قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 27 تشرين2/نوفمبر 2014 16:18

روث الطهر

كتبه  الأستاذ عماد سعد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مررت اليوم بالجامعة بمشاهد لشباب و شابات أخجل من وصفها، و العجب أن الفتيات محجّبات ! و أنا أعلم أنّ ما خفي أعظم، و لوهلة خلتني في دولة أوربية ...و راحت تعصف في ذهني دوامة من الأسئلة :هل هؤلاء مسلمين؟ هل نزلنا إلى هذا الدرك من ذهاب الأخلاق؟ هل هؤلاء هم أباء و أمهات المستقبل ؟ هل ما أرى هم كوادر المجتمع ؟ هل بإسم الحب صاروا عبيد الهوى و النزوات ؟ منذ متى كان الحب يعني التخلي عن الشرف ؟ أليس لهؤلاء أهل ؟ هل هؤلاء فخر لآبائهم و أمهاتهم؟ أيكون هذا و في "حرم" جامعي؟ لماذا صارت الجامعة مرتعا لكل شيء إلا العلم!.... و هل ...و هل ......طبعا لن أتحدث عن استشعار مراقبة الله و الخوف منه و الإيمان بالحساب... لأنه آخر ما يفكرون فيه .....و إن كنت أنحي باللائمة على الفتاة أكثر لأنها الخاسر الأكبر... أقلّها أنّ المجتمع الذكوري سيغفر له بينما سيلاحقها عار الأبد، و لأنها  ستخسر أول ما تخسر احترامها لنفسها و احترام أقرب الناس إليها و احترام من شاركها الجرم، أي ستخسر الأب و الزوج و الولد،فيما أهلها ينتظرون أن تعود إبنتهم بالشهادة ليفخروا بها و ترفع رؤوسهم!.... ناهيك عن الإثم و ما قد يجرّه من جرائم الابتزاز بالصور أو الفيديو أو الحمل أو الإجهاض أو الانتحار....

و إذا كانت هي ستحرص جدا على كتم الأمر و إخفائه؛ فبنفس القدر يحرص هو على إظهاره و التباهي به ...و إذا كانت تعتقد أنها ستصيب الزوج بذلك فقد أخطأت مرتين ...لأن البيوت تؤتى من أبوابها، و لا يلجها من النوافذ إلا اللصوص، و إن أغبي النساء من تحاول إثبات حبها لرجل بالتخلي عن شرفها...لأنه ببساطة سيحتقرها، و إذا سقط الاحترام سقط الحب و الثقة و الزواج من بعد. و إلا كيف يفعل معها مال ا يرضاه لأخته هذا إذا كان رجلا، أما إذا كان يرضاه فإنه ديوث و لا خير فيه، كما أنها ستكون آخر من يفكر فيها للزواج... لأنه سيظن بها الظنون و يقول في نفسه " مادامت فعلت هذا معي، ما المانع أن تكون فعلته أو ستفعله مع غيري!! " و كما هو معروف إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ، و الأغرب أنه سيبحث عن فتاة عفيفة و محترمة لعش الزوجية!!.....و إذا كانت تفعله لهوا و لعبا و إزجاء للوقت فإن أحمق الناس من يلعب برأس ماله....فما قيمة الشهادات، إذا وضعت رأس من أنجبوها و من ستنجبهم في التراب ...و ستكون خريجة الابتدائية العفيفة أشرف منها مليون مرة ...طبعا لن أتحدث عن ضعف مستوى التعليم؛ لأن الجامعة لا تمنحه بدءا أو يمكن تداركه و قد لا تحتاجه أصلا، و الأخلاق إذا ذهبت تعرفون البقية....

أين هؤلاء من النساء العفيفات الحرائر ..اللواتي جلبن احترام الأعداء بطهرهن و عفّتهن...لا أقصد صحابيات بل جزائريات زمن الاستدمار.... كتب أحد الجنود الفرنسيين أثناء الثورة الجزائرية في مذكراته قائلا:"...  لما كنا نقوم بعمليات التمشيط و مداهمة القرى و الجبال للبحث عن المجاهدين كان كل مرة يحزّ في قلبي و يشعرني بالخجل من نفسي ردة فعل النساء، حيث كن يهرولن و يهربن بسرعة البرق نحو إسطبلات الحيوانات عند رؤيتنا، و يقمن فورا بتلطيخ أجسادهن بالروث و فضلات الحيوانات لكي نشمئز منهن عند محاولة اغتصابهن و لا نقربهن بسبب الرائحة الكريهة التي تنبعث منهن بفعل الروث ..حقا صورة لن تغادر ذهني ما حييت و تجعلني أكن احتراما لهؤلاء اللاتي قمن بالسباحة في الروث لأجل شرفهن"اهـ....

هذا و هنّ أميات مكرهات! و تأمّل كيف اهتدين لتلويث أجسادهن بالفضلات ليحفظن طهرهن، بينما في هذا الزمن تزين الفتيات أجسادهن ليضيعن شرفهن و ينجسن طهرهن ... فما بال متعلمات هذه الأيام قلوب أكثرهن كالدُّور الخرِبة كُتب عليها  للبيع أو للإيجار- إلا من رحم الله-!....و لعمري " إذا كانت أمهاتنا الجاهلات هنّ أمسنا الذاهب بلا فائدة، فإن أغلب فتياتنا المتعلمات هنّ يومنا الضائع بلا فائدة" كما قال الرافعي..و ما بال متعلمات اليوم و بإرادتهن يرمين أجسادهن بين أحضان الذئاب ثم يبكين انكسار القلب و خيانة الحبيب و ظلم المجتمع !...و ما بال متعلمات اليوم - و مع سبق الإصرار - يذهبن "لحرم "الجامعة بزينة صارخة كأنهن عرائس ليلة الدخلة، و يلبسن كل ما يشفّ و يصف، و أجسادهن تنادي " هيت لك "، ثم يتساءلن لماذا يتحرّش بهن الشباب أو لا يحترموهنّ ؟ و يشتكين العنوسة و تأخر الزواج! و إذا كان المجتمع - الذي اختلت قيمه - يرى المرأة مجرد جسد فلماذا يطاوعنه في ذلك و هن المتعلمات؟؟!! إن الاحتلال الثقافي أقوى من الاحتلال العسكري،ل أنه يتفشى بنعومة و يخاطب الغرائز المحبّبة ....

و الغريب هو السكوت المريب من الجميع، هل قدّم الجميع استقالته؟؟! أما إنها مسؤولية المجتمع كله، الوالدين في الأسرة بالمرافقة و القدوة الحسنة و مصاحبة أبنائهم في دروسهم و مع أصدقائهم و متابعة التلفاز و الانترنت معهم؛بدل انشغال الآباء بالعمل و الأمهات باللهث في الأسواق، فليست التربية توفير المأكل و الملبس....و في المدرسة بالتربية و التعليم و الأسوة الحسنة و تحبيب الآخلاق و الفضائل إليهم، و ليس تلقين المعارف و السكوت عن الأخلاق...و في المسجد بنصح الآباء بمتابعة أبنائهم و ربطهم بالدين و قيم الفضيلة، و في الإعلام بإيقاف بث برامج الخلاعة و العهر، و عدم نشر أخبار الفضائح و الإشادة بنماذج الانحلال من مطربين و ممثلين و شواذ، و السكوت عن الإصلاح و نماذجه، و بالكف عن تشويه الصالحين، و بالمقابل تقديم القدوات الحسنة للشباب، و الإشادة بمشاريع الخير ...و في المجتمع بإعادة قيم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بدل انكفاء كل واحد على نفسه و لسان حاله "نفسي نفسي" أو " لا يعنيني" أو " المهم تخطي راسي!"،و في الجامعة بربط برامجها و مقرراتها بالأخلاق و الدين، و منع مظاهر الخلاعة بوضع ميثاق أخلاقي يلتزمه الجميع.....و في النظام بالكف عن دعم الانحلال و وسائله و دعاته بالإعلام و الأموال....و إلا فإن مستقبل البلاد و العباد في خطر، و نحن نشهد أخلاق هذا الجيل في انحدار،كما قال شوقي:

و إذا أصيب القوم في أخلاقهم *** فأقم عليهم مأتما و عويلا

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت****فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

...و إلا كما قال الأول:

إن دام ذا و لم تحدث له غِيَر **** لم يُبكَ ميْت و لم يُفرَح بمولود

و لست بهذا أبرئ الشباب الذي انتكست رجولته و خبت غيرته و فشت فيه جراثيم الدياثة، لكني ألوم المرأة الضحية أكثر لأنها تعين على نفسها، و لأنها نصف المجتمع و المسؤولة عن تربية نصفه الآخر....و لست في حاجة إلى التأكيد أن ليس كل فتيات الجامعة كذلك، لأن فيهن العفيفات المحترمات .... لكنهن للأسف - و حسب ما أشاهد - صرن قليلات ؛وسط ذاك البحر المتلاطم من الأجساد العارية و تلك الجموع من النفوس المريضة.....فتحية لكل طاهرة وسط الانحلال و عفيفة وسط الطيش، و متخلّقة وسط الابتذال، في زمن "التقدم" بالعري و العزة بالإثم.

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.">عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

قراءة 1678 مرات آخر تعديل على الجمعة, 24 نيسان/أبريل 2015 08:43

أضف تعليق


كود امني
تحديث