قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 22 آذار/مارس 2014 19:42

هــن السبب !! هموم الشباب

كتبه  الأستاذ عماد سعد
قيم الموضوع
(3 أصوات)

امتطيت الحافلة عائدا من العمل، فجلست بإزاء شاب يضع محفظة أوراق في حجره و يمسك بيديه هاتفا، مكبا على لعبة فيه، و كان يظهر عليه الغضب و الانزعاج.... ففكرت في أن اسبر أغواره، و أعرف ما وراء الأكمة، لعلي أسرّي عنه، و بعد دردشة لطيفة عرفت سبب غضبه، و هو أنه لم ينجح في مسابقة الأساتذة الأخيرة، و السبب في رأيه لخصه بالقول " هن السبب"، فكان هذا الحوار بعد أن نقلته من عربيته إلى عربيتنا.

قال رفيقي في السفر: تخيّل أنّ نسبة الذكور المتقدمين للمسابقة في ولايتنا لم تتجاوز 15% ، و مع ذلك نسبة نجاحهم لم تتعدّ 07% ! قلت :لعل شروط المسابقة لم تتوفر فيهم و حازتها الفتيات ؟

قال: - و الغضب يعلو محياه – كلا ! إن الممتحنين يفضلون الفتيات لأسباب شخصية و أخرى سياسيّة !... لقد تحولت الذكورة فينا إلى لعنة، فبسببها تفضّل علينا زميلاتنا خاصة الجميلات، و بسببها نؤخّر عن العمل عامين على الأقل جبرا؛ بسبب الخدمة الوطنية، لست ضد خدمة الوطن؛ و لكني ضد قصرها على أبناء الفقراء و من لا جاه لهم، فيما " أبناء الكبار"يسيحون في ما وراء البحار، ثم بعد أن ينجوا منها معافين، يجدون دفعات بعدهم يعملون و أغلبهنّ فتيات- شهادات نجاح بعضهم "لا تزال ساخنة" - ! و إني و الله لا أشك في أن الدولة تفعله عمدا، حتى " تؤنث" الوظيف العمومي.  قلت :و لمَ قد تفعل ذلك ؟ قال: إن المرأة صبورة و مسالمة بطبعها، و تقنع باليسير، و قلما تلجأ إلى الخصومة و التصعيد للمطالبة بحقها، و إن وجد بينهن جريئات في الحق و لا يسكتن على الضيم، فهن قلائل و لا يحركن الجموع المؤثِرة للسّلامة، فنادرا ما ترى امرأة في مظاهرة. حتى أن أغلب المنادين بحقوق المرأة في العالم هم رجال !

قلت:يستقيم هذا لو تساوى الذكور و الإناث المتقدمون للوظائف ! فبلغة الأرقام: الفتيات أكثر، فإني أعرف أربعة من ستة أصدقاء تزوجوا حديثا رزقوا فتيات، كما أنّ الذكور - على قلّتهم تلك - أكثر عرضة لأسباب الموت في البحار و حوادث السيارات و العمل و الإدمان، مضافا له أن "التسرب المدرسي"في الذكور أكثر، و منه تكون نسبة الناجحات منطقية جدا.

قال: لقد تعددت إليهم أسباب الموت بسبب الظلم و القهر، ثم كيف لا يكون "التسرب" فيهم أكثر و الولد يضطر إلى العمل ليشتري أدواته المدرسية و ملابسه، وبعضهم يشارك في إعالة الأسرة، و فيهم من يستغني بمال أبيه عن الدراسة ؟ أما من يكابد منهم و يصل إلى المتوسطة أو الثانوية فلا يمكنه الدراسة و هو المراهق المندفع فيما يرى زميلاته كعارضات الأزياء، إن لم أقل شيئا آخر...و هن مع ذلك أحرص على الدراسة هروبا من عمل البيت و قيوده، و أملا في المكانة و التحرر...قلت:و لكن هذا المراهق عليه بعض المسؤولية في ذلك، لإنفلاته و إطلاقه العنان لعينيه. قال : أيمشي مغمض العينين مثلا ! إن المغريات حوله كثيرة، و هو مراهق لم تستحكم مداركه بعد حتى يتحكّم بنفسه، ثم هن لو كنّ محتشمات لما طاوعنه، بل و لا تجرأ أن يتعرّض لهنّ.. فقاطعته: لعل هذا بعض معاني الحجاب المرادة بقوله تعالى:"ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ".

واصل رفيقي: إن توظيف الشابّ منا يرجع بالفائدة عليه و على الأسرة و على المجتمع و على الدولة و على المرأة أيضا، فإنّ الشاب الموظف سينشغل أغلب النهار؛ و بالتالي ستقل المشاكل الاجتماعية التي تنشأ بسبب الصحة و الفراغ، كالتحرش و السرقة و الإدمان و الحرقة و..و.. ثم سيتزوج و يحصّن نفسه و امرأة معه، ثم سيعيل أسرته تلك و أسرته الكبيرة أيضا، و في هذا النفع للمجتمع و للدولة من بعد.... بينما توظيف المرأة فنفعه - غالبا- مقتصر عليها، على المساحيق و الألبسة و..و غيرها من مسارب التبذير، و لا يتعداها إلى أسرتها إلا قليلا، أليس الأفضل لهؤلاء النسوة و للشباب و للأسرة و للأولاد و للمجتمع و للدولة من بعد أن لو وقرن في بيوتهن، على الأقل في هذه الظروف التي تنتشر فيها البطالة بدل أن يزاحمن الرجال على الوظائف، فيما قدّمن استقالتهن من أهم وظيفة و هي "الأمومة"، و التي لا يستطيعها عشرات الرجال... لماذا لا تنظر المرأة و المسؤولون إلى الأمر من هذه الزاوية ؟.....أرأيت فإن الأمر حيثما قلّبته وجدت للمرأة يدا فيه بشكل أو بآخر...و أخشى أن يأتي علينا زمان نطالب فيها بنظام " الكوطة " للرجال في المناصب والوظائف، و ربما نلجأ إلى إنشاء "جمعيات حقوق الرجال " مستقبلا !

قلت: العظماء أنفسهم يقولون " وراء كل رجل عظيم امرأة " فيما أنت تجعلهن سبب مشاكل الرجال و المجتمع و الدولة أيضا...قاطعني بتهكم: ذاك كان قديما ؛ أما الآن فلو قالوا "وراء كل مشكل عظيم امرأة "لما أبعدوا، إبحث و ستجد أن وراء كل شاب "حراق" أو مدمن أو منتحر أو مسجون امرأة، و ستجد وراء كل أسرة تفككت أو والدين رُميا بدار العجزة أو أبناء يتّمو أو عراك الجيران و قطع الرحم امرأة، و ستجد امرأة وراء عزل أو استقالة قادة العالم، أليس قد حصل ؟! ثم أليس وراء خروج أبينا آدم عليه السلام من الجنة امرأة ؟ ! قالها و هو يقهقه بسخرية، كأنه وجد الدليل القاطع.

قلت :أما هذه فمن "الإسرائيليات "التي فنّدها القرآن تصريحا و تلميحا، ثم إنك تبالغ في كل ما أتيت،لم يبق إلا أن تقول :إن وراء الحربين العالميتين امرأة !! قال :لا أستبعد ذلك ! و أظنهم لو فتشوا جيدا في المصائب عبر التاريخ لوجدوا خلفها نساءً ! ثم أليس في الحديث :"إن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء "!

قلت: ستغير رأيك بعد أن يذهب عنك الغضب، و تعود إلى البيت لتجد أمك الحنون – و هي امرأة- لتربّت على كتفك، و تدعو لك بالنجاح في المرة القادمة، و ستنسى معها ما لقيت في يومك هذا، ثم إنك لا تدر أين يكون الخير .....و هنا توقفت الحافلة فنزلتُ ؛ فيما عاد رفيق سفري إلى لعبته، يفرغ فيها ما تبقى من غضب....

قراءة 2305 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 20 تشرين2/نوفمبر 2018 15:13

أضف تعليق


كود امني
تحديث