قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 12 آب/أغسطس 2020 09:50

معضلة العلم في بلادنا

كتبه  الأستاذ محمد عبد العال من مصر الشقيقة
قيم الموضوع
(2 أصوات)

لست ممن يعشقون المبالغة في توصيف علاقة القرآن الكريم أو السنة المطهرة بالعلوم الإنسانية و الطبيعية، هؤلاء الذين كلما وجدوا اكتشافًا هنا أو نظرية هناك، سارعوا إلى الحط من شأن من تعب الأيام و سهر الليالي و بذل الجهد و الوقت و المال حتى يحقق هذا الاكتشاف أو يصل إلى تلك النظرية، فيقوم بتسفيه كل ذلك، و ينسب الفضل كله إلى القرآن أو السنة. نعم قد يكون محقًا بشأن سبق القرآن أو السنة في مجال أو عمل ما، لكن ذلك لا يمنع أن هذا المكتشف أو المفكر له فضل و جهد، و هو (أي المكتشف أو المفكر) لم يسمع بما جاء في القرآن أو السنة، و بالتالي، فهو لم يسرق و لم يقتبس الفكرة، إنما رزقه الله فضل العمل بنفسه و عقله و جهده و كده.

لكن المؤسف الذي يجب أن يحزن له هذا المتباهي المتفاخر، أن أحدًا من المسلمين لم يصل إلى ما وصل إليه هذا، لم يصل إلى شيء، و لم ينجز عملًا، و لم يحقق تقدمًا، رغم وجود القرآن و السنة بين يديه طوال عمره، و بناء على ذلك، فالواجب حين يحدث ذلك، ألا نتباهى بأن القرآن أو السنة قد سبقا هذا المكتشف أو المفكر، رغم أن ذلك صحيح، لكنه يجب أن نتحسر نحن على عدم فهم القرآن أو السنة، و أن نأسى على عدم التوصل إلى تلك الاكتشافات أو النظريات بينما القرآن و السنة ليل نهار بين أيدينا، و ربما بلغتنا كذلك إن تحدثنا عن أبناء الوطن العربي، و الذين يكادون يتخاصمون مع الاكتشافات و الاختراعات، و يعلنون براءتهم من الإنجازات العلمية الحقيقية، براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

و من الناحية الأخرى لست ممن يعشقون التشدق بتقدم الغرب في كل العلوم، الطبيعية منها و الإنسانية، رغم أن ذلك واقع ملموس لا ينكره إلا جاهل، لكنني أمقت الذوبان في الشخصية الغربية بهذا الشكل المهين. الاعتراف بالحق و الفضل للغرب بهذا السبق من مكارم الأخلاق، لكن الذوبان و الانغماس الكامل و الولاء الزائد عن الحد في نفس الوقت يعد مهانة و مذلة و استكانة أمامهم، و كل ذلك لا يليق بالمسلم. و أتحسر عندما أقرأ كتابًا أو مقالًا، أو أستمع إلى محاضرة طويلة عريضة يحضرها عدد كبير من المسلمين، ثم لا أجد استشهادًا واحدًا بالقرآن أو السنة رغم وجود الكثير من الشواهد المذهلة بشأن العنوان المستهدف و المحتوى المطلوب مناقشته، و حين يخلو الكتاب أو المقال أو تنعدم في المحاضرة كلها أي شواهد من تراثنا الحضاري الضخم، أو حتى تتلاشى الرغبة الحقيقية في عرض ما يتناسب فقط مع عقيدتنا و عرفنا و تقاليدنا و تراثنا و ثقافتنا، و إنما، و على العكس تماما، تزخر بالمعاني و المفردات و الإجراءات التي تنافي كل ذلك، و تحت ادعاء التقدم و التحضر، بئس التقدم الذي يجعلنا نتخلف عن عقيدتنا و قيمنا، و بئس التحضر الذي يجعلنا نعدم جميل ثقافتنا و عرفنا و تقاليدنا و تراثنا.

و الواجب في هذا الشأن أن نقف وسطًا بين هؤلاء و هؤلاء، دون إفراط أو تفريط، دون تعال على الآخر يحرمنا من الاستفادة مما حقق و أنجز، أو مذلة بين يديه يذوب فيه كياننا تماما. و الأصل أن الحكمة ضالة المؤمن، أنى وجدها فهو أحق الناس بها. و لا حرج في العلوم الطبيعية أن نأخذ منها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، لكننا نتوقف عند العلوم الإنسانية كثيرا قبل الاقتباس و الأخذ منها. فإن العلوم الطبيعية من المفترض ألا تتأثر بالعقيدة أو الفكر، عدا «النظريات» منها، أما القوانين و القواعد و المعادلات فهي غالبًا «و ليس دائمًا» لا دين لها يؤثر فيها. أما العلوم الإنسانية فتختلف عن ذلك كثيرًا، فتكاد تكون كلها خاضعة العقيدة و الفكر و الثقافة و الأعراف و التقاليد، و ربما كذلك الظروف الحياتية و البيئية و المعيشية، حتى أن الظروف الاقتصادية و السياسية لتؤثران بالغ الأثر في تراث العلوم الإنسانية في كل مكان تكون فيه.

يجب علينا إذا أن نسعى ونبذل كل الجهد في تحصيل العلوم بشتى صنوفها، و ألا نقف فقط عند الشعارات، و التي كادت تكون مثار سخرية العالم، فإذا تحدثت مع أحدهم عن تقدم الغرب مقابل تخلفنا الذي صار من مكوناتنا و كدنا نورثه لأبنائنا مع الجينات الوراثية، تجد ذلك المسكين يدافع عن نفسه بأنه وريث الفراعنة و صاحب حضارة سبعة آلاف سنة، و آخر يرد بأنه صاحب المال و البترول الذي يعتمد عليه أهل العلم و لا يساوون شيئًا دونه، و ثالثًا غض العظام طري العقل يقول لك أن الفخر بالعقيدة لا بالعلم و أن العلم لن ينفع هؤلاء الكفار يوم القيامة، و رابعًا ضعيف الفكر و الرؤية يرد بأن الغرب قد استخدم العلم في الظلم و الاستعمار و تخريب البلاد و فساد العباد، و حين تسمع من كل هؤلاء و غيرهم تجد العامل المشترك بينهم جميعا، هم جميعا يتسترون بـ«الحيلة النفسية» ذاتها، يسفهون من شأن الغرب المتقدم، أو كوكب اليابان الشقيق، أو العملاق الصيني، يسفه عقائد كل هؤلاء، و يتذرع بإفسادهم في الأرض سياسيا و أخلاقيا و فكريا، ليعلل لنفسه تخلفه العلمي و التقني، و هي كلها «كلمة حق، يراد بها باطل». إن كل ذلك ليس مبررًا بحال لما نحن فيه من كوننا في ذيل الأمم علميًا، و على رأس الهرم استهلاكيًا.

ربما يقول البعض أنه ليست الصورة بكل ذلك السواد، فربما نجد بصيص أمل في تقدم علمي حقيقي في تركيا و ماليزيا، لكن ذلك لا يكفي أبدا ليمثل جموع المسلمين من ناحية، و من الناحية الأخرى فإن الدول العربية جمعاء لا يبدو في الأفق أمل في تحقيق منجزات علمية واقعية، و  لا يجب أبدا أن نلقي بالا لتلك الدعايات الجوفاء الفارغة من كل صدق عن تلك المخترعات الصغيرة في تلك الجامعات أو المدارس، فكلنا على يقين لا يقبل ذرة من شك أنها مجرد دعاية كاذبة لا أصل لها في الواقع الحي، و ربما الغرض الرئيس وراءها هو ذر الرماد في العيون، و تعمية للشعوب المسكينة و إغراقهم بوهم أن هناك أملًا في النظم التعليمية الموجودة حاليًا.

معظم تلك النظم يا سادة هي مجرد هياكل شكلية خالية من المضمون، و لا تغرنك أبدًا الشهادات الدولية و الأوسمة و الجوائز هنا و هناك، فكلها تندرج تحت شعار «ما الدنيا إلا مسرح كبير»، قم فقط بحذف «الدنيا» وضع مكانها «المؤسسات التعليمية» و ذلك في كل بلادنا العربية، و بلا استثناء، هذا عن التعليم، أما البحث العلمي فيحتاج إلى شعراء يكتبون فيه معلقات الرثاء، يكفي مثال واحد ليوضح المأساة التي يعيشها البحث العلمي، و هو أن عدد الباحثين في إسرائيل وحدها أكبر من عدد الباحثين في جموع الدول العربية، و أن ميزانية البحث العلمي فيها أضعاف مجموع ميزانيات البحث العلمي العربي كاملا، هذا غير «المصداقية عندهم» و«المسرحية الهزلية عندنا».

أزعم أنه لن ينصلح حال المسلمين حتى تنصلح علاقتهم بالعلم، ليس ذلك تناقضًا مع صلاح علاقتهم بالعقيدة إطلاقًا، إنما و بالتأكيد يتكاملان، و ما أصدق الشعراوي رحمه الله حين قال: «لن تكون كلمتنا من رأسنا، حتى تكون لقمتنا من فأسنا»، و أكملها مرسي رحمه الله حين أكد أننا لن نستقل بأنفسنا و نرقى حتى: «ننتج غذاءنا و دواءنا و سلاحنا»، و لن يتأتى لنا هذا و لا ذاك حتى نتسلح بالعلم، لا أن نتباهى بالشهادات الورقية التي لا أثر لها في الواقع المعاش. و المضحك المبكي، أن كل أحد يواجه الناس بتلك الحقائق الموجعة المؤلمة، يقابلونه بالتكذيب و التسفيه و وصمه بالتشاؤم، و تقابله الأنظمة بالتخوين، و السجن و الاعتقال، و ما دام هذا حالنا، فلا نور في الأفق.

الرابط : https://www.sasapost.com/opinion/science-crisis-in-our-region/

قراءة 754 مرات

أضف تعليق


كود امني
تحديث