قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 10 أيار 2021 03:50

أهمية الحوار الحضاري

كتبه  الدكتور عبد الحليم عويس رحمه الله
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحوار بين الناس و الحضارات و الأفراد، هو ما سمَّاه القرآن التعارف في قوله تعالى:
﴿ وَ جَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَ قَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ﴾ [الحجرات: 13]، بما يقتضيه التعارف من تبادل الخبرات و المعارف، و تحقيقِ التفاهم و الود و التعاون... هذا الحوار ضرورة من ضرورات الحياة الإنسانية و بقاء الحضارات؛ و لهذا كانت فترات السلام هي الأصل في بناء الحضارات و استمرارها، أما الحرب فشذوذ يؤدي إلى إزهاق الأرواح و تبديد الإمكانات، و ما يُنفَق عليها قد يُسعِد الجنس البشري كلَّه قرونًا، كما نرى في حجم الإنفاق العسكري في العصر الحديث.

و من هنا يكتسب الحوار أهميتَه البالغة من كون الوجود الاجتماعيِّ الإنساني لا يتحقَّق إلا بوجود (الآخر المختلف)، الذي يمكن أن تتعرف عليه، و تتبادل معه الخبراتِ و صورَ التعاون؛ و بالتالي تستطيعان معًا - بالالتقاء و الحوار - إنتاجَ المعرفة، و توليد الأفكار الجديدة؛ حتى تتضح المعاني، و تغنى المفاهيم؛ لأن الحوار في مستوياته العليا إنما هو نوع من إنتاج المعرفة الراقية، التي تتحاور مع كافة ضروب المعرفة الإنسانية.

و بالتزام الحوار، و تواصُلِه بين الأطراف المختلفة؛ تتقلص شُقَّةُ الخلاف شيئًا فشيئًا، و بفضله تتسع قدرات العقل، و تتعمق مداركه، و في أجواء الحوار ينمو العقل و يقوى؛ بما يتهيأ له من تنوُّع في الفكر، و اختلاف في المنهج[1].

فإذا أغلَقَ الإنسان باب الحوار، فقد أغلق على عقله الأَوردةَ التي تحمل إليه المعرفةَ الناضجة التي قبلتها العقول، و محَّصتها النظرات الثاقبة، و الآراء السديدة.

و يؤكد أحد الباحثين النابهين على أن الحوار - في حقيقة أمره - انعكاس لمستوى تطوُّر وعي الفرد و الجماعة، بينما يمثل الانطواء على الذات و التقوقع داخلها مرحلةَ الطفولة و البُدائيَّة.

فكلما سما الإنسان، و ترفَّع عن أنانيته، أوجد في ذاته مكانًا أرحب للآخر، و أدرك أن الحقيقية ليست في الأنا وحدها؛ بل هي تتكامل مع الآخر، و الحوارُ معه فرصة ثمينة لاكتشاف الأنا، و إضاءة ساطعة على الثغرات و النواقص التي لا تخلو منها شخصية إنسانية[2].

و قد سجَّل التاريخ الإنسانيُّ للحضارة الإسلامية أنها كانت هي المبادرةَ باقتحام فضاء الآخر، و الدخول معه مبكرًا في حوار صريح و جريء، تناوَلَ المقدَّسَ و الممنوع، و طُرِحت على بساط البحث، و التحليل، و النقاش العلميِّ الجاد - كلُّ المنظومات المعرفية التي طالتها أيدي علمائها، دون خوف أو وجَلٍ[3].

لكن موقف أوربا كان على العكس من ذلك...

فمع تشويهها الدائم للإسلام، أضافت - إلى هذا التشويه الظالم - عنصرَ الاستعلاء القومي و الحضاري، لاسيما عقب اكتشافها لأمريكا، و رأس الرجال الصالح (مستفيدةً من خبرة المسلمين البحرية)، و ازدهارها الاقتصادي، و اكتشافاتها العلمية؛ و من ثم اعتبرت أوربا نفسَها صاحبة مشروع كوني، تمثِّل فيه أوروبا (المركز)، و باقي العالم لا يعدو أن يكون مجموعة أطراف، مكونة من أنماط حياتية و اقتصادية غير واعية، و متعثرة، و ساكنة، و مفتقرة لقوة الاستكشاف، و التحليل، و الاستنتاج[4]؛ و كأنها - في رأيها - لا تستحق الحياة، أو كأنها لم يكن لها رصيد حضاري، ربما يفوق الحضارةَ الأوربية في بعض معطياته المعنوية و الفنية بخاصة.. و المادية بالنسبة لعصرها ثانية.

و بهذه الروح الاستعلائية العنصرية، عامَلَ الغرب كلَّ الحضارات القديمة التي سيطر على شعوبها، و جنَّد كلَّ قواه لتحطيمها، و تشويهها، و إحلال النموذج الغربي محلها؛ منطلقًا من رؤية تدميرية استعمارية تقوم على أن كل الحضارات الأخرى لا تستطيع أن تلتحق بالغرب وحدها في ميدان التقدم، و بما أنها لا تستطيع أن تفعل ذلك وحدها؛ فإنه ينبغي على الغرب أن يساعدها؛ أي: أن يستعمرها[5].

و هو منطق عجيب!!

و نظن أنه - بهذا الفكر الاستعلائي العنصري - لا يمكن أن يكون هناك مكان للحوار؛ من وجهة نظر ساسة أوروبا و قادتها و نخبها المثقفة المؤمنة بهذا الفكر العنصري الماسوني.. اللهم إلا حوار السادة مع العبيد!!



[1] محمد زرمان: ثقافة الحوار ودورها في التأسيس للتواصل بين الأنا والآخر، مؤتمر الإسلام والمسلمون في القرن الحادي والعشرين، عمان، إربد، الأردن، جامعة اليرموك، نوفمبر 2004م.

[2] محمد زرمان: البحث السابق.

[3] المرجع السابق (بتصرف).

[4] المرجع السابق.

[5] المكان السابق.

الرابط : https://www.alukah.net/web/aweys/11392/144201/

قراءة 712 مرات آخر تعديل على الإثنين, 10 أيار 2021 04:21

أضف تعليق


كود امني
تحديث