قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 06 أيار 2021 09:48

ينقصنا الجمال و الذوق العام!

كتبه  الأستاذ عبد الباقي صلاي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لطالما حيّرتني الأوساخ التي نراها صباح مساء تملأ الساحات العمومية، وتملأ الحياة العامة والخاصة، ولم تسلم منها حتى الطرقات والشواطئ، ولطالما تساءلت هل نحن كشعب وكدولة غير قادرين على أن نكون ونحن المسلمين، مثل تلك الدول التي يقال عنها كافرة، في نظافتها، وفي احترامها للجمال وللذوق العام، وفي رونق شوارعها وأماكنها العمومية.

نعم لطالما قارنت حجم الأوساخ التي تملأ حياتنا بما يوجد في الدول الأخرى، وكيف أننا نسكت عنها إما عمدا، أو عن غير عمد، أم أن الأمر فقط متعلق بحالة مفروضة علينا، وكقدر مقدور نتعايش معه دونما أن نشعر بقلق حضاري كما يقول الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله حيال هذه الأوساخ. ولطالما تأسفت كغيري من المواطنين عما وصلنا إليه من تدهور شامل، وانحطاط كبير في مسألة النظافة التي تعتبر الواجهة الرسمية لأي شعب متحضر. لست هنا لمدارسة أمر فلسفي يتعلق بقضية فلسفية، إنما يجب التأكيد على قضية الجمال، وقضية الذوق اللذين أصبحا مع مرور الأعوام من الأشياء المعدومة في حياتنا على الرغم من أننا نظل نجتر الأحاديث تلو الأحاديث حول التغيير الشامل الذي لا أراه يستطيع أن يكون إلا عندما نقف على مسألة النظافة كسلوك حضاري يتخلق منه الجمال والذوق العام.

ولو أننا نعترف كما يقول أحدهم بأن الذوق العام يخضع لطبيعة كل بلد، ومبادئ كل بشر، فما يستقبح عندنا، قد يستحسن عند الآخر، سواء استحسانا فطريا، أو انحرافا قد أصاب النفس الإنسانية، ففي النهاية الحكم في تلك الأذواق مبادئ أولئك البشر والثوابت التي يؤمنون بها. لكن في أغلب الأحيان البشرية لها إطارها العام في الأذواق، وخصوصا الأذواق التي تعطي حق كل شخص من الاستمتاع بما هو حوله، واحترام من يحيط به، وإعطاء الآخر كفايته مما يكون من الممتلكات العامة. فإن جعل الحياة تسير في تراتيب معينة، وفي أبجديات واضحة وغير مزورة، يريح بال الإنسان في طلب حقه، ويطمئن الإنسان في دفع الحقوق إلى الناس. لكن يبقى الجمال في حد ذاته من الأشياء المشتركة لدى البشرية، ومن الأمور المتناسقة لدى كل البشر، لأن الذي خلق البشر أدرى وأعلم بكل جمال وأذواق البشر. إن الأوساخ التي نعرفها في يومياتنا هي من فعل أخلاقنا التي لا ترقى إلى أخلاق الإسلام الدين الذي يعطي للنظافة حيزا كبيرا في تشريعاته، على اعتبار أن النظافة ركن ركين في الإيمان. والأوساخ كما نعلم تقضي على كل أوجه الجمال وعلى كل المحاسن التي تجعل الإنسان يتحسس الحياة ويعيشها بكل عفوية، وبكل طموح. لقد انتقلنا من حالة الفوضى الداخلية إلى حالة الفوضى الخارجية، فخسرنا جمال شوارعنا، وخسرنا رونق حياتنا مع بعض، فلم يعد هناك ذوق عام يتحرك بيننا سواء في المدرسة، أو في المؤسسات العمومية، أو حتى في المسجد. لأنه عندما ترى مصليا توضأ للتو لكن يختار أن يضع الشمة تحت بساط المسجد، أو عندما تخرج من المسجد لا تجد حذاءك ولا تجد ما تلبسه فقط لأن هناك من صلى معك سرق الحذاء.

تخلفنا في كل شيء كان حتما ينجر عنه تفريطنا في الجمال وفي الذوق العام وهذا كله نتاج الأخلاق التي ضاعت منا، ونتاج الأدب الذي انسل منا، فلم نعد نرى إلا الأوساخ كنوع من الذوق الجمالي.

قال أحد المشايخ الأجلاء: قديماً قيل إنَّ الأدب وسيلة إلى كلّ فضيلة، والتزام الأدب مرقاة إلى أعلى الرّتب، وعندما زكّى الله نبيّه ووصفه بأجمل وصف، قال: “وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ”القلم: الآية4، فلم يقل إنّك على صلاة عظيمة أو صيام عظيم وغير ذلك، إنّما مدحه بالخلق العظيم، وهذا إنَّ دلّ على شيء، يدلّ على مكانة الأدب والذّوقيّات في الإسلام، الأمر الَّذي جعله يتدخَّل في أدقّ تفاصيل الحياة، ويضع فيها لمسة الذّوق الرّفيع والأدب البديع، وليست الأخلاق الحميدة والذّوقيّات الفاضلة منفصلة عن أوامر الدّين وأركان الإسلام، إذ هما متلازمان تلازم الجناحين في الطّائر، وهما صنوان لا ينفصلان أبداً، بل إنَّ كثير الأدب مع قليلٍ من العمل الصّالح، خير من العمل الكثير مع قلَّة الأدب، وهذا ما دفع رويم الصّالح في وصيّته لابنه أن يقول: “يا بنيّ، اجعل عملك ملحاً وأدبك دقيقاً”، أي استكثر من الأدب حتّى تكون نسبته في الكثرة نسبة الدّقيق في الملح.

بكل تأكيد الخلق هو سنام كل شيئ، لهذا الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأت بنظرية علمية بقدر ما جاء بشرح مستفيض للأخلاق التي ستتولد منها كل النظريات. وهناك من يسأل لماذا الغرب سبقنا بهذا الكم الهائل من التنوع الجمالي، والذوق الرفيع في كل شيئ، والإجابة يعرفها الجميع أن ما وصل إليه الغربيون هو اهتمامهم بالأخلاق العامة كمنطلق حقيقي لحياتهم، وفرقوا بين الحياة الخاصة والمصنع، وأدركوا لغة الحضارة من منظور جمالي، كما حققوا الرفاهية بفضل العمل المتقن.

لقد فهموا ما جاء به الدين الإسلامي، الذي نحن عبء وعائق أمامه كما يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله بما نقوم به من منكرات في حياتنا. لهذا فنستحق أن نعيش بعيدين عن الجمال والذوق العام.

الرابط : https://www.z-dz.com/%d9%8a%d9%86%d9%82%d8%b5%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%88%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85/

قراءة 781 مرات

أضف تعليق


كود امني
تحديث