قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 05 حزيران/يونيو 2014 18:49

لقد وجب فعلا وضع حد لهذه الجائحة التي اجتاحت الجزائر...

كتبه  الأستاذ محمد العلمي السائحي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لا شك أن الجريمة التي تفشت في المجتمع الجزائري بشكل غير مسبوق، قد فاقت تلك التي تشيع في المجتمعات الأخرى، يشهد لذلك و يؤكده ما ينشر في صحفنا الوطنية يوميا من أخبار و تقارير عن الجرائم الفظيعة و البشعة في حق الناس من النساء و الرجال و الأطفال و الشيوخ، كما أننا إذا نظرنا إليها من حيث انتشارها، و تنوعها، و وتيرة حدوثها، و تعدد جنس مقترفيها، نجدها تشير بوضوح لا لبس فيه إلى أن:

1-     المجتمع الجزائري بات يعاني من حالة تفكك و تفسخ بالغة الخطورة، تتهدَّدُه بالانهيار التام، إذا لم يتم التدخل الفوري لمحاصرتها و وضع حد لها.

2-     أن المنظومة القانونية الحالية للدولة فقدت قدرتها على الردع، و لم تعد صالحة لوقف هذا السيل الجارف من الجرائم الذي يجتاح الجزائر، و أنه بات من الضروري إعادة تحيينها حتى تتلاءم عقوباتها الردعية، مع الجرائم المستجدة وسعة انتشارها، و ما تشكله من خطر على المجتمع.

3-     أن منظومتنا الأمنية على الرغم من استفادة أفرادها من التكوين الحديث و مضاعفة عددها و عدتها و تحسين تجهيزها، لاتزال في حاجة إلى العناية بها و الاهتمام بتطويرها، حتى تتمكن من التصدي فعليا للجريمة الفاشية في المجتمع، التي تعددت أنواعها، و ارتفعت وتيرتها، و تباينت دوافعها، و اختلفت أساليبها.

4-     أن منظومتنا التربوية و التعليمية الحالية قد أخفقت إخفاقا تاما في تثبيت القيم الأخلاقية و المثل العليا، التي تسهم في جعل الفرد منضبطا سلوكيا، و مراعيا لأصول التعايش مع الآخرين، و حريصا على السلم و الأمن الاجتماعي.

5-     أن منظومتنا الثقافية لم تؤد دورها في تهذيب السلوك، و الارتقاء بالحس الحضاري، بما يجعل الفرد مقدرا لقدسية الروح الإنسانية، و لا هي أسهمت عبر المسرح و السينما و المرناة و المذياع، في تقديم النماذج السلوكية المثلى التي تنضج العقول، و تسمو بالروح، و تنفر من اللجوء إلى العنف، و تحبذ التعامل بالحسنى بين الناس.

6-     أن منظومتنا الدينية قد أفلست هي الأخرى خاصة في مجال الوعظ و الإرشاد، حيث لم يعد وعاظنا قادرين على ترقيق القلوب، و تلطيف المشاعر، بما يجعل الناس يتحرجون من ارتكاب الموبقات، و اقتراف الكبائر، و الإساءة إلى الغير، الضعفاء منهم على وجه الخصوص، كالطفل القاصر، و الشيخ الكبير، و المرأة الضعيفة.

7-     أن الوضع السياسي غير المستقر هو الذي يقف وراء هذا التردي و الانحراف، حيث شل الحياة الاقتصادية، فتعذرت الاستثمارات، و انعدمت المشاريع، فتفاقمت ظاهرة البطالة، فاندفع الناس إلى تلمس الرزق بأساليب و طرق غير مشروعة، لانعدام العمل و تعذره بالطرق المشروعة أصلا.

و هذا معناه أن القيادة السياسية الحالية مدعوة بقوة إلى تدارك هذا الوضع المشين، الذي يهدد بتقويض أسس الحياة الاجتماعية في الجزائر، و لا سبيل إلى ذلك إلاّ بوضع حد للصراع السياسي غير المبرر، و بناء مشروع اجتماعي حقيقي، يستجيب لطموحات المجتمع كله، و يجعل على رأس أولوياته استرجاع تلك القيم و المثل السامية، التي كانت تنفخ في الشعب روح التآخي و التراحم، و التي كانت سببا مباشرا في التصدي للاحتلال الفرنسي البغيض.

لا بد لهذا المشروع الاجتماعي أن يركز على بناء الانسان و استعادة الجزائري لإنسانيته التي جرد منها، و أبعد عنها، لأنه برمج على أن المادة هي كل شيء، و ما عداها لا شيء، يجب أن يستعيد الجزائري وعيه الصحيح بذاته و بانتمائه الديني و الحضاري وأنه باعتباره ذلك، لا يحق له أن يعق والديه، أو يهينهما بله أن يقتلهما، ول ا أن يقسو على الصغير أم يهين المرأة و يذلها.

ول ا بد لهذا المشروع الاجتماعي أن يتصدى بكل حزم للعشائرية و الجهوية، و ذلك بالسهر على محاربة أسبابها في المناهج التعليمية، و البرامج الثقافية، و الوسائل الإعلامية، و التصريحات السياسية، يجب أن نرتقي بالفرد الجزائري إلى أن يعتبر نفسه مسؤولا عن الوطن برمته، لاعن جهة أو قبيل.

و لا غنى لهذا المشروع الاجتماعي بأي حال من الأحوال من التركيز على التربية و التعليم و حسن التكفل بها في جميع المستويات حتى يضمن للجزائر تقدما علميا و تطورا تكنولوجيا من شأنه أن يعزز النمو الاقتصادي و يرفع من وتيرة تقدمه و اضطراده، و ذلك من شأنه كذلك أن يُفعّل سوق العمل و يضع حدا للنزيف الاجتماعي الذي تسببت فيه ظاهرة "الحرقة" و يفتح المجال واسعا للعمل المشروع، و بذلك يستغني الشباب عن ترويج المخدرات و الخمور و تعاطيها، أو الاعتداء على الآخرين لسلب أموالهم و ممتلكاتهم بقوة السلاح.

ذلك هو السبيل الأمثل و الأفضل، لوضع حد لهذه الجائحة التي أنهكت العباد و أفسدت الحياة في البلاد...

 

 

قراءة 2458 مرات آخر تعديل على الجمعة, 06 حزيران/يونيو 2014 10:37

أضف تعليق


كود امني
تحديث