قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 21 تشرين1/أكتوير 2014 17:05

يا أمة نهلت من وردها الأمم

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(1 تصويت)




لست مع دعاة التثبيط  لا المتشائمين، و لا أرضي لنفسي أن أقلل من شأن أمتي، و أبناء ديني و شركاء مصيري، و لا أصيخ السمع لتلك القصائد الرنانة، و المقولات الطنانة، التي توحي للسامع و القارئ و المتابع، إن الأمة ما زالت تعيش عهد الرعاء، و عهد الجاهلية، و حقبة الشرك، كلا و ألف كلا، فقلبي يحسن الظن بالأمة، و أنفاس الحياة التي تتردد في جنبات البقاع الإسلامية، تنبئ باليقظة القادمة، و المشروع النهضوي القائم، الماضي قدما لتحرير الإنسان و البلدان، يوحي لي بقرب الفرج و النصر و التمكين، و الدماء الزكية، التي تنساب ريا طاهرا للتراب الإسلامي، و الأوردة الساكبة لماء الحياة الكريمة، و السواعد التي تعمر و تغرس و تبني و تجاهد، و الجامعات التي تزدحم بطلاب العلم بكل أنواعه، و كليات الشريعة و معاهد العلم الشرعي، التي إن دلت على شيء، فإنما تدل على تمسك الأمة بمصدر عزتها، و سر وجودها، و أصالة منهجها، و الدعاة المخلصون الذين اتخذوا من الإخلاص  و الوسطية و الاعتدال و المعرفة الواعية بتغير الزمان و حاجة الناس إلى التجديد و الانفتاح المدرك لما يحيط بنا من سلبيات المعطيات المعاصرة و إيجابياتها و غير ذلك كثير من شواهد النهضة و علامات الحياة.
و لست من السذاجة بحيث أنكر إن الأمة تمر بمرحلة مخاض صعبة، و وقائع غربلة ممحصة، و محن و كربات عصيبة، و لكن التاريخ يبين لمستقرئيه، إن سنة الله في خلقه التمحيص، و سنة الله في الأمم التبدل، و تقلب الأحوال، و سنة الله في العواقب أن [ العاقبة للمتقين]، و أن البقاء للأصلح، و أن الأرض إرث لعباد الله الصالحين[إن الأرض يرثها عبادي الصالحون].
و لأننا أمة يقوم للدين في نفوس أبناءها وازع و دافع و محرض و مشرع، فإن الخير فيها باق دائم، و لو كثر فيها المخالفون و المستغربون و المستشرقون، و أصحاب البدع و الأهواء، و المستخفون بقيمها، و الجاهلون بقيمتها و حضورها الأممي، و حضارتها الإنسانية، و بنيتها العقائدية، التي تقوم على الدين الخالص لله، و هذا المقوم الحضاري، هو ما تفتقر إليه باقي الحضارات و المدارس الفكرية، التي قامت قبلنا أو ولدت بعدنا، و هو العنصر الوحيد و المتميز، الذي جعل لنا بعد كل كبوة نهضة، و بعد كل غفلة انتباهه، و بعد كل اضمحلال و انحسار تأثيري  ولادة و إخضرارا ، و ألقا و حضورا، و بعد كل غيبة و غربة فكرية أوبة، فنحن الأمة التي بقيت عصية على الزوال عقيدة و منهجا، و حضارة و قيما، و تأثيرا و تميزا بفضل الله.
و عليه و الحالة هذه، فإن الأمة المجعولة شاهدة على الناس كافة، مطالبة دون تخيير، بإقامة ما إعوج من مسارها، و ما تعثر من مسيرتها، و ما إندثر من معالم طريقها، الذي بغيره لن تصل إلى هدفها المنشود، و هو الأخذ بيد الأمم و الشعوب، إلى شاطئ النجاة الوحيد المتمثل بالإيمان بالله، و اتباع شرعه، وفق مبدأ الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، بين بنيها و الدعوة إلى الإسلام عقيدة و منهجا و فكرا و أخوة و شراكة بناء و حضارة و إبداع بينها و بين سائر الأمم دون محاولة منها لإلغاء الآخر و تهميشه  و دون تفريط كذلك بثوابتها و ميزاتها الاستخلافية الربانية.

أيتها الأمة التي نفخر بالانتساب إليها، و لا يسرنا أن لنا بذلك ملك الأرض و ما عليها، لقد أخطأ غاية الخطأ،  من قال إن الأمم تضحك من جهلك، بل كلها تناحر على وردك، و نهل من معينك المعطاء، و ورد بحار علمك و سعى لإدعاء فضلك، و أنت أنت أمة محمد صلى الله عليه و سلم، و أمة الرسالة و الكتاب، تمسكين به، و تقبضين على جمر الثبات، و تجالدين أهل الضلالة و الإدعاء، و تجودين دون منة بسبل الهداية، و الدعوة الدائبة للبشرية المنكوبة، بفقد القيم و ضحالة التبصر، و تعيدين إلى الإنسان قيمته كمخلوق مكرم على سائر المخلوقات، مخصوص بالرفعة و الاعتبار، و التسخير الكامل لكل خيرات الكون له.
نعم نحن أخطأنا حين إعتقدنا إن المرحلة التاريخية المشرقة للأمة قد انقضت، أو توقفت عند جيل معين، أو عصر مضى، و لم نستمر في المسيرة الملهمة لمن سبقنا، و إكتفينا بما أنجزته تلك العصور الذهبية، حتى أفقنا على ركب الإبداع و التقدم و العلم الحديث و قد تعدانا، و لكن الأصوات الواعية أبدا لم تنقطع عن التذكير باهمية متابعة الركب، بل و الهيمنة بكل جدارة و إقتدار على مساره، و وضعه في إطار المصلحة الانسانية النابعة من دين الله.
و بكل تأكيد نحن جانبنا الصواب حين عطلنا الإجتهاد أحيانا، و حبسنا سعة الدين في ضيق صدورنا، و كدنا نجعل البحث في مسائل الحياة و الدين مقصورا على فئة بعينها، و لكن باب الإجتهاد سرعان ما فتح على مصراعيه لكل من هو أهل له.
 و حين عطلنا طاقة المرأة المسلمة في بعض الأحيان، و إعتبرناها شيء  أو عنصر محدد الصلاحيات و الفاعلية و التأثير،  مما أخر أداءها الإيجابي قرونا طويلة، و فتح المجال أمام الآخر ليدخل مساحة أمنياتها بسراب الحرية الخادع، و يشكل أفكارها وفق منظومته المغلوطة، و يوجه سخطها إلى أمتها، و أحيانا كثيرة الى قيمها، و في حالات جهلية إلى دينها، و لكن الدعاة المدركين، و حملة الفكر النير، لم يألوا جهدا في تغيير هذا الواقع المهمش للمرأة، إلى حالة إبداعية بدأت تؤتي ثمارها في صورة المرأة المسلمة الفاعلة المؤثرة في مصير و واقع أمتها.
وإذا صرفت أبصارنا تجاه قيامنا على نشر دين الله في الأرض على أوسع نطاق، وجدنا أننا قصرنا في هذه النقطة غاية التقصير، ففي كل بقاع الأرض إخوة لنا لم تبلغهم كافة أحكام الشرع، و لم تبذل في سبيل ذلك الجهود المفروضة، فكيف نطلب النتائج المرجوة.
و مع كل هذا الإعتراف بالتقصير، و مع كل هذا الكم من السلبيات، و غيرها كثير إلا أنني أعود فأقول إن الأمل في هذه الأمة إن شاء الله باق ما بقيت السماوات والأرض، و إنها خير أمة أخرجت للناس، و إنها الأمة الوحيدة، التي تحمل الدستور الصالح للبشرية، و المشعل المنير لليل الإنسانية الحالك، و العدل المطلق للذين ينتظرون نسائم الرحمة و الحرية و الكرامة الإنسانية.
فيا أيها السائل عن أمتي، هي التوحيد الخالص لله، و هي العلم الذي بنيت على أصوله الحضارة الجديدة، و هي حاملة الكنز الإلهي و النور السماوي و النهج المحمدي، و هي أمة قال فيها الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه و سلم [الخير في و في أمتي إلى يوم القيامة] فهل بعد قوله مقولة؟ فيا أيها الخائفون على هذه الأمة من الزوال، نحن أمة عصية على الزوال، و يا أيها اليائسون من عودة الأمة إلى الصدارة، استقرؤا سنن الله في الكون، و أعلموا بأن آية  عودتنا الى الأستاذية العالمية هي هذه العودة الظاهرة في أمة القرآن الى القرآن  وآفاقه الرحبة، و التماسها السعادة و التمكين و الخيرية و التميز في ظلال الإسلام الوارفة، و في ابتغاءها النصر بالأخذ بأسبابه، و أولها نصرة الله و رسوله، و المستضعفين من أهل الملة، و ثانيها السعي الواضح من قبل تلك النخبة القائمة على أمر الله و هي تؤصل لمشروع الأمة الواحدة الحضاري و الإنساني النهضوي الرائد، المنبثق من رؤية شرعية أصيلة مستندة إلى الوعد الرباني الصادق[وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما إستخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي إرتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا] و إنها لبشارة لأمة تنكبت جادة الطريق، لبعض الزمان، و لكنها أبدا لم تركع لغير الله، و لم تدين غير الله ربا، و لم تخلو على مر الأيام من الفئة الناصحة الواعظة المؤملة، و ظلت على الدوام المنهل العذب لكل وارد على نهر الفضيلة، و كل ظاميء إلى ورد الحق و العدل و الإنسانية الحضارة و الإنسان، و بوركت يا أمة نهلت من وردها الأمم.

قراءة 1725 مرات آخر تعديل على الجمعة, 03 تموز/يوليو 2015 15:42

أضف تعليق


كود امني
تحديث