمعات.

“التجديد” في بُعده الشرعي يكاد يستحوذ على الاهتمام، بينما غاب- أو لم يحضر بالقدر الكافي- التجديد في بعده الفكري و الفلسفي؟

مما لاشك فيه أن الفلسفة تمثل قوة معرفية و فكرية هائلة، و هي إحدى القوى العقلية المؤثرة في حياة المجتمعات، أو هي عصرها معبرًا عنه بالأفكار كما قال الفيلسوف الألماني (هيجل)؛ فالفلاسفة هم ضمير الأمة، هم الذين يحللون الأزمات و المشاكل في عصرهم، هم مرآة العصر. و الفلسفة، على عكس الانطباع الشائع، لا تنعزل في برج عاجي، بل الفلاسفة يتفاعلون مع أزمات و مشاكل عصرهم. و كما قال ديكارت: إذا أردت أن تعرف تقدم و نهضة أمة، فابحث فيها عن عدد الفلاسفة.

و إذا كان التجديد سنة الحياة في أي مجال من المجالات، كذلك هناك تجديد في المجالات الفلسفية، و لم يغب التجديد في هذه المجالات، و لم يتوقف.. لماذا؟ لأن كل مذهب فلسفي يقوم على السابق و يضيف إليه و يتطور و يأخذ منه اللاحق و هكذا.. فهناك تجدد باستمرار، بل إن الحضارات أيضًا فيها تجدد و تطور، كل حضارة تأخذ من السابقة، و تضيف من رصيدها ثم تأتي اللاحقة و تضيف و هكذا، في عملية تفاعل و تبادل حضاري، كما قال بذلك المؤرخ و فيلسوف الحضارة (أرنولد توينبي)؛ الذي أوضح أن الحضارات في عملية استجابة و أخذ و ردٍّ دائمًا.

و من هنا نشير إلى أنه قد ظهرت عمليات إصلاح و تجديد في الفكر الفلسفي بوجه عام و الإسلامي بوجه خاص. فابن رشد مثلاً كان صاحب مشروع حاول فيه أن يوفق بين الفلسفة و الدين أو الشريعة، و مازال نموذجًا مؤثرًا في الغرب إلى الآن. و في الفكر الفلسفي الإسلامي في العصر الحديث ثمة مشاريع تنويرية نهضوية فلسفية كثيرة.. و قد يتوقف التجديد في الفكر الفلسفي، مثله مثل أي تجديد في مجال آخر؛ نظرًا لظروف و واقع المجتمعات من ضعف حضاري، و تخلف و أمية و فقر و استعمار و غيرها.. لكن في النهاية تستمر عجلة الحياة إلى الإمام.

و لقد نجحت المشاريع التجديدية في الفلسفة في إلحاق الهزيمة بالمستعمِر و أعوانه، و يجب أن نشير إلى حقيقة مهمة، و هي أن أفكار و مذاهب الفلاسفة أدت دورًا تنويريًّا و إصلاحيًّا.. فعلى صعيد الفكر الفلسفي الغربي، كانت أفكار روسو و فولتير و مونتسيكو من العوامل المحفزة لقيام الثورة الفرنسية.. و على مستوى العالم الإسلامي، كانت المشاريع التجديدية و الإصلاحية عند جمال الدين الأفغاني و محمد عبده و غيرهما، مؤثرةً في حياة الشعوب.

مسيرة التجديد الفلسفي في العصر الحديث.. كيف تنظرون إليها؟

أنظر إليها على أنها مسيرة جزئية غير متكاملة.. أنها جهود فردية هنا و هناك، لا يجمعها رابط أو منظومة متكاملة.. أنها تمثل عزفًا على لحن منفرد.. و مع ذلك هناك محاولات للتجديد لمحاولة بث الحياة و تدفقها في المسيرة الفلسفية. مثلاً محاولات طه عبد الرحمن بتبني التجديد و الرؤية الفلسفية في منظومة القيم الإسلامية، و التفاعل مع التراث لاستخراج مكنوناته التي تتفق مع عصرنا، و يحاول ألا يحدث قطيعة معرفية مع التراث، و محاولة أن نعيش مع ما يتفق مع بيئتنا و عاداتنا الإسلامية و قيم ديننا.. أيضًا محمد عابد الجابري و حسن حنفي و محمد أركون، في محاولة تأسيس ما يسمى الإسلاميات التطبيقية و هو علم محاولة تجاوز الإسلاميات الكلاسيكية، و تطبيق مناهج حديثة في قراءة التراث.

و من وجهة نظري فشلت معظم تلك المشاريع التجديدية في الفلسفة في عصرنا الحديث، لأن أصحابها انعزلوا عن واقع و مشاكل و أزمات مجتمعاتهم.. كانت هناك فجوة بين التنظير و الواقع العملي.. ثانيًا من وجهة نظري أن هذه المشاريع حاول أصحابها أن يطبقوا مناهج غربية معاصرة كالماركسية و التفكيكية و البنيوية و علوم اللسان، على تراثنا الإسلامي و العربي.. و هنا كأنك تزرع في غير تربتك، فلم تأت الثمرة.

لكم اهتمام أكاديمي بموضوع القيم.. كيف ترون القيم في عالمٍ إحدى صفاته الأساسية التغير؟

القيم ضرورية في حياة الأفراد و المجتمعات، مع الأخذ في الاعتبار أن لكل مجتمع و لكل عصر قيمه الخاصة به، التي قد تختلف عن المجتمعات الأخرى لظروف ثقافية و اجتماعية و سياسية، و اختلاف العادات و التقاليد. فالقيم في عالم متغير تكون فاعلة و منفعلة، فهي توجه السلوك و تقود التغيير، و تتأثر في الوقت نفسه بالتغير فتنمو أو تضعف. فالعلاقة بين القيم و التغير علاقة متبادلة. و التغير يمكن أن يكون سريعًا أو بطيئًا، صاخبًا أو هادئًا.. و هذا يعتمد على القيم الاجتماعية التي تحكم المجتمع، و يتم التفاعل الاجتماعي في ضوئها.

و في هذا السياق نشير إلى أن فهم التفاعل الثقافي و ضبط مسارات التغيير الاجتماعي مرتبط بمعرفة القيم التي يتم التفاعل في ضوئها. فالقيم هي التي تمنح الشرعية لفعل ما فيكون مقبولاً في المجتمع أو مرفوضًا، و هي بهذا تيسر التغيير الاجتماعي أو تعوقه. فالقيم- باعتبارها مبادئ و معايير للسلوك- تمثل مرجعية لهذا السلوك.

هل “القيم” في حياة الإنسان ضرورة أم ترف أم خيار مباح؟ و لماذا؟

كما أشرنا، فالقيم ضرورة حياتية لا غني للأفراد أو المجتمعات عنها، و هي ليست ترفًا على الإطلاق بل أساسية. لأنها حصن للإنسان من الانحراف، و هي بوصلة لضبط و توجيه السلوك البشري الوجهة السوية و الصحيحة. كما أن على أساسها تقوم الحضارات، إذ لا يوجد حضارة من الحضارات بدون قيم، أيا كان نوع هذه القيم. فهي تشكل الجانب المعنوي في السلوك، و تعمل على إصلاح الفرد نفسيا و خلقيا، و ضبط دوافعه و مطامعه و شهواته و غرائزه. فهي قوة دافعة للعمل، كما أنها تمثل البناء التربوي للأفراد و المجتمعات. و هي إحدى الركائز لضمان فاعلية النشاط الإنساني، فهي تقي المجتمع من الأنانية المفرطة و النزعات الطائشة.

ما أوجه التشابه و التمايز بين “القيم” في الفكر الإسلامي و الغربي؟

هذا موضوع مهم و كبير ويحتاج لكتب كثيرة لرصده.. لكن نشير سريعًا إلى أوجه الاختلاف أولا بين القيم في الفكر الإسلامي و القيم في الفكر الغربي:

1- المفهوم الإسلامي للقيم مستمد من شرع الله القويم، و توزن عناصره بميزان الكتاب و السنة؛ أما القيم الغربية فتوزن بميزان الفكر البشري القاصر، أو التفاعل مع البيئة الاجتماعية.

2- المفهوم الإسلامي للقيم يتميز بالوضوح و الجلاء و الاعتدال، بخلاف المفهوم الغربي للقيم فيتميز بالغموض و الإبهام و التخبط. القيم في الفكر الإسلامي قيم روحانية، أما القيم في الفكر الغربي فهي قيم مادية بحتة.

و لعل أبرز التشابه بين القيم الإسلامية و الغربية هي الاهتمام بالإنسان، و محاولة تطبيق تلك القيم في الواقع الاجتماعي، مع الأخذ في الاعتبار أن لكل منهما وسيلته الخاصة و طريقته المختلفة.

كشفت أزمة “كورونا” عن الحاجة لإعادة ترتيب أولويات الحضارة المعاصرة، لصالح تقدم البحث العلمي المتصل بحياة الإنسان، و تراجع سباقات التسلح.. هل تتفقون مع هذا الطرح؟ و ما صلة ذلك بالقيم: ما يجب أن يتراجع منها، و ما يجب أن يُستدعَى؟

نعم أتفق تمامًا، فأزمة فيروس كورونا (كوفيد 19) أفرزت قيمًا لصالح البحث العلمي و الطبي، و جعلتنا نرى بوضوح أهمية دور العلم و الطب في هذه الأزمة. آن الأوان للاهتمام و بسرعة بالبحث العلمي و الطبي و رصد ميزانيات كبيرة لحل تلك الأزمات، بدلاً من الاهتمام بصرف الميزانيات الضخمة على أمور أقل أهمية.. و أنتهز تلك الفرصة لكي أشيد بدور الأطباء و الممرضات الذين يقفون على الخط الأمامي في المواجهة مع هذا الفيروس القاتل و يضحون بأنفسهم من أجل الآخرين.

من هنا استدعت تلك الأزمة ضرورة الاهتمام بالبحث العلمي و تشجيع العلماء و إنشاء المعامل، و رصد الميزانيات الضخمة من أجل العلم و العلماء، لأنه لا توجد نهضة لأي أمة أو مجتمع بدون العلم و العلماء، فالعلم هو قاطرة التنمية.

أيضًا اكتشفنا أن من القيم التي يجب استبعادها قيم التواكل على الآخرين، و قيم التكاسل في انتظار أن يقوم الآخرين في الغرب في اكتشاف اللقاح أو المصل العلاجي، و هذه كارثة لماذا لا نعمل و نجتهد؟.. عندنا علماء كثيرون و مجتهدون و عباقرة، لكن توفير الإمكانيات المادة و التكنولوجية سوف يساعدهم على الاكتشافات و الابتكارات و الإبداع.. بدليل أنه عندما يتوفر لهم هذا في الغرب، فإنهم يبدعون.

الرابط : https://islamonline.net/34991

قراءة 825 مرات آخر تعديل على الأحد, 03 أيار 2020 04:52

أضف تعليق


كود امني
تحديث