قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 31 تشرين1/أكتوير 2020 17:25

بين منح الثقة و تحمل المسؤولية

كتبه  الدكتور أحمد الأحمري
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الثقة و تحمُّل المسؤولية هما قرينان لا ينفصلان فهما توءَما العمل المتقن و النجاح المتصاعد إلى ذرى المجد لأي عمل.

هما دعامتا القيام بواجبات الإنسان الوظيفية و الاجتماعية و المهنية، تلك الثقة الممنوحة لأي مسؤول قد تمنح في البدايات بعد إجراءات و وثائق و شهادات، و قد تكتسب بالمواقف الصانعة للرجال، فالمواقف تصنع الأشخاص، و لكن استمرارها مرهون بالوفاء و صيانة العهد و الوعد: ﴿ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولًا ﴾ [الأحزاب: 15]، ففي أهم علاقة إنسانية و أوثق علاقة في بني آدم نواة تكوين المجتمعات (الأسرة)، سماه الله تعالى (بالميثاق الغليظ)؛ أي مسؤولية الزواج و ثقة تحمُّل مسؤولياته.

و هذا صاحب العزم كليم الرحمن موسى عليه السلام، قام بالمسؤولية الرجولية و الموقف الإنساني المحتم على ذوي المروءات عندما رأى امرأتين ضعيفتين لا تلويان على شيء يذودان عن أكابر القوم غُنيماتهما، و ليس لهما من سند و عون إلا الله في بيئة بدوية عمادها القوة، و القوة فقط، نهض و زاحم، ﴿ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ ﴾ [القصص: 24]، فكان القيام بالمسؤولية غير المشروطة مع إبراز الضعف و الفقر و المسكنة لله تعالى سببًا لمنحه ثقة الزواج و العمل: ﴿ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ﴾ [القصص: 27].

و أما سنة سيد الأنبياء محمد عليه الصلاة و السلام، فبحر زاخر من المواقف النبوية في منح الثقة في موضعها، و طلب التنحي عن المسؤولية في موضعه، نظرًا لنقص في القوة، أو أمر بالقيام بالمسؤولية لإثبات الأمانة و الثقة معًا.

فهذا أبو ذر رضي الله عنه ينصح بألا يأتمر على اثنين.

و هذا أبو بكر رضي الله عنه: (مروا أبا بكر فليُصلِّ بالناس)، و تتويجًا لهذا كان له مرتبة الصِّديقين، و هي من أعلى مراتب الذين أنعم الله عليهم بعد النبيين، و ختمها تتويجًا لتلك الثقة بالخلافة، فكان المسؤول عن الدولة بعد رسول الله.

و هذا أبو عبيدة أمين سر هذه الأمة، جعله الرسول عليه الصلاة و السلام في محل الثقة العظمى الجليلة عن أسرار الدولة الفتية في بداياتها، فسُمي "أمين الأمة"، و على هذا المنهج القويم سار سلف الأمة في ضبط أحاديث النبي عليه الصلاة و السلام، فكان من مراتب الرواة الثقة الثبت.

و نماذج أخرى مشرفة في تاريخ الأمة على مدى القرون الأربعة عشر من قيادات تولَّت أمرها في حِقَبٍ تاريخية مختلفة، جمعت بين أن تكون في محل ثقة الأمة في مواقع مسؤوليتها، و اضطلعت بواجبها تُجاهها بوصفها خادمًا للأمة، و متأمِّرًا لها لسياسة أمورها على منهاج قويم و سنة سيد المرسلين، و دفعًا عن حرماتها و عدلًا بين أفرادها.

مع وجود كبوات هنا و هناك كما هي حال الأمم في لحظات الصعود الحضاري و تداعيات السقوط إلى من عالٍ إلى سافل، عندما أخذت بأسباب السقوط في دروس التاريخ المختلفة.

و خلاصة القول: كما أن المسؤولية لا تُخوَّل إلا بعد تحمُّلها، فالثقة لا تُسترد إلا (بصعوبات) بعد كسرها.

الرابطhttps://www.alukah.net/culture/0/140642/

قراءة 800 مرات آخر تعديل على السبت, 31 تشرين1/أكتوير 2020 17:38

أضف تعليق


كود امني
تحديث