قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 26 كانون2/يناير 2014 11:59

التكافل الاجتماعي والترابط الفكري السلوكي

كتبه  د. صفية الودغيري
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يؤسس التكافل الاجتماعي في الإسلام بناءً فكريًا متكاملاً، شاملاً لمنظومة أخلاقية تلبي حاجات الإنسان، وتربط الفرد بالمجتمع بوشائج متينة، تؤلف بينهم بصلات الولاية تتحقق بالتعاون، و الإشراف، و المساندة، و التكافل المشترك، وفقًا لما وصف الله به أحوال المؤمنين و المؤمنات فقال: {وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَ يُطِيعُونَ اللهَ وَ رَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (سورة التوبة: 71)؛ لإخراج جيل قوي، متماسك بين أعضائه، كما وصفهم الرسول صلى الله عليه و سلم فقال: "مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم، كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى و السهر".

ولإخراج جيل يتحمل المسؤولية المشتركة في الإصلاح و إحداث التغيير، و تهذيب النفس و تزكيتها، و حفظها، و رعايتها، و وقايتها، و إرشادها ..
و جيل يدرك حقيقة التكافل في توحيده بين المجتمعات الإنسانية -على اختلاف أجناسها، و لغاتها، و ألوانها، و ثقافاتها- بمبادئ تحفظ لكل مجتمع كرامته الإنسانية، و تحمي حقوقه، و حرياته الخاصة، و تحافظ على كيانه المستقل، و قيمه و مبادئه، و أسس دينه، و هويته ..
و تربط بينهم برباط المودة و الرحمة، و تبادل المنافع المادية، و المعنوية، و العلمية، و الاقتصادية، و السياسية، كما أقر قواعده الحق سبحانه فقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَ أُنْثَى وَ جَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَ قَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (الحجرات: 113 ).

و هذا التكافل بشمولية مقاصده هو ما نحتاجه اليوم لحل مشاكلنا، و لمواجهة تحدياتنا المعاصرة، و مكافحة ما يهددنا من المخاطر، و من أشدها أن يفقد جيل الحاضر ارتباطه بالعلاقة المتبادلة بين الأغنياء و الفقراء، و بين من أغرقوا في الملذات و الشهوات و من أغرقوا في الحرمان من متاعها، و بين من أسرفوا في التنعم بالترف و الرخاء و من أسرفوا في الزهد و الإملاق، و بين من أتيحت لهم الحياة المرفهة الراضية و من أتيحت لهم الحياة العسيرة البائسة، و بين من تقلبوا في النعمة السابغة و العيش الهادئ، و من تقلبوا في المحنة وشدة البلاء، و بين من جمعت بين أيديهم الآمال العراض و الأحلام السابحات، و من جمعت بين ايديهم الآلام الملمات و الجراح النازفات..
و أن لا يحس هذا الجيل بآثار تصرفاته على من سيأتي بعده من أجيال، و لا يعبأ بما يهدد مستقبله، و لهذا نبه الإسلام لمراعاة هذا النوع من التكافل، و وجه الحق سبحانه خطابه لتحقيق هذا التضامن في كثير من النصوص فقال: {وَ لَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَ بِيَعٌ وَ صَلَوَاتٌ وَ مَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسمُ اللهِ كَثِيرًا} (الحج: 40)، و قال تعالى: {وَ الَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَ لإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَ لاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا} (الحشر: 10).

فالواجب يحتم علينا أن نجدد العلاقة فيما بيننا، و نراعي مصالحنا و مصالح أجيال المستقبل، و نصل ما انقطع  بيننا من أسباب المودة و المحبة، و نجمع ما تفرق من شملنا، فقد فرطنا في حقوقنا و قصرنا في واجباتنا، و قطعنا ما بيننا من صلات الإخاء، و ما بيننا من صلات إنسانية، حتى خلا كل منا  إلى نفسه، و تخلى عن مجالسة أهله، و أقربائه، و جيرانه، و إخوانه، و اكتفى كل منا بخدمة مصالحه و جلب منافعه، فلا يلتفت إلى شؤون من حوله، حتى تعبث بنا الشيخوخة يومًا بعد يوم، فتفنى أحاسيسنا، و لا يتبقى منها إلا أشياء يفترق لأجلها الناس بعد اجتماع، حين يستأثر بهم الرياء، و التجمل، و التكلف بحظ وافر، حتى إذا جد الجد و افتقدتهم لم تجد عندهم إلا الحزن، و اليأس، و خيبة الأمل، و إذا تلمست خطاهم لم تجد إلا سراباً يحسبه الظمآن ماءً..

و الواجب يحتم علينا أن نحيي عادات حسانا، حرمتنا من متعة المكاتبة، و التزاور، و اللقاء المباشر الذي يضمنا بضمات الشوق، حتى صرنا لا نلتقي إلا لقاء الغرباء، و لا نتواصل إلا وصلاً يشوبه الجفاء، فسقطنا في هوة سحيقة، لا سبيل إلى عبورها إلا إذا تجاوزنا أسباب القطيعة، و تعودنا أن نتجنب فيما بيننا من صلات ما من شأنه أن يخزينا، و أن ننتقل بالإنسان من ترابط يصله بنفسه و ذاته، إلى ترابط محكم يصله أولاً بأسرته بصلات التشارك في تحمل المسؤولية، و في أداء الحق و الواجب، و توزيع مسؤوليات الرعاية داخل البيت و خارجه بين الرجل و المرأة، بما يضمن قيام أسرة متعاونة متآلفة "فالرجل راع في بيته و مسؤول عن رعيته، و المرأة راعية في بيت زوجها و مسؤولة عن رعيتها"، و يصله ثانياً بمن هو خارج محيط بيته و أسرته، بصلات الالتزام الذي تمتزج فيه المصلحة الفردية بالمصلحة العامة، و يتضامن الأفراد فيما بينهم في حمل أثقال الحياة، و النهوض بأعبائها، و يتحركون بروح تضامنية، تحتم عليهم الالتزام بالنظام العام، و حفظ الحرمات، و كفالة الحقوق، و الحريات المشروعة، و تجنب ما يسيء للآخرين أو يعطل مصالحهم..

و قد رسخ الإسلام هذه  الصورة التكافلية، و وضع قواعدها الرسول -صلى الله عليه و سلم- في أمثلة يحتذى بها في حفظ النظام العام للمجتمع و أفراده، منها قوله: "مثل القائم على حدود الله و الواقع فيها، كمثل قوم استهموا سفينة فصار بعضهم أعلاها و بعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا هذا خرقا و لم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم و ما أرادوا هلكوا، و إن أخذوا على أيديهم نجوا و نجوا جميعا ".

و نحن كذلك علينا أن نتمم هذا البناء التكافلي ليحتذي بنا جيل المستقبل، و أن نخلف لمن سيأتي بعدنا آثارنا، لنشعرهم بأننا خلقنا للتضامن و التعاون على حماية مواردنا، وما نمتلكه من طاقات الحياة، و نضع النبات و السماد الطيب في تربة تمتد جذورها و تتشابك أصولها بفروعها، و نشق لهذه الأمة طريقًا يصل خطى الأجيال في صورة إنسانية مثلى للتكافل الشامل يضم قلوبهم بالود، فتهفو أرواحهم شوقاً للقاء..

المصدر: المركز العالمي للوسطية 

مأخوذ عن موقع:

http://www.veecos.net/portal/index.php?option=com_content&view=article&id=9764:2013-06-04-22-59-25&catid=231:family-society&Itemid=316

قراءة 1864 مرات آخر تعديل على الأحد, 05 تموز/يوليو 2015 09:23

أضف تعليق


كود امني
تحديث