قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 03 تشرين1/أكتوير 2020 17:32

مفهوم المواطنة وتطوره التاريخي من العصور اليونانية القديمة حتى تاريخنا المعاصر

كتبه  الدكتور علي الصلابي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إنَّ الناظر إلى تاريخ الفكر الفلسفي يدرك مدى التطور الذي لحق مفهوم المواطنة، فالمفهوم الذي بدأ خلال الحقبة اليونانية قبل الميلاد ليس هو نفسه الذي كان موجوداً في فترة العصور الوسطى، و كذلك يختلف عن ذلك الذي عرفته أوربا بعد الثورة الفرنسية، و الذي يختلف بدوره عن المفهوم المعاصر للمواطنة.

فالمواطنة ـ في كل حقبة تاريخية ـ إنما كانت تعبِّر عن التركيبة الثقافية و الأخلاقية لتلك الحقبة، و من ثم كانت المواطنة هي المؤشر على مدى تحقق المثل الأخلاقية و السياسية في زمانها، فالمواطن عند اليونان هو «اليوناني الحر»، بينما المواطن في زمن الدولة القومية هو أحد أبناء الأمة المكونة للدولة… إلخ فالمواطنة قديماً لم تكن تشير طوال الوقت إلى مبادئ و قيم أخلاقية و سياسية عامة ، و إنما كانت تعبر عن وضعية خاصة يحوزها البعض، و يُحرم منها الاخرون، أي: أن المواطنة كانت حالة من عدم المساواة، يقابلها رغبة و كفاح من أجل المساواة من جانب أولئك الذين حُرموا منها، و من هنا فإن تاريخ مبدأ المواطنة هو تاريخ سعي الإنسان من أجل الإنصاف، و العدل، و المساواة.

و يرى الأستاذ حمدي مهران أن المواطنة قد مرت بست مراحل تاريخية، كونت ستة مفاهيم مختلفة كما يلي:

1 ـ مواطنة دولة المدينة:

و هو المفهوم الذي ساد في الحقبة اليونانية الرومانية، و قد تميز هذا المفهوم بتركيزه على قيم المشاركة السياسية و المساواة بين المواطنين على قاعدة المواطنة، غير أن هذا المفهوم من ناحية أخرى لم يكن يشمل بصفة المواطنة إلا الرجال الأحرار، بينما تم استبعاد العبيد و النساء و الأطفال و كذلك الأجانب عن المدينة؛ مما جعله لا يشمل إلا فئة قليلة ممن يستحقون صفة المواطنة. إلا أن قيم المواطنة عند العديد من الفلاسفة بعد ذلك قد تأثرت بمفهوم المواطنة اليوناني القديم؛ نظراً لتشديده على أفكار المشاركة و المسؤولية على المواطنين، و اهتمامه بالمساهمة في الحكم بصورة مباشرة، عبر مؤسسات تقوم على نشاط المواطنين.

2 ـ مواطنة الإيمان:

و هو المفهوم الذي ساد في الحقبة الإسلامية و المسيحية في أوائل فترة العصور الوسطى، حيث المواطن هو الفرد المنتمي للعقيدة السائدة في الدولة. و تميز هذا المفهوم بعدم التزامه بحدود الدولة، و إنما كان ذا صفة عالمية بحيث يشمل كل من ينتمي إلى العقيدة السائدة في أي مكان.

و قد أعطى هذا المفهوم في صورته الإسلامية حقوقاً هامة للمرأة، إلا أن التطبيق العملي لتلك الحقوق على الأرض لم يكن بالمستوى نفسه، فظلت المرأة فعلياً في أغلب فترات التاريخ الإسلامي بعيدة عن العملية السياسية، أما صورة المفهوم المسيحي فلم تعط المرأة أي حقوق تذكر لا داخل الكنيسة و لا خارجها، و اكتفى المفهوم بمنح الدعم المعنوي و الروحي للعبيد دون الدعم المادي، فبقي العبيد في أسوأ حال في تلك الفترة، مع ما كان يُطلب منهم من قبول للعبودية بوصفها إرادة إلهية.

3 ـ مواطنة المدن المستقلة:

و هي التي سادت في المدن التجارية في جنوب أوربا و تحديداً في إيطاليا – في فترة العصور الوسطى ـ حيث كانت تعني الحصول على امتيازات مدفوعة الأجر، تمكن التجار من البيع، و الشراء، و الزواج، و الطلاق، و السفر، و غيرها دون الحصول على إذن أو تصريح من السيد الإقطاعي وفقاً للنظام الذي كان سائداً حينذاك، و قد منح هذا المفهوم سكان المدن نوعاً من الحرية الفكرية و الاقتصادية، و مكّنهم من تقديم رؤى نقدية للنظام الكنسي و الإقطاعي، و ظهور تيار فكري يرفض الأفكار الكلية للكنيسة، و ينادي بالروح القومية، و قد عبر هذا التيار عن آرائه في مؤلفات كان لها صدى واسع بعد ذلك في فترة عصر النهضة.

4 ـ المواطنة التعاقدية:

و هو المفهوم الذي ساد بدءاً من عصر النهضة، و الذي كان يقوم على فكرة العقد الاجتماعي؛ التي كانت رائجة في ذلك الحين، كما أن هذا المفهوم قد ارتبط بفكرة الدولة القومية، و الذي ظل مرتبطاً بها حتى ظهور المفهوم الواضح للمواطنة بعد ذلك بأربعة قرون.

و قد تميز هذا المفهوم بدعمه غير المحدود لفكرة المواطن الإيجابي، حيث يتحول المواطن إلى حائز للسيادة و ليس خاضعاً لها، و من ثم يصبح قادراً على عزل الحكام الفاسدين، و تعيين غيرهم، و محاسبتهم، و ذلك وفقاً لأحكام العقد الاجتماعي، و قد ناهض هذا المفهوم العبودية و مبرراتها المختلفة، إلا أنه لم يقدم جديداً بالنسبة للمرأة؛ فقد ظلت بعيدة عن حقوق المواطنة.

5 ـ مواطنة الحقوق:

و هو المفهوم الذي ساد منذ منتصف القرن الثامن عشر، و ارتبط بفكرة الحقوق التي تطورت من الحقوق الطبيعية إلى حقوق الإنسان، ثم إلى حقوق المواطنة، و باقي أنواع الحقوق، مثل: حقوق العمال، و حقوق المرأة، و حقوق الطفل …. إلخ.

و قد تلقى هذا المفهوم دعماً قوياً من الثورة الفرنسية؛ التي تبنت فكرة حقوق المواطنة، و أصدرت: إعلان حقوق الإنسان و المواطن للتعبير عن الحقوق المدنية و القانونية لكل فرد داخل الجمهورية الفرنسية.

و قد تشبثت التيارات النسوية بهذا المفهوم للحصول على حقوقها، فكان خير داعم لها، كذلك فقد استغلت الحركات المناهضة للعبودية، أو المدافعة عن حقوق العمل، هذا المفهوم لتحقيق أهدافها المشروعة، و قد تحول هذا المفهوم إلى فكرة الدعم المادي الذي تقدمه الدولة للمواطن تحت مظلة دولة الرفاهية، و ذلك منذ منتصف القرن العشرين، غير أن هذا المفهوم قد ارتبط بفكرة الدولة القومية بصورة عجز معها عن حل المشكلات العرقية، و الثقافية.

6 ـ المواطنة العالمية:

هو المفهوم الذي يعبر عن صور المواطنة التي تتخطى الدولة القومية القطرية إلى حيز أوسع، أو حتى أضيق، و ذلك بالانتماء لكيانات جديدة، و تفضيلها على الانتماء القومي.

و قد تأثر هذا النموذج العالمي للمواطنة بقوة بفكرة العولمة منذ ظهورها، خاصة و أن الاتحادات و التكتلات العالمية بدأت تزداد بشكل جعل هذا المفهوم حقيقة واقعة، مع الدعوة لعالم مفتوح و مترابط اقتصادياً و ثقافياً و سياسياً بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، غير أن هذا المفهوم العالمي لا يزال غير قادر على اكتساب ثقة الغالبية من الناس؛ لما يبدو فيه من تهديد للهوية الثقافية، و معارضته لمفهوم الدولة القومية بكل ما تحمله من تراث غال على العديد من الشعوب، و لعلّ ذلك ما جعله يواجه مواجهات من الرفض الشديد خوفاً من ضياع الهوية الثقافية؛ مما يعرقل مسيرة هذا المفهوم، و ربما يقضي عليه في النهاية.

و يمكننا مما سبق أن نقول: إن مفهوم المواطنة عبر تاريخه قد كشف عن عدد من الحقائق التالية:

  1. إن مفهوم المواطنة طوال تاريخه الطويل قد ظهر بأكثر من صورة واحدة، و ذلك بحسب ما تضمنه من قيم سياسية و أخلاقية في كل مرحلة من المراحل التي مر بها، فهو يعبر عن المسؤولية أحياناً، و يعبر عن الحقوق في بعض الأحيان، كذلك فقد كان يشير إلى الخضوع للسيادة في بعض الأوقات، و في أوقات أخرى كان يعني حيازة السيادة و ممارستها، كما أن حدوده كانت تضيق بمساحة دولة المدينة، أو تتسع لتشمل العالم، و هو ما يدل على مدى التنوع الذي حققه هذا المفهوم طوال تاريخه.
  2.  إن مفهوم المواطنة كان صورة دائمة للاستعباد، و عدم المساواة طوال تاريخه، فقد ظل العبيد و النساء ـ مثلاً ـ مستبعدين من نيل هذا الحق على الدوام، و حتى حين انتهت العبودية، و حصلت النساء على حقوق المواطنة، بقي المفهوم مرتبطاً بصورة الاستعباد تلك عبر التفرقة بين أبناء الوطن الواحد و باقي سكان الدولة ممن يعدون من الأجانب أو المقيمين فقط، و لا يُستثنى من تلك الصورة إلا المفهوم العالمي للمواطنة في صيغته الكوكبية، و التي تسعى لجعل العالم وطناً واحداً لكل البشر بلا استثناء.
  3.  المواطنة مفهوم محوري في الفكر السياسي، فهو ـ وفقاً لطبيعته ـ يرتبط بعدد من المفاهيم الهامة في أي دولة في العالم، مثل المساواة، و المشاركة، و الحقوق، و الواجبات، و التعددية، و الديمقراطية، و الحرية؛ لهذا تعد دراسة تاريخ المواطنة دراسة لمدى تطور و اختلاف تلك المفاهيم عبر العصور المختلفة، مما يمكن الباحث من فهم و استيعاب الصورة التي تكون بها الفكر السياسي الغربي في صورته الحالية.

المصادر والمراجع:
1- حمدي مهران، المواطنة و المواطن في الفكر السياسي، ص 143.
2 – د. علي الصلابي، المواطنة و الوطن في الدولة الحديثة المسلمة، ص 36-43.
3 – علي الدوسري، المواطن و المواطنة، ص 36.

الرابط : https://islamonline.net/38199

قراءة 2719 مرات آخر تعديل على الأحد, 04 تشرين1/أكتوير 2020 14:55

أضف تعليق


كود امني
تحديث