قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 19 آذار/مارس 2015 08:04

معنى أن تكون فلسطينيا......(1)

كتبه  الأستاذ عماد سعد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بعد العدوان الأخير على غزة كان لي حوار مع صديق فلسطيني على صفحة الفيس بوك، جاء فيه:

قلت لصديقي الفلسطيني : أتعلم ! أحيانا أحسدكم لأنكم فلسطينيون.

قال: ليس الأمر بتلك الروعة.

فقلت:صدقني لو لم أكن جزائريا لتمنيت أن أكون فلسطينيا.

قال : إننا لم نختر جنسيتنا، فلا أحد في العالم اختار البلاد التي ولد بها، إنها مثل الجنس و اللون و الزمان و الوالدين و كثير من الأمور التي لا يد للمرء فيها... و لا تظنّ أننا نتذمر من ذلك أو نتسخّط، على العكس إننا نفخر بذلك،لا بل إننا نراه تكليفا لا تشريفا..."و من لم يكن فلسطينيا فبإمكانه أن يكون مع فلسطين".

فقلت: لكن أن تولد فلسطينيا فهو أمر مختلف.

صمت قليلا ثم قال:نعم أن تكون فلسطينيا فهو أمر مختلف...و لكن بأي معنى ؟ إنّه يعني أن تعيش ـ إضافة إلى مشاكل الناس العادية ـ الذل و التشريد و الظلم و الخوف و الحنق و القهر و الإحباط و نكران الذات و تجاهل المشاعر، و أحيانا تتجرعها كلها في يوم واحد، و يعني أن تدوس على جراحك لتكمل النضال، و أن تصاب بأمراض عديدة منها الحزن الدائم و الغضب المستمر و الغربة المتواصلة و أن تتجرع الذل في الداخل على المعابر،"و تمتهن كرامتك في الخارج و تنتظر بكل مطارات و معابر و موانئ العالم لأنك فلسطيني، و تحرم من دخول 136 دولة لأنك فلسطيني"، و أن تقضي السنين لتبني منزلا يجمع بقايا أسرتك ثم تراه يتهدم أمامك في ثواني، هذا إذا لم يصر قبرا لك أولهم...أن تكون فلسطينيا يعني أن تعشق وطنا لم تره كاملا إلا على خريطة، و أن تحارب نيابة عن أمة لا تسندك لا بل إن بعضها يتآمر عليك، و أن تجد الكل يتاجر بقضيتك بدأ بأبناء جلدتك، و أن تكون فلسطينيا يعني ألا تعيش لنفسك وسط عالم أناني جشع...و أن تعيش مضحيا من أجل حلم بوطن...أن تكون فلسطينيا يعني أن تحب فلسطين بثمن أقلّه حياتك؛ فيما يحبها الجميع مجانا؛ و أحيانا يأخذون على حبهم أثمانا إذا صاغوه في كتاب أو ديوان.. و أن تكون مستعدا للتضحية بكل ما تملك، بدءا بمشاعرك و أحلامك و انتهاء بحياتك و أسرتك، فقد يحدث أن تولد و لك خمس عشر أخا و أختا، ثم تعرف أن منهم الشهيد و الأسير و المفقود و المنفي و المقتول في غارة أو قتال، و البقية هم مشاريع للأسر أو النفي أو الفقد أو القتل...تتصفح وجوه من تبقى كل صباح و أنت تدافع ذلك الخاطر الذي يقول لك : ترى من منهم أراه لآخر مرةّ... ففي فلسطين لا يكاد يمر يوم دون أن يؤسر فيه أحد أو يستشهد، لذا لا يوجد بيت ليس منه شهيد أو أسير ...أن تكون فلسطينيا يعني أن تعيش حالة من الحنين الدائم لكل شبر حدثك عنه أجدادك، و تعيش على شوق أزلي و غربة دائمة و حزن دائم لوطنك المغصوب.... أن تكون فلسطينيا هو أن تنزل الدمعة على خدك و لا تجد من يمسحها، و أن تموت كل يوم في أحبابك و أن تتعلم فن الانتظار منذ صغرك، تنتظر فك الحصار، و مجيء المساعدات، و انعقاد مجلس الأمن أو الجامعة العربية، و إيقاف الحرب و نتيجة المفاوضات، و الوقوف في الطوابير، و عودة الكهرباء، كما تنتظر عودة أحلامك التي طيرتها القنابل و الطائرات....و في غمرة كل تلك المآسي و الأحزان يخالجك ذاك الشعور بالفخر فيجتاحك و يملأ كيانك، فتسير منتصب القامة مرفوع الهامة مزهوا بأنك فلسطيني.

قلت: صحيح أن بلدك تمزق و لكن كل البلاد العربية و الإسلامية هي بلادكم ...و فلسطين هي بلاد كل العرب و المسلمين.

ضحك و قال :قاس جدا أن تتواجد بكل الأوطان و لا يكون لك وطن، أو أن تعيش على أشلاء وطن، أتعلم لقد عكست قضيتنا مع عدونا فبعد أن كان غبارا تتوزعه الأمم تجمّع هو و شتتنا ...هل تصدق لو قلت لك أن الفلسطيني يحتفى به في أمريكا الجنوبية و بعض البلدان الأجنبية أكثر من كثير من الدول العربية و الإسلامية ! إن غربته مضاعفة فهو غريب في بلاده و بين إخوانه و مع الأجانب...و ما يحزّ في النفس أكثر أن يتبرّم بك الشقيق و القريب...

فقلت:إن الأنظمة العربية لا تمثّل شعوبها لأنها لم تختارها، فهي إما دكتاتورية أو عميلة أو كلاهما...

فقاطعني:و الفلسطيني مضطر أن يتحمّل الذل من هذا و ذاك لأن أوراق قضيته في أيدي إخوته و أعدائه، و عليه أن ينسى ظلم أشقائه لأنه يحتاجهم مستقبلا....و لو كان أولئك الذين ضاقوا بالفلسطينيين يسمعونني لذكّرتهم أن الفلسطينيين لم يختاروا التشريد من وطنهم، و لم يختاروا الاحتلال لبلادهم، إنهم حتى لم يستشاروا في اختيار عدوهم، كما أنهم لا يريدون القرار في بلدانكم، إنهم لازالوا إلى اليوم يطلقون على مساكنهم مخيمات رغم أنها أكبر من بعض القبائل و المدن، كما أنهم مثلكم يحبّون بلدهم و يرونه أروع بلد و أغلى بلد و أحلى بلد .......هذا إذا كانوا يرون قضية فلسطين خاصة بنا، و إلا فإننا نرى أنفسنا نقاتل هنا نيابة عن أمة بأكملها....

قلت : قلت لعل الاجيال القادمة تكون أوعى بالقضية الفلسطينية!

قال:هذا أخطر ما يهدد قضيتنا، فقد نجح العدو في تقزيمها منذ جعلها فلسطينية، فبعد أن كانت قضية كل المسلمين في العالم، جعلها بدءا قضية عربية، ثم صيرها قضية فلسطينية، و هو يريد أن يجعلها قضية فصيل بعينه، و ربما سنسمع يوما أنها شأن داخلي بالكيان الغاصب.

قلت له:و مع ذلك فالعرب و المسلمون يحبونكم و يبكون لبكائكم و يحزنون معكم و يدعون لكم دائما.

قال :أتعلم إن أكثر ما يقهرني هو شعور الشفقة من الأقارب و الأشقاء العرب و المسلمين، فإضافة إلى أنه لا يقدّم شيئا، فإنه أقسى عندي من شماتة الأعداء، إنه يجعلك تشعر و كأنك عالة على الجميع كولد معوق أو مجنون .... أتعلم إننا شعوب عاطفية، مرة كتب أحدهم: لو كانت فلسطين بحدود بلدنا لحررناها.... هل قرأت أثقل من هذا؟ ضمنيا هو يتهمنا بالتقصير و التخاذل....بينما بلاده ترزح تحت حكم العسكر و يسيرها الأجنبي منذ استقلالها، هلا حرر نفسه ! هل يظنوننا قصرنا في الدفاع عن فلسطين؟

قلت: ربما، أو لعلهم لم يقرؤوا التاريخ ؟

قال : إننا لسنا كسائر الدول التي ابتليت بالاحتلال، فاحتلالنا لم يكن بعد قتال جيش ضد جيش أو حتى ضد جيوش، و لم يكن بعد حصار أو معارك طاحنة مع عدو غاشم، لقد كان بسبب تواطؤ و مكر و غفلة و خذلان..فقد كنا ضمن إمبراطورية فرطت فينا لمحتل سلمنا بدوره لعدونا، ثم إخوة تخلو عنا و خذلونا و تاجروا بقضيتنا و لا يزالون. و من سوء حظنا أن كان محتلّنا أخبث عدو، فهو ماهر في استغلال كل الأحداث في العالم لذلك فنحن ضحية كل الأزمات... فعلينا أن نهتم بكل ما يجري في العالم، لأن القدر وضعنا في طريق عدو خبيث يستغل كل حدث في الدنيا ليثبت للعالم أننا إرهابيون، و أننا المسؤولون عن كل مآسي الدنيا ....علينا أن نقاوم المحق و السحق و الاندثار لأنه يسعى في كل دقيقة لمحونا من التاريخ و الجغرافيا. ثم ترى جهد العالم - بعد ذلك كله - مُنْصَبّ على توفير طاولة لأجل المفاوضات..."هل في طلب الحياة تفاوض.... "؟

.........يتبع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.">عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

قراءة 1382 مرات آخر تعديل على الإثنين, 27 تموز/يوليو 2015 18:25

أضف تعليق


كود امني
تحديث