قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 27 تشرين1/أكتوير 2013 20:58

إنهم ضحايا .....فلْنَلُم أنفسنا

كتبه  الأستاذ عماد سعد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

وقفت على شجار قد انفض بين تلميذتين خارج إحدى الابتدائيات؛ فسمعت من ألوان السباب و الشتائم ما تندّيت له عرقا، بنات في عمر الزهور يتفوهن بكلام بذيء أوقن أنهن لا يفقهن أغلبه، تُرى ما الذي جعل أخلاق هذا الجيل في الحضيض؟ طبعا الكل يتدافع التهمة، من البيت إلى المدرسة إلى المسجد إلى الإعلام و انتهاءا بالشارع.

في رأي إنه افتقاد القدوة الإيجابية، فالأطفال في هذه الحال غير ملومين لافتقادهم الوعي، فهم مرآة عاكسة لثقافة مجتمعهم، فإن الولد و عمره لم يتجاوز أصابع يده الواحدة تجده يتمثل صفات الكبار و يحاكي أقوالهم، و تقول بعض الدراسات أن قناعات الطفل تبدأ في التكوّن عند سن السابعة، لعل هذا ما يفسّر حديث النبي صلى الله عليه و سلم "علموهم الصلاة لسبع..."، فالطفل بحاجة لمن يرافقه لا من يراقبه، لذلك فهم محتاجون إلى القدوة، و القدوة الأبلغ تكون بالأفعال لا الأقوال، فما أجمل ذلك المشهد حين يمضي الأب مع ابنه إلى المسجد و في الطريق يجيب عن أسئلته التي تحاول فهم العالم من حوله؛ ليصحّح و يوجه و ينقش لديه العقيدة و يغرس القيم بالفكرة و أختها، و إذا مرّ بمتسول مثلا يدع ولده يعطيه الصدقة....و بالمقابل أين هذا من ذاك الذي يأتي الطارق ليسأل عنه فيطلب إلى ابنه أن يخبره بأنه ليس في البيت، فليس يجدي بعدها أن يحدثه عن حرمة الكذب و شناعته! و ليس يقلّ عنه سوءا ذاك الذي ينصح ابنه بعدم الاقتراب من التدخين و الدخان يتصاعد من منخريه! إن فعله يلعن قوله، و ليس أظلم ممن عقه ابنه أو رأى منه سلوكا شائنا فدعا عليه، هلاّ دعا له بالهداية فيفلحا معا بدل أن يشقيا معا، كما قال الأول :                      

أرضى على ابني إذا ما عقني حذراً *** عليه أن يغضب الرحمن من غضبي

قد يقول قائل إنني لا أستطيع أن أكون قدوة لابني لتقصيري و قلة علمي و...و ..نقول: فقط لا تجعل أفعالك تكذب أقوالك، ثم إن لم تكن أسوة حسنة فاجعله يتعلّق بقدوة..سأل معلم تلاميذه مرّة:ماذا تريد أن تكون عندما تكبر؟ فكانت إجاباتهم :معلم، طيار، لاعب كرة، طبيب....إلا واحد أجاب:أريد أن أكون صحابيا ! انفجر القسم بالضحك إلا المعلم الذي سأله: و لماذا يا بني ؟ فقال:لأن أمي أخبرتني أن الصحابي مسلم يحب الله و رسوله، و أنه شجاع و يسعى لمساعدة الآخرين...فلم تكن أمه صحابية حتى حبّبته بالصحابة؟ إنما أخلاقها كأخلاقهم، هذه التي قصدها شاعر النيل بقوله "الأم مدرسة " لا تلك التي تلقي ابنها في الحضانة أو الروضة و لا تراه إلا عندما تعود منهكة قبيل المغرب، ففي صباح كل يوم يتوجه الأب يمين النهار و تتوجه الأم شماله بعد أن يسلِموا الابن للمربية، فينشأ الابن يتيما لآباء أحياء، كما قال شوقي:

ليس اليتيم من انتهى أبواه مِن *** همّ الحيــاة وخلّـفــاه ذلـيــلا

إن اليتيم هـو الذي تلقى له *** أمًّـا تخـلّـت أو أبــا مشغــولا

ما الفائدة من إنجاب أبناء ثم إهمالهم؟ فيشقى الأبناء و يشقى آباؤهم بهم، فبعض الآباء - سامحهم الله- لا يعرفون أبناءهم! و أعني المعرفة النفسية و الفكرية، حتى إذا صار مراهقا و رأوا منه تصرفات لم يألفوها، راحوا يتساءلون لقد تغيّر ؟ لماذا صار هكذا ؟ من أين جاءه هذا الخلق؟ فيما كنتم مشغلين باللهث وراء متع الحياة تحت شتى المبررات تكفّل الشارع و التلفاز و الانترنت و الرفاق بتعليمه ثقافة غير التي تريدون.

فالأم على الحقيقة تلك التي تربي لا التي تلد و كذلك الأب،و التربية لا تقتصر على المأكل و المسكن و الملبس فهي مع ذلك و قبله و بعده الشعور بالأمومة و الأبوة، ثم نتساءل لماذا انتشر عقوق الوالدين بهذه البشاعة ؟ حتى صرنا نقرأ قصصا للعقوق كنا نظن أن مجتمعنا بمنأى عنها، و نجد الإجابة في القرآن الكريم، فإن الله عز وجل قد أوصى الأبناء بآبائهم في حين لا نجده أوصى الآباء بأبنائهم إلا في آية الميراث، و الحكمة كما يقول العلماء :أنّ حب الآباء للأبناء طبع أي فطري و المحب حريص على محبوبه فلا يحتاج معه إلى توصية، بينما حبّ الأبناء للآباء مكتسب أي معاملة بمقابل فاحتاج التوصية.... بتعبير آخر إذا أردت أن يبرك ابنك فبره أنت أولا، و قد أشار القرآن إلى ذلك إشارة لطيفة بقوله:"و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا" فكأنه ينبّه الوالدين أن برهما على كبر هو في مقابل و نتيجة تربية ابنهما في الصغر، فإذا عرفنا هذا فلا نستغرب تشرد الآباء و كثرة دور العجزة في أيامنا، فما هي في الحقيقة إلا "الروضة" و قد كبرت و هرمت فكان روادها كبارا هرمين، لم يأتوها بإرادتهم كما ذهبوا بأبنائهم إلى الروضة فوق إرادتهم. و لا تنتظر بعد ذلك برا ممّن رأى والده يلقي جده في دار العجزة، و إن كان هذا يفسّر حصول العقوق و لا يبرّره بالمرّة، و إلا فإن برّ الوالدين واجب و لو كانا كافرين.

و لنختم بمثال للقدوة السلبية، يحكى انه خرج رجل و امرأته و ابنه في رحلة بالسيارة, و أثناء خروجهم رأى الولد عمارة شاهقة فسأل في دهشة : ما هذا يا أبي ؟ الأب: لا أدري, ثم مروا على حديقة حيوانات فقال الطفل: ما هذه يا أبي ؟ أجاب الأب: لا أدري, ثم مرّوا على مسبح و ملعب و.. و الابن يتساءل كل مرّة و الأب لا يزيد على ما تقدّم. و هو في كل ذلك لا يكلّف نفسه عناء النظر إلى ما يشير إليه ابنه، أما الأم فلم يكن لها أن تتحدّث في حضرة رب الأسرة؛ لأنه علّمها أنه "إذا حضر الماء بطل التيمم" فقالت الأم: اسكت يا بني لعلك أزعجت أباك! قال الأب: لا لا! دعيه يسأل حتى يتعلّم !!

في الو .م .أ يوجد قانون يعطي الحق للدولة أن تأخذ الأبناء من الآباء الذين عجزوا عن تربيتهم أو كانت سلوكاتهم سيئة (مفلسين أو مدمنين أو شاذين أو...)،و لسان حالهم "إذا فسدت أيها الوالد فليسلم مستقبل البلاد".فما أحوج بعض الآباء عندنا إلى المنع من الإنجاب أو الحرمان من الأبناء حفاظا على مستقبل البلاد و العباد.... عماد سعد

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.">.عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

قراءة 2390 مرات آخر تعديل على الأحد, 26 آذار/مارس 2017 17:46

أضف تعليق


كود امني
تحديث