قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 22 آب/أغسطس 2021 09:44

مـــا الذي غــــيّـر هـــــذا الجيل؟

كتبه  أمال السائحي ح.
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يتساءل الآباء  و الأمهات عن تمرّد أبناءهم و كسرهم قيد الطاعة المنشودة، يتساءلون لماذا عاد أبناؤهم على هذه الشاكلة التي خالفوا بها ما فرضه ربّ العباد من طاعة واجبة للوالدين و احترام مفروض للكبار و لأولى العلم، و يتساءلون: كيف و لماذا أصبح جيل اليوم بهذه الشخصية المتمرّدة، شخصية كلها بذاءة و تعنت و نكران للجميل، و راح الكلّ يتساءل بحدة عن هذه الظاهرة الطارئة التي استفحلت في بيوت و أسر كثيرة، حتى بتنا نجد الأم و الأب يشتكيان من سوء معاملة أبنائهم لهما، و ليس هما فقط، بل حتى الأهل و الأقارب و الجيران..

في وقت مضى كانت الأسرة تنعم بالكثير من التفهم و الحب و التقدير من طرف أبناءها، كان الوالدان أو الجد و الجدة أو الأخوال و الأعمام، يحتلون مكانة و يحظون باحترام و حب و تقدير من طرف الأبناء و الأحفاد، و حتى الجيران كانوا يحظون بتقدير كبير، و لكن هذا الجيل صارت تغلب عليه البذاءة، خاصية التشدق بالكلمات النابية، و أعطى لنفسه الحق في الانتقام بكل الوسائل المتاحة له، و لا يهتم مطلقا للكيفية و الطريقة، التي ينفذ بها انتقامه و من الملاحظ كذلك أن الكثير من الدورات التدريبية في التنمية البشرية جلها عن موضوع الأطفال و التمرد، الأطفال و عدم الرغبة في التمدرس، الأطفال و العنف الأسري، و كلّ ذلك لا يشير إلى مجرّد وجود هذه الظاهرة، بل يؤكد تفاقمها و استفحالها، فإلى ماذا يرجع الخبراء هذه الظاهرة الخطيرة التي أرّقت المجتمع، و شغلت الناس العام و الخاص منهم؟ :
بديهي أن يعرف من خَبِر السلوك الإنساني، كالباحثين الاجتماعيين، و الخبراء النفسيين، و المربين، أن كل شيء له أسبابه و دواعيه، فلاشيء يأتي من فراغ، أو يولد من عدم، فبم يعلل هؤلاء الخبراء السلوكيون انهيار المنظومة الأسرية؟ و ما أسباب هذه الظاهرة التي عمّت و طغت؟
هناك عدة عوامل يركز عليها الخبراء عند حديثهم عن وجود هذه الظاهرة و الأسباب المسئولة عنها، و أهمها في نظرهم هي:
طبيعة التربية السائدة في الأسرة و مدى قربها أو بعدها عن الصّحّة مضامين المناهج التعليمية و مدى احتفائها بالمساهمة في التمكين للقيم النبيلة في عقول و نفوس المتعلّمين مدى مساهمة هياكل الثقافة من مراكز ثقافية و مسارح و سينما و إذاعة و تلفزيون في الترويج للقيّم السليمة في المجتمع صراع القيم بسب الغزو الثقافي و الذي تفاقم تأثيره بفعل الوسائل التكنولوجية المتطورة الحديثة الصراع السياسي و ما ينجم عنه من صراعات حتى داخل الأسر.
و لكن يبقى التأثير الأقوى للعامل الذي أوردناه أوّلا، و الذي نلخصه في:
سوء التربية:
في بعض الأسر نجد أن الوالدين ليس لديهم فهم صحيح لمعنى التربية، إمّا بسبب الأمّية و الجهل، أم أنهم غيرتهم العولمة قبل أن تغير أبناءهم.. و ذلك بتعليم الولد أو البنت التربية الخاطئة في الرد على أبناء الجيران، أو من يكبرونه، بما لا يليق، و يشجعونه على ذلك، فيمجدونه و يجعلون منه الولد الشاطر و الذكي في العائلة… فهذه كذلك قيم خاطئة و تجعل منه في النهاية إنسانا متهورا مع من يعرف و مع من لا يعرف..
كذلك يوجد من الآباء و الأمهات من يقلل من نفسه و ينتقدها على مرأى و مسمع من الأبناء، فتراه عندما يخطئ يصف نفسه بأسوأ الصفات و النعوت التي تبقى راسخة في ذهن أبناءه، لتجد الأبناء بعد ذلك يوظفونها لصالحهم في حالة الغضب.
في بعض الأحيان نجد المربي غافلا عن أبنائه في كل شاردة و واردة، و بسبب تهرّبه من أسئلتهم، يدفع ابنه دون علم منه إلى أن يلجأ إلى أقرانه أو جيرانه أو شبكات التواصل ليشبع فضوله، فيعطى الجواب الذي قد لا يناسب سنه، أو الجواب الذي يكون فيه هلاكه…
كذلك نقطة هامّة و هي لجوء المربي للمربي إلى القسوة المفرطة عند التعامل مع الطفل إبنا كان أو تلميذا، في كل حال و مآل، و هذا ممّا يدفع بالطفل إلى التمرد، فالقسوة و العنف لا يأتيان بخير. فضلا عن أن ذلك ممّا يفتح المجال لأصدقاء السوء للتدخل و التحول إلى طرف مؤثر في سلوك الطفل، و يفتح المجال إلى تعنت الطفل، و يدفعه إلى ركوب رأسه و شقّ عصا الطاعة.
و إذن تلك هي بعض النقاط التي يمكن أن يتجنبها آباء و أمهات هذا الجيل، و لابد لهم أن يضعوا نصب أعينهم ما يترتب عليها من آفات اجتماعية خطيرة، رغم أنّ مراعاتها أمر صعب المنال، و لكن من الجميل أن نحاول دائما، و من الجميل أن ننظر إلى أنفسنا على أننا بشر نصيب و نخطئ، و نعود أدراجنا..بالكلمة الطيبة، و بالتضرع إلى الله بالدعاء في الشدة و الرخاء…
فهل بعد هذا التساؤل و الحيرة نظل نتعامل مع أطفالنا بنفس الأسلوب و الوتيرة في التربية أنا على يقين أنكم معي في أنه أمر لا يليق و أذكّركم و نفسي بالآية الكريمة: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَ لَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}.
و صدق رسول الله صلوات ربي و سلامه عليه في الحديث الذي قال فيه: ((ما دخل الرفق في شيء إلاّ زانه، و ما نزع من شيء إلاّ شانه)).

الرابط : https://elbassair.dz/15090/

قراءة 658 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 25 آب/أغسطس 2021 09:34

أضف تعليق


كود امني
تحديث